13 أبريل، 2024 5:10 ص
Search
Close this search box.

كاظم سعد الدين.. أعطى للمادة المترجمة نفحة من الجمال

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“كاظم سعد الدين” مترجم عراقي شهير، أطلق عليه لقب “شيخ المترجمين العراقيين”.

حياته..

من مواليد بعقوبة، ديالى 1932 انتقل بعد وفاة والده إلى بغداد منطقة الكرادة الشرقية مع شقيقه محمد جواد وأكملا دراستهما الابتدائية في مدرسة الكرادة الشرقية للبنين، وانتقل إلى الثانوية الشرقية ودرس على يد أكفأ المدرسين في اللغة العربية والتاريخ الإسلامي من أمثال صبحي البصام وهو صاحب كتاب (الاستدراك على قل ولا تقل) وكذلك الأستاذ سليم هيلانتو (خريج الجامعة الأمريكية في بيروت) الذي يدرس مادة اللغة الانكليزية.

وبعد تخرجه من الدراسة الثانوية وبمعدل يؤهلهُ للدخول إلى كلية الطب شاءت الظروف أن يدخل إلى دار المعلمين العالية – قسم اللغات الأجنبية وبتخصص اللغة الانكليزية، والفرنسية لغة ثانية ودرس أيضا على يد أساتذة من أمثال عبد الهادي محبوبة وعبد الكريم الدجيلي ومحمد الهاشمي ونوري جعفر وعبد العزيز البسام وعبد الحميد كاظم وتخرج سنة 1953 وتسلم شهادة التخرج من يد الملك فيصل الثاني رحمه الله.

الترجمة..

بدأ الترجمة وهو في المرحلة الرابعة من الدار وترجم مقدمة كتاب (سبع مسرحيات ذات فصل واحد) وهو كتاب مقرر وتم نشره في مجلة “الأسبوع” لصاحبها الأستاذ “خالص عزمي” سنة 1953 مواصلاً بذلك ترجمته من اللغة الانكليزية إلى العربية وبالعكس.

أطلق عليه لقب “مترجم العراق الأول” و”شيخ المترجمين” أثناء مقابلة أجراها “ناطق خلوصي” ونشرت في جريدة الزمان وكذلك أطلق وثبت عليه اللقب من كادر وإدارة دار المأمون للترجمة والنشر إثناء تكريمه سنة 2013 في يوم المترجم العراقي والعالمي.

ومن أهم المؤسسات التي عمل بها هي وزارة المعارف (التربية والتعليم) حيث عمل لمدة 32 عام، وعمل محرراً في مجلة “التراث الشعبي” للقسم الانكليزي من سنة 1972 ولغاية 2006 – الشؤون الثقافية العامة وعمل محرراً في مجلة “الثقافة الأجنبية” من سنة 1984 حتى 1991، ومحرراً في مجلة “ثقافة الأطفال” ومحرراً في مجلة “دراسات فلسفية” لبيت الحكمة ومحرراً في مجلة دراسات الترجمة لبيت الحكمة أيضا ومحرراً في موسوعة الغد للأطفال عام 1989 ومحرراً في جريدة بغداد نيوز 1966 – 1968 ومحرراً في مجلة العراق اليوم من 1977 – 1988.

كان عضو في نقابة المعلمين وعضو في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين وعضو نقابة الصحفيين وعضو جمعية المترجمين العراقيين وعضو جمعية العراق الفلسفية، وقد زار في حياته البلدان العربية والأجنبية ومنها الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية ومدينة القاهرة والإسكندرية في مصر وزار بيروت ودمشق إضافة إلى زيارته إلى انكلترا في 1978.

من أعماله..

كتب مؤلفة باللغة العربية في التراث الشعبي والحكاية الشعبية للأطفال وجمع أكثر من 250 حكاية شعبية عراقية.

أما الكتب المترجمة من اللغة الانكليزية إلى العربية فهي:

  1. خمسة عشر كتاب روايات وقصص ودراسات للأطفال.
  2. خمسة كتب في تاريخ العراق الحديث والقديم.
  3. خمسة كتب في الفلسفة والمنطق.
  4.  عدة كتب في دراسة الأديان والاجتماع.
  5. اثنا عشر قاموس من قواميس بيت الحكمة المبسطة.
  6. كتب دراسات في التراث الشعبي العراقي والعربي والعالمي.

والكتب المترجمة من اللغة العربية إلى الانكليزية هي:

1-  كتاب اللغة الكردية تأليف فؤاد حمه خورشيد من ترجمته و ترجم عنها إلى اللغة السويدية.

2-  خمسون قصة عراقية من رائد القصة العراقية محمود احمد السيد في عشرينات القرن العشرين إلى 1977 نشر منها في دار المأمون سنة 2010  ثلاثون قصة.

3-  خمسون قصيدة من الشاعر الجواهري والسياب ونازك الملائكة وعبد الوهاب البياتي وبلند الحيدري وصلاح نيازي وآخرين.

4-  ليالي بغداد- حكايات شعبية عراقية وهي40 حكاية باللغة العربية والانكليزية.

5-  رحالة أجانب إلى بغداد في القرن العشرين.

6-  رحالة أجانب إلى بغداد في القرن الثامن عشر والتاسع عشر.

7-  كتب تنتظر النشر في دار المأمون ومنها (قصص وقصائد جائزة نوبل في مئة عام ورحالة أجانب إلى بغداد في القرن الثامن عشر والتاسع عشر باللغة الانكليزية وسفينة البحيرة المالحة ومسرحيات قصيرة أخرى).

أما مطبوعات بيت الحكمة فهي:

1- مئة فيلسوف من قسم الدراسات الفلسفية.

2-  القرابة و الزواج عند العرب قبل الإسلام.

3-   الحكاية الشعبية للأطفال.

4-   علم تدوين التاريخ عند المسلمين إلى نهاية الدولة الأموية.

5-   العراق في الوثائق البريطانية من سنة 1918 إلى 1922.

إضافة إلى كتاب “مشاهير العالم” وكتاب “بحوث في الثقافة العالمية وستة كتب من أوراق المأمون وكتاب “موسوعة الأساطير الكلاسيكية”.

إضافة إلى كتابته ونشره ثلاث عشرة قصة قصيرة بعنوان (حب غجري) ضمن مشروع بغداد عاصمة الثقافة 2013 لصالح دار الشؤون الثقافية العامة.

وكان يواصل الترجمة والنشر برغم تقدمه في السن وهو عضو فاعل في الهيئة الاستشارية لدار المأمون وكان قد حضر مؤخرا آخر اجتماعات الهيئة في مقر الدار حيث أكد على رغبته في نشر كتب جديدة جاهزة لدار المأمون.

محراب الترجمة..

في مقالة بعنوان “كاظم سعد الدين.. عَشِقَ الأدب فتياً فتبتل في محراب الترجمة شيخاً” كتبت “د. نادية هناوي”: ” لأن الأدب هو حبه الأهم لذا تجلى لديه الفعل الترجمي خاصاً مميزاً، يُعطي للمادة المترجمة نسغاً من الفيوض ونفحة من الجمال، فتبدو كأنها مقروءة بلغتها الأصل. وهو أمر يتحسر عليه أغلب مترجمينا اليوم الذين تفتقد ترجماتهم لذاك النسغ وهذه الفيوض.

وكاظم سعد الدين لم يمتهن الترجمة عملاً قبل أن يكون قد أرسى في إثنائها ما يؤكد ملكته النقدية متسلحاً بأدوات النقد الأدبية من الناحيتين: النظرية وهو يقدم لترجماته النقدية بمقدمات ضافية عن المادة الترجمية مثل ترجمة الدراسة التي كتبها الناقد الايرلندي برندان كينلي وقدّم سعد الدين تعريفا وافيا بهذا الناقد وبمؤلفاته وطبيعة أسلوبه ومميزاته وكذلك حين يترجم قصصا وأشعارا ويقدم لها بمقدمة تنم عن معرفة نقدية بآداب الأمم الأخرى. من ذلك مثلا ترجمته لدراسة عن “ملكة الميسر” لبوشكين. أما الناحية التطبيقية فتتضح وهو يكتب أبحاثا نقدية على درجة من الدقة والموضوعية وبدراية كبيرة بالمنجز القصصي العراقي والعربي والعالمي كدراسته( الخيول في القصة العراقية) المنشورة في مجلة “الأقلام” العدد الرابع 1979 . ومن أهم كتبه النقدية الريادية كتاب( الحكاية الشعبية العراقية دراسة ونصوص)”.

وأضافت: “ولم يبغ الأستاذ كاظم سعد الدين من ممارسته الترجمة أن يكون ناقدا ومتى كانت الترجمة تصنع ناقدا إن لم يكن يمتلك قبل الترجمة وازعا أدبيا وحسا نقديا لكنه أراد من النقد ما أراده من الترجمة وهو أن يكون واسطة للتقارب والتفاهم به يوصل الجمال، واذكر أنه رحمه الله كان قد قال ذات يوم وهو على منصة اتحاد الأدباء بمناسبة تأسيس رابطة الثقافة الشعبية أنه ترجم ـ وهو لا يزال طالبا في المتوسطة ـ قصة كان قد قرأها فأعجب بها وهذا الإعجاب هداه إلى ترجمتها فنال عن ذلك هدية من المدرسة ففرح بها. ومنذ ذاك وسعد الدين يدرك أهمية الترجمة في توصيل فروع المعرفة المختلفة وتعميق العلم بها.

وكم كان فرحه سيزداد وهو شيخ الترجمة لو احتفت به مؤسسة من مؤسساتنا الثقافية وأطلقت باسمه جائزة أو أنشأت له منبرا أو أعطته كرسيا أو سمت باسمه إحدى قاعاتها. إن ما تمتع به سعد الدين من حس فني ووعي نقدي وذائقة ادبية تجعله لوحده مدرسة في الترجمة يجدر بمن يجرب خطواته مترجما أن يتعلم فيها فنون الترجمة على أصولها”.

الحكاية الشعبية..

في حوار معه نشر في صحيفة “المدى” يقول “كاظم سعد الدين” عن بداية الترجمة: “ابتدأت الترجمة من الإنكليزية إلى العربية في 17/1/1953بمقالة بعنوان “تمثيلية الفصل الواحد”، اختبار وتحرير ومقدمة جون هامبدن. نشرت المقالة في مجلة الأسبوع لصاحبها الأستاذ خالص عزمي، وكنت آنذاك في المرحلة الرابعة من قسم اللغات الأجنبية، الإنكليزية وابتدأت الترجمة من العربية إلى الإنكليزية بسلسلة مقالات سنة 1996 في جريدة بغداد نيوز.

أول كتاب ترجمته هو “المدخل في الأدب العربي” للمستشرق الإنكليزي هاملتن جب، نشرته كاملاً سنة 1969، ويتناول الأدب العربي من سنة 500م” .

وعن أول كتاب ألّفه باللغة العربية يقول: “”الحكاية الشعبية، دراسات ونصوص”. كان في البداية مقالة نشرت في مجلة المثقف لجمعية الخريجين سنة 1961، ثم أردفتها بدراسات أخرى وعشرين نصاً وأصبحت كتاباً”.

وعن غزارة إنتاجه وعدد الكتب التي ألّفها وترجمها يقول: “الكتب المطبوعة في مختلف الموضوعات،عددها مئة وخمسة كتب وخمسة عشر كتاباً منضداً تنتظر الطبع في موضوعات عديدة، منها (75) قصة قصيرة عالمية نشرت في صحف مختلفة لم تطبع في كتاب، وفي سلسلة أوراق المأمون، (40) كتاباً في موضوعات متنوعة.

كنت كثير المطالعة والاهتمام بالموضوعات المختلفة وانتبهت إلى ما هو قليل أو غير موجود في مكتباتنا ولاسيما في الشعر مثل شعر الهنود الحمر في أمريكا وشعر الماؤري في نيوزليندا والشعر الفرعوني، والشعر الايرلندي والشعر الياباني والشعر الإسلامي في آسيا والشعر الأوروبي، ولم أهمل الموضوعات الحديثة في اللغة كالألسنية.

وعن بعض الصعوبات يوضح: “الصعوبات التي تواجه مترجم تاريخ بلاد الرافدين تتعلق بأماكن الدول القديمة وأسمائها وأسماء ملوكها وأمرائها وعلمائها ولغاتها، ويمكن الرجوع في حل ذلك إلى المصادر الرصينة الموثوق بها، أمثال “المقدمة في تاريخ الحضارات القديمة” للأستاذ طه باقر”.

وفاته..

توفى “كاظم سعد الدين” في بغداد يوم الاثنين الموافق الرابع عشر من شباط 2022 إثر تداعيات جائحة كورونا عن عمر ناهز الـ 90 سنة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب