15 نوفمبر، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

“ألان ديلون”.. ساحر النساء الذي عاش طفولة حزينة

“ألان ديلون”.. ساحر النساء الذي عاش طفولة حزينة

خاص: إعداد- سماح عادل

“ألان ديلون” ممثل فرنسي شهير.

حياته..

ولد “ألان فابيان موريس مارسيل ديلون” يوم 8 نوفمبر1935 في “هوت دو سين” قرب باريس بفرنسا. وعاش طفولة بها صعوبات بسبب انفصال والديه وهو في الرابعة من عمره. والده كان يدير قاعة سينما وأمه تعمل في صيدلية ثم  تفرغت لتربية طفلها “ألان”. وبعد الانفصال الذي تزامن مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، تركته أمه لدى أسرة أخرى لتكفله، ثم عاش ما بين والديه اللذين أنشأ كل منهما عائلة جديدة وهو ما جعله يشعر بتعاسة ومعاناة.

في الدراسة لم يكن ناجحا، بسبب عدم الانضباط وتمرده المتواصل مما جعله يفصل من مدرسة لأخرى. يقول واصفا نفسه: «كنت وحشا صغيرا بالغ الشراسة».

ساعد زوج والدته الذي كان يدير محلا لبيع اللحوم، ثم التحق بالجيش وهو في عمر السابعة عشرة بعد موافقة والديه، واعتبر موافقتهما علي التحاقه بالجيش محاولة منهما للتخلص منه بوصفه طفلا مزعجا.

التمثيل..

بعد عودته من الجيش بعد مشاركة في حرب الهند الصينية فيتنام لاحقا 1954 لكونه جندي مظلات في الجيش الفرنسي، جرب “ديلون” العمل في وظائف ضئيلة قبل يختاره أحد المنتجين ليقدم في 1957 أول أفلامه «أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان»، ثم فيلم «روكو وإخوته» في 1960.

التقى مع الأميركي “هنري ويلسون” مكتشف المواهب ونجح في اختبار التمثيل لكن لم يذهب إلى هوليوود، لأنه فضل البقاء في فرنسا التي حقق فيها نجاحا كبيرا في فيلم «نون الأرجواني» في نفش العام، حين قدم دورا نفسيا مركبا فيه.

برع في أدوار الجريمة مثل فيلم «أي عدد يمكنه الفوز؟» 1963، وحاز شهرة كبيرة في فيلم «الساموراي» 1967، ونجاحا ساحقا في فيلم «بورسالينو»  1970. كما حقق نجاحا في أفلام المغامرات مثل فيلم “التوليب الأسود” 1964 وفيلم” زورو” 1975. جاءت شهرته الكبيرة من جاذبيته كرجل وسيم والكاريزما التي يتمتع بها، وقد فاز بترحيب النقاد بعد  أدائه في فيلمي «السيد كلاين» 1976 و«سوان يحب» 1984.

الجوائز والأوسمة..

  • جائزة «غولدن غلوب» مرة واحدة عام 1964.
  • ديفيد دي دوناتيلو 1972.
  • جائزة سيزار لأفضل ممثل عام 1985.
  • جائزة بامبي 1987.
  • جائزة الدب الذهبي الشرفية في مهرجان برلين 1995.
  • وسام الفنون والآداب الفرنسي 1986.
  • وسام الاستحقاق الوطني من رتبة ضابط 1995.
  • الوسام العلوي من درجة قائد 2003.
  • وسام جوقة الشرف من رتبة ضابط 2005.
  • وسام الاستحقاق من رتبة فارس 2023.

وصية..

حصول على سعفة ذهبية فخرية في مهرجان كان، في مايو 2019، ووقتها توجه للمرة الأخيرة إلى جمهوره في كلمة بدت أشبه بوصية. قال “ديلون”: “غداة حصولي على هذه السعفة الذهبية الفخرية، أشعر برغبة في شكر جميع أولئك الذين عبّروا لي بطريقة أو بأخرى عن عاطفتهم وتعاطفهم، وأكثر من ذلك.

بينما تشارف رحلتي نهايتها، أودّ أن أقول إنّي عرفت الكثير من الشغف، والكثير من الحب، والكثير من النجاحات والإخفاقات، والكثير من الجدل، والكثير من الفضائح، والقضايا المظلمة، والكثير من الذكريات، والكثير من الفرص الضائعة. واللقاءات العفوية، والكثير من الصعود والهبوط. وعندما لا تعود الأمجاد سوى ذكريات عبثية وبعيدة، ثمة أمر واحد فحسب سيبقى مشرقا باستمراريته وطول بقائه هو أنتم، أنتم وحدكم. فيا من صنعتم ما أنا عليه، ومن ستصنعون ما سأكون عليه، كان علي أن أقول لكم ذلك. أقول لكم شكرا، شكرا، شكرا”.

المرأة..

وفي إحدى المقابلات، اعترف “ديلون” الاعترافات النادرة حول علاقاته النسائية فقد وصف علاقته بالمرأة بـ”المضطربة”؛ والسبب يرجع إلى أنه “لم يكن مخلصاً على طول الخط”. وأكد أنه مارس الغش والخداع حيث نجح في الحفاظ على علاقته بحبيبتين في وقت واحد، معلقا “لم أخبر أيًا منهما بالحقيقة؛ لأنني أردت السلام. على المرء أن يكون ممثلًا، وأن يعرف كيف يكذب باستمرار، ويجيد دور العاشق الحزين”.

وتابع في نبرة حزينة تخلو هذه المرة من التمثيل قائلا “حياتي العاطفية كانت ثرية، أحببت خمس نساء، لكن الموت طواهن جميعًا؛ لذلك فأنا أعيش اليوم على الذكريات”، مضيفا “لم يبق غيري وهذا يؤلمني، وأعرف أنهن ينتظرنني، وسنلتقي هناك في الأعالي”.

وذكر أن آخر حبيباته تحمل الجنسية اليابانية، وتدعى “نيرومي” ووقفت إلى جواره في أزماته الصحية.

والمدهش أنه في سيرته الذاتية التي صدرت العام الماضي، وتحمل عنوان Alain Delon Amours et Mémoires “” أو “آلان ديلون، قصص حبّ وذكريات”، يطلق الاعتراف الأكثر دويا، مؤكدا أنه لم يسع لأن يكون ممثلا، ودخل هذا المجال فقط كي يتعرف على الحسناوات فيه أمثال بريجيت أوبر وميشيل كوردو ورومي شنايدر وناتالي ديلون وميراي دارك وروزالي فان بريمن.

حتى نجاحاته كانت تتوالى بهدف واحد هو حصد الإعجاب في عيون أنثوية ساحرة، وهو ما يعبر عنه بقوله: “حرصت دوما على أن أكون (الأفضل والأجمل والأقوى) في نظر اللواتي عرفتهن طوال حياتي”.

كراهية النساء..

وعندما بلغ 87 سنة قال في مقدمة سيرته الذاتية “آلان ديلون، أمور ايه ميموار”: “لم أحلم مطلقاً بأن أصبح ممثلاً. دخلت المهنة وواصلت التمثيل للنساء ومن أجلهنّ”، مشيراً إلى أسماء أنثوية في المجال السينمائي منهنّ بريجيت أوبير، ورومي شنايدر، وناتالي ديلون، والدة أنتوني نجله الأكبر، وميريل دارك، بالإضافة إلى والدة ولديه الأخيرين عارضة الأزياء روزالي فان بريمن.

وعمل ديلون أيضا مع جين فوندا، وأنّي جيراردو، وكلوديا كاردينالي، وماري لافوريه، وجين مورو، وسيمون سينيوريه، وكاترين دونوف.

واعتبرته ناشطات نسويات “عنصريا ومعاديا للمثليين وكارها للنساء”، وعارضن منحه سعفة ذهبية فخرية في مهرجان كان السينمائي عام 2019.

وقال لصحيفة “جي ديه ديه” مدافعا عن نفسه: “هل قلت إنني صفعت امرأة؟ نعم. وكان عليّ أن أضيف أنني تلقيت صفعات أكثر مما وجّهت. لم أتحرّش في حياتي بأي امرأة”.

وأول امرأة يشيد بها هي والدته “إديت” الملقبة “مونيت” والتي أنجبته، وفي مقابلة في 2018، تحدث أيضا عن “شغف مجنون” بمريم العذراء.

عاش”ديلون” قصص حب مع نساء، لكنه في الثمانين من عمره، تقاعد في منزله مع هيرومي رولين، التي كان يقدّمها على أنها مدبرة منزله لكنها وصفت نفسها بأنها حبيبته، حتى طردها أبناء الممثل في صيف 2023، متهمين إياها بإساءة معاملته.

90  فيلم..

قدم “ديلون” أكثر من 90 فيلما في فترته الذهبية، وتميز بتقديمه أدوار الشاب القوي على الشاشة، حتى بتقديمه دور قاتل أو محتال ذي كاريزما، كان «آلان ديلون» محبوبا ومفضلا لعقود طويلة وأحد أبرز نجوم السينما المشهورين عالميا، واحتلت صوره من مشاهد أفلامه مع أشهر نجمات عصره أو حياته الخاصة والقصص الغرامية أغلفة أشهر المجلات الفرنسية ومنها Paris-Match، كما تسببت علاقاته بالنساء في إثارة الجدل وأدت إلى ادعاءات بكراهية النساء له، كـ”زير نساء”.

مرض..

وكان “ديلون” المصاب بسرطان الغدد الليمفاوية قد وضع تحت الحماية القضائية منذ يناير الماضي مع تعيين وكيل قضائي لمعاونته في ما يتعلق “بمتابعته طبياً”. ومذاك، يخوض أبناء النجم الثلاثة حرباً ضروساً في ما بينهم، على صفحات الصحافة أو في القضاء، ويؤكد كل منهم رغبته في حماية الممثل الفرنسي الذي تدهورت صحته منذ إصابته بسكتة دماغية في 2019.

ويعتقد نجلاه أنتوني (59 سنة) وآلان فابيان (29 سنة) أن شقيقتهما أنوشكا (33 سنة) تتلاعب بوالدهم، إذ أخفت عنهما حالته الصحية وكانت ترغب في إعادته إلى سويسرا، على حد قولهما. وأكد الشقيقان أن أنوشكا ترغب في إعادة النجم إلى سويسرا، البلد الذي يحمل جنسيته ويقيم فيه بانتظام، تجنباً لدفع كثير من الضرائب على الميراث في فرنسا. وكانت أنوشكا رفعت دعوى قضائية ضد شقيقيها بتهمة انتهاك الخصوصية بعدما نشرا محادثة بينها وبين والدها، وستجرى المحاكمة في أبريل (نيسان) 2025 بمحكمة باريس. وفي السنوات الأخيرة، كشف أبناؤه عن مشاكلهم المتبادلة أمام وسائل الإعلام في سلسلة من الإهانات والاتهامات والدعاوى القضائية والتسجيلات السرية، وشملت الخلافات حول علاجه الطبي، بعد إصابته بالسكتة الدماغية عام 2019، كما تداول خلاف آخر يتعلق بـ «هيرومي رولين»، مديرة منزل ديلون السابقة، التي طردها أبناؤه العام الماضي، وتردد أنها كانت شريكته، لكنها رفعت بعد ذلك دعوى قضائية ضدهم بتهمة تعريض حياة ديلون للخطر من خلال رفض تناول الأدوية. وفي أبريل الماضي، وضع القاضي ديلون تحت «الوصاية المعززة»، أي لم يكن يتمتع بالحرية الكاملة لإدارة أصوله.

وفاته..

توفي “آلان ديلون” يوم الأحد 18 أغسطس 2024 عن عمر 88 سنة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة