6 أبريل، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

“أحمد عاشوراكس”.. من أبرز الإعلاميين الليبيين وباحث موسوعي

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“أحمد محمد عاشوراكس” إعلامي وباحث موسوعي ليبي.

التعريف به..

ولد “أحمد محمد عاشوراكس”، بمدينة بنغازي في 4 نوفمبر للعام 1919، تلقى تعليمه الأساسي ليلتحق بالمدرسة الصناعية ببنغازي، وتخرج في 1933. درس بكلية جلاسكو ببريطانيا وحصل منها على الدبلوم في مجال المحاسبة في 1959. كما درس أيضا بكلية بيت وتحصل منها على الدبلوم في مجال الصحافة في 1966. إضافة إلى شهادة دراسية في اللغة الانجليزية من كلية من ذات الكلية. كما وتحصل على دبلوم التفوق من كلية (شيفليد) ببريطانيا. هذا وقد تحصل على دبلوم في الصحافة من دار التعليم العالمية بالقاهرة.

عمل في مجال البيطرة في 1938، ثم مديرا لإدارة توزيع الأدوية في ليبيا خلال الفترة من 1941 وحتى 1944. ثم انتقل للعمل مدرساً للغة الإنجليزية والإيطالية بداية من العام 1945 حتى 1950.

من بعد عمل ضمن الحرس الملكي ببنغازي، ومنه للعمل بالمواصلات والعدل والمالية. كما عمل بشركة إيسو للنفط، ثم كبير مراجعي ديوان المحاسبة ونائباً لمدير وكالة الأنباء الليبية كما عمل ملحقاً بالسفارة الليبية بالمغرب ومستشاراً صحفياً بالسفارة الليبية بلندن ومديرا عاما بإدارة التعاون بوزارة الاعلام. كما عمل مستشارا إعلاميا لملك ليبيا محمد إدريس السنوسي.

كان مراسلاً صحفياً لوكالة الأنباء (رويترز) خلال الفترة من عام 1951 إلى 1954، ووكالة  (الأسوشيتد  برس) الأمريكية ووكالـة (فرنس برس) ومندوبها في ليبيا.

ملاحقة..

تمت محاكمته خلال العهد الملكي بتهمة إثارة الشغب ضد الحكومة، وتعرض للملاحقة الإدارة لتأليفه كتاب بعنوان  “كيف تمت الجريمة على الوطن العربي”. أصدر مجموعة كبيرة من الكتب، وصلت الـ70 كتابا باللغة العربية والإنجليزية، والإيطالية، وفي أكثر من مجال، ويعتبر أول ليبي كتب في مجال الإعلام . في مجال الإعلام والصحافة صدر له: (كراسة خاصة بإعداد جيل إعلامي) و(مدخل إلي إعلام عربي ليبي) و(المختصر في الصحافة) و(الإعلام العربي بين المطرقة والسندان) و(لكي تكون صحفي ناجحاً).

في مجال التاريخ والسياسة صدر له: (الجريمة) و(لمحات تاريخية عن النضال الليبي المسلح ضد غزوات الإسباني وفـرسان القديس يوحنا والأمريكان والطليان) و(ريغان قاتل الأطفال ومهندس العدوان على ليبيا) و(صفحات تاريخية خالدة من الكفاح الجزائري المسلح ضد الاستعمار الفرنسي الاستيطاني). في مجال تعليم اللغتين الإنجليزية والإيطالية صدر له: (الانجليزية الأساسية للمسافر العربي) و(دروس في اللغة الإيطالية الأساسية) و(دروس في القواعد الإنجليزية الأساسية).

وباللغة الإنجليزية صدر له: (تعلم اللغة العربية) و(المحادثة العربية) و(تصاعد الجريمة في فلسطين) و(حول ليبيا قديماً وحديثاً) و(دليل ليبيا قديماً وحديثاً) و(الأمثال الليبية العربية) و(الأمثال العربية) و(المختصر في تاريخ ليبيا ضد الاستعمار الإيطالي) و(ثورة الحجارة الفلسطينية ضد الاستعمار الصهيوني) و(المرشد إلى ليبيا).

وباللغتين العربية والإنجليزية صدر له: (المحادثة العربية) و(حكمة العرب في أمثالهم وأقولهم) و(50 درساً أساسياً للغة العربية). وباللغة الإيطالية صدر له: (كيف تتكلم الإيطالية) و(الطريقة العملية لتعلم اللغة العربية) و(مدخل لتعليم اللغة الإيطالية) و(لماذا قامت إيطاليا بنفي الليبيين إلى إيطاليا سنة 1911). كما صدر له كتاب بعنوان: (حقائق حول الجلطة الدماغية).

وكان عضواً بجمعية عمر المختار ببنغازي منذ تأسيسها، إضافة إلى عضويته رابطة الأدباء والكتاب الليبيين.

التكريمات..

حصل على عدد من الأنواط والتكريمات، منها نوط الواجب من الدرجة الأولى بالجماهيرية العام 1989، ونوط الفاتح العام 1993، وآخرها شهادة الدكتوراه الفخرية عن كلية الإعلام في 2022.

فن المقالة..

عرفت الصحف الليبية والدولية إبداعات “أحمد عاشور إكس” في فن المقالة، حيث نشر أهم مقالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عدد من الصحف والمجلات والدوريات كصحيفة “طرابلس الغرب”، وصحيفة “الرائد” وصحيفة “هيرالد تريبيون”، وصحيفتي “الصن” و”الغارديان” الإنجليزيتين ومجلة “الرواد”.

الكفاح الجزائري..

في مقالة نشرت في مجلة (صوت المغرب)، بتاريخ 20 – 7 – 1962. وكانت خاتمة كتاب: “أحمد محمد عاشوراكس” بعنوان (صفحات تاريخية خالدة من الكفاح الجزائري المسلح ضد جبروت الاستعمار الفرنسي الاستيطاني 1500 – 1962)، المؤسسة العامة للثقافة، طرابلس، 2007.

كتب فيها “أحمد محمد عاشور اكس”: “بادئ ذي بدء إنه ليوم أغر، تحقق فيه بعون الله تعالى ثمار جهاد ثورة الجزائر العظيمة  فهذا اليوم 5 يوليو 1962 يعتبر نصرا قوميا حقيقيا للشعب الجزائري المناضل دوما. فقد كان الاستعمار الفرنسي الاستيطاني العنصري البغيض حقا حملا ثقيلا على كاهل الشعب الجزائري، الذي كافح وجاهد وضحى كثيرا أثناء ثورته المباركة ضد الاستعمار ومرتزقته المتوحشة. فقد بذل العرق والدم والنفس بسخاء في سبيل أن ينال حريته وسيادته كاملين على ترابه الطيب دون أن تدنسه أقدام الدخلاء المستعمرين وقواعدهم المختلفة الرهيبة الخطيرة.

هذا ومهما حاول أن يكتب الإنسان من كتب في تاريخ ثورة الجزائر الشجاعة ضد غزوات أوروبا وفرنسا بالذات لا يمكن أن يفي بجوانبها العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية إلَّا شذر مذر. فكتابي هذا يعتبر محاولة متواضعة لجعل القارئ العربي أينما وجد على اتصال بالكفاح الجزائري وحقائقه دون رتوش”.

ويضيف: “هذا وبثورة الجزائر قد انجلى الليل فعلاً  ليل الاستعمار الفرنسي الظالم حيث نال الشعب الجزائري حريته بحد السيف. فليس ما ناله إذن منَّة من أحد أبداً. فقد قامت الثورة تعبيراً لإرادة الشعب في أن يكون سيد مصيره دون قيد أو شرط وبذلك فقد اعتبرت الثورة الجزائرية معجزة القرن العشرين قولاً وفعلاً نظراً لوقوفه أمام قوة الاستعمار الفرنسي جيشاً مدرباً على القتل والذبح. وسلاحاً أرضاً وجواً وبحراً مدمراً دون شفقة إطلاقاً!!

ورغم كل ذلك فقد انتصر الحق وهزم الباطل. هذا وعبق النسيم الهادي بأريج زهور يوليو فامتد عبيره من قسنطينة شرقاً إلى تلمسان غرباً وانطلقت مع الحمائم البيض زغاريد الفرحة الكبرى والانتصار العظيم. فقد آن لشواطئ الشمال الأفريقي أن تغسلها مياه البحر طاهرة مقدسة بعد أن كانت ملطخة بالدماء الحمر إلى عهد قريب!!

كان يوماً لا كالأيام الذي نشهد فيه ميلاد الشمس في الفجر وانتحارها عند الغروب .. ولكنه يوم أشرقت فيه شمس من نوع جديد وهاجة ناصعة تعلن للملأ نبأ لا كالأنباء التي يسوقها لنا الروتين من آن لآخر.. بل تعلق خبر انفلاق صبح الحرية الذي سيطول ويعم ضوؤه أرجاء القطر الجزائري البطل واندحار ليل العبودية ودياجير ظلم وجبروت الاستعمار الفرنسي الاستيطاني البغيض”.

ويؤكد: “إنه اليوم المنتظر والغد المأمول والمستقبل الباسم، الذي طالما اشرأبت له الأعناق، أعناق المليون شهيد، الذين أتاحت لهم الأقدار أن ينالوا الحرية في السماء، كما قدر للأحياء من المجاهدين أن ينالوا الحرية على الأرض. يقول الحق جل وعلا: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ اُلَّذِينَ قُتِلُواْ في سَبِيلِ اْللّهِ أَمْوَتًا بَلْ أَحْيَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169] صدق اللَّه العظيم.

عمت الغبطة والسرور دنيا المعمورة بأسرها، وكان لدنيا العرب النصيب الأكبر من الانشراح والحبور والسعادة، بفوز الجزائر أسطورة القرن العشرين، باستقلالها المظفر الذي احتفلت به في الخامس من يوليو من عامنا هذا، وهي ذكرى تصادف، وما أغرب الصدف في حياة الدول يوم احتلال الغاصب الفرنسي الجزائر عنوة بقوة الحديد والنار وخبث الساسة ودهاء الحكام.

وقال الدخيل الغاصب: إن الجزائر منذ اليوم فرنسية وأن لفرنسا الحق في استثمار خيراتها إلى ما شاء الله وقال العرب .. بل قال المواطن العربي في الجزائر أنها أرضي وسمائي وسأذود عن حماها إلى ما شاء الله، وشاء الله أن غدت الجزائر للجزائريين بالقوة.. وما كانت فنون المستعمر في التعذيب والقهر والاستبداد والقتل، أن تنل من عزائم أبطال الجزائر وأحرارهم، فالجزائريون عرفوا طريقهم وسبيلهم المستقيم منذ يوم مأساة مايو من عام 1945م، تلك المجزرة المشهورة التي ذهب ضحيتها أكثر من 45 ألف شهيد غدراً وعدواناً وجريرة هؤلاء العظمى أنهم طالبوا بتقرير مصيرهم بعد 115 سنة حكم استبدادي عنصري .. طالبوا الأبرياء مقابل ما بذلوه من جهد جسماني لإنقاذ فرنسا من براثن النازيين في الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945).”

ويجمل: “ولكن منطق فرنسا كان الكبرياء الأجوف حيث أنها لم تكن تفقه سوى الإذلال والعجرفة وتجاهل حقوق الإنسان التي قيل أنها مصدرها وموطنها الأصيل .. ثم ما زاد الطين بلة أنها حاولت قمع الشعب الجزائري بأسره دون أي وازع من ضمير حي ناسية أو متناسية أنها بهذا التصرف سوف توقد نار الثورة في نفوس الشعب المظلوم وأنه لا ينسى الثأر مطلقاً مهما طال الأمد.

فثارت الجزائر بما تملك .. فكانت ثورتها حلماً وسرعان ما كان حقيقة لأجيال أدهشت العالم بأجمعه حتى أطارت عقل فرنسا وجيوشها الجرارة وحلفاءها ومن ورائهم الحلف العسكري الأطلسي .. كل هذا لأن بسالة الشعب الجزائري لا مثيل لها في عصرنا هذا.. عصر الرفاهية والدعة ورغد العيش .. فبينما كان هناك أغلب شعوب الأرض تنعم بالسلام كان الجزائريون في شقاء الحرب وتعاسة التشريد وبينما كان شهر يوليو يطل من كل عام يحمل بين جنبيه بشرى الاستقلال لدول العالم التي قدر لها أن تنال حريتها في هذا الشهر بالذات كان يشيح بطلعته عن الجزائر الخضراء ويبخل بابتسامة يعطيها للجزائريين البواسل.

ولكن يوليو يسرع في الخطى وإذا به يقفز قفزة النصر ويسرف في توزيع ابتساماته على أبناء الجزائر ويمد أياديه البيضاء مصافحاً كل فرد مهنئاً باستقلال الجزائر الحبيبة.. فلقد كانت حرب السبع سنين التي دارت رحاها منذ أول نوفمبر 1954، كفيلة بأن أخضعت فرنسا لمنطق الحق وصدق أحمد شوقي عندما قال :

وللحرية الحمراء باب

بكل يد مضرجة تدق.

فقد بذل الجزائريون من دمائهم ما يملأ المحيط الأطلسي غزارة وتدفقاً ونالوا بحق مبتغاهم وأمانيهم لأنهم اعتصموا بحبل متين ومثل سائر قديم ألا وهو (ما ضاع حق وراءه مطالب طال الزمن أم قصر..) واستقلال الجزائر بعد انتصاره الساحق على عدوه .. هو نصر مبين ليس للجزائر فحسب ولكنه لجميع الشعوب التواقة للحرية وتقرير المصير لفلسطين العربية اليوم وغداً.”

وفاته..

توفى “أحمد عاشوراكس”  عن عمر ناهز الـ103 عاماً، في مارس 2022.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب