17 نوفمبر، 2024 12:52 ص
Search
Close this search box.

 “أبلة فضيلة”.. تربت أجيال على نبرات صوتها المميزة

 “أبلة فضيلة”.. تربت أجيال على نبرات صوتها المميزة

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“فضيلة توفيق عبد العزيز” مقدمة برامج أطفال في الإذاعة المصرية، وهي خريجة كلية الحقوق وتلميذة للإذاعي الشهير “بابا شارو”. عملت في في مكتب المحامي ووزير النقل وقتها “حمدي باشا زكي”. وهي أخت الممثلة “محسنة توفيق”.

حياتها..

تحكي “فضيلة توفيق” عن أسرتها: “نحن ثلاث بنات وولد ووالدتي سيدة تركية تجمع بين الطيبة والحزم وكانت تقوم بتفتيش حقيبتي المدرسية فإذا وجدت قلما لايخصني تسألني عن مصدره، وأذكر في طفولتي أيضا أنى كنت أجمع جيراني الأطفال وأقص عليهم القصص والحكايات. كنا نسكن في شارع الملكة نازلي (رمسيس) وتعلمت في مدرسة الأميرة فريال وكانت في نفس المدرسة ناريمان التي تزوجها الملك فاروق فيما بعد وأيضا كانت فاتن حمامة زميلتي وكان والدها سكرتير المدرسة. التحقت بكلية الحقوق تحقيقا لرغبة الأسرة ومن دفعتي كل من: الدكتور أسامة الباز والدكتور عاطف صدقي والدكتور فتحي سرور. كان الزميل عاطف صدقي يتوقع بعض الأسئلة ويطلب أن نهتم بها ومن العجيب أننا كنا نفاجأ بها في الامتحان”.

المحاماة..

وتكمل عن اختيارها لمجال المحاماة: “أستاذي حامد باشا زكى اختارني للعمل معه في مكتب المحاماة وفي ذلك الوقت كان يتولى وزارة المواصلات وفي إحدى القضايا التي جاءت للمكتب حاولت الصلح بين الخصوم وهذا الموقف نقله أحد الزملاء للأستاذ حامد فعاتبني بشدة وقال: مهنتنا تعتمد على الخلافات ولذا فأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة من الأفضل أن تعملي في الإذاعة. كانت مدة عملي بالمحاماة 24 ساعة فقط”.

الإذاعة..

وعن دخولها الإذاعة المصرية تواصل: “كانت الإذاعة تتبع وزارة المواصلات وقتئذ وللتاريخ أذكر أنني كنت سعيدة للعمل في الإذاعة. في عام 1953 قابلت الرائد الإذاعي “بابا شارو” وقلت له أتمنى أن أعمل مذيعة للأطفال فاخبرني أنه يتولى هذا العمل وحده. ثم تم تعييني بالإذاعة وكنت أقرأ النشرة وتعلمت من “حسنى الحديدي” كيف أقف وراء الميكرفون ومن “يوسف الحطاب” التمثيل، في عام 1959 تحقق حلمي حيث أنتقل “بابا شارو” للعمل في التليفزيون ومن هنا عملت في برامج الأطفال”.

“غنوة وحدوتة”..

وعن برنامجها الشهير”غنوة وحدوتة” تقول: “استضفت في برنامجي شخصيات كثيرة بارزة مثل: نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبد الوهاب وكامل الشناوي وسيد مكاوي وعبد الحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوي، استضفت في برنامجي الموسيقار محمد عبد الوهاب وطلبت منه أن يغني (ست الحبايب) فقال: لقد غنتها فايزة أحمد بصورة رائعة. وبعد إلحاح من الأطفال غنى على عوده (ست الحبايب) وكان يود ألا تُسجل بصوته. وأذكر أن زميلتي العزيزة سامية صادق استضافت ذات يوم في برنامجها فايزة أحمد وبعد أن استمعت للحلقة اتصلت بها وقلت: خبطة إذاعية هائلة يا سامية لأنني عندما استمعت إلى (ست الحبايب) لأول مرة من فايزة أحمد بكيت برغم أن والدتي على قيد الحياة”.

العمل مع الأطفال..

في حوار معها عام 1997 منشور بجريدة الأهرام قالت “فضيلة توفيق”: “عندما التحقت للعمل بالإذاعة فور تخرجي طلبت العمل مع الأطفال، لكن بابا شارو المسئول وقتها عن برامج الأطفال رفض أن يعمل أي شخص غيره مع الأطفال وكان رأيه أن من يعمل مع الأطفال ويخاطبهم من خلال الراديو لابد أن يكون شخصاً واحداً فقط، ورغم إصرار بابا شارو فقد ظللت أصر أنا الأخرى على أن أكون قريبة من الأطفال، ورغم عملي كمذيعة في برامج المنوعات الخاصة كنت أذهب إلى الاستوديو للبقاء مع أطفال بابا شارو، وأتحدث معهم لأنه كان يطلب بقاء شخص معهم في استوديو آخر غير ذلك الذي يسجل فيه هو على الهواء”.

ظلت في برامج المنوعات حتى عام 1959، وحين انتقل “بابا شارو” للعمل في التلفزيون وقت إنشائه، تكمل: “سألوني إذا كنت استطيع أن أحل محله وطبعاً وافقت فوراً وبدأت عملي منذ هذا التاريخ”.

أكدت على حبها الشديد للأطفال وعن سبب إصرارها العمل مع الأطفال رغم المعوقات: “إصراري نابع من إيماني بأن التعامل مع الأطفال موهبة من عند الله مثلها كموهبة الرسم أو التمثيل أو أي موهبة أخرى ولا يستطيع أي شخص أن يتعامل مع الأطفال إلا إذا كانت لديه الموهبة، وأنا لدي هذه الموهبة ومنذ صغري كنت أبقى مع الأطفال في سني أو أصغر مني لأحكي لهم الحواديت وكانت تجذبهم حكاياتي، لكن هذه الموهبة كانت لابد أن تصقل بالدراسة وهذا ما شعرت به عند بداية عملي، وطلبت وقتها من أساتذة علم النفس أن يستمعوا إلى أثناء حديثي للأطفال لأتعرف من خلالهم على أخطائي، وبالفعل قيل لي أن بعض إجاباتي على الأطفال تكون خطاً من ناحية علم النفس”.

وتتابع: “لكن وقتها لم تكن هناك دراسات معروفة نفسية عن الأطفال أو معاهد لذلك لجأت إلى مرسي سعد الدين وكيل وزارة الثقافة، وسألته عن كيفية عمل دراسة عن الأطفال وبالفعل تم تنظيم دورة تدريبية لكل المهتمين والعاملين في حقل الأطفال استمرت 3 شهور، وأنا مدينة لهذه الدورة في وضع قدمي على الطريق السليم لأكون مذيعة أطفال دارسة وواعية”.

مسيرة مع الأطفال..

في حوار آخر على بوابة “روز اليوسف” تحكي “فضيلة توفيق” عن نفسها: “دخلت الحقوق لأن أخي وقتها دخل الحقوق ووالدي أصر إن لازم تتدخلي مع أخوكي  الحقوق، وأنا كان نفسى أدخل آداب وأدرس شعر ولغات، ولكن والدى أصر وبرغم من هذا أنا حبيت أوى دراستى في الحقوق، وأنا كنت بدرس مواد في الشريعة على يد الدكتور عبد الوهاب خلاف دكتور الشريعة أيامها وكنا بندرس قانون وازاى نتعامل مع الناس”.

وعن كون دراستها للقانون ساعدتها مع الأطفال تقول: “طبعا، فكرة دراستي للحقوق والواجبات جعلتني أطبق ده مع الأطفال وفن التعامل زودتنى خبرة، وأول مادخلت ماسبيرو كنت مذيعة هواء بس منجحتش بالمرة لأن صوتي كان صوت يشبه الأطفال وأنا كان نفسي اشتغل معاهم.

وعن الذين ساعدوها في مسيرتها مع الأطفال تقول: “الدكتورة سهير القلماوي أستاذة ووكيلة وزارة الثقافة وقتها هي التي كانت تدربنا على يديها، وكنا مجموعة وأول واحدة قالت لى انتي حتنجحي مع الأطفال عملت لنا دورة تدريبه 3 شهور ندرس يعنى أي طفل وبيحب ايه وتتعاملى معاه ازاي بصراحة “مش حننسى الست دى ابدا وقفتها معايا رحمة الله عليها”.

وعن أسباب اختيارها لشريحة الأطفال واستمرارها سنوات طويلة في العمل معهم: ” شوفي أنا من صغرى كنت أجمع ولاد الجيران وـقعد احكيلهم حكايات على السلم والموضوع ده كبر معايا وكان على أيامنا كان في برنامج اسمه “عمو حسن” والبيت عندنا كان يحط الراديو في مكان عالي علشان منلعبش فيه، كنت أجيب الكرسي واقف عليه عاوزة ادخل جوه الراديو اشوف الرجل اللى بيتكلم، فضول غريب. جيت في مرة أصريت ابويا شافنى قال لى: يا حبيبتى الرجل ده موجود في مكان بعيد اسمه  الإذاعة، فضولي كبر معايا ومش ح انسى أول مرة دخلت فيها لأستوديوهات الاذاعة  كنت فرحانة فرحة الأطفال لما كنت بجيب الكرسي علشان اشوف مين اللى جوه المكان ده”.

وتقول عن الفرق بين طفل زمان وطفل الوقت الحاضر: “طبعا في فرق  طفل زمان كان عنده قدرة على الاستماع والابتكار واحنا اتربينا على الصح والغلط وكان في حوار ومناقشة بين أهالينا واحنا أطفال، أما طفل دلوقتى أكثر فهما واطلاعا بس للأسف أقحم نفسه في مجالات الكبار وكلام في السياسة، ودى بصراحة ظاهرة غريبة ومش حلوة طفل بيتكلم في السياسة  دا مش مطلوب خالص المفروض يعيش سنه، كل سن وله متطلباته اللي لازم ياخدها للأسف، قليل أوى لما نشوف طفل يقرأ شعر أو يألف قصة، مع العلم أن عالم الأطفال له سياسته ومن حقه طبعا يعرف في السياسة، بس سياسته هي أن نعلمه حب بلده ويعرف تاريخه، هي دي السياسة اللي المفروض يعرفها، أما قصة الاحزاب والانتماءات دي مش له خالص دي لعبة الكبار”.

وعن رأيها في دور الإذاعة المصرية في الفترة الأخيرة تقول: “هناك تغير في كل حاجة تترات وتنويهات وبرامج ومازال تتر “غنوة وحدوتة” زي ماهو ياترى ليه، ابلة فضيلة ماغيرتش في شكل التتر مع العلم أن الحودايت اتغيرت في مضمونها، تعرفي أن الولد اللي كان بيغني التتر ده حاليا دكتور وفكرة تغيير التتر صعبة لسبب بسيط التتر ده علامة مميزة للبرنامج، الأطفال حفظته لو اتغير بيتهالى إن الاطفال ها تبعد عنه وكمان المزيكا دي اللي ألفها متخصصين وتربويين وأغاني “غنوة وحدوتة” دى خاصة بالبرنامج مش بتذاع في أي وقت وهذا أيضا من علامات تميز البرنامج”.

وعن ماذا تعلمت في مشوارها مع الأطفال: “اتعلمت أحبهم وأعرف عن طريقهم اتعامل مع الكبار، والأطفال محتاجين الصبر عموما في التعامل، وهذا أيضا أفادني كتيرا في حياتي وأن كل كبير جواه طفل لازم تطلعيه وتتعاملي معاه لو نجحتى في التعامل مع الأطفال هاتنجحى في التعامل مع الكبار مش العكس” .

وفاتها..

توفت الإذاعية الكبيرة “فضيلة توفيق عبد العزيز”، يوم 23 مارس 2023 عن عمر ناهز 93 عاما، في كندا.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة