24 فبراير، 2025 2:30 ص

“أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي “الأمين السعيدي”

“أحبها بلا ذاكرة” للروائي التونسي “الأمين السعيدي”

بقلم: الدكتورة أنصاف بن مبروك.

الأبعاد الفنية والنظريات الجديدة في الأدب.

“أحبها بلا ذاكرة”هي الرواية الخامسة في رصيد الروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي بعد رواياته:

– مدينة النساء.

– ظل الشوك.

– ضجيج العميان.

– المنفى الأخير.

وهي رواية في156صفحة تنقسم إلى أربعة فصول:

الفصل الأول:

القطيع والكلب

الفصل الثاني:

سكينة وذاكرة عفاف

الفصل الثالث:

من القصر إلى القرية

الفصل الرابع:

خريف عدنان

تأتي هذه الرواية بعد سلسلة من الروايات العميقة الناجحة التي ترجمت إلى عديد اللغات وعدت من أفضل الانتاجات العربية المعاصرة.

أحبها بلا ذاكرة رواية العجيب في الشخصيات والأحداث والرمز والتكثيف والتجريب.

تبدأ الأحداث من كلية الآداب أين التقى البطل”عدنان”بالطالبة الجميلة “عفاف”فتنشأ قصة حب طريفة تقود البطل إلى مغامرة رومانسية محفوفة بالمخاطر والتشويق والإثارة، فعفاف لم تكن عشيقته الوحيدة وإنما كانت الأعمق فلسفيا وفكريا ففازت بحب البطل عدنان هذا المناضل المفكر والفيلسوف الذي أغرقته الذاكرة في الوفاء لسارة المعلمة،التي أحبها وهو تلميذا فجمعتهم علاقات جسدية سيطرت على حياة البطل في علاقته بالنساء الأخريات.

كانت سارة نموذا للجمال في القرية والمدينة وكان عدنان نموذجا للثورة بكل معانيها،كما تميز بتحرره الجسدي والفكري وتخلصه من قيود البيئة والمجتمع وهذا دفع الأحداث الى الغريب والعجيب،خاصة في علاقة البطل بشخصية “المخنثة” و”الرئيس” و “زوجة الرئيس”…

تعددت شخصيات الرواية وانقسمت إلى رئيسية وفرعية فكان لكل شخصية رؤيتها الثقافية والسياسية والأخلاقية للحياة واتفقت مع بعضها البعض في صناعة عوالم عجائبية تقوم على الإنسانية والحرية والحب…

اللغة: اللغة في رواية “أحبها بلا ذاكرة” لغة طريفة مستحدثة تقوم على التوليد وهي لغة فيها من مفاهيم العلوم الطبيعية والعلوم الإنسانية مع المحافظة على أبعادها الجمالية وقد قطعت مع الموروث اللغوي وأسست للجديد.

الأسلوب: قامت الرواية على الجمل القصيرة الملغمة بالرمز فأنتجت نصا مكثفا مشترك المسائل سياسية ودينية وثقافية واجتماعية…

طبيعة الجملة تجعل القارئ مشارك في النص لقيامها على التجريب والفلسفة…

وهو ما يزيد الرواية تشويقا وإثارة…

أنماط القص:

حضر في الرواية السرد والحوار بمختلف أنواعه والوصف…

كما جمعت الرواية بين الأجناس الأدبية المختلفة شعرا ومسرحا وهذا ما دفع النقاد إلى الاختلاف حول جنسها الأدبي،رغم توفر كل شروط الرواية في “أحبها بلا ذاكرة”راوغ الروائي الأمين السعيدي القارئ وجعل نصه يأخذ من السيرة الذاتية والنص المسرحي في تلاعب عجيب بالأحداث والقضايا المحيرة.

أحبها بلا ذاكرة للروائي التونسي الأمين السعيدي نص الإشكاليات والحيرة والاختلاف فقد كان كل شيء موظف في الرواية حتى عدت نصا عنوانه حتمية البقاء في خانة التأويل وطرح الأسئلة حول مضامينه الفكرية وشخصياته الملغزة وأحداثه الجريئة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة