خاص : عرض – سماح عادل :
رواية (آمورزاو)؛ للكاتبان المصريان “محمد آدم” و”خالد الجزار”، صدرت مؤخراً عن دار الكنزي.. تتناول فكرة تفوق الحضارة الإسلامية وتأثر الحضارة الغربية بها، رغم إخفاء ذلك التأثر والتعامل مع المسلمين في الوقت الحالي وكأنهم مجرمين.
الشخصيات..
“قيس”: البطل الرئيس.. هو رجل في منتصف الثلاثينات، زير نساء يسافر إلى البلدان الغربية كثيراً، وهو شاعر يتخذ من الشاعر الجاهلي، “إمرؤ القيس”، قدوة له ويظل مهووساً به وبأشعاره طوال الرواية.
هناك شخصيات نسائية كثيرة من البرازيل ومن تركيا ومن أميركا، لكنها تبدو متشابهة جميعاً في أنها عاشقات للبطل ومفرطات في الجمال والأنوثة.
“كيتي”: فتاة من البرازيل.. تحب البطل وتعيش معه سنوات، ثم بعد أن يتغير حاله يتزوجها بعد أن تعلن إسلامها وينجب منها أطفالاً.
“فاطمة”: زوجة البطل الأولى.. من الصعيد، حيث ينتمي هو أيضاً، تحبه وتترك أهلها لأجله، ويهربان بسبب أن عائلتيهما تتصارعان، مما حال دون زواجهما في الصعيد، فذهبا إلى الإسكندرية ثم القاهرة وعاشا في أمان، إلى أن تم قتل “فاطمة” وطفلها الرضيع بيد عائلتها وتغير حال “قيس” وأصبح مكلوماً.
الراوي..
الرواية لها كاتبان، ورغم ذلك نجد حكي متماسك عن بطل واحد، يجوب البلاد، وتتسم صفات هذا البطل بالمبالغة الشديدة.. فهو ساحر النساء يقعن في غرامه من الوهلة الأولى لأنه عربي وجذاب، تلك الفكرة الساذجة؛ أن الفتيان العرب ساحرين لنساء الغرب يمتن عشقاً وولهاً بهم، الراوي هو البطل “قيس” يحكي عن نساءه بلغة ساخرة وعن نفسه، ويحاول كسر الإيهام من خلال مخاطبته للقارئ بشكل مباشر.
السرد..
إيقاع السرد سريع.. البطل يتجول دوماً ويحكي عن معلومات كثيرة تخص أمجاد العرب والمسلمين الفائتة، في شكل أشبه بالتوثيق، ويتخلل تلك المعلومات حكي عن مغامراته النسائية وصفات النساء اللاتي يقعن في غرامه.
الفخر بالحضارة الإسلامية..
تمتليء الرواية بحس الفخر، حيث يحكي البطل عن أمجاد العرب والمسلمين، في حين أنه غارق إلى أذنيه في مغامرات جنسية بحتة مع النساء الغربيات من مختلف المهن، يبدأ الحكي بشخصية تاريخية؛ وهو الشاعر الجاهلي “إمرؤ القيس”، يستعين بمقتطفات من أشعاره ويبين كيف هو مهووس به وبحياته كزير نساء، طرد من قبيلته رغم أنه كان على وشك أن يصبح أميراً ثم أصبح من قٌطاع الطرق والصعاليك ثم ذهب لملك روما ليستعين به في إستعادة مكانته، لكن يقتل هناك بسبب مغازلته لابنة ملك الروم، ويحكي البطل عن تكريم تركيا لـ”إمرؤ القيس”، حيث بنوا له قبراً هناك.
الشخصية الأخرى، التي يفتخر بها البطل، هو “بيري الرئيس”، يقول البطل أنه رحالة تركي عاش أيام الحكم العثماني؛ وأنه كان عالماً وبحاراً ويعمل في الأسطول العثماني، وأنه اكتشف أميركا قبل اكتشاف “كريستوفر كولومبس” لها بسنوات عديدة، وأنه رسم خريطة لأميركا عالية الدقة، وهي موجودة في أحد المتاحف، ورغم ذلك لا يعترف الغربيون بفضله، وإنما ينسبون اكتشاف أميركا للبرتغاليين.
ويذكر البطل أيضاً سرقة “دانتي”، صاحب المسرحية الشهيرة (الكوميديا الإلهية)، لرائعة “أبوالعلاء المعري”، (رسالة الغفران)، وأنه تعمد أن لا يذكر تأثره بـ”أبوالعلاء المعري”، مشيراً إلى تأثر الحضارة الغربية في بداية تكونها بالحضارة الإسلامية وبعلمائها وأدبائها، ثم طمس ذلك التأثير والتعامل مع المسلمين على أنهم جهلاء ومتخلفين.. كما يتحسر البطل على المصير الذي وصل إليه حال العرب والمسلمين، وحال فلسطين المحتلة وحال العرب الذي وصل إلى الحضيض.
قتل الحبيبة..
في نهاية الرواية يكشف البطل عن أزمته الحياتية التي جعلت منه مستهتر لا يهتم سوى بمضاجعة النساء، وهي قتل حبيبته وزوجته “فاطمة” وطفله الرضيع على يد عائلتها، بعد أن هربت معه من الصعيد لتتزوجه، مما جعله تائهاً مشتتاً غير عابيء بالحب أو بالحياة، لكنه يرجع إلى صوابه ويقرر أن يتفرغ لعمل أبحاث ودراسات عن تأثير الحضارة الإسلامية وعظمتها، وبالفعل يقوم بذلك ثم يتعرض لمحاولة إغتيال بعدها بسنوات، بعد أن يكون قد تزوج من حبيبته البرازيلية وأنجب منها طفلان وتنتهي الرواية.
الكاتبان..
“محمد آدم”.. هو كاتب وباحث وممثل مسرحي، قدم العديد من العروض المسرحية والغنائية بالثقافة الجماهيرية، وحصل على العديد من الجوائز في مجال التمثيل من 2002 حتى 2016.
وعن أعماله الروائية، له روايتان: (الطريق إلى السيدة العجوز) – تويا للنشر والتوزيع – 2016، و(آمورزاو) – مشاركة مع الكاتب “خالد الجزار” – الكنزي للنشر والتوزيع – 2018.
“خالد الجزار”.. كاتب روائي ومسرحي مصري، ولد في كانون ثان/يناير 1968 بمحافظة الشرقية، مصر.. كبير معلمين بوزارة التربية والتعليم.
من اعماله؛ مسرحية (ضيف آخر الليل) – نشر جماعي في كتاب جدار الروح – دار غريب. ومسرحية (بخيل جدي)، رواية (ولاد شديد)، رواية (آمورزاو)، رواية (نائب السلطان)، مسرحية (المقاطيع)، مسرحية (الكلمة الملعونة)، مسرحية (افهموها بقا)، مسرحية (السهرة)، مسرحية (الريش السحري)، مسرحية (فندق النجوم)، وغيرها من الأعمال الإبداعية.