كتبت – سماح عادل :
في وقتنا الحالي.. هل يوجد إقبال على مجلات الأطفال والقصص التي تصدر خصيصاً لهم؟.. هناك مجلات شهيرة، وسلاسل تربى عليها أجيال عديدة، ولازالوا يذكرونها حتى الآن بكل الحنين لأيام الطفولة وبراءتها.. لكن أطفالنا اليوم تشغلهم مصادر أخرى للمعرفة.. قنوات فضائية تبث طوال اليوم، تقدم لهم كارتوناً أجنبياً مدبلجاً بلغة فصحى، وأيضاً شبكة الإنترنت التي توفر لهم فيديوهات صنعت خصيصاً من أجلهم، أو حلقات كاملة من كرتونهم المفضل.. والسؤال هل تستطيع المجلات وسلاسل القصص الورقية الصمود أمام هذا الغزو البصري السمعي؟
تراجع إصدار مجلات الأطفال
يرصد الكاتب المصري ورئيس تحرير كتاب الهلال للأولاد والبنات “محمود قاسم”، في دراسة أعدها عام 2005، بعنوان “موسوعة مجلات الأطفال في العالم العربي”، وصدرت مؤخراً عن المجلس العربي للطفولة والتنمية، أن “معظم هذه المجلات عمرها قصير، وقد قل إصدار المجلات في مصر، واتجه الإصدار إلى الدول العربية الأخرى، لأن إصدار مجلة طفل جيدة يحتاج ميزانية عالية، ومعظم التجارب الآن تعتمد على الترجمات وخاصة الترجمة من عالم ديزني مثل مجلات “توم وجيري” و”ميكي” و”سوبر ميكي”.
كما كشفت دراسته عن تراجع عدد المجلات، حيث كان عددها في بداية القرن الماضي أكثر من عددها الآن، وإن بعض الدول العربية لا توجد بها مجلات موجهة إلى الأطفال اصلاً، وتضيف أن “مصر كانت فيما مضى صاحبة النصيب الأكبر من إصدارات مجلات الأطفال فقد بلغ عددها 29 مجلة، بينما أصدرت السودان مجلة واحدة عام 1946، ومثلها لبنان 1908”.
تشير دراسة “قاسم” إلى أن عدد مجلات الأطفال في العالم العربي منذ بدء صدورها وحتى الآن 170 مجلة، معظمها توقف عن الصدور، لافتة إلى غياب “الشخصية التي تجمع الأطفال حولها، ففي أميركا يجتمع كل الأطفال حول “ميكي” أما لدينا فالمجلات تقتل أبطالها مثل “ماجد” و”احمد” و”باسم”، لافتة إلى “تحول الكتابة للطفل إلى ساحة للقتال الشرس بين الكتاب بسبب التصارع على النقود التي تمنحها مجلات الأطفال الخليجية، غير أنه رغم ذلك معظم المجلات تعاني ضعف المستوى وضعف المادة المقدمة خلالها”.
أبرز المجلات وسلاسل القصص للأطفال
مجلات الأطفال في العالم العربي حضرت بقوة في فترة السبعينيات وحتى بداية الألفية، لكنها ما لبثت أن أغلقت واحدة تلو الأخرى، وأعلن ناشروها توقف إصدارها لعدة أسباب منها ضعف التوزيع، وارتفاع تكلفة الإنتاج، وعدم القدرة على المنافسة مع التطور التكنولوجي وإتاحة شبكة الإنترنت، وأيضاً عدم وجود تشجيع لأطفال على القراءة في معظم البلدان العربية. ومن أبرز مجلات وقصص الأطفال:
– مجلة ميكي : صدرت لأول مرة في مصر عام 1959 عن دار الهلال، وتحتوي على قصص مصورة أبطالها شخصيات “ديزني” المعروفة، تصدر أسبوعياً بترخيص من “شركة والت ديزني” بعدة لغات، توقفت عن إصدارها في عام 2003 بسبب مشاكل مع شركة ديزني وأعادت إصدارها “دار نهضة مصر” في شهر يناير 2004م.
تتمحور القصص المصورة فيها حول شخصية “ميكي” ورفاقه “بندق، بطوط، ميني ماوس، العم دهب، بلوتو وأولاد أخت ميكي فرح ومرح”، والخصم لميكي هو “دنجل”، تدور القصص في مدينة البط وتكون عن أفراد عائلة البط.
وفي 2011 منحت شركة “والت ديزنى العالمية” الأميركية، دار نشر نهضة مصر، حق توزيع إصدارات “ميكى” و”ميكى جيب” في عدد من الدول العربية، وهى السعودية والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين.
– مجلة سمير : مجلة أسبوعية مصرية للأطفال، تصدر عن “دار الهلال”، نشرت لأول مرة في عام 1956، الشخصيات فيها “تان تان، وفيكي، وترنا، وبوباي، وباغز باني، سمير، وتهته، وباسل، وجلال”، وهي من أوائل مجلات الأطفال في العالم العربي والمستمرة في الصدور حتى اليوم.
– مجلة ماجد : مجلة أسبوعية للأطفال من سن 7 – 14، تصدر عن “شركة أبو ظبي للإعلام”، أصدرت لأول مرة في عام 1979، وتتميز بأنها تشجع القراء على المساهمة في التحرير، هي أول مجلة تظهر في منطقة الخليج العربي، وقد شارك العديد من مبدعي الوطن العربي من رسامين ومؤلفين كبار أمثال “حجازي، وبهجت، ومصطفى رحمة” في ابتكار شخصيات المجلة مثل “ماجد، وكسلان جدا، وفضولي، وأبو الظرفاء، وزكية الذكية، وأمونة”.
– مجلة قوس قزح : شهرية مخصصة للأطفال صدرت عن “الشركة التونسية للنشر” عام 1984، وهي أول مجلة للأطفال في منطقة المغرب العربي، وهي مستمرة في الصدور حتى الآن.
– مجلة العربي الصغير : مجلة شهرية للأطفال، تصدر عن “وزارة الإعلام الكويتية”، نشرت لأول مرة في عام 1986، يتمثل هدف المجلة في خلق جيل يحقق التقدم لوطنه ويتمسك بهويته، وتسمح للقراء بإرسال مساهماتهم، وقد ظهرت أولاً عام 1958 ككتيب ملحق بمجلة العربي، وعمل ضمن فريق تحرير المجلة عدد من الكتاب المرموقين في العالم العربية مثل “المنسي قنديل، وفتحية العسال، وفاروق شوشة”.
– مجلة باسم : مجلة أطفال شهرية موجهة للأعمار ما بين 5 – 15 سنة، نشرت لأول مرة في عام 1987 من قبل “الشركة السعودية للصحافة والنشر”، هي أول مجلة أطفال سعودية، ابرز الشخصيات فيها “سمير،وسعدان، وزعتر” وأطلقت العام الماضي مسابقة الصحفي الصغير التي هدفت لتشجيع الأطفال على إجراء المقابلات والتحقيقات الصحفية.
– مجلة سبيرو : مجلة قصص مصورة فرنسية، مترجمة للغة العربية، تصدرعن “شركة سيتي آرت” اللبنانية، وهي عبارة عن سلسلة مغامرات مشوقة للصحفي “سبيرو” وهو الشخصية الرئيسية في المجلة.
– مجلة توم وجيري : صدرت لأول مرة في عام 2004 عن مؤسسة “دار الهلال”، الشخصيات “تومي، وجيري، وسكوبي دو، ولوني تونز، وفلين ستونز”.
– مجلة فلة : مجلة شهرية للفتيات ما بين سن 8 – 16 عاماً، نشرت لأول مرة في عام 2006 من قبل “شركة نيو بوي”، تحتوي المجلة على قصص وأنشطة خاصة بالفتيات.
– سلسلة رجل المستحيل : سلسلة قصص بوليسية من تأليف “د.نبيل فاروق”، أصدر منها 160 عددًا، عن “المؤسسة العربية الحديثة” صدر أول عدد بعنوان “الاختفاء الغامض” سنة 1984 حيث لاقت نجاحاً في العالم العربي حتى العدد الأخير الذي أنهى السلسلة عام 2009، كما يضاف لذلك الأعداد الخاصة وعددها 14 والتي تتناول نواحٍ جانبية في القصة كبدايات أدهم، تروي القصص مغامرات ضابط مخابرات مصري يدعى “أدهم صبري” يلقّب برجل المستحيل يجيد كل فنون القتال، ويستخدم عدة أنواع من الأسلحة والمراكب والغواصات ويجيد التحدث بالعديد من اللغات والتنكّر وتقمص شخصية من أمامه.
– سلسلة المغامرون الخمسة : مغامرات بوليسية قام بتأليفها الكاتب المصري “محمود سالم”، في البداية كان الكاتب يترجم أعداد السلسلة البوليسية الإنكليزية الشهيرة “كاشفو الأسرار الخمسة”، و بعد ذلك ألف القسم الأكبر منها، صدر منها عشرات الكتب عن “دار المعارف” الأبطال خمسة من الأولاد تترواح أعمارهم ما بين التاسعة والرابعة عشرة “نوسة, ولوزة, وتختخ, وعاطف, ومحب, وكلبهم زنجر”.
– سلسلة الشياطين الـ13 : صدر من هذه السلسلة أكثر 250 عدد من تأليف “محمود سالم”، بدأت السلسلة في الصدور من بيروت عام 1978 أول 10 أعداد، ثم بعد ذلك انتقلت إلى مصر مع اندلاع الحرب في لبنان، الأبطال 13 فتى وفتاة كل منهم يمثل بلداً عربياً، يقفون في وجه المؤامرات الموجهة إلى الوطن العربي، تمرنوا في منطقة الكهف السري التي لا يعرفها أحد، وأجادوا فنون القتال، “استخدام المسدسات، الخناجر، الكراتيه”، كما يجيدون عدة لغات. في كل مغامرة يشترك خمسة أو ستة من الشياطين معاً تحت قيادة زعيمهم الغامض “رقم صفر” الذي لم يره أحد ولا يعرف حقيقته أحد.
الطريف أن هذه المجلات والسلاسل أصبحت متاحة بأعدادها الكاملة على الإنترنت حالياً للتحميل المجاني.
