23 أبريل، 2024 7:26 م
Search
Close this search box.

ألمانيا … مخاطر الهجرة غير الشرعية؟ وفشل الأتفاق الأوروبي التركي مع مشكلة الهجرة

Facebook
Twitter
LinkedIn

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
قررت ” أنغيلا ميركل” المستشارة الألمانية فى عام 2014 وفقا لـ”روسيا اليوم ” فى 19 يوليو 2019 فتح حدود البلاد أمام المهاجرين ووصل إلى ألمانيا في غضون بضعة أشهر مئات الآلاف من الأشخاص الذين تقدموا بطلب الحصول على وضع لاجئ، مما أدى إلى أزمة هجرة لم تشهد القارة العجوز مثلها من قبل.وضعت موجة اللاجئين الكبيرة التى شهدتها ألمانيا أمام تحديات كبيرة هي ليست الأولى في تاريخ البلاد، فقد شهدت في السنوات السبعين الأخيرة موجات هجرة كان معظمها مؤلماً.وتواصل تدفق المهاجرين على ألمانيا عبر ميونخ بأعداد كبيرة، فاقت قدرة بعض المدن على استيعابهم كما حدث في ميونيخ، التي طلبت مساعدة الولايات الألمانية الأخرى في إيواء الأعداد الكبيرة من اللاجئين. ومنذ مطلع العام 2015 استقبلت ألمانيا نحو (450) ألف لاجئ. ووفق تقديرات الشرطة فقد وصل حتى 13 سبتمبر 2015 نحو (13) ألف من اللاجئين.

الهجرة إلى ألمانيا
أشارت توقعات الحكومة الألمانية إلى أن مجموع عدد طلبات اللجوء، التي قدمها أشخاص لأول مرة، سيبلغ في عام 2018، نحو (166) ألف طلب حسبما أعلنت وزارة الداخلية الاتحادية وفقا لـ”DW” فى6 يناير 2019 .بذلك فإن عدد اللاجئين الذين دخلوا ألمانيا في عام 2018 كان أقل من الحد الأقصى الذي وضعته الحكومة الألمانية لأعداد اللاجئين والذي يتراوح بين (180 إلى 220 ) ألف شخص سنوياً.

الهجرة

وبذلك تتراجع أعداد طلبات اللجوء في 2018 مقارنة بعام 2017، بنسبة تبلغ حوالي (18%)، حيث كانت الطلبات في 2017 حوالي (198) ألفاً بعد أن تجاوزت (720) ألفاً في عام 2016. ويعود انخفاض أعداد طلبات اللجوء إلى تشديد الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي والحدود بين بعض الدول الأوروبية، وخصوصاً بعد الاتفاقية التي أبرمها الاتحاد الأوروبي مع تركيا في عام 2016. غالبية اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا في 2018 أتوا من سوريا (27 %) ثم العراق (10 %) وإيران (7%). وتشكل شريحة الشباب غالبية أولئك اللاجئين، حيث أن أعمار (74 % ) من اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا في عام 2018 تقل عن (30) عاماً

بوابة الهجرة عبر تركيا الى اليونان ودول البلقان ثم أوروبا
دخل مئات آلاف المهاجرين أوروبا الغربية عبر طريق البلقان عام 2015. ولكن في مارس 2016، أعلنت سلوفينيا وصربيا وكرواتيا ومقدونيا بأنها ستغلق حدودها في وجه المهاجرين ممن لا يحملون تأشيرة دخول. و قامت عدة دول أوروبية ببناء سياج حدودي حيث أقامت بلغاريا سياجا على طول حدودها مع تركيا في يونيو 2017. وينشط المهربون الآن على عدة طرق متباينة انطلاقا من اليونان وتركيا إلى غربي أوروبا، بما في ذلك الطريق الذي كان أكثر استخداما في عام 2015، عبر صربيا وكرواتيا، والذي يعرف بطريق البلقان. وأفادت وسائل إعلام كرواتية مؤخرا بأن طريقا جديدا في البلقان قد فتح، حيث حاول المهاجرون الانتقال من اليونان إلى غربي أوروبا عن طريق ألبانيا والجبل الأسود والبوسنة والهرسك وكرواتيا وسلوفينيا وفقا لـ”مهاجر نيوز” فى15 مارس 2019 .

الأتفاق التركى الأوروبى حول اللاجئين
تم التوقيع في مارس 2016 على اتفاقية بين الاتحاد الأوروبي والحكومة التركية بشأن اللاجئين وفقا لـ”DW” فى 29 يونيو 2019. وجاءت هذه الاتفاقية استجابة لظروف خاصة عايشتها أوروبا مع قدوم مئات الآلاف من المهاجرين ابتداء من العام 2015 الذين عبروا بحر إيجه محاولين الوصول إلى الجزر اليونانية بالرغم من مخاطر الغرق. وفقًا للاتفاقية الموقعة، يتم إرسال المهاجرين الذين عبروا الحدود صوب اليونان سريعًا إلى تركيا.وكان أحد الجوانب الرئيسية للاتفاقية هو ترتيب مبادلة للاجئين بين أوروبا وتركيا.

فشل الاتفاق التركى الأوروبى
أكد ” رجب طيب إردوغان”الرئيس التركي وفقا لـ”صحيفة الشرق الأوسط” فى 5 سبتمبر 2019 إن بلاده تعتزم إعادة توطين مليون لاجئ في شمال سوريا وربما تفتح الطريق إلى أوروبا أمام المهاجرين ما لم تتلق دعما دوليا كافيا لهذه الخطة.وأعلن ” مولود جاويش أوغلو “وزير الخارجية التركي فى 23 يوليو 2019 تعليق اتفاقية مع الاتحاد الأوروبي تقضي باستعادتها اللاجئين العابرين من أراضيها.وتسعى تركيا على ما يبدو لاستغلال ورقة المهاجرين للضغط على الاتحاد الأوروبي.وتستفيد أنقرة من الاتفاقية بمساعدات أوروبية تقدر بـ(6 )مليارات دولار.

الفوضى والصراعات دوافع للهجرة
شهدت قائمة مكتب الإحصاء الأوروبي المتعلقة بالهجرة العالمية إلى دول الاتحاد لعام 2017 وفقا لـ”سبوتنيك” فى 25 يوليو 2019 تواجدا عربيا ملفتا ضمن الدول العشرين الأكثر هجرة لمواطنيها، سوريا والعراق. يذكر بأن القائمة الأوروبية شهدت تواجد سوريا في المرتبة الـ(14) حيث حصل (13 )ألفا و (515) مواطنا سوريا على الجنسيات الاوروبية توزعت نسبهم مابين (63,9 %) للسويدية و (18,3%) للألمانية.. والعراق في المرتبة الـ(18) عالميا بواقع (11) ألفا و(518) مواطنا توزعوا بين ألمانيا (30.2%) ، والسويد (%28.4) ، وهولندا (12.1% ) وبلجيكا (8.1%) ودول أوروبية أخرى .ولقت الزياة بين الأفغان لقت الزيادة بين الأفغان نسبة( 20 %).

أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفقا لـ”DW” فى 30أبريل 2019 وصول ما يقرب من(150) لاجئاً قادمين من ليبيا إلى العاصمة الإيطالية. ونسقت وزارة الداخلية الليبية والسلطات الإيطالية عملية إجلاء هذه المجموعة من اللاجئين. وذكرت تقارير إعلامية أنهم جاءوا من إثيوبيا وإريتريا والصومال والسودان وسوريا.علق “يوري سفيتوف” السياسي والصحفي على أسباب ونوعية الهجرة ” واصفا أسباب الهجرة بالمتنوعة فمنها ما يعتبر تاريخيا كهجرة الليبين إلى إيطاليا مضيفا بأن الآلية التي تقوم بها دول الاتحاد الاوروبية تشجع على الهجرة إليها، بالإضافة لآن المهاجرين يهربون من الأوضاع المتوترة في بلدانهم والحروب والفوضى والصراعات السياسية ويختارون دول الاتحاد الأوروبي للهجرة، لما تقدمه من إستقرار أسري و فرص عمل.”

ضحايا الهجرة عبر البحر المتوسط
كشفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وفقا لت”روسيا اليوم” فى 3 يناير 2019 إن (2262) مهاجرا قضوا في العام 2018 في البحر الأبيض المتوسط أو اعتبروا في عداد المفقودين خلال محاولات عبوره إلى أوروبا.وذكرت أن عام 2017 غرق فيه (3139) في البحر الأبيض المتوسط، مشيرة إلى تراجع عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا في 2018.

موقف دول أوروبا من استنقبال اللاجئين
أكدت حكومة اسبانيا إن الهجرة غير الشرعية بحرا تراجعت خلال شهر فبراير 2019، إذ انخفضت الى (930) شخصا وصلوا مقارنة بأكثر من( 4000 ) في يناير 2019. ويقول وزير الداخلية “فرناندو غراندي- مارلاسكا” إن “التوجه الصاعد في الشهور الأخيرة قد انكسر”.كانت اسبانيا نقطة الدخول الرئيسية الى أوروبا للمهاجرين غير الشرعيين العام 2018، عندما استقبلت ما يزيد على (57) ألف مهاجر قادمين بحرا مقارنة ب(21) ألفا في العام 2017. وانتقدت أحزاب المعارضة الحكومة التي يقودها الاشتراكيون لتعاملها الناعم مع الهجرة غير الشرعية. وبعد تبنيها موقفا اكثر ترحيبا بالمهاجرين عن دول أخرى أعضاء بالاتحاد الأوروبي كإيطاليا مثلا، سعت اسبانيا مؤخرا الى تقليص أعداد الوافدين.

كانت إيطاليا قد استقبلت غالبية المهاجرين الذين أنقذتهم الجماعات الإنسانية في البحر حتى أغلقت الحكومة الشعبوية جميع موانئ البلاد أمام السفن الخيرية، وأعلنت مؤخراً أنها أغلقت رسميا مركز المهاجرين في جزيرة صقلية، وهو المركز الأكبر من نوعه للمهاجرين في أوروبا.وأكد سالفيني: إنه يعارض فرنسا وألمانيا لجهة تبنيهما سياساتٍ للهجرة “تتجاهل مطالب أكثر الدول عرضة للخطر”.وتصادمت باريس وروما مرارا خلال العام 2018 بسبب الهجرة وفقا لـ”يورونيوز” فى 23 يوليو 2019.

أعلنت فرنسا وفقا لـ” BBC” فى 23 يوليو 2019 إن (8) دول أوروبية وافقت على المشاركة في استضافة المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في مياه البحر المتوسط غير أن إيطاليا ليست واحدة من تلك الدول.وأعلن الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” إن هناك(6) دول أخرى دعمت من حيث المبدأ خطة فرنسية ألمانية لإعادة توطين المهاجرين عقب محادثات شهدتها العاصمة باريس.وحذر “ماكرون “من أنه لن يوافق على صرف أي تمويل للدول التي ترفض المشاركة في تحمل أعباء تلك الخطة.

الخلاصة
تسعى أوروبا إلى إيجاد حلول مستدامة في مواجهة تدفق المهاجرين على سواحلها..حيث طرحت أزمة المهاجرين واللاجئين مؤخرا تحديات مصيرية أمام أوروبا، خاصة في الدول التي تحملت العبء الأكبر من هذه الأزمة . فى الوقت الذى خففت تركيا إجراءاتها الأمنية تجاه المهاجرين . فبات من المحتمل أن يصل آلاف اللاجئين إلى الجزر اليونانية بشكل خاص، لو قررت تركيا بالفعل نسف اتفاق الهجرة وفتحت الباب أمام المهاجرين للوصول إلى أوروبا.

وشهدت أوروبا مجموعة من الهجمات الإرهابية وأفضت التحقيقات إلى أن مرتكبي هذه الهجمات معظمهم مهاجرين مقيمين داخل دول أوروبا أو من المهاجرين الذين تسللو إلى دول الأتحاد الأوروبى ما يعكس صعوبة اندماج المهاجرين داخل دول التكتل الأوروبى.وعلى الرغم من الانخفاض الذي سجلته أرقام المهاجرين الذين يعبرون المتوسط باتجاه أوروبا . إلا أن عدم قدرة القادة الأوروبيين على الاتفاق حول كيفية التعامل مع مشكلة الهجرة قد تتسبب على المدى القريب فى أزمة سياسية حول كيفية من سيتحمل مسؤولية هؤلاء المهاجرين.

التوصيات
من الضروري وجود آلية إقليمية لعمليات إيصال المهاجرين . تعزيز التعاون المشترك بين دول المنشأ والعبور والوصول، لكسر أساليب وطرق مهربي وتجار البشر . تنفيذ مشاريع تنموية لمعالحة البطالة واستقطاب الشباب. اعتماد تشريعات تطبق عقوبات جنائية على كل من يساهم في دخول المهاجرين بطرق غير مشروعة إلى أوروبا.

رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=54860

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الهوامش
موجات الهجرة التي شهدتها ألمانيا منذ 1945 …DW

http://bit.ly/2kzOtf9

أبرز الإحصاءات حول اللاجئين في ألمانيا عام 2018 …DW.

http://bit.ly/2lGG9up

ارتفاع عدد طالبي اللجوء في ألمانيا إلى 1.8 مليون … روسيا اليوم

http://bit.ly/2lGuPOK

الاتفاقية الأوروبية التركية بشأن اللاجئين، هل تركت السوريين في مهب الريح؟ …DW

http://bit.ly/2krtgEj

إردوغان يهدد أوروبا: سنفتح الطريق أمام المهاجرين إذا لم نتلق دعماً … الشرق الأوسط

http://bit.ly/2kC9OEF

أسباب جغرافية وديموغرافية… العرب يتصدرون دول العالم بالهجرة إلى أوروبا… سبوتنيك

http://bit.ly/2kzOQ9x

المغاربة يتصدرون والسوريون في المركز الثالث عربيا..أكثر شعوب العالم حصولا على الجنسيات الأوروبية … سبوتنيك

http://bit.ly/2m0p3HR

ضمن إطار إعادة التوطين.. وصول 150 لاجئاً من ليبيا إلى إيطاليا … DW

http://bit.ly/2m0p3HR

الأمم المتحدة تعلن حصيلة ضحايا الهجرة في عرض المتوسط عام 2018 … روسيا اليوم

http://bit.ly/2m7IpLm

الهجرة إلى أوروبا: 8 دول أوروبية توافق على آلية لتوزيع واستضافة المهاجرين … BBC

https://bbc.in/2k6GAgX

14 دولة أوروبية تؤيد آلية لتوزيع المهاجرين وإيطاليا تتحفظ … يورونيوز

http://bit.ly/2kzNOKH

تراجع الهجرة غير الشرعية إلى إسبانيا … يورونيوز

http://bit.ly/2lLKZ9q

طرق جديدة لتهريب المهاجرين إلى غربي أوروبا عبر البلقان … مهاجر نيوز

http://bit.ly/2k7k4Vf
المصدر/ المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب