6 مارس، 2024 4:20 ص
Search
Close this search box.

أمينة محمد.. أبدعت في التمثيل والرقص والإنتاج السينمائي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“أمينة محمد” ممثلة وراقصة ومخرجة مصرية، ولدت في مدينة طنطا بمحافظة الغربية في مصر سنة 1908، وانتقلت للعيش في مدينة القاهرة في عام 1918 عندما بلغت العاشرة من عمرها بعد وفاة والد “أمينة رزق” الشيخ”محمد رزق الجفري” الذي كان يعولها، والتحقت مع “أمينة رزق” بمدرسة ضياء الشرق الابتدائية الواقعة بعابدين، وكانت بدايتها الفنية الحقيقية على المسرح حينما التحقت ب”فرقة رمسيس” بعد مقابلتها ل”يوسف وهبي” في عام 1924، لكنها لم تستمر مطولًا بها خاصة مع تفضيل “يوسف وهبي” ل”أمينة رزق” عليها وارتفاع راتبها الشهري عنها، ثم تنقلت بعدها بين الفرق المسرحية، فعملت مع فرق “نجيب الريحاني” و”إخوان عكاشة” و”أمين عطا الله”، ثم اتجهت للرقص الشرقي وصارت معروفة كراقصة أولى، كما رقصت كذلك مع فرقة “بديعة مصابني”، وشاركت بسبب شهرتها كراقصة في أفلام (شبح الماضي، الدكتور فرحات، 100 ألف جنيه، الحب المرستاني).

 

أمينة فيلم..

في عام 1937 قررت “أمينة محمد” الاتجاه للإنتاج السينمائي من خلال شركتها (أمينة فيلم) لتقدم فيلمها (تيتاوونج) الذي شاركت في إخراجه وكتابته وشاركت في تنفيذ كافة عملياته الفنية مع مجموعة كبيرة من الفنانين من بينهم “صلاح أبو سيف” و”أحمد كامل مرسي” و”كمال سليم” والفنانين التشكيليين “صلاح طاهر” و”عبد الحميد الشريف”، وبعدها بسنوات قررت اعتزال المجال الفني تمامًا والتفرغ للعمل في مجالات السياحة والتجارة حتى وفاتها.

قاما بإخراج أفلام: (سيجارة و كاس (1955)- تيتاوونج (1937)- ضحايا المدينة (1946)) ومثلت في: (تاكسى حنطور (1945)- المجد الخالد (1937)- الحب المورستانى (1937)- تيتاوونج (1937)- غفير الدَّرك (1936)- 100 ألف جنيه (1936)- الدكتور فرحات (1935)- شبح الماضي (1934))، وفي تأليف : (تيتاوونج (1937)- وراء كل فيلم.. حكاية)

تيتاوونج..

في مقالة بعنوان (أمينة محمد رفضت أنور السادات.. ممثلاً!) يقول “خالد بطراوي” : “إذا كانت عزيزة أمير مؤسسة صناعة فن السينما في مصر، صاحبة الفيلم الأول «ليلى»، وآسيا داغر التي أنتجت فيلمها الأول «غادة الصحراء»، وبهيجة حافظ التي استهلت إنتاجها بفيلم «الضحايا» الصامت، وفاطمة رشدي في «فاجعة فوق الهرم»، فلماذا لا تكون «أمينة محمد» واحدة من أولئك الرائدات الأوليات في هذا الحقل؟ ماذا ينقصها؟.. وهي التي اشتركت في بطولة خمسة أفلام سينمائية، وكان آخرها «الحب المرستاني»(المجنون) إخراج ماريو فولبي عام 1937. هذه التساؤلات الكثيرة ظلت تراود مخيلة الراقصة والممثلة أمينة محمد، خالة الممثلة أمينة رزق. وجاء عام 1937.. وصممت على خوض التجربة في هذا الميدان.. وأسست أمينة محمد شركة للإنتاج السينمائي أطلقت عليها اسم «أمينة فيلم»، وكان رأسمالها في ذلك الوقت سبعة عشر جنيهاً مصرياً لاغير، واتخذت لها مكتبا في شارع إبراهيم باشا (الجمهورية حالياً)، ثم نشرت إعلانا في جريدة الأهرام تطلب فيه وجوهاً جديدة لفيلمها الأول “تيتاوونج”، وعلى الذين يستجيبون لإعلانها، أن يبعثوا إليها صورا فوتوغرافية، ثم يتوجهون بعد ذلك إلى شركتها لكي تجري معاينة لأوصافهم، وبالفعل تقدم إليها مجموعة كبيرة من هواة السينما في تلك الفترة، بالإضافة إلى عدد كبير من النجوم المعروفين، وكان من بين هؤلاء الهواة، عدد من كبار المخرجين أمثال: كمال سليم، والسيد بدير، وصلاح أبو سيف، وأحمد كامل مرسي، وحلمي حليم، ومحمد عبد الجواد، ويوسف معلوف، ومحمود السباع، ومن المنتجين روفائيل جبور.. ومن النجوم: محسن سرحان ومحمد الكحلاوي ونجمة إبراهيم و زوزو نبيل  وصفية حلمي، ومن أصحاب الأسماء المعروفة في تلك الفترة: حكمت فهمي، وأستر شطاح.. والطريف، أنه كان من بين المتقدمين الهواة، الرئيس الراحل، أنور السادات، الذي أرسل خطاباً للشركة يقول فيه «قوامي نحيل، وجسمي ممشوق، وتقاطيعي متناسقة»! وفي اليوم التالي قام السادات بزيارة أمينة محمد في مكتبها، وتقدم إليها بطلب الاشتراك في تمثيل الفيلم، فرفضت أمينة محمد، وكان رفضها سبباً في إقلاعه عن فكرة التمثيل.. وقد روى السادات هذه الواقعة في مقال له في جريدة الجمهورية، عندما كان رئيساً لتحريرها في منتصف الخمسينات، وأشار إلى هذا المقال الكاتب الصحافي محمد حسنين هيكل في كتابه «خريف الغضب»”.

ويضيف:  “المهم.. في بداية الأمر، وقع اختيار المنتجة والممثلة أمينة محمد، على محسن سرحان، فاعترض المصور الفرنسي دافيد كورنيل على الاختيار، فاستعانت أمينة محمد بصديقها الرسام التشكيلي عبدالسلام الشريف، الذي ساعدها على اكتشاف الممثل حسين صدقي، الذي ظهر أول مرة في فيلم «الدفاع» عام 1935. ولما كانت أمينة محمد هي مؤلفة القصة وكاتبة السيناريو والحوار، بمساعدة كل من السيد بدير وأحمد كامل مرسي والسيد حسن جمعة، فإنها رسمت لنفسها في الفيلم دوراً يتناسب مع مواهبها الفنية. وعرض الفيلم، الأولى للمرة في الخامس والعشرين من شهر مارس عام 1937 بسينما الكوزموغراف في القاهرة، وهو يحمل رقم 58 في ترتيب قائمة عرض الأفلام المصرية. وأدى فيه السيد بدير دور زبون في الملهى الليلي، يشهد في المحكمة ضد الراقصة «تيتاوونج»، وأدت فيه حكمت فهمي دور الشاهدة التي تؤدي شهادتها إلى براءة الراقصة، بينما قامت صفية حلمي بدور إحدى ضحايا الملاهي الليلية.. وقام المطرب محمد الكحلاوي بدور البطولة الغنائية، كما شارك في بطولته جميع من ذكرت أسماؤهم في الأعمال الفنية والإنتاجية، عدا كمال سليم الذي كان يريد أن يستقل وحده بالإخراج. وعلى الرغم من كل هذه الإمكانات والحشود الفنية، فإن الفيلم لم يحقق النجاح المرتقب، غير أن قيمته الفنية الكبيرة باتت تتمثل في أنه كان حقل تجارب لمجموعة ممتازة من أصحاب المواهب الفنية، الذين لمعت أسماؤهم فيما بعد، وأصبحوا من مشاهير النجوم، وكبار المخرجين وعمداء الفن، ويعود فيه الفضل إلى الفنانة القديرة أمينة محمد التي لا تعرفها الأجيال الحالية ولا تعرف دورها في صناعة السينما المصرية”.

إحراق المراحل..

وفي مقالة أخرى بعنوان (أمينة محمد.. عبثية أدمنت إحراق المراحل) يقول “إبراهيم فرغلي”: “عندما سُئلت الفنانة الكبيرة الراحلة أمينة رزق عن خالتها الفنانة أمينة محمد التي كانت تماثلها في العمر قالت: أمينة محمد شخصية غريبة، منهم من يصفها بالجنون ومنهم من لا يستطيع تأطيرها، ومنهم من يعجب بها لأنها شخصية دون كيشوتية وعبثية، وكانت سابقة لزمانها، أدمنت إحراق المراحل وتجاوز مجتمعها في خيارات بدت حينها مجنونة، فذهبت ضحية جموحها وخياراتها وأرادت أن تسبق حلمها وحين يضيق فضاء هذا الحلم كانت تشد الرحال نحو آفاق أوسع مشرعة نفسها لعواصف النقد ورياح الهزائم والانتصارات.. وفي أحد الأحاديث الصحفية كشفت أمينة محمد عن ذكرياتها في تلك الفترة قائلة: سكنت في الثامنة من عمري، أشاهد مع مجموعة من الأطفال في طنطا رواية الأخرس من بطولة عزيز عيد وروز اليوسف وقد اختارني عزيز عيد من بين الأطفال لأن الدور يتطلب أن يحمل طفله على ظهره، لم أنطق بكلمة أو حرف، لحظة تصفيق الجمهور كانت لحظة لن أنساها ما حييت· هذه اللحظة، إذن هي التي فتحت عيني الصغيرة المهمشة على عالم الأضواء وألهبت هذه المشاهد المسرحية خيالها، ونزحت أمينة محمد من طنطا إلى القاهرة مع أمها وأختها وابنة أختها أمينة رزق واستقرت العائلة في حي روض الفرج”·

ويضيف “كان عمرها وعمر ابنة أختها 14 عاما وذهبتا سويا لمقابلة يوسف وهبي الذي اختبرهما على مضض، فتحمس لأمينة رزق فبكت أمينة محمد خالتها فقال لها يوسف وهبي: لا تبكي وقرر أن تقوم كل منهما بالدور يوما بعد يوم بالتناوب.. وبدأ المشوار الطويل الذي كثيرا ما صادف حصولها فيه على الأدوار الثانوية بسبب جمال أمينة رزق والتي كانت تقسو عليها بسبب شعورها بالظلم، وتسافر إلى بيروت لتقيم مع صديقتها أديل ليفي المغنية والراقصة وبطلة مذابح الغرام في شارع عماد الدين.. وكان زواجها سببا لتعاستها، فقد تزوجت من شخص من عائلة كبيرة وأحبته بصدق وأخلصت له، وضحت بالفن من أجله، وكان زوجها يسمح لها بالعودة للتمثيل حسب ظروفهما المادية، ثم وصلها يوما خبر زواج زوجها من ابنة عمه بعد أن ربح قضية مكنته من الحصول على ميراثه، وحاولت الانتحار، ثم استمعت لنصيحة بديعة مصابني التي أوحت لها بأن تقوم بالرقص في الصالات لتغيظ زوجها وتنتقم منه، وكانت تفعل ذلك وهي تبكي لأن حزنها كان أكبر من انتقامها! ثم ذهبت إلى الإسكندرية وانضمت إلى ملهى للراقصات الأجنبيات وتفوقت عليهن وتقدم اسمها عليهن”·

ويواصل: “فكرت في الذهاب إلى أثينا، وهناك قدمت نفسها لصاحب ملهى على أنها راقصة محترفة، لكن الرقص الشرقي بالنسبة لصاحب الملهى بدا كأنه حركات عشوائية، ولم تيأس بل حرضها ذلك على السفر إلى أوروبا لتجربة حظها وتنقلت من اليونان إلى بولونيا ثم النمسا والمجر وإيطاليا وفرنسا، دون أن تعرف لغة أجنبية معتمدة فقط على سحرها الشرقي وخفة دمها وخطوات راقصة أتقنتها بذكاء وأصبحت أول راقصة عربية على المسارح الأوروبية قبل أن تغزوها حكمت فهمي وسامية جمال وتحية كاريوكا في مرحلة لاحقة· لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية كان سببا في عودتها إلى مصر مرة أخرى حيث رقصت في ملهى الكيت كات. وشاركت بأدوار صغيرة في فيلمين هما “امرأة خطرة” لأحمد جلال عام 1941 و”جوهرة” ليوسف وهبي عام 1943 وأدت فيه مشهدا راقصا، ثم شاركت في فيلم “تاكسي حنطور” 1945 و”ضحايا المدينة” ·1946وسافرت إلى دمشق ومنها إلى حلب، ثم عادت إلى مصر وعملت كمساعدة مخرج في فيلم “فتوات الحسينية” 1954 مع نيازي مصطفى، وفي نفس الفترة استعان بها المخرج العالمي سيسيل دي ميل أثناء تصوير “الوصايا العشر” في مصر لإجادتها اللغة الإنجليزية بعد سفرها الطويل، ولمعرفتها السينمائية، وانتقلت بعد ذلك إلى أسوان حيث افتتحت كافتيريا في مطار أسوان ثم قررت الانتقال إلى بيروت مرة أخرى حيث افتتحت مركزا للتجميل، وفي أواخر الستينات افتتحت مشروعا سياحيا في جبل عتاقة بالسويس وتحول إلى مطعم في أواخر أيامها، وفي السبعينات ذهبت إلى “ليبيريا” وافتتحت اتيليه لتصميم الأزياء، وتوفيت عام 1985 بعد حياة حافلة بالمغامرات، ورصيد من السينما، ربما لم يبق منه سوى تجربة “تيتاوونج”” ·

وفاتها..

توفيت “أمينة محمد”  في 1985.

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب