24 سبتمبر، 2024 1:21 م
Search
Close this search box.

“أحمد خالد توفيق” .. مصَدر أدب الرعب والفانتازيا للمجتمع المصري

“أحمد خالد توفيق” .. مصَدر أدب الرعب والفانتازيا للمجتمع المصري

خاص : كتبت – سماح عادل :

“أحمد خالد توفيق فراج”؛ مؤلف وروائي وطبيب مصري.. يعد أول كاتب عربي في مجال أدب الرعب والأشهر في مجال أدب الفانتازيا والخيال العلمي، ولقب بـ”العراب”، ولد في 10 حزيران/يونيو 1962، بمدينة طنطا في محافظة الغربية، تخرج من كلية الطب في “جامعة طنطا” عام 1985، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة عام 1997، التحق كعضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة في طب طنطا.

الكتابة..

كتب أكثر من 120 رواية؛ تدور معظم أحداثها في عوالم الرعب والميتافيزيقيا والظواهر الغامضة والأمراض الغريبة، كما قام بترجمة أكثر من 35 رواية أجنبية، فقد بدأ، “أحمد خالد توفيق”، حياته العملية في “المؤسسة العربية الحديثة”، عام 1992، ككاتب رعب لسلسلة (ما وراء الطبيعة)، وقدم أول رواياته تحت اسم (أسطورة مصاص الدماء)، وقدم ستة سلاسل للروايات؛ وصلت إلى ما يقرب من 236 عدداً.

قام “أحمد خالد توفيق”؛ بتأليف روايات حققت نجاحاً جماهيرياً واسعاً، وأشهرها: رواية (يوتوبيا) عام 2008، والتي ترجمت إلى عدة لغات وأعيد نشرها في أعوام لاحقة، وكذلك رواية (السنجة)؛ التي صدرت عام 2012، ورواية (مثل إيكاروس)؛ عام 2015، ثم رواية (ممر الفئران)؛ التي صدرت عام 2016، بالإضافة إلى مؤلفات أخرى مثل: (قصاصات قابلة للحرق) و(عقل بلا جسد) و(الآن نفتح الصندوق)؛ والتي صدرت على ثلاث أجزاء.

أشتهر “أحمد خالد توفيق” بالكتابات الصحافية، فقد أنضم عام 2004 إلى مجلة (الشباب)، التي تصدر عن “مؤسسة الأهرام”، وكذلك كانت له منشورات عبر جريدة (التحرير) القاهرية، والعديد من المجلات الأخرى، كان له نشاط أيضاً في الترجمة، حيث قام بنشر سلسلة (رجفة الخوف)؛ وهي روايات رعب مترجمة، وكذلك قام بترجمة (رواية نادي القتال) الشهيرة من تأليف “تشاك بولانيك”، وكذلك ترجمة رواية (ديرمافوريا) عام 2010، وترجمة رواية (عداء الطائرة الورقية) عام 2012، وقد استمر نشاطه الأدبي مع مزاولته مهنة الطب، فقد كان عضو هيئة التدريس واستشاري قسم أمراض الباطنة المتوطنة بكلية الطب جامعة طنطا.

الأدب في مصر..

في حوار مع “أحمد خالد توفيق”، يقول عن الوضع الأدبي في مصر: “لو أن الكاتب قرأ أكثر قبل أن يكتب، ولو أن الناشر قرأ الأعمال جيدًا قبل نشرها فسوف تتحسن أمور كثيرة، أن تنشر لكل من يملك 3000 جنيه يدفعها للناشر سوف يقضي على فن الرواية نهائيًا”.

ويجيب عن سؤال: “هل صحيح أن أعمالك الروائية تميل إلى السوداوية ؟”، قائلاً: “أنا بطبعي أميل للتشاؤم، هذه الشرارة وضعت في جو عام مناسب جدًا لتتوهج وتشتعل، شخص متشائم في مناخ عام مُقبض منذر بكارثة، وفي فترة من أسوأ فترات مصر اقتصادياً وثقافياً وصحياً وتعليميًا، فماذا تتوقع أن يكتب ؟”

وعن مستقبل “أدب الرعب” في مصر؛ يؤكد: “رعب الواقع أقوى بكثير، أعتقد أن أدب الرعب سيزدهر عندما نمر بمرحلة من الاستقرار، ثم أننا بحاجة لكاتب جديد يبتدع أنماطاً أدبية جديدة، حاليًا الكل يقلدون الكل”.

وعن أحلامه المؤجلة؛ يقول: “لقد تجاوزت مرحلة الأحلام، منذ مرضت عام 2011، وأنا أشعر أن المسرحية إنتهت، كل هذا نوع من المَط أو كما يقول “نجيب محفوظ”: القطار وصل لسيدي جابر، لا يوجد وقت قبل محطة مصر سوى لإغلاق الحقيبة وطي الجريدة والإستعداد، لا أستطيع الخلاص من نفسية المسافر هذه”.

أدب الرعب..

عبر حوار آخر معه أجراه يقول، “أحمد خالد توفيق”، عن تخصصه في “أدب الرعب”: “منذ زمن طويل وقصص الرعب تشد اهتمامي، وكنت أبحث عنها في نهم ولم أجد العدد الكافي الذي يشبعني، فقررت أن أكتبها أنا شخصياً؛ حتى يكون لدي ما يكفيني منها.. !؛ ولذلك فأنا قارئ جيد جداً لقصصي واستمتع بها أيضاً..!، كما أني لاحظت أن الأدب العربي، رغم تنوعه، إلا أنه محدود القراء فعمدت إلى هذه الخلطة في قصصي؛ والتي تعتمد على مزج الأدب بالمغامرة، شيء يمكن أن تطلق عليه (تأديب المغامرة) أو (تغمير الأدب)..!، دائماً ما أحاول الوصول إلى المعادلة الوسط؛ أن أكتب ما أريد أن أكتبه، وأيضاً أن أكتب ما يمكن أن يقرأه الشباب، لا أزعم أن ما أكتبه يناطح كتابات “يوسف إدريس” أو “صنع الله إبراهيم” مثلاً، ولكني أعتقد أنه أرقى من ما كتبته “آغاثا كريستي”، وإن كان الأدب العربي لا يخلو مطلقاً من أدب الرعب فرواية (العنكبوت) لـ”د. مصطفى محمود” أعتبرها مرعبة في مواضع كثيرة، وكذلك رواية (نداء المجهول) لـ”محمود تيمور”، الملاحظ أنها كانت كتابات نادرة لأن الكتابات الواقعية هي المسيطرة على الأدب العربي، بينما وصل إلينا أدب الخيال العلمي والمغامرات والرعب متأخراً وهو ذات الأمر الذي ينطبق على كل نواحي الحياة لدينا، كل الأشياء تصل إلينا متأخرة.. الأدب.. الفنون.. الديمقراطية”.

وعن “السينما” يقول “أحمد خالد توفيق”: “السينما هي أرقى الفنون وأفضلهم قيمة، هناك مشاهد لا يمكن لأي قلم أن يستطيع تجسيدها، وهناك أصوات وإنطباعات يصعب أن تكتب، على الجانب الآخر – أعتقد وقد تكون رؤية تشاؤمية – أن الكتاب سينقرض بعد ثلاثين أو أربعين سنة وأعتقد أن السينما هي التطور الطبيعي لمن يكتب، وفكرة الكتابة للسينما تراودني دائماً، بل أن قراءتي في فن السيناريو أكثر من قراءتي الأدبية، ولكنها تصطدم دوماً بالعديد من التعقيدات، فلابد من وجود منتج متحمس قبل وجود مخرج متميز، الفكرة المسيطرة على هي كتابة فيلم بعيد عن الرعب وأن أكتب مسلسلاً يتناول الرعب بشكل جديد ومختلف، ما لم يتم غزو الدراما والسينما سأعتبر نفسي لم أحقق كل ما أردته”.

وعن حشد المعلومات بأسلوب جذاب في أعماله، ورأي النقاد فيها، يقول: “كلما تقدم الكاتب في الكتابة كلما أدرك أن هناك إلتزاماً تجاه قرائه، والشباب هم قرائي في الأساس، ثمة أشياء لابد أن يعرفونها، وهناك أشياء أدرك أنه من الصعب أن يعثروا عليها بسهولة؛ ربما تكون متناثرة هنا وهناك وفي كتب من الصعب أن يقرءوها؛ فأقوم أنا بدلاً منهم بذلك وأقدمها لهم بشكل أظن أنه جيد، هناك آيه في القرآن الكريم دوماً في ذهني: (أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض)، لا أعتقد أنني إذا قدمت رواية بها صراع بين الأبطال وضرب متبادل بينهم فقط سأكون قد أفدت القارئ بشيء ما.. أما النقاد فأحمد الله أنهم لا يهتمون بي، فأنا أعلم أن منهم من ينام سعيداً هانئاً عندما يعرف أنه تسبب في أن يتوقف أحد الكتاب عن الكتابة..!، من النادر أن تجد ناقداً عادلاً ومنصفاً يكفي أن أحد النقاد عندما سألوه عن كتابات الشباب الحالية أجاب بأنه غير متابع لكتابات الشباب أصلاً..!، عموماً يكفيني أن الكاتب الكبير، “صنع الله إبراهيم”، قال أنه متابع جيد لـ”أحمد خالد توفيق” ويستمتع جداً بكتاباته”.

الشعور بالخوف..

عن سؤال: “متى يشعر بالخوف.. ومن ماذا ؟”، يجيب “توفيق”: “بالطبع مثلي كمثل أي كائن أرضي محترم أخاف من زوجتي..!، أنا مقتنع تماماً بما قاله، “ستيفن كينغ”، كاتب الرعب الأشهر، من أن من يكتب الرعب يظن أنه بذلك يصنع دائرة سحرية تبعده هو شخصياً ومن يحبهم عن الأخطار، أعتقد أن الخوف من الغد هو أشنع أنواع الرعب على الإطلاق”.

أرض العظايا..

أما عن رواية (أرض العظايا)، التي تناول فيها إمكانية أن ينقرض العرب وأن يقتصر وجودهم على المتاحف فقط، يقول “خالد توفيق”: “الرواية، وقد يبدو ذلك تشاؤماً مني، تحكي ما قد يحدث للعرب بعد عشر سنوات أو ما يزيد بقليل، فبعد ستين عاماً من الآن سينفد مخزون البترول في الدول العربية ولن يعود هناك أي فائدة منها من وجهة نظر العالم الغربي، ثم أن السياسة الحالية – والذي حدث في العراق نموذج لها – تقوم على أن يبتلع الثعبان العصفور ويقنعه بأن في ذلك حياة له..!، بعض من قرأ الرواية ظن أنها تمجيد في، “بن لادن”، وأمثاله لأنها دعت إلى مقاومة الهيمنة بإمتلاك الأسلحة المناسبة، ولكنها ليست كذلك على الإطلاق، فقط هي كما قال “أبوالقاسم الشابي” منذ سنين: “لا عدل إلا أن تعادلت القوى وتصادم الإرهاب بالإرهاب”، وكالعادة نظر النقاد إلى الرواية بنفس نظرة التعالي، فالبرغم من إنتشار رواياتي بشكل كبير إلا أن لا أحد يهتم بأن يقرأ ما يقرأه أولاده، لا أدعي أنني مصلح اجتماعي، ولكني أظن أنني أثرت في جيل بأكمله، ذات يوم تلقيت خطاب من شاب يطلب مني أن أجعل “رفعت إسماعيل” – بطل رواياتي – يكف عن التدخين لأن الكثير من أصدقائه يقلدونه ويدخنون بدورهم.. لقد فزعت وقتها من هذا التأثير”.

وعن احتمالية أن يصل إلى شهرة، “جي. كي. روالينغ”، مؤلفة روايات (هاري بوتر)، يقول: “قرأت (هاري بوتر) واستمتعت بها جداً، وإن كنت أعتقد أنها لن تنجح في مصر والوطن العربي، لأنه لابد من يكون لدى القارئ موروث كبير ودسم عن السحر والسحرة، ومن المستحيل أن أصل أنا أو غيري إلى شهرة “جي. كي. روالينغ”، لأسباب عديدة منها انتشار الأمية والحالة الاقتصادية الضعيفة التي تجعل من الصعب إصدار كتاب ضخم بسعر باهظ، وأن يقبل عليه القراء بشدة في ذات الوقت”.

يوتويبا..

في دراسة بعنوان: (المجتمع المصري في رواية يوتوبيا للدكتور أحمد خالد توفيق)، يقول الباحث، “محمد عبدالحنان”، الباحث بقسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الملية الإسلامية، نيودلهي، الهند: “تعالج رواية (يوتوبيا) لأحمد خالد توفيق أحوال المجتمع المصري بداية من السبعينيات في القرن الماضي إلى ما تصل إليه في المستقبل القريب حول العشرينيات في القرن الحاضر، والرواية كانت رواية خيالية قريبة من الحقيقية في الوقت الذي طبعت فيه، ولكنها أصبحت الآن رواية واقعية جدا، وقد عالج الكاتب في الرواية أحوال المجتمع كما وجده في حياته.. ينطلق بنا أحمد خالد توفيق إلى المستقبل ليصف الوضع الذي ستصبح عليه مصر بعد أقل من 50 عامًا، وتحليله للأحداث اقتصادي قائم على اختفاء الطبقة البرجوازية (الطبقة الوسطى) بشكل كامل، وازدياد جشع الرأسمالية بشكل غير مسبوق ليزداد الغني غنى، والفقير فقرًا ولكن بشكل ثوري. والاختلال في المعيشة يؤدي إلى اختفاء الأنظمة الحاكمة وانقسام الشعب المصري إلى فئتين منفصلتين. طبقة عليا وطبقة كادحة، يسرد الكاتب الرواية بطابع أقرب للواقعية خلال تحليل المجتمع المصري وبيان دور الذي تلعبه الأغيار في تدمير المجتمع العربي”.

وفاته..

يقول “أحمد خالد توفيق” عن الموت: “أنا يا رفاق أخشى الموت كثيراً، ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون فى فخر بطولى نحن لا نهاب الموت، كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقى، إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان”.. توفي في 2 أبريل عام 2018 عن عمر يناهز 55 عام إثر أزمة صحية مفاجئة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة