إعداد الباحث : أحمد محمد عبد المنعم السيد أحمد – المركز الديمقراطي العربي
أولا: المقدمة
إن ظاهرة القيادة السياسية بوصفها إحدى متغيرات النظام السياسي لها دور فعال وحيوي في صياغة وتنفيذ كل من السياسات العامة على الصعيد الداخلي والسياسة الخارجية، وهي من خلال هذا الدور تقوم بعملية متشابكة تتداخل فيها عناصر عدة من تخطيط وتنفيذ ورقابة عاكسة بذلك طموحات وآمال مجتمعها.
تلعب الشخصية الكاريزمية للقائد السياسي دورا بالغ الأهمية في تعاظم دوره في صياغة السياسة الخارجية لبلاده حيث ان تلك الشخصية يستمد منه القائد السياسي شرعيته، كما انها تعطي انطباعا لدي العامة ان حل كافة المشكلات لا يمكن ان يتم الا من خلال هذا القائد السياسي دون غيره الامر الذي يعطيه شرعية مطلقة في اتخاذ كافة القرارات السياسة الخارجية دون الرجوع لأحد.[1]
تتفاوت سلطة القائد السياسي في صناعة السياسة الخارجية من نظام سياسي لأخر. ففي حالة النظم التسلطية تكاد تكون سلطة القائد السياسي مطلقة في إدارة كافة شئون الدولة بما فيها السياسة الخارجية للدولة. وعليه فان مساحة القائد السياسي للغاية وتأثيره المباشر هو العامل الرئيسي والحاسم الوحيد في قرارات السياسة الخارجية لبلاده.
اما في النظم الديمقراطية فتكون هناك قيود كبيرة علي القائد وذلك نظرا لطبيعتها وعدم قدرة القائد السياسي علي اتخاذ أي قرار سياسي دون الرجوع للبرلمانات الموجودة فيها. وبالتالي فان مساحة دور القائد في تلك النظم في صياغة السياسة الخارجية للدولة تكون محدودة بشكل كبير.
وقد تؤثر خبرة القائد السياسي علي قرارته في السياسة الخارجية وذلك لان عمله كوزير خارجية أو أي عمل خارجي اخر قبل وصوله للسلطة يؤدي للتأثير علي شكل السياسة لامتلاكه اراء وعقائد واسلوبا واضحا لصنع السياسة الخارجية لبلاده. كما انه يعرف الكيفية التي تدار بها السياسة الخارجية وانعكاساتها على السياسة العامة للدولة.
وعلى العكس من ذلك فكلما كان هذا القائد بعيدا عن العمل السياسي الخارجي قبل وصوله للسلطة، كلما انخفضت فرصة مساهمته او تأثيره على السياسة الخارجية لدولته نظرا لعدم امتلاكه رؤية واضحة حيال الكيفية التي تدار بها الشئون الخارجية لبلاده.
يجب ان يتسم القائد بالمرونة وان يكون مستعد لتغيير مواقفه، وذلك لأن القائد الجامد سياسيا يعتمد بالأساس علي تصوراته وعقائده الذاتية ويصيغ السياسة الخارجية وفقا لرؤيته الشخصية.
ويختلف شكل القائد السياسي عنه في الدول المتقدمة حيث تتسم الدول النامية بشكل عام بضعف المؤسسات السياسية والطابع التسلطي للنظام السياسي. وبالتالي فان ذلك يعطي فرصة للقيادة السياسية للهيمنة على كافة ملفات وابعاد السياسة الخارجية لبلاده. على العكس من ذلك في البلدان المتقدمة والتي تتسم بقوة المؤسسات السياسية لاسيما وزارة الخارجية التي تلعب دورا لا بئس به في صياغة سياسة دولتها، وهو الامر الذي يقود القائد السياسي في اتخاذ قرارات السياسة الخارجية.
ثانيا: الإطار النظري
نظريات القيادة
ظهرت العديد من الأفكار التي تحاول وضع وصف دقيق ومحدد للقيادة وذلك على فترات متتالية، وفي البداية كان يعتقد ان القيادة موهبة يولد بها الانسان وتكبر وتعيش معه، ومن الطبيعي ان تكون مثل هذه المعتقدات ذات قبول لدي المجتمع في ظروف زمانية ومكانية قديمة، وحتى الان لا يستطيع أحد ان ينكر ان هناك بعض القادة الموهوبين الذين ظهروا في فترات تاريخية سابقة ولعبوا في حياة شعوبهم أدوارا مميزة مازال التاريخ سجلها لهم حتى الآن، ولكن هؤلاء كانوا حالات نادرة، ظنا المجتمع قديما انه يحتاج إليهم، وبصفة خاصة في المجتمعات الأقل نموا.
ولكن العالم الان يعيش عصر الواقعية والحقائق والتفكير العقلاني والتنبؤات المبنية علي أسس علمية ولذلك فهو يحتاج الي قائد أكثر من البطل والذي يملك الحدود الدنيا من المعارف والمهارات والاتجاهات اللازمة لأداء دوره بجانب الاستعداد والموهبة.
وقد ظهرت العديد من النظريات سوف نتعرض لأهمها للوقوف علي تطور الفكر نحو القيادة.
1-نظرية الرجل العظيم:
وهي من أوائل النظريات التي تحدثت عن القيادة وتفترض هذه النظرية ان القائد الفرد يملك مواهب وقدرات غير عادية ويقود من خلال شخصية قوية وإدارة حديدية، والبعض يقبل هذه النظرية كحقيقة مطلقة والبعض الاخر يقبلها في ظل ظروف معينة.[2]
ويعتقد ان أصحاب هذه النظرية بأن القوة الخارقة التي يمتاز بها القائد والتي وهبتها لهم الطبيعة هي المحرك الأول والاساس لأحداث تغير ثقافي واجتماعي وسياسي، وتكون هذه القدرة مصحوبة باعتقاد سائد لدي اتباعه ان لهذا القائد قدرات وامكانيات خاصة من عند الله لذلك اتسمت سلوكياته بالعبقرية والابهار وتحقيق المعجزات.
ويتسم القائد بموصفات تقترب من الخيال فالقائد في هذه الحالة يعتمد في اختيار معاونيه ومستشاريه على عنصر الولاء قبل الكفاءة وهذا يعني انه يساعد على تكوين سياج بشري حوله يمنعه من الاتصال بجماعته وطغيان المصالح الشخصية في العلاقات وغالبا ما يبقي القائد فترات طويلة في موقعه، وفي اغلب الأحوال يؤدي ذلك الي تدهور أحوال الجماعة نتيجة لقراراته الخاطئة وعدم تطور القائد بما يتناسب مع التغيرات التي تحدث حواله في مجموعته
والمجتمع.[3]
كما ترتكز هذه النظرية على الطاعة للقائد والتضحية من اجل تحقيق أهدافه وتطلعاته، وتتميز هذه النظرية بعدم الاستقرار ولا تقيم دورا للتقاليد والأعراف، وهي تنبثق من الخبرة الشخصية للقائد، وتعني رفض أي ارتباط خارجي من أجل التمجيد الاستثنائي لشخصية القائد فهي عقلة ثورية ملهمة تحل الخلافات وتحسم المنازعات على أساس الالهام والوحي والعبقرية الخاصة بذلك القائد.
2-نظرية السمات
تقوم هذه النظرية على المنطق التالي: مادام سمات الشخصية تؤثر في السلوك، وطالما ان القادة يتصرفون علي نحو مختلف على غير القادة، إذا فالقادة لديهم بعض السمات الشخصية التي تميزهم عن غيرهم، وحتى ان تشابهات تلك السمات مع سمات غير القائد، فان مقدار ما يمتلكونه منها يختلف.[4]
3-النظرية الموقفية
تشير هذه النظرية الي ان مواقف وظروف معينة هي التي تهيئ لأفراد معينين ليتبوؤوا مكانة القيادة، والفرد الذي قد يكن قائد في موقف ما، قد لا يكون قائد في موقفا اخر، فقد يصلح الفرد لقيادة الجماعة في وقت الحرب بينما لا يصلح لقيادتها وقت السلم الا ان هذه النظرية تضع بعض الشروط الذاتية التي يجب تواجدها في شخص القائد مثل استعداده الشخصي وقدراته، وثقافته وخبرته، فحين يتزاوج الظرف الموضوعي مع الشرط الذاتي يبرز القائد.[5]
4-النظرية التفاعلية:
وترتكز هذه النظرية على أساس التكامل والتفاعل بين عدد من المتغيرات هي (القائد وشخصيته وامكاناته، الاتباع وحاجتهم واتجاهاتهم ومشكلاتهم، الجماعة نفسها من حيث بنائها وعلاقاتها بالظروف البيئية والمواقف المحيطة)، والقيادة في هذه النظرية هي عملية تفاعل اجتماعي فالقائد يجب ان يكون عضوا في الجماعة ويشاركها مشكلاتها ومعايريها وامالها ويوطد الصلة مع أعضائها ويحصل على تعاونهم، ويتعرف على مشكلاتهم وهي يتفاعل معهم من اجل تحقيق اهداف الجماعة، فمثلا قد يعطي القائد التوجيهات لتحقيق هدف معين، ويواجه المشكلات التي تواجه هذا الهدف والمصاعب المحيطة به، وهو بذلك يكون ملما بحاجات الافراد واتجاهاتهم ومشكلاتهم وبإمكانيتهم والظروف المحيطة التي تجعل الاتباع يجتمعون حوله ويتفهمون توجيهاته ويمحنونه تأييدهم ودعمهم لتحقيق الهدف المطلوب.[6]
5-النظرية الوظيفية:
تشير هذه النظرية الي القيادة باعتبارها وظائف تنظيمية يجب القيام بها من خلال توزيع الجماعة، وتشير أيضا الي ان للقائد وظائف أهمها:
تحديد أهداف الجماعة والتخطيط لتحقيقها.
رسم سياسات الجماعة وتوزيع الأدوار.
الحفاظ على القيم السائدة والاتجاهات والمعايير والمعتقدات.
توجيه أفكار الجماعة واثراء ثقافتها ونقل الخبرة اليها وزيادة معرفتها.
الحفاظ على استمرار الجماعة وبنائها وجهودها
حل الصراعات داخل الجماعة بعدالة وموضوعية مطلقة.
ثالثا: الحالة الدراسية (جورج بوش – الابن)
شهدت ولاية بوش الابن القدر الأكبر من الجدل بشأن الحرب الامريكية على العراق وما ارتبط بذلك من جدلا حول توجهات وأهداف السياسة الخارجية وسبل تحقيقها، وقد عكست ممارسة السياسة الخارجية لإدارة بوش منذ وصول الأخير الي السلطة انقطاعا عن النمط الذي سارت عليه السياسة الخارجية الامريكية منذ انتهاء الحرب الباردة بشكل عام، وخلال ولايتي كلينتون على وجه الخصوص، فقد تبني إدارة بوش منذ الأيام الاولي لوجودها في السلطة مواقف متشددة إزاء عدد من الاتفاقات الدولية مثل: بروتكول كيوتو بشأن تغير المناخ والبروتوكول الإضافي لمعاهدة منع انتشار الأسلحة الكيميائية، واتفاق الوقف الشامل للتجارب النووية وقد عكست تلك المواقف من جانب الإدارة تدني التقدير لأهمية الأطر الدولية متعددة الأطراف، واستشعارا بان تلك الأطر وما يتصل بها من قواعد القانون الدولي تمثل قيدا على حرية التحرك الأمريكي، وهو ما عكس استعدادا أكبر من جانب إدارة بوش للعمل المنفرد، بجانب تراجع أهمية الإدارة الدبلوماسية كأحد تنفيذ السياسة الخارجية الامريكية.
وقد ظهر هذا التوجه في وثيقة استراتيجية الامن القومي 2002 والتوجه التدخلي[7]، عبرت الوثائق الأساسية ذات الصلة بالسياسة الخارجية، وأبرزها استراتيجية الامن القومي الصادرة في سبتمبر 2002 الي جانب عدد من الخطب الرئيسية التي القاها الرئيس بوش عن التوجهات والمبادئ الأساسية لتلك السياسة، ففيما يتعلق بالتوجه التدخلي أظهرت وثيقة الامن القومي الأمريكي اعتماد السياسة الخارجية لإدارة بوش لتوجه تدخلي يقوم علي استغلال الظرف التاريخي الذي توفر عقب انتهاء الحرب الباردة، وذلك لإعادة صياغة العلاقات الدولية بما يتفق مع المصالح الامريكية وفقا لتقدير بوش حيث تذكر هذه الوثيقة ان الولايات المتحدة ستستغل الفرصة التي تتيحها اللحظة التاريخية المتمثلة في انتهاء الحرب الباردة في توسيع مجال الحرية في العالم ونشر القيم والفوائد المرتبطة بالديمقراطية والتنمية والأسواق المفتوحة والتجارة الحرة في كل ركن من اركان العالم.
اما فيما يتعلق بالأدوات التي استخدمها بوش في سياسته الخارجية فقد استخدم أسلوب نشر الديمقراطية في العالم انطلاقا من الاعتقاد بوجود مهمة او رسالة ينبغي على الولايات المتحدة ان تضطلع بها في هذا الشأن، كما اظهر بوش اهتماما خاصة بمنطقة الشرق الأوسط في هذا المجال من خلال الإعلان في نوفمبر 2003 عن رؤيته بشأن نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط الكبير والتي أطلق عليها استراتيجية تقدميه في الحرية في الشرق الأوسط والتي أكد عليها عقب ذلك من خلال البيان الذي القاه في لندن في نفس الشأن ويرتبط تبني إدارة بوش لتوجه تدخلي يهدف الي إعادة صياغة العلاقات والأوضاع الدولية على نحو يتفق مع مصالح الولايات المتحدة بجانب اعتمادها بمبدأ نشر الديمقراطية. وفي هذا الشأن يذكر ادم كوين ان سياسات بوش قد قوضت القانون الدولي وتجاوزت اليات التفويض المؤسسية سواء ما يتصل بالأمم المتحدة او في إطار الناتو، الي جانب ان تلك الخلافات تجاهلت العمل الدبلوماسي، لاسيما خلال مرحلة التمهيد للحرب الامريكية على العراق.
وقد تضمنت وثيقة استراتيجية الامن القومي مبررات لعدم إمكانية مواصلة الاعتماد على مبدأ الردع كأساس للاستراتيجية الدفاعية الامريكية وضرورة استبداله بمبدأ العمل الاستباقي، وذلك من خلال التأكيد على أن مبدأ الردع الذي يقوم على التهديد بالعمل الانتقامي، والذي كان فعالا خلال الحرب الباردة، لا يمكن الاعتماد عليه في التعامل مع قادة الدول المارقة الذي يظهرون استعدادا أكبر للمخاطرة بأرواح شعوبهم وثروات دولهم، كما يظهرون كذلك استعدادا أكبر للجوء لاستخدام أسلحة الدمار الشامل، التي كانت خلال الحرب الباردة مجرد خيار أخير، كذلك تضمنت الوثيقة المطالبة بضرورة تطوير مفهوم التهديد الداهم الذي يعتبره القانون الدولي شرطا لمشروعية قيام أي دولة بالتحرك استباقيا للدفاع عن نفسها، حيث تعتبر الوثيقة أن مظاهر التهديد الداهم التقليدية كتحريك الجيوش والأساطيل تمهيدا للهجوم، لا تتوائم مع قدرات وأهداف المنظمات الإرهابية والدول المارقة التي تعتمد علي الأعمال التي تنطوي على إثارة الرعب والفزع وكذلك إمكانية اللجوء إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل التي يتسم إخفاؤها وإطلاقها بقدر كبير من السهولة.
أبدت إدارة بوش استعدادا غير مسبوق للعمل الأحادي أو الانفرادي، يربط جون روجي في مقالته المعنونة “الأحادية العقيدية وحدودها: الولايات المتحدة والقيادة الدولية في القرن الجديد” بين العمل الأحادي وبين استخدام القوة، فيذهب إلى ان مفهوم العمل الانفرادي-من منظور السياق الأمريكي في ظل إدارة بوش-يعنى الإيمان العقيدي بأن استخدام القوة الامريكية خارجيا هو عمل يتمتع في حد ذاته بالمشروعية بشكل كامل ولا يتطلب التعامل مع الآخرين أو السماح بقيود خارجية على التحرك الأمريكي لتحقيق الأهداف المبتغاة من استخدام القوة.
ويرتبط الاستعداد غير المسبوق الذي أظهرته إدارة بوش إزاء العمل الانفرادي بجانب آخر يتعلق بتبني نظرة استقطابية حادة للعالم، تجعل الآخرين إما في خانة الحلفاء أو الأعداء. وفي هذا الشأن يذكر برايان فارمر أن نظرة بوش للعالم والتي تقوم على ثنائية الخير مقابل الشر ليست جديدة، فهي امتداد لسياسة الرئيس الأمريكي ويلسون خلال الحرب العالمية الأولي، ولجوزيف مكارثي وأتباعه خلال الحرب الباردة، ويعتقد فارمر انه بغض النظر عن صواب أو خطأ تلك النظرة، فإن الأمريكيين وقادتهم قد اعتبروا أنفسهم-خلال المائة عام الأخيرة-الأمة الوحيدة القادرة معنويا وماديا على مواجهة الطغيان والشر في العالم.[8]
تعتبر المكانة المتميزة للأداة العسكرية وأهمية التأكيد على القوة الأمريكية على الساحة الدولية كانت ظاهر لدي بوش وعناصر إدارته حتى قبل وصوله للسلطة، حيث يشيران في هذا الصدد إلى مواقف مجموعة من المحيطين بالمرشح الرئاسي بوش الابن خلال حملته للوصول للبيت الأبيض، لاسيما بول وولفويتز وريتشارد بيرل، الذين أكدا على ضرورة ان تستخدم الولايات المتحدة قوتها وإمكانيتها العسكرية والاقتصادية والسياسية لإعادة صياغة العالم وفقا لرؤيتها، وأن ذلك ليس مصلحة أمريكية فقط، وإنما أيضا لمصلحة الدول الأخر
رابعا: الخاتمة
في مجال التأكيد على أثر القيادة السياسية على السياسة الخارجية –موضوع الدراسة-نجد أن إدارة بوش كانت مدفوعة منذ يومها بانحياز أيديولوجي ضد الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية الأخرى كالمحكمة الجنائية الدولية.
ويعتبر فوكوياما ان السياسات التي اتبعها بوش من انشاء وزارة للأمن الداخلي، وغزو أفغانستان استجابة لتبني الإدارة الاستراتيجية أمن قومي تقوم على الحرب الاستباقية، ثم قيام الإدارة بغزو العراق لا تبدو واضحة.
والرد على هجمات 13 سبتمبر 2001 لن يكون فقط في إطار تعقب القاعدة ولكنه سيكون في إطار حملة واسعة تنطوي على إزالة وإنهاء دول بأكملها، وهي الدول التي ترعي الإرهاب وتقدم المأوي للإرهابيين.
مبدأ تغيير الأنظمة لم يكن نتيجة لهجمات 11سبتمبر، بل انه منذ اليوم الأول من عمر إدارة بوش الابن تزعم بول وولفويتز نائب وزير الدفاع، مجموعة من الصقور الذين دفعوا باتجاه تبني استراتيجية لتغيير النظام العراقي، على اعتبار انه أصل كل الشرور التي تواجه الولايات المتحدة.
وبالتالي، السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحت إدارة بوش لم تكن استجابة قائمة على علاقة سببية إزاء الظروف خارجية، ولكن كانت منهجا تم اختياره من جانب إدارة بوش، وقد اتسم بتأثير التقاليد الأيدولوجية التي قادت انخراط الولايات المتحدة في النظام الدولي.
وفي النهاية، فإن دور السمات الشخصية للرئيس الأمريكي، لاسيما الجوانب المتعلقة بالبعد الديني، وما حمله من بعد تبشيري، بالمعني المتعلق بالمهمة أو الرسالة الأمريكية في نشر الديمقراطية وإحداث التغيير المطلوب في منطقة الشرق الأوسط – إلى الحد انه استخدم تعبير الحروب الصليبية في وصف الحرب الأمريكية على الإرهاب -لا يمكن اغفال تأثيرها بالنسبة لاقتناع بوش الابن لأفكار ورؤى المحافظين الجدد واعتناقه لها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامسا: المراجع
أولا: المراجع باللغة العربية
1-د. طريف شوقي، السلوك القيادي وفعالية الإدارة، القاهرة. بدون تاريخ
2-د. محمد سيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، مكتبة النهضة المصرية، الجيزة، الطبعة الثانية، 1989.
3-د. محمد عبد الغني حسن، مهارات قيادة الآخرين، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الأولي، 1994
4-خليفة علي البكوش، متغير القيادة في مصر والصراع العربي الإسرائيلي 1955-1979، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، 1994
5-د. نيفين حليم صبري، الزعامة الكاريزمية في افريقيا بعد الاستقلال مع التطبيق على تنزاني، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، 1986
6-د. محمد شفيق، القيادة: تطبيق العلوم السلوكية في مجال القيادة، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الاولي، 2005
ثانيا: المراجع باللغة الإنجليزية
-1-Hall Gardner, American Global Strategy and the war on terrorism, (London: Ashgate Publishing, 2005,).
-2-Brian R. Farmer, American Conservatism: History, Theory, and Practice, (New Castle: Cambridge Scholars,2005).
[1]– د. محمد سيد سليم، تحليل السياسة الخارجية، مكتبة النهضة المصرية، الجيزة، الطبعة الثانية، 1989. ص-ص 383-385
[2]– د. محمد عبد الغني حسن، مهارات قيادة الآخرين، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الأولي، 1994، ص18
[3]– خليفة علي البكوش، متغير القيادة في مصر والصراع العربي الإسرائيلي 1955-1979، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، 1994، ص7[4]– د. طريف شوقي، السلوك القيادي وفعالية الإدارة، القاهرة. بدون تاريخ،ص58
[5]– د. نيفين حليم صبري، الزعامة الكاريزمية في افريقيا بعد الاستقلال مع التطبيق على تنزاني، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة القاهرة، 1986، ص16
[6]– د. محمد شفيق، القيادة: تطبيق العلوم السلوكية في مجال القيادة، القاهرة، مركز تطوير الأداء والتنمية، الطبعة الاولي، 2005،ص15
[7]-Hall Gardner, American Global Strategy and the war on terrorism, (London: Ashgate Publishing, 2005,), p.21
[8]-Brian R. Farmer, American Conservatism: History, Theory, and Practice, (New Castle: Cambridge Scholars,2005), P.431