بقلم: ابتسام بوزقرو
تصدر في هذه الايام رواية “أحبها بلا ذاكرة”للروائي التونسي الشاب الأمين السعيدي وتعد المنجز الخامس في رصيده بعد رواياته:
– ضجيج العميان
– المنفى الأخير
– ظل الشوك
– مدينة النساء
تنقسم أحبها بلا ذاكرة الى اربعة فصول :
1 الراعي والكلب
2 سكينة وذاكرة عفاف
3 من القصر الى القرية
4 خريف عدنان
في 208 صفحات،رواية رومانسية تحلق بالقارئ الى عالم الجمال والخصب في علاقة خارقة بين الرجل والمرأة،تنطلق الأحدث من كلية الاداب اين التقى عدنان بعفاف فنشأت قصة حب طريفة وعجائية ومع ذلك مرتبطة بالواقع ارتباطا عضويا حيث عاش البطل في قرية شديدة الخصب والجمال فدرس المرحلة الابتدائية بها اين وقعت في حبه معلمته الجميلة “سارة” فكانت تأخذه معها الى منزلها،فأكتشف تفاصيل جسدها وقضت معه سنوات في علاقة حميمية تجاوزت حدود علاقة معلمة بتلميذها اين تأسست في ذهن الطفل مشاكل نفسية نتيجة التفاعل بين الدهشة واللذة حتى كبر عدنان دون الماء جيله فكان يرفض العودة الى منزل والديه ويرى في نفسه رجالا مكتملا منذ بلغ العاشرة من عمره.
تفطن زوج سارة الى علاقاتها بعدنان فأقدم على قتلها ودخل السجن ليتحول البطل الى شخصية عنيفة غريبة بين ابناء بلدته ففكر والديه في الانتقال الى العاصمة تونس ليكمل عدنان دراسته بنهج الحجامين بالمدينة العتيقة وقد اكتشف في أول السنوات ان سارة ولدت بنفس النهج قبل انتقالها الى القرية الالتحاق بالتدريس
يعيش البطل مراحل صعبة ومع ذلك يكمل دراسته ويلتحق بكلية الاداب وقد تعددت علاقاته بالنساء حتى اثمرت عديد الابناء دون علمه وكانت قصة الحب التي جمعت بين عدنان وعفاف هي الحب بين الطبقات؛ الغنية والفقيرة.
عدنان شاب ثائر على السلطة وكل قديم من ادب وفن وسنن ومناهج في العلم وعفاف فتاة رقيقة جميلة تشبه سارة،غرقت في حب عدنان وما كانت تعلم انها ستلاحق من الحاكم وهي ابنة ارسطقراطي لا تعرف من النضال ألا ما اكتشفته مع عدنان،يخوض البطل تجارب متنوعة سياسية وفنية وادبية وعلمية في رفض للسائد والمتعارف عليه وتفقد عفاف ذاكرتها نتيجة الوقائع والصدمات ويتبين في النهاية انها ابنته من سارة المعلمة فتنتهي الأحدث نهاية عجيب غريبة كغربة البطل عدنان.
وقد ولد الروائي الأمين السعيدي بمعتمدية جلمة من محافظة سيدي بوزيد بالوسط التونسي في 10ماي1983،انتقل مع عائلته الى العاصمة تونس وعمره 14 سنة اين استقر بنهج المر باب منارة أكمل دراسته الثانوية فتحصل على شهادة البكلوريا ادب يتميز في مادتي العربية والفلسفة ثم التحق بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بالقيروان أين درس الاستاذية في اللغة والاداب والحضارة العربية ثم الماجستير في الحضارة وهو الان استاذ لغة واداب عربية بالمعاهد الثانوية.
عضو باتحاد الكتاب التونسيين وعضو قار بمؤسسة حقوق المؤلفين التونسيين ويعد أحد أهم الروائيين المعاصرين.