19 فبراير، 2025 9:08 ص

“آن سكستون”..  كتبت شعرا عن حياتها الحميمية في محاولة للتعافي

“آن سكستون”..  كتبت شعرا عن حياتها الحميمية في محاولة للتعافي

خاص: إعداد- سماح عادل

“آن سكستون” شاعرة أمريكية. فازت بجائزة بوليتزر للشعر لكتابها «عش أو مت». يروي شعرها صراعها الطويل مع الاكتئاب، ونزعتها الانتحارية، وتفاصيل حميمية لحياتها الشخصية، متضمنةً علاقتها بزوجها وأطفالها.

حياتها..

ولدت “آن سكستون” باسم “آن غراي هارفي” في “نيوتن”، “ماساتشوستس”. أمها “ماري غراي هارفي”، وأباها “رالف تشرشل هارفي”، لها أختين، “جاين إليزابيث جيلوس”، و”بلانش دينغلي تايلور”. وقضت معظم طفولتها في بوسطن. عام 1945، التحقت “آن” بمدرسة “روجرز هول” الداخلية في “لوويل ماساشوستس”، بعد قضائها سنة في مدرسة “غارلاند”. عملت عارضةً لوكالة “بوستنز هارت” فترةً من الوقت. في 18 أغسطس من عام 1948، تزوجت من ألفريد “مولر سكستون”، واستمر زواجهما حتى عام 1973. ورزقت بطفلتها الأولى، “ليندا غراي سكستون”، عام 1953. ورزقت بطفلها الثاني، “جويس لاد سكستون”، بعدها بسنتين.

الشعر..

ما حاولت آن تحقيقه من خلال كتابة الشعر كان شكلًا من أشكال الشفاء الذاتي، وهي وسيلة للتعبير عن المشاعر المكبوتة بناءً على تجاربها في حياتها الخاصة، لكنه سيُحكم دائمًا وللأسف على أعمالها في ظل أنّها كتبت عن حياتها الخاصة والحميمية كالإجهاض، الحيض، إدمان المخدرات، الأدوية، الجنس، الخيال الجنسي، الدين، الانتحار، الإساءة الأسرية والموت، لقد كتبت عن كلّ ذلك بشجاعة وبصوت هوسيّ مفرط، كان الأمر كما لو كانت آن تعرض حياتها كلها من خلال فنها، مستكشفةً الجانب الأكثر قتامة من اللاوعي لديها.

عانت من اضطراب ثنائي القطب لفترة طويلة من حياتها، بدأت فترة معاناتها الأولى في عام 1954، وبعد فترتها الثانية، قابلت الطبيب “مارتن أورن”، الذي أصبح معالجها النفسي لفترة طويلة في مستشفى “غلينسايد”، وهو من شجعها على كتابة الشعر.

قاد “جون هولمز” أول ورشة لكتابة الشعر حضرتها “سكستون”، وقد ارتابت من فكرة التسجيل للصف، فطلبت من صديقة لها أن تتصل وأن ترافقها إلى صفوفها. تلقّت تشجيعا مباشرا على قصائدها، وقد قبل عدد منها في مجلات كمجلة ذا نيويوركر، ومجلة هاربرز، ومجلة ساترداي ريفيو. درست سكستون لاحقا مع روبرت لويل في جامعة بوسطن، جنبا إلى جنب مع الشاعرة سيلفيا بلاث والشاعر جورج ستاربوك. كتبت سكستون لاحقا مرثية تمجد فيها صداقتها مع سيلفيا بلاث عام 1963 بعنوان «موت سيلفيا».

نشرت مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان «إلى الجنون ونصف العودة» عام 1960، تضمّنت قصيدتها «من هذا النوع» التي استخدمت فيها الساحرات المُضطهدات مجازًا عن الظلم الذي تتعرض له المرأة في المجتمعات الأبوية.

شجّع مرشدها الشاعر و. د. سنودغراس مسيرتها الشعرية، الذي كانت قد قابلته في مؤتمر الكاتب في أنطاكية عام 1957. ألهمتها قصيدته «إبرة القلب»، التي كان موضوعها عن فراقه لابنته البالغة من العمر ثلاث سنوات. قرأت سكستون القصيدة أول مرة حينما كانت ابنتها الصغرى تعيش مع زوجة أبيها. وفي المقابل، كتبت قصيدتها بعنوان «الصورة المزدوجة»، التي تعرض علاقة الأم مع ابنتها عبر الأزمان. بدأت سكستون بكتابة الرسائل لسنودغراس، وأصبحا صديقين.

اجتمعت آن بماكسين كومن حين كانت تعمل مع جون هولمز، وأصبحتا صديقتين، واستمرت صداقتهما لبقيّة حياتها. كانت كل من آن وماكسين تنتقدان أعمال بعضهما بصرامة، وكتبتا أربعة كتب للأطفال معًا. في نهاية الستينيات، أصبحت العوامل النفسية لمرض آن تؤثر في عملها، مع ذلك استمرت بالكتابة والنشر وتقديم قراءات لشعرها. تعاونت مع موسيقيين وأسسوا فرقة جاز/روك وسُميت «هير كايند»، التي لحّنت شعرها. أنتِجت مسرحيتها بعنوان «شارع الرحمة» عام 1969 بعد تنقيحها وكانت من بطولة ماريان سيلدس. تعاونت سكستون مع الفنانة باربارا سوان التي أضافت رسوما لبعض كتبها.

خلال اثني عشرة سنة من النتاج الشعري، أصبحت من أكثر الشعراء الأمريكيين تقديرا، وحائزة على جائزة بوليتزر، وعضوة في الجمعية الملكية للأدب، وأول امرأة تصبح عضوة في جمعية فاي بيتا كابا التابعة لهارفارد.

وفاتها..

في الرابع من أكتوبر عام 1974، تناولت سكستون غداء مع كومن لمراجعة وتنقيح مخطوطتها لقصيدة «التجديف الرهيب نحو الرب»، وقررت أن تنشرها في مارس 1975. في طريق عودتها إلى المنزل، ارتدت معطف والدتها القديم، وخلعت جميع خواتمها، سكبت لنفسها كأسا من الفودكا، وحبست نفسها في مرأبها، وشغلت محرك السيارة، وأنهت حياتها بالتسمم بغاز أحادي أوكسيد الكربون.

في مقابلة قبل نحو سنة من موتها، فسرت بأنها كتبت المسودات الأولى لقصيدتها «التجديف الرهيب نحو الرب» قبل عشرين يوما، في يومين من اليأس وثلاثة أيام في مستشفى الأمراض العقلية. وقالت بأنها لن تسمح بأن تُنشر قصائدها قبل موتها. دفنت في مقبرة فورست هيلز في جامايكا بلاين، في بوسطن، ماساتشوستس.

من أعمالها..

رواية غير مكتملة- بدات في الستينات من القرن العشرين

ليلة النجوم (1961)

كل ما عندي من الأشياء الجميلة (1962)

عيش أم تموت (1966) – حائز على جائزة بوليتزر عام 1967

قصائد الحب (1969)

التحولات (1971)

كتاب الحماقة (1972)

دفاتر الموت (1974)

شارع الرحمة 45 (1976)

آن سكستون: بورتريه ذاتي في الحروف (1977)

كلمات لدكتوري. (1978)

قصيدة أريد أن أموت

آن سكستون

ترجمة: د. شريف بقنة

‏‏بما أنّكم تسألون، فأنا لا أتذكّرُ معظمَ الأيّامِ.

‏أسيرُ في لباسي، ولا أشعرُ بزخمِ الرّحيل.

‏هكذا يعاودُني ذاك الشّبقُ الذي لا يُسمَّى.

‏حتّى إن لم يكن لديَّ شيءٌ ضدّ الحياةِ حينَها،

‏فأنا أعرف جيّدًا شفيرَ الأعشابِ التي تذكرون،

‏وذلك الأثاثَ الذي وضعتموه تحتَ لهبِ الشّمسِ.

‏غير أنّ الانتحاراتِ لها لغتُها الخاصّةُ.

‏تمامًا كالنّجَّارِ

‏الذي يريدُ أن يعرفَ كيفَ يستخدمُ الأدواتِ،

‏دون أن يسألَ مطلقًا: لماذا يبني؟

‏لمرَّتَينِ وببساطةٍ أعلنتُ عن نَفْسي،

‏امتلكتُ العدوَّ، ابتلعتُ العدوَّ،

‏وعلى مَرْكبِهِ أخذتُ معي سِحْرَه.

‏وفي هذه الطّريقِ، مُثقلةٌ ومُستغرقةٌ

‏أدفأُ منَ الزّيتِ أوِ الماءِ،

‏استرحتُ،

‏وسالَ مِن فوَّهةِ فمِي اللُّعابُ.

‏لم أفكّرْ في جسدي عند وخزِ الإبرةِ.

‏حتّى قرَنيَّتيّ وما بقِي فيَّ من بَوْلٍ، اختفيا.

‏الانتحاراتُ كانت قد خانتِ الجسدَ مسبقًا.

‏الصّغارُ لا يموتونَ عادةً،

‏غير أنهم ينتشونَ،

‏لا يستطيعون نسيانَ لذَّةَ مُخدِّرٍ

‏حتّى أنّ الأطفالَ سينظرونَ ويبتسمون.

‏أن تَسحَقَ تلكَ الحياةَ كلَّها تحتَ لسانِك!

‏ذلك وحده يستحيلُ شغَفًا.

‏ستقول: عَظْمةُ بائسةُ للموتِ، كَدمةُ حزينةُ.

‏مع ذلك ستنتظرُني هي عامًا بعد عامٍ،

‏لتمحوَ برقَّةٍ جُرحًا قديمًا،

‏لتُخلّصَ شهقتي من سجنِها الكريهِ.

‏نتساوَى هناك، الانتحاراتُ تلتقي أحيانًا،

‏نحتدمُ عند فاكهةٍ وقمرٍ منتفخٍ،

‏تاركينَ كِسرةَ الخبزِ التي أخطأتْها قبلاتُهم.

‏تاركينَ صفحةَ كتابٍ مفتوحةً مُهملةً،

‏وسمَّاعةَ هاتفٍ معلَّقةً

‏لشيءٍ لم يُلفظْ بعد،

‏أمّا الحبُّ، أيًّا يكونُ، فليس سوى وباءٍ.

قصيدة..آنا التي كانت مجنونة

آنا .. التي كانت مجنونة

عندي سكّينٌ تحت إبطي.

حينَ أقف على رؤوس أصابعي

أنقرُ البرقيات.

هل أنا مرضٌ معدٍ؟

هل جعلتكِ تجنّين؟

هل جعلتُ الأصوات بغيضة هكذا؟

هل طلبتُ منك تسلّقَ النافذة؟

سامحيني.. سامحيني.

لا تقولي إنني فعلتُ ذلك

لا تقولي أنني

لا تقولي

**

صبي كلماتٍ مريميةً في وسادتنا

خذيني طفلةً طويلة نحيلة

في الثانية عشرة من عمرها

في أحضانك الغائرة

اهمسي مثل أوراق عشب

كُليني.. ابتلعيني مثل حلوى الكريمة

أدخليني في فمكِ

أدخليني

أدخلي.

**

أعطيني تقريراً عن حالة روحي

أعطيني بياناً مفصلاً عن أفعالي

ناوليني زهرة برية ودعيني أنصت إلى جوفها

ضعيني في الركاب ومرري فوجاً من السائحين

رقّمي خطايايَ في لائحة البقالة ودعيني أشتريها

هل جعلتكِ تجنّين؟

هل رفعت سماعات أذنك

وأدخلت فيها صافرات إنذارٍ؟

هل فتحتُ الباب لطبيب الأمراض العقلية ذي الشاربين

الذي جرك خارجاً مثل عربة يد محملة بالذهب؟

هل جعلتكِ تجنّين؟

أكتبي لي من القبر يا آنّا!

لستِ سوى رمادٍ لكن رغم ذاك

ارفعي قلم “الباركر” الذي أعطيتك إياه

واكتبي لي

اكتبي…

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة