16 أبريل، 2024 1:30 م
Search
Close this search box.

أعمى !

Facebook
Twitter
LinkedIn

قصة قصيرة

خاص : بقلم – كرم صابر :

مصر

كان طيفهم يهرب من ثنايا قلبي، تركتهم يغادرون بعد يأسي من إقناعهم بالمكوث إلى جواري، كان نبضي ينطق حروف أسمائهم بودٍّ، ويتمنى من الشمس حمايتهم من البرد.

كنت صامتًا لا أعرف الكلام، كانت يدي مشلولة، وظهري محنيًا، وأنا أتعكز على عصاي خارجًا من حياتهم.

كانت رياح الفقد تهب من كل الجهات، وأنا أفتح خياشيمي لأتغذى على رائحتهم، لم أكن أملك قلمًا ولا ريشة لأنقش دموعهم المفقودة، كان هناك شخص يشبهني يبكي في المرآة ويحاول أن ينسى سنين عمره، وأحلامه بسماع هدير الحمام.

في غفلة غير مفهومة نسيت وجوههم، وسمعت أصوات البوم وأنين الأشجار، فنظرت إلى غيوم السماء منتظرًا هبوب الرياح، لكن السماء أمطرت ماءً كالنار، جمد مشاعري وألقاني خلف صخرة راكدة لأنام ثلاثة أيام دون غطاء.

حين تيقظت، لم يكن أحد منهم هناك، ورغم ذلك لم أشعر إلا بالهواء المقبض يجفف جذوع الأشجار.

البراكين اندلعت وأخرجت سائلًا أسودَ مثل البصاق، رفض ري قلبي بنسمة هواء، لكنه أجبرني على النوم محمومًا، فعادوا مهرولين على جسر يمتليء بالدقشوم داخل حلمي، ونامو بجواري مرعوبين من ظهور الشمس، ورأيت أحلامهم تجري بداخلي وتتمنى طوقٍ كبيرٍ ينجيهم من السقوط، حاولت إيقاظهم فنهروني واتهموني بالخسة وصرخوا: لماذا أيقظتنا يا أعمى، كانوا يترنحون حولي كأنهم صلبان، ومياه البحيرة الساكنة تحاول بلعهم.

تمت

من مجموعة (أحلام مبتورة)

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب