25 ديسمبر، 2024 2:09 م

آسيا خولة عبد الهادي.. تتصفح التاريخ وتـُسقطه على الحاضر لتوقظ الضمير الإنساني

آسيا خولة عبد الهادي.. تتصفح التاريخ وتـُسقطه على الحاضر لتوقظ الضمير الإنساني

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“آسيا «خولة» سعيد رمضان عبد الهادي” روائية أردنية فلسطينية.

حياتها..

ولدت في سنة 1948 في بلدة سَلَمَة قرب يافا. أنهت دراستها الثانوية العامة في مدرسة البيرة الثانوية سنة 1966، درست سنة واحدة علم الاجتماع في جامعة دمشق، وسنة واحدة أدب عربي في جامعة بيروت العربية، وبعد ذلك التحقت بكلية الحقوق في الجامعة نفسها، إلا أنها لم تكمل الدراسة الجامعية وانقطعت عنها بعد ثلاث سنوات من الدراسة.

ثم انتقلت إلى الكويت وعملت في عدد من شركات النفط من 1966 حتى 1983. اشتغلت بالصحافة وكتبت زاوية يومية في كلٍّ من صحيفة «القبس» من 1978 حتى 1983، وصحيفة «الأسواق» الأردنية خلال صدورها ولمدة 3 سنوات. هي عضوة في رابطة الكتاب الأردنيين.وصفها الناقد شعبان عبد الحكيم محمد بأنها «ملتزمة في كتاباتها الروائية بقضية وطنها وقضايا الإنسان العربي…».

مؤلفاتها

من رواياتها:

  • «الحب والخبز»، المؤسسة العربية للدراسات، بيروت، 2006.
  • «الشتاء المرير»، عمّان، 2011.
  • «غرب المحيط»، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2012.
  • «ذكريات وأوهام»، دار الأيام للنشر والتوزيع ، 2015.
  • «سعدية»، دار الأيام للنشر والتوزيع، 2016 .
  • «دولة الكلاب العظمى: حكايات زمن العولمة»، الآن ناشرون وموزعون، 2017 .
  • «حكايات المطر»، الآن ناشرون وموزعون، 2020 .

من مجموعاتها القصصية:

  • «سنوات الموت»، دار اليازوري العلمية، عمّان، 2007.
  • «بكاء المشانق – ملحمة فلسطينية»، دار الأيام للنشر والتوزيع، 2015.
  • رواية آسيا عبد الهادي “الحب والخبز” تترجم إلى اللغة الروسية.

رواية “الحب والخبز”..

ترجم “بسام البلعاوي” رواية “الحب والخبز”، للروائية “آسيا عبد الهادي” إلى اللغة الروسية، وصدرت عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. وقالت عن فكرة ترجمة روايتها إلى اللغة الروسية: “شاهدت منشورا للدكتور “بسام البلعاوي” على صفحته في “فيسبوك”، يعلن فيها بحثه عن روايات وكتب عن فلسطين، فتواصلت معه وأرسلت له مجموعة من رواياتي ووقع اختياره على رواية “الحب والخبز””. بعد ذلك، قام بترجمتها ونشرها وكتب مقدمتها باللغة الروسية الكاتب والمثقف والمؤرخ والفيلسوف الروسي “ميشي يوخما”، ولاقت هذه الترجمة صدى كبيرا، وتم الاحتفال بنشرها وأقيم لها حفل توقيع في مقر اتحاد الكتاب في روسيا، وانتشرت الرواية في المجتمع الروسي ووجدت الترحيب والقبول.

وعلى ضوء هذه الترجمة، منحت عضوية فخرية في اتحاد الكتاب والمثقفين الروس- جمهورية تشوباشيا، وتمت طباعة التقويم للعام 2021 بصورتي وصورة الكتاب، كذلك البوسترات، وما تزال توزع على جميع المسئولين والفضائيات والصحف ووسائل التواصل الاجتماعي، تم إخراج فيلمين تسجيليين عنها، ومنحوني لقب “مؤرخة””.

وأضافت: “كان حلما عندي أن تصل روايتي إلى العالمية، وبما أنني كنت شاهدة على الآلام الفظيعة التي مرت بنا خلال سنوات الهجرة الأولى وجدت أن أسجل هذه الآلام في روايتي لتكون بين يدي أكبر عدد من القراء ليعلموا الحقيقة”، لافتة إلى أنه تم الاحتفاء بالرواية في العديد من الدول العربية والأجنبية.

وتقول “آسيا” في رواية “الحب والخبز”، إن الكثير من أبناء الأمة العربية يتساءلون أين كان الفلسطينيون بعد نكبة 1948؟ وكيف عاشوا؟ وماذا فعلوا؟، ويعتقد معظم الناس أن المقاومة الفلسطينية اندثرت في الفترة اللاحقة لعام النكبة، غير أن هذا الاعتقاد يعد ظلما. فالمقاومة الفلسطينية استمرت، وقدم الفلسطينيون أعدادا من الشهداء مضوا في صمت ولسنوات عديدة بعد النكبة”.

“دولة الكلاب العُظمى”..

في مقالة بعنوان (“دولة الكلاب العُظمى”.. حكايات زمن العولمة) كتب “صالح محروس محمد”: ” رواية “دولة الكلاب العُظمى” هي تجسيد روائي للواقع العربي المعاصر وما يعانيه الوطن العربي من مشكلات في عصر العولمة. فهي تحكي قصة آلام وهموم المواطن العربي بشكل خاص وهموم مواطني العالم الثالث بشكل عام وكيف يتم التلاعب بملايين من الناس التي تموج حياتها في الفقر والبطالة وشظف العيش والديكتاتوريات الظالمة وتشرح ما تتعرض له من بلاء بعد أن تكالبت عليهم عقول شيطانية استغلت حالة الضعف والهوان والحاجة والجهل.

وتميزت آسيا خولة عبد الهادي كاتبة هذه الرواية بأسلوبها الشيق والسردي الذي يجعلك متشوقاً لمعرفة ماذا حدث لحليمة بطلة الرواية والتي اتخذتها الكاتبة رمزاً للوطن العربي وجسّدت صمودها ضد الأفكار الشيطانية وابتكارات الأذى في عالم بلا قيم ومبادئ.

فرواية “دولة الكلاب العظمى” لا تتحدث عن دولة بعينها بل تتحدث عن النظام العالمي الجديد في عصر العولمة الذي يمسك بقبضته البشعة بتلابيب الشعوب ومقدرات الأمم ليضعها بين يدي تجار السلاح والموبقات بكل أنواعها من دون رحمة ودون شعور مع آلام الفقراء وتأوهات الجوعى والمحرومين من خلال تسخير أدوات الإعلام المضلل الذي يتلاعب بمشاعر الشعوب ويزيّف واقعها ويغيّر ويوهم ويكذب فترتضي الذل والهوان من أجل لقمة عيش مغموسة بكل أنواع الظلم والقهر والاستغلال”.

ويضيف: ” في زمن العولمة الظالم يتم طرد مصالح شعوب ملايين من البشر لمصالح حفنة انتزعت الرحمة من قلوبها وأصيبت بالسعار اللامحدود لجمع الثروة ومليارات الدولارات من دون وازع من ضمير ثم لتتمنن عليها بالفتات لتشتري سكوتها وتضمن مواقفها في أرخص وأحط عملية ابتزاز وسلوك دولي يشهده التاريخ.

في الرواية، والتي تتألف من 26 فصلاً، نجد توصيفاً تاماً وحقيقياً لكيفية تسيير أمور هذا العالم بيد شياطين تدعي الديمقراطية والحضارة وحقوق الإنسان في الوقت الذي تدوس على كل المبادئ لتلتهم ما تبقى لهذه الشعوب مما يسد رمقها ويرفع عنها الجوع والحرمان. فهم يدّعون الدفاع عن الديمقراطية وفي أي موقف ديمقراطي نجدهم يتخلون عنها. ويدّعون الدفاع عن حقوق الإنسان وها نحن نرى العجب مما يدمر هذه الحقوق بل يلغيها ويتجاهلها. ويدّعون محاربة الفقر في الوقت الذي ينهش الفقر أجساد فقراء العالم. ويدّعون محاربة الاستبداد في الوقت الذي يعيش الاستبداد فيه أحلى أيامه وأكثرها إشراقاً.

فدولة الكلاب العظمى”: رواية تتصفح التاريخ، وتـُسقطه على الحاضر، لتوقظ الضمير الإنساني من سباته، وتضعه أمام مسؤوليته، بعد أن تكشف له- بجرأة، وبجماليات متقدمة، بعيدا عن الوضوح والمباشرة- النقاب عن الدول والشخصيات التي ساهمت في إحداث المآسي التي تعرّضت لها الأمة العربية. ورمزت للدول الاستعمارية بأسماء مستعاره  وحيوانات” .

وعن رواية “دولة الكلاب العظمى” قالت الناقدة “هيا صالح”، التي قدمت للرواية: “إنها تتعرض لما يعيشه العالم العربي من حروب وصراعات، وتكشف كيفية إحداث الثغرات وتشويه الحقائق والتلاعب بالعقول”. وأضافت أن الكاتبة استوحت حبكتَها من الوقائع التاريخية والأحداث السياسية والاجتماعية، وتعكس نقداً لمجرياتها بشكل يتّخذ من الرمز أسلوبًا لبناء اﻷحداث والحبكة الروائية، ومن الغموض والترقب مادةَ تشويق.

وتابعت: “هذا العمل المصاغ ضمن إطارَين زمانيّ ومكانيّ محكمَين، يستثمر الرمزَ وفق وعيٍ بأهمية تفاعُل الشكل والمضمون بما يخلق نوعاً من التوازن بين العناصر الجمالية للشكل والمحددات الفنية للرمز، كما يحيل الرمزُ إلى دلالاتٍ تثير فيوضاً من الأسئلة، كلُّ إجابةٍ على أحدها تشعلُ سؤالاً جديداً، وهكذا في متواليةٍ تقودنا ببراعةٍ لنعيش الأحداث”.

تساؤلات روائية..

وفي مقالة أخرى بعنوان: (السؤال.. فيما بعد الحداثة تساؤلات روائية حول ميتافيزيقا السؤال) كتب “سليم النجار”

السؤال لا يشترى بالمال؛ بالرغم من أن عصر ما بعد الحداثة يقوم على لبنات من الاستهلاكية المفرطة؛ والمنطق الثقافي لتلك السلوكيات الحديثة وشهوة المال؛ ومنتج لإرضاء كل نزوة محتلمة؛ بل أنه قد يتواجد المنتج أولاً وتتحدد النزوة على أساسه فيما بعد  نجد أن السؤال يبقى باعتباره قيمة خارج السوق؛ هذا ما سعت له الكاتبة آسيا في روايتها ”دولة الكلاب العظمى”؛ وهذا ما ذهب له ديريدا على وجه الخصوص من موقف متشكك من الميتافيزيقا وما يثيره من تساؤلات حول الحضور والسمو واليقين وكل مطلق؛ ونجد أنه حارب من يشكك في أهمية السؤال؛ وكما نجد آسيا تتساءل في الوقت نفسه لا يفضي الشك مهما كان قدره على الرغبة التي هي قدر كل كائن حي والتي يشكلها، ولا نقول بوجودها أو يمحوها. نظام حضاري معين يمثل هو نفسه الباعث على تلك الشكوك. وهكذا يشغل السؤال موقعاً تناقضيًا في الحضارة ما بعد السؤال التي أثارته الكاتبة آسيا؛ (فإن كانت عائلة ؛ فلا بد أن تسكن الزوجة والزوج والأطفال . يا حرام ؛ مساكين ؛ ما الذي يدفعهم للسكن في هذا المنفى ؟ كيف يذهب الأطفال إلى مدارسهم وكيف يحصلون على حاجياتهم ؟ ص٩) “.

ويضيف: “كما استطاعت آسيا استخراج معنى المعنى؛ أو المعاني المجازية والخفية؛ الذي يعتمد على الاستدلالات المنطقية؛ وهذه التقنية عرفها العرب الكتاب العرب القدماء التأويل تنظيرًا؛ ومارسوه تطبيقًا؛ من خلال الشروح التي تعد مثاًلا واضحًا على اختلاف مستويات القراءة وانفتاح على الدلالة وتعدد المعنى؛ وهكذا فعلت الكاتبة في نصها الروائي؛ (لماذا يرفض مجرد محاولاتها؟ لماذا لا يساعدها ولايرشدها؟ ومَن هو ”سراب”؟ هل هو حقيقي أم مجرد خيال اخترعته لتسليتها في وحدتها وانعزالها؟ هل هو جاسوس أو مُندس؟ عدو أو صديق؟ مَن هو هذا السراب؛ ولماذا لا تتصرف بعيداً عنه؟ لماذا يُحيطها كلما لاحت لها بارقة أمل أو إشارة تفاؤل؟ ص٢٧٧).

وفي إطار هذه السياقات الروائية التي جمعت بين ” حليمة ” بطلة الرواية في الحكاية أو الحكايات المتعددة؛ و ”السراب” في السيرة لحليمة؛ وبين ”اليقين ” في الرواية؛ واللاحقيقة في السيرة تتبدى إشارات رمزية لوشائج العلاقة بين الحكاية والسيرة؛ ( -لاتخافي ؛ أنا مثلكِ وقعتُ في نفس الحفرة وجرى لي ما جرى لكِ .

– أنا لا أراكَ .

– وأنا لا أراكِ .

– وكيف شعرتَ بوجودي ؟ ص٤٧)” .

ويؤكد: “يُعد المعنى الإيحائي لرواية ” دولة الكلاب العظمى – حكايات زمن العولمة ” ” حصيلة لانفتاح الدلالة؛ والقول بالمعاني الخفية وتعدد المعنى في الرواية ؛ وهو نتاج العملية التأويلية وانفتاح الدلالة وسيرورتها لرؤية الكاتبة آسيا” .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة