13 أبريل، 2024 6:58 ص
Search
Close this search box.

ألفريد سمعان.. كان الشعر بالنسبة له قضية هدفها الإنسان

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“ألفريد سمعان حنا المقدسي” شاعر وكاتب مسرحي وحقوقي عراقي.

حياته..

ولد “ألفريد سمعان حنا المقدسي” 1928 في الموصل في عائلة مسيحية كاثوليكية. تنقل في طفولته في شتى أرجاء العراق بحكم وظيفة والده الذي كان يعمل كضابط جوازات ويتقن الإنكليزية والألمانية. سكن طفلاً مع أسرته في البصرة ونشأ فيها ودرس الابتدائية وأنهى الإعدادية ثم انتقل إلى سوريا لدراسة القانون ثم عاد إلى بغداد ملتحقاً بكلية الحقوق، وتخرج في 1961 على رغم اعتقاله لنشاطه اليساري، وحصل على شهادة دبلوم في التخطيط من معهد الأمم المتحدة بدمشق 1971.

عمل صحفيا في عدة جرائد منذ عام 1952 في مجالي الأدب والرياضة والعمل الوظيفي في وزارة التجارة. وتوجه للتجارة العامة. وقد كان مسئولا عن الفرقة الفنية للحزب الشيوعي في السبعينات. منذ سنة 1977 امتهن المحاماة، ساهم في تأسيس اتحاد الأدباء والكتاب في العراق مع “محمد مهدي الجواهري” عام 1958، وساهم خلال سبعينيات القرن العشرين في إعادة افتتاح الاتحاد، كما شارك في افتتاح مقره بعد 2003 وتولى منصب الأمين العام أمين للاتحاد بعد 2003 واحتفى به وأكرمه الاتحاد والحزب الشيوعي العراقي ودار الثقافة الكردية وممثلية وزارة الثقافة العراقية في سبتمبر 2017 بمناسبة قرب بلوغه التسعين من العمر.

الكتابة..

أصدر أكثر من عشرين مجموعة شعرية.

وأعماله هي:

  • دراسة اقتصادية في صناعة السكر في العراق.
  • مع المسيرة الثورية.. الخطوات الأولى.
  • الحطاب والأسد، مسرحية.
  • الجمعة الحزينة قصة.
  • ليمونا مسرحية شعرية.

دواوينه الشعرية:

  • في طريق الحياة، 1952.
  • قسم، 1954.
  • رماد الوهج، 1957.
  • كلمات مضيئة، 1960.
  • طوفان، 1962.
  • أغنيات للمعركة، 1968.
  • عندما ترحل النجوم، 1971.
  • مراحل في درب الآلام، 1974.
  • الربّان، 1976.
  • ديوان هم يعرفون، 2010.
  • 12 شروق.
  • لائحة اتهام.
  • الطيور.

الشعر قضية..

في حوار معه أجراه “إبراهيم اليوسف” يقول “ألفريد سمعان” عن الشعر بالنسبة له: “الشعر عندي قضية، والقضية عندي تترجم من أجل سعادة الإنسان، من أجل كرامته، وحريته، فأنا شعاري هو الإنسان، أجل، الإنسان أولاً وأخيراً، فالإنسان هو أكبر رأسمال في الوجود، أنا مازلت أفكر كما كنت من قبل، أنا صديق البسطاء، والمظلومين، أنا صديق الكادحين، ولا أكلّ ولا أتعب من هذا الحب الكبير لهم، وألمس يوميا مدى سعادتي، عبر ترجمة رؤياي وقناعاتي الراسخة التي لا فكاك عنها البتة”.

وعن السجن حكى: “سجنت أكثر من مرة، وتعرفت إلى سجني “نقرة السلمان” و”أبي غريب” ضمن سلسلة السجون التي دخلتها، وقد كان إلى جانبي المناضل الوطني والتقدمي فهد في لحظاته الأخيرة”، وكنت أحد ركاب “قطار الموت”، حين حشرنا في  قاطرة شحن ومات أحد الذين كانوا معي وأوشكنا على النهاية”.

وعن لحظة تنفيذ حكم الإعدام بالمناضل فهد، حيث كانت زنزانته مقابل زنزانة “ألفريد سمعان” يقول: “تم ذلك في العام 1948 عندما أخذ من بيننا، وهو مثقل بالأصفاد التي أثقلت رجليه، فكان يسير بعد أن قادوه إلى لحظة الإعدام، كمن يزحف، بيد أنه كان شامخاً، رافع الرأس، وهو يودعنا الوداع الأخير. تلك اللحظات الأليمة لا تفارق مخيلتي، فأنا أعيش تحت وطأتها، غير أن ما يوازن معادلتي النفسية، دائماً، هو ما استخلصته من شجاعة الرجل، وثقته برؤاه، وقناعاته التي لم يحد عنها، ولم يساوم عليها أبداً”.

وعن دفاعه عن مدرسة الواقعية الاشتراكية يوضح: “لا، لست وحدي المتمسك  الآن  بعد كل هذه التبدلات بهذه المدرسة المهمة، في تاريخ الإبداع والفن، فثمة كثيرون مثلي، في العالم كله، لما يزالوا يدافعون عنها، ويبدعون وفق رؤاها، ولكني أؤكد، أن علينا جميعاً، الاستفادة من سنة تطور الحياة، فنطور رؤيتنا، وهو ما يخدم صلب مصلحة هذه المدرسة نفسها، كما أنه يخدم صلب رسالة الإبداع” .

أول مجموعة شعرية..

في لقاء آخر معه أجراه “حيدر عاشور” يقول “ألفريد سمعان” عن أول مجموعة شعرية صدرت له: “بالتأكيد أي شاعر أو كاتب وهو شاب يحلم ويتمنى بأن يطرح إنتاجه في كتاب ويتعرف عليه القراء ويأخذ مكانه بين الشعراء الآخرين وقبل أن يصدر ديواني الأول (في طريق الحياة) كنت قد نشرت في جريدة الأديب الموصلية ومقاطع في مجلة الصباح المصرية والغد الفلسطينية، وكذلك في مجلة النادي ومجلة رياضية أخرى، وقد أشرف على نشاطي الشعري الأستاذ رزوق فرج رزوق، وكنت طالبا في ثانوية البصرة ومعي كان الشاعر محمود البريكان وكنت أتقدم عليه بسنة واحدة، ونشرت أيضا في جريدة الحائط، وكان صديقي ومعلمي بدر شاكر السياب حيث قام بكتابة مقدمة أول مجموعة لي وكان متفائلا بأن هناك شاعرا قد ولد وهو على الطريق..

أرجو أن أكون قد حققت بعض ما رآه حيث أصبحت لدي قرابة خمسة عشر مجموعة شعرية وثلاث مجاميع قصصية ومسرحية شعرية بعنوان (ليمونة) كما كتبت قصصا للأطفال ولدي نشيد معروف بعنوان (نحن ندعو للسلام) انشده الملحن (أحمد الخليل).. هناك محاولات في مجال الشعر الشعبي لم أتجرأ على نشرها”.

وفاته..

توفي “ألفريد سمعان” يوم الثلاثاء 5 يناير 2021، في العاصمة الأردنيّة عمّان، عن عمر 93 عاما.

قصيدتين لألفريد سمعان..

تحية إلى النجـــوم

خلعت ذراك ثيابهَا الخضراء

وانتحبت على الأجداث

زقزقة الطيور

وتهالكت ألواح زورقنا الطرية

فوق أحداق المرافئ

وامتطت أكبادنا اللهفى

أعاصيرٌ معربدةٌ

عصورْ

وتقاسمتْ دمنا الرزايا السود

أعطبت الشفاه

مخالب العملاء.. شَـقّت في الصدور

نفقا من الآهات

وامتحنت بنا الأيام

وانهزمت نسور

ذعراً.. وأورقت النذور

عطشت ظلالك.. يا عروق الشهد

واكتسح الهجيرْ

صلواتنا … يبست حناجرنا الهتوف

تقطعت أنفاسنا.. همساً

وأصراراً .. وأينعت الذرى

صارت مشاتل للكفاح

تعلمت .. حتى الصخور

منا.. وما زالت تدور

نفس المطاحن

ما تزال قيودهم

تمتصُّ وجنات الزهورْ

______________

الفجر المعنى

(1)

أنا أدري

بأن فجراً توارى

تحت سقف الغيوم

مرت عليه

عربات العواصف المجنونة

رحل الوجد واللهاث

وحامت

قهقهات الغربان

بين الحنايا

دفن الحب نفسه

في الزوايا

وتهاوت رؤى المواعيد

صار الزهر شوكاً

ودمعة…  وانهيارا.

(2)

صدقيني بأن ما جاء منك

في قطار الآثام

شلال رعب

وثياب

لا ترتديها الغواني

وطقوس تبرجت

بالقذارة

كيف مرت على اللهيب

خطاك

وتقلبت فوق عشب الدناءة

وتخلى عن البراءة ثغر

كان مرسى  لقبلة

وابتسامة

يا لحزني

على احتضار الكرامة.

(3)

يتشظى ما بين عينيك

جرح

وحروف ذليلة وندامة

أنت في الأسر تشتكين

ولكن

أي وغد ترافقين

وتحبو شفتاه

على المروج الطرية

يتمادى

ويحتويك

بسوط القهر

يملى

عليك ما يشتهيه

ويشد العفاف

حبل المهانة

هل تخليت عن ربيع هواك

وتماديت في شراك

الخطايا.

(4)

كنت ألقاك في الصباح

نسيماً

وهديلاً

ورعشة

وضراعة

وحروفاً مغسولة بعبير

الورد

تزهو وتستعيد رؤاها

كأن سراباً

من الطيور يغني

لأمانيك

يحتفي بنجوم

تتهادى بغبطة في سماها

أي نهر… يسير فيه شراع

السهد

ماذا وراء هذه المتاهات

ماذا

يلوح خلف تلال

الشك

ماذا تريد منا سهام الغدر

صارت غلائل الصمت

عصفا

ومضجعا للرزايا.

(5)

أنا ما ضعت

في مواجع أمسي

أو تغربت في كهوف الضلالة

أو تناءت

عن الضفاف عهودي

سوف أبقى

كما عهدت

أسير العشق

أبقى

معمداً بضباب الآهات

يبقى حنيني

مستباحاً

على فراش ظنوني

أتغنى

كي استعيد هوايا.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب