خاص : ترجمة – آية حسين علي :
مثل كثير من الفنانين وصف فنه في البداية بالـ”لا فن” وأُخذ عليه تجريد الصور من سياقها، إلا أنه أصبح أيقونة لعصره، وبات يعتبر الرسام الأميركي العالمي، “آندي وارهول”، أحد أبرز الرسامين في القرن العشرين، وحتى الآن تباع لوحاته بملايين الدولارات ويثمنها كل عاشق للفن والألوان.
واتسم أسلوبه باستخدام الألوان الزاهية وإخراج الصورة من سياقها ليطلق العنان لكل متفرج للتفكير، واستطاع بسلاسة إزالة الفوارق بين الفنون التشكيلية والتجارية، كذلك وظف الكوميديا في لوحاته الشعبية، وكان مولعًا بالوجوه الهليوودية، والرسومات التجارية، واستطاع من خلال حسه الفني، الذي لم يتعلمه في مدارس أو معاهد أو جامعات، أن يقدم للعالم مجموعة من أفضل لوحات القرن العشرين على الإطلاق.
ولد فنان “البوب” في ولاية “بنسلفانيا”، في 6 آب/أغسطس عام 1928، وكان اسمه الحقيقي، “أندرو وارهولا”، وتخرج في جامعة “كارنيغي ميلون”، ثم انتقل إلى “نيويورك” للعمل في مجال تصوير المنتجات.
ومن أبرز أعماله رسوماته التجارية على علب الصلصة ومشروب المياه الغازية، “كوكا كولا”، إلى جانب سلسلة من اللوحات رسمها لـ”مارلين مونرو” بعد وفاتها، بالإضافة إلى “إلفيس بريسلي” والسيدة الأولى للولايات المتحدة الأسبق، “جاكلين كينيدي”.
جيل الفضيحة..
حصل “وارهول” على أول فرصة له، في آب/أغسطس عام 1949، عندما نشرت مجلة (غلامور) لوحة له باسم (النجاح في العمل)، لكن حذف الحرف الأخير من اسم والده عن طريق الخطأ، الأمر الذي أعجبه كثيرًا وقرر بعدها أن يمضي باسم “وارهول”.
دخل “وارهول”، مثل كثير من أبناء جيله، لفترة من حياته في عالم الملاهي الليلية وتعرف هناك على حياة مليئة بالمتع الزائلة والمخدرات وممارسة علاقات محرمة، إذ كانت الملاهي الليلية تعد مكانًا مناسبًا يلهو فيه أبناء جيل تربوا في ظل ضغط أسوأ فضيحة في تاريخ أميركا، “فضيحة ووترغيت”، و”حرب فينام”.
كذلك أنضم إلى فرقة الروك “ذا فيلفيت أندرغراوند”، وأرتبط اسمه في كل مكان بالممثلة، “إدي سيدويك”، التي توفيت بعد ذلك بسبب تعاطيها جرعة زائدة من “باربتيورات”.
بحلول عام 1955؛ كانت حياته بشكل كامل قد انتقلت إلى “نيويورك”، وإتجه إلى العمل مستشارًا لعدد من نجوم الفن في هذه الفترة مثل؛ “كيث هارينغ”، و”جان ميشال باسكيات”، وفي منتصف السبعينيات أصبح فنانًا شاملاً إذ كان يكتب الأفلام وينتج الموسيقى، وأنتج أكثر من 50 فيلمًا منها؛ (الإمبراطور)، و(الرجل)، و(الفتيات).
حادث مرير..
تعرض “وارهول” لحادث مرير، في 3 حزيران/يونيو عام 1968، إذ أدرم فيه النار شخص اسمه “فاليري سولاناس”، كان قد عمل معه في أحد أفلامه، وعندما وصل إلى المستشفى توقع الأطباء أنه قد توفي؛ ومع ذلك قرروا فتح صدره وإنعاش القلب فأنقذوا حياته، وبعد تمام شفاؤه استكمل عمله وأسس مجلة (إنترفيو) ونشر كتاب السيرة الذاتية (فلسفة آندي وارهول)، الذي حكي فيه بعض الأسرار في حياته لم تكن معروفة.
وتوفي “وارهول”، في 22 شباط/فبراير عام 1987، أثناء إجراء عملية إزالة المرارة، تاركًا أثره في أجيال كاملة من الفنانين وعاشقي الجمال، وفي عام 1994 افتتح متحف باسمه.
حياته وأعماله معارض وكتب..
في الذكرى الـ”90″ لميلاده نظم متحف “وايتني” للفنون الأميركية بنيويورك احتفالاً لإحياء ذكراه، ويضم المتحف 200 لوحة للرسام العالمي الراحل، نشرها في الفترة التي سبقت الثورة الصناعية في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أجزاء من أعماله التمثيلية.
ويتعمق كتاب (آندي وارهول – من أ إلى ب ومرة أخرى)؛ الذي سوف ينشر، في 27 تشرين ثان/نوفمبر المقبل، لـ”تريفور غاي فيربروثر” و”غيسيكا بيك” و”ودونا دي سالفو”، في الأعمال الأولى لـ”وارهول” التي رسمها في حقبة السبعينيات من القرن الماضي، والتي أثرت على مشواره الفني.