6 مارس، 2024 9:00 ص
Search
Close this search box.

مع كتابات.. خالد الجبيلي: أترجم الأدب الذي أحبه وأرغب في مشاركته مع الآخرين

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: حاورته- سماح عادل

“خالد الجبيلي”، مترجم سوري، وهو يُعدّ من أهم المترجمين السوريّين والعرب في عالمنا العربيّ، يقيم حالياً في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأميركية، حائز على إجازة في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة حلب، بسوريا. عمل مترجماً ومراجعاً في دائرة الترجمة العربية في الأمم المتحدة بنيويورك. ترجم حوالي 45 كتاباً ما بين قصة ودراسة و رواية.. أول عمل ترجمه إلى اللغة العربية، كان رواية (مزرعة الحيوانات) للكاتب البريطاني “جورج أورويل” عندما كان طالباً بالسنة الثانية في كلية اللغة الإنجليزية وآدابها في جامعة حلب.

من أهم أعماله المترجمة: من الروايات: (الدرب الضيّق من مجاهل الشمال) للكاتب الأستراليّ ريتشارد فلاغان الحائزة على جائزة البوكر العالميّة للرواية 2014، و(لقيطة إستانبول) و(قواعد العشق الأربعون) للكاتبة التركيّة “إليف شافاق”، و(الجانب المظلم للحب) للألمانيّ السوريّ الأصل “رفيق شامي”، و(غرباء) لليابانيّ “تايشي يامادا”، و(الرومي: نار العشق) للكاتبة الإيرانيّة “نهال تجدّد”، و(قصة حب إيرانيّة تحت مقص الرقيب) للكاتب الإيرانيّ “شهريار مندني بور”، و(الموسيقى الخفيّة) ل”جلال الدين الرومي” (شعر)، و(الصليب الوردي) (الأجزاء الثلاثة: “صبوات” و”الضفيرة” و”الوَشيحة”) للكاتب الأمريكيّ “هنري ميلر”، و(عندما بكى نيتشه) للكاتب والطبيب النفسي الأمريكيّ “إرفين د. يالوم”، وغيرها الكثير من الأعمال الأدبيّة.

إلى الحوار:

(كتابات)  لما اخترت مجال الترجمة ومتى بدأ شغفك به؟

  • لا أعرف من اختار من، أظن أن أحدنا اختار الآخر. بدأ شغفي باللغة مبكراً، ويعود الفضل في ذلك إلى أبي رحمه الله الذي كان مترجماً ويجيد عدة لغات.

(كتابات)  أول كتاب ترجمته رواية (مزرعة الحيوانات) ل”جورج أورويل” حدثنا عن التجربة الأولى وإحساسك بها؟

  • التحقت بكلية الآداب، قسم اللغة الإنكليزية وآدابها في جامعة حلب، بسبب شغفي باللغة الإنكليزية. وكان في بيتنا مكتبة تضم كتباً وروايات هامة، وجدت فيها رواية قصيرة “مزرعة الحيوانات” ل”جورج أورويل” كان أبي قد أحضرها مؤخراً. وبطبيعة الحال أثار عنوانها اهتمامي فقرأتها وأعجبت بها كثيراً، ثم بدأت أتساءل، كيف يمكن أن تبدو لو قمت بترجمتها إلى اللغة العربية.

وقد شجعني أبي كثيراً على ذلك، فقمت بترجمتها وطبعتها بنفسي على الآلة الكاتبة. لقد مضى على ذلك زمن طويل، وللأسف أضعت تلك الترجمة. وما شجعني كثيراً على الاستمرار في ترجمة الأعمال الأدبية صديق لي، مدرس للغة العربية، كنت قد طلبت منه أن يقرأ ترجمة (مزرعة الحيوانات) لأعرف رأيه. كنت خائفاً جداً من تقييمه لي، لكني فوجئت عندما أبدى إعجابه بالترجمة وقال أن النص يبدو كأنه كتب أصلاً باللغة العربية. كانت تلك بداية تعلقي بالترجمة الأدبية.

(كتابات)  لك تاريخ طويل في الترجمة ويلاحظ تركيزك على الأدب وخاصة الرواية.. لما؟

  • عملت مترجماً في المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة المعروف اختصاراً باسم “إيكاردا” (حوالي 17 سنة)، ثم انتقلت للعمل في دائرة الترجمة العربية في الأمم المتحدة بنيويورك (حوالي 20 سنة). وكان عملي في هاتين الهيئتين يتركز بصورة رئيسية على الترجمة السياسية والفنية بمختلف مجالاتها، لكني كنت في الوقت نفسه أشعر برغبة شديدة في ترجمة أعمال أدبية، لأنني كنت أرى أن المترجم الحق هو الذي يستطيع أن يترجم أعمالاً أدبية أيضاً؛ وهرباً من ملل الترجمة الفنية والقانونية وما إلى ذلك، كنت أقوم بترجمة بعض الأعمال الأدبية التي كنت أحبها وكنت أشعر برغبة في مشاركة الآخرين في قراءتها.

(كتابات)  ما هي معايير اختيارك للكتاب الذي تترجمه ولما تحرص على التنوع؟

  • المعيار الأول والرئيسي هو أن أحب العمل وأرى فيه متعة وفائدة للقارئ، لذلك لم أقدم على ترجمة روايات لا تهدف إلى إلاّ التسلية التي لا يخرج منها القارئ بشيء مفيد أو متعة عندما ينهي قراءتها.

 (كتابات)  هل هناك اختلاف مابين ترجمة رواية وترجمة كتاب ودراسة بالنسبة لك؟

  • طبعاً، هناك اختلاف كبير. فالترجمة الأدبية تتطلب مهارات معينة من المترجم أكثر مما تتطلبها الترجمة الفنية.

(كتابات)  ما سر احتفاءك بالكاتب “سلمان رشدي” رغم أنه تعرض لهجوم كبير في منطقة الشرق؟

– أنا شخصياً معجب جداً بالكاتب “سلمان رشدي”، الهندي الأصل، لأنه كاتب عظيم بحق وكاتب موسوعي وعلى درجة كبيرة من الثقافة، ولا سيما الثقافة الإسلامية والشرقية، وأنا أتساءل لماذا لم يحصل على جائزة نوبل حتى الآن.

أما تعرّضه للهجوم، فكان ذلك بسبب الفتوى التي أصدرها الخميني على روايته (آيات شيطانية) التي استمدها “رشدي” أصلاً من كتب التراث الإسلامي. وأتساءل دائماً هل قرأ الخميني أو الملايين الذين انجرّوا وراءه في إدانة هذه الرواية مما أدى إلى حرمان القارئ العربي والمسلم بشكل خاص من الاطلاع على أعمال أدبية يمكن أن نختلف حول قيمتها الأدبية. أظن أن المشكلة في منطقتنا هي أن بعضنا ينجرّ بدون تفكير أو منطق وراء آراء وتهويلات يطلقها بعض رجال الدين الذين ليس لهم ناقة ولا جمل في الأدب وتذوقه.

(كتابات)  لم ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى ضئيلة بالمقارنة بترجمة النصوص الغربية إلى العربية؟

  • أظن أن الغرب بدأ يهتم مؤخراً بترجمة الأدب العربي إلى اللغات الأخرى. وقد تكون هناك أسباب معينة تراها دور النشر الغربية لا أعرفها. وفي هذا المجال أريد أن أنوّه بالجهود التي يبذلها الكاتب العراقي “صمويل شمعون” وزوجته البريطانية “مارغريت أوبانك” اللذين ساهما بشكل كبير في إطلاع القارئ الغربي على الكثير من الأعمال الأدبية العربية، شعراً ونثراً، عن طريق ترجمتها إلى اللغة الإنكليزية ونشرها في مجلة “بانيبال” الفصلية التي أسساها منذ أكثر من 15 سنة.

(كتابات)  ما تقييمك لحركة الترجمة في منطقة الشرق في الوقت الحالي وهل تعتمد فقط على دور النشر الخاصة؟

  • ليست لدي فكرة جيدة عن حركة الترجمة في الوطن العربي حالياً، لكنني أرى أن القارئ العربي قادر على تمييز الترجمة الجيدة عن الترجمة غير الجيدة، وهذا يحفز المترجمين العرب على أن يبذلوا أقصى ما بوسعهم ليقدموا أفضل الترجمات.

(كتابات)  قلت أن المترجم “كاتب ثان” هل هذا يعني أنك تبذل جهدا إبداعيا ليخرج النص في أبهى صورة؟

  • عندما أعكف على ترجمة أي نص، فإني أبذل قصارى جهدي لأنقل النص بأمانة شديدة وبأسلوب سلس من دون أي تقعر في اللغة. وأعتبر نفسي في المقام الأول قارئاً جيداً، لذلك لا أشعر بالرضى على أي عمل أقوم به إلا بعد أن أقتنع تماماً بأنه أصبح مقبولاً بالنسبة لي، وبالطبع فإن ذلك يأخذ مني جهداً ووقتاً كبيرين، كما أنني أضع نصب عيني احترام القارئ الذي من حقه أن يقرأ عملاً أدبياً منقولاً بأمانة من لغته الأصلية وبلغة جميلة. وعندما أسمع تقديراً من أي قارئ فإني أعتبر أنني حققت ما كنت أصبو إليه.

(كتابات)  هل يأخذ المترجم حقوقه المادية بشكل منصف في منطقة الشرق.. وماذا عن حقوقه المعنوية؟            

  • لا، للأسف، لا يأخذ المترجم حقوقه كاملة وبشكل منصف لقاء الجهد الكبير والمضني الذي يبذله في منطقتنا، وهناك بعض دور النشر العربية التي تحاول اقتطاع حقوق المترجم كاملة؛ أما بالنسبة للحقوق المعنوية، وهي تقدير القارئ للمترجم الجيد، فهي برأيي أفضل جائزة يمكن ينالها المترجم.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب