خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم PK فيلم هندي جريء يناقش تأثير تجار الدين والمحيطين به والذين يحولونه إلي تجارة وإلي تكسب وتربح للمال، كما يناقش بجرأة الطقوس الدينية في الأديان المتعددة .
الحكاية..
يهبط كائن فضائي عار بجسم بشري على الأرض في مهمة بحثية في راجستان، الهند، ويجد نفسه عالقا بعد سرقة جهاز التحكم عن بعد الذي يستخدمه لاستدعاء مركبته الفضائية.
وفي نفس الوقت في بلجيكا، تلتقي امرأة هندية، تدعي “جاغو جاناني ساهني”، برجل باكستاني يدعى “سرفراز يوسف”، وتقع في حبه. يعترض والدها على علاقتهما، بسبب اختلاف ديانتيهما، ويستشير منجم العائلة، رجل الدين “تاباسفي ماهاراج”، الذي يتوقع أن “سرفراز” سيخون “جاغو”. ، تطلب “جاغو” من “سرفراز” الزواج منها، مصممةً على إثبات خطأهما لكنها تصاب بحزن شديد بعد تلقيها رسالة غير موقعة تلغي زواجهما وتمنعها من التواصل معه.
عودة..
تعود “جاغو” إلى الهند وتصبح صحفية. يثير اهتمامها ظهور الكائن الفضائي يوزع منشورات عن إله “مفقود”. تكسب ثقته بإنقاذه عندما حاول أخذ مال من صندوق تبرعات معبد كتعويض عن وعود الله المنكوثة. ثم تدفعه إلي أن يحكي لها حكايته.
فيصارحها أنه سرق ملابس وأموالا من زوجين يمارسان الجنس في سيارة، وصادق قائد فرقة موسيقية، ب”هايرون سينغ”. وتعلم البوجبورية في بيت دعارة من خلال مسك يد فتاة ليل وتبادل التخاطر معها.
جهاز التحكم..
ويقول أنه بدأ يبحث عن اللص الذي سرق جهاز التحكم الخاص به في دلهي، حيث اكتسب لقب “PK” الذي يعني (سكران) لأن الناس ظنوا أنه ثمل بسبب الخلط بينه وبين ديانات مختلفة. عندما قيل له إن الله وحده قادر على مساعدته، بدأ يمارس طقوس العديد من الديانات الهندية، بما في ذلك الهندوسية والسيخية والمسيحية والإسلام، محاولا العثور على “الله” دون جدوى. ثم اكتشف أن جهاز التحكم الخاص به بحوزة “تاباسفي”، الذي رفض إعادته، مدعيا أنه هدية من الله.
مساعدة..
بعد تردد قصير، تعد “جاغو” بمساعدة “بي كي”، لأنها صدقت قصته. ثم بعد أن خدعت “جاغو” متصلا مجهولا علي الهاتف أمامه، افترض “بي كي” بسذاجة أن “تاباسفي” ورجاله الروحيين الآخرين لا بد أنهم يتصلون عن غير قصد برقم خاطئ للتواصل مع الله،
تقدمه “جاغو” إلي مديرها في المحطة التلفيزيونية، ويوافق علي عمل حلقة له ليعرض فيها أفكاره عن رجال الدين، ينصح “بي كي” الجمهور بعدم الانخراط في طقوس لا معنى لها لصلواتهم. أثار هذا الأمر فضول “جاغو”، فشجعت الجمهور على فضح رجال الدين الاحتياليين بإرسال فيديوهاتهم إلى قناتها الإخبارية. تدريجيا، تحولت حملة “الرقم الخاطئ” هذه إلى حركة جماهيرية شعبية، حيث استجاب عدد كبير من الناس إلي انتقاد ممارسات رجال الدين وطقوسهم ونصائحهم مما أثار استياء “تاباسفي”.
احتيال..
في هذه الأثناء، عثر صديق “بي كي” على اللص في “راجستان” الذي سرق جهاز التحكم من “بي كي” وأخبر اللص الصديق أنه باع جهاز التحكم عن بعد ل”تاباسفي”. حينها أدرك “بي كي” أن “تاباسفي” كان محتالا منذ البداية، وكان يضلل الناس عمدا. قتل “بايرون” صديق “بي كي” واللص لاحقا في هجوم إرهابي.
مواجهة..
يقرر “تاباسفي” مواجهة “بي كي ” على الهواء مباشرة، ويسأله عن “الرقم الصحيح”. يزعم “بي كي” أن على الناس الإيمان بالإله “الحقيقي” الذي خلقهم بدلا من رجال دين آخرين دجالين وإلههم “المكرر” الذين خلقوه بخيالهم. يزعم “تاباسفي” أن له صلة مباشرة بـ “الله”، مستشهدا بتنبؤه بخيانة “سرفراز” لإثبات كذب المسلمين.
بعد أن تعرف “بي كي” علي ذكريات “جاغو” سابقا عندما لمس يديها، يزعم أنه يستطيع دحض تنبؤه ويكشف أن “سرفراز” لم يكتب الرسالة إلى “جاغو”، مشيرا إلى وجود عروس أخرى هي صاحبة الرسالة في ذلك اليوم. تصدم “جاغو”، وتتصل بالسفارة الباكستانية في بلجيكا، حيث كان “سرفراز” يعمل بدوام جزئي، وتعلم أن “سرفراز” ينتظر مكالمتها منذ فترة طويلة، مما يثبت أنه ما يزال يحبها. وتكتشف أن “سرفراز” وجد الرسالة نفسها في ذلك اليوم، ظنا منه أنها من “جاغو”، فامتنع عن الاتصال بها. يتواصل “جاغو وسرفراز” من جديد والدموع تملأ عينيهما، بينما يدرك والد “جاغو” حقيقة “تاباسفي”، فيجبره على إعادة جهاز التحكم إلى “بي كي”.
عودة للمنزل..
يتمكن “بي كي” من العودة إلى كوكبه بجهاز التحكم الخاص به. عند مغادرته، يأخذ حقيبتين مليئتين بأشرطة صوتية، بعد أن ملأهما بتسجيلات صوت “جاغو”. تستمع “جاغو” إلى الأشرطة في غيابه، فتجد رسالة الحب التي كتبها لها سابقا، مدركةً أنه وقع في حبها لكنه اختار عدم الاعتراف بسبب مشاعرها تجاه “سرفراز”. تختار ألا تواجه “بي كي” مباشرة، وتراقبه باكيةً وهو يسير نحو سفينته الفضائية.
بعد رحيله، تنشر “جاغو” كتابا عن “بي كي”، ممتنة لتجربتها معه. بعد عام، يعود “بي كي” إلى الأرض في مهمة بحثية جديدة حول الطبيعة البشرية مع المزيد من أفراد جنسه. وينتهي الفيلم علي ذلك.
يحسب للفيلم جرأته في مناقشة موضوع الدين وهو موضوع حساس وخطير في مجتمع مثل الهند يعاني من صراعات دينية وطائفية صعبة تصل إلي حد الاقتتال في بعض الأحيان، كما أنه ناقش فكرة الدين ورجاله الذين يخترعون طقوسا لا علاقة لها بجوهر الدين وبقيمه الإنسانية العميقة مثل سكب اللبن علي تماثيل الإله، أو دفع نقود في المعابد وأماكن العبادة وتقديم القرابين من الطعام في مجتمع ترتفع فيه نسبة الفقراء والجوعي، كما فضح فكرة اتجار بعض رجال الأديان المحتلفة بتلك الطقوس لكي يتربحوا ماديا ويتمتعوا ك المنح التي يقدمها المؤمنون والخائفون من الآلهة المختلفة. مؤكدا علي وجود اله واحد وطقوس متنوعة ورجال دين مختلفين في سعهم إلي تضليل الناس.
الفيلم..
هو فيلم كوميدي درامي خيال علمي هندي باللغة الهندية صدر عام 2014، قام بتحريره وإخراجه “راجكومار هيراني” وكتبه “هيراني وأبهيجات جوشي”، وأنتجته بشكل مشترك “هيراني وفيدو فينود تشوبرا” تحت راية إنتاج “راجكومار هيراني فيلمز” و”فينود تشوبرا فيلمز” على التوالي. ويشارك في بطولته طاقم من الممثلين: “عامر خان (بدور الشخصية الرئيسية)، وأنوشكا شارما، وسوشانت سينغ راجبوت، وبومان إيراني، وسوراب شوكلا، وسانجاي دوت”.
بعد نجاح فيلم Idiots، بدأ “هيراني وجوشي” في كتابة سيناريو مشروعهما التالي ووجدا أوجه تشابه مع حبكة فيلم Inception، فألغيا الفيلم. أعيد كتابته لاحقا بزاوية ونبرة مختلفة. أثناء الإنتاج، عنون الفيلم في البداية “تالي”، ثم “إيك ثا تالي” قبل تغييره إلى “بي كي” لتشابهه الشديد مع فيلم “إيك ثا تايجر” (2012). ألّف كل من “شانتانو مويترا وأجاي أتول وأنكيت تيواري” الموسيقى التصويرية للفيلم، وكتب كلماتها “سواناند كيركير وأميتاب فارما ومانوج مونتاشير”. حصلت شركة UTV Motion Pictures على حقوق توزيع الفيلم. كان “بي كي” أول فيلم بوليوودي يصور في بلجيكا.
عرض فيلم “بي كي” في 19 ديسمبر 2014. حظي بإشادة النقاد فور عرضه، حيث أشادوا بأداء “عامر خان” وروح الدعابة فيه. حصد الفيلم 8 ترشيحات في حفل توزيع جوائز فيلم فير الستين، بما في ذلك أفضل ممثل ل “عامرخان”، وأفضل فيلم، وأفضل مخرج ل”هيراني”، وفاز بجائزتين. كما فاز بخمس جوائز من نقابة منتجي الأفلام، وجائزتي شاشة.
وحاز “بي كي” على جائزة اختيار الجمهور من تيلسترا في مهرجان ملبورن السينمائي الهندي. أُنتج فيلم “PK” بميزانية قدرها 1.22 مليار روبية، وكان أول فيلم هندي يحقق إيرادات تتجاوز 7 مليارات روبية و100 مليون دولار أمريكي عالميًا. وعند إصداره، برز كأعلى فيلم هندي تحقيقًا للإيرادات على الإطلاق. وظل “PK” من بين أفضل 50 فيلما هنديا من حيث الإيرادات لأكثر من عقد، من إصداره عام 2014 إلى عام 2024.
وبإيرادات إجمالية عالمية تتراوح بين 750.60 و769.89 كرور روبية، لا يزال الفيلم أحد أنجح الأفلام في السينما الهندية، مما يعكس شعبيته الدائمة وأهميته الثقافية. وبلغ إجمالي إيرادات الفيلم النهائية عالميًا 769.89 كرور روبية (118.92 مليون دولار أمريكي). ويحتل حاليا المركز الثامن بين أعلى الأفلام الهندية إيرادات على الإطلاق.
الإنتاج..
قال “راجكومار هيراني”، مخرج فيلم “PK”، في مقابلة مع صحيفة “إنديا إنسايت”: “كان فيلم “PK” الفيلم الوحيد الذي بدأ برغبة في قول شيء ما. لا أستطيع تحديد ماهية هذا الشيء. كانت المعركة عكسية – كيف يمكنك قول شيء بهذه الجدية بطريقة مسلية؟ لسنوات عديدة، كنا نكافح، حتى وجدنا أخيرًا طريقة، يكون فيها الفيلم مسليًا، غير مسيئ، بل يُصيب الهدف بشكل صحيح”.
يعد فيلم PK أوسع فيلم هندي تم إصداره في المملكة المتحدة (198 شاشة)، وباكستان (أكثر من 70 شاشة)، وأستراليا (35 شاشة) وخارج الهند (844 شاشة في أكثر من 40 سوقا خارجيا). صدر فيلم PK في دور العرض في الصين في 22 مايو 2015 عبر 4600 شاشة. كان له نسخة مدبلجة باللغة الصينية الماندرين، مع وانغ باو تشيانغ الذي أدى صوت خان. تم إصدار الفيلم في كوريا الجنوبية وهونغ كونغ في 3 سبتمبر 2015، وفي اليابان في 29 أكتوبر 2016.
النقد..
منحت “سريجانا ميترا داس” من صحيفة “تايمز أوف إنديا” الفيلم تقييم 4 نجوم من 5. منح “راجيف ماساند” من CNN-IBN الفيلم 3.5 نجوم، قائلاً: “إنه فيلم جريء يلتزم بصيغة هيراني المُحكمة”. ومنحت NDTV الفيلم 5 نجوم، قائلةً: “فيلم PK فيلم ناجح بكل معنى الكلمة، فيلم كان راج كابور وبيمال روي وغورو دوت ليفخروا به لو كانوا على قيد الحياة. هيراني بلا شك هو حامل لواءهم الأجدر”. ووصفه موقع Bollywood Hungama بأنه “فيلم ترفيهي قوي يسلي الجماهير والطبقات على حد سواء”، ومنحه 4.5 من 5 نجوم.
منح راجا سين من موقع Rediff.com الفيلم 4 من 5 نجوم، واصفًا إياه بأنه “انتصار”، وجادل بأن خان “يحلق عاليا”. ومع ذلك، وصفت سوكانيا فيرما من نفس الموقع الفيلم بأنه “مزيج من الجرأة والعاطفة”، مع منحه 3.5 من 5 نجوم. أعطى روهيت فاتس من صحيفة هندوستان تايمز 4 من 5 نجوم وقال “خان يسرق العرض بأدائه”.
أعطى روهيت خيلناني من صحيفة إنديا توداي 4.5 نجوم وقال “اذهب لمشاهدة الفيلم وشاهده في أقرب وقت ممكن!” أعطى إدموند لي من صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست فيلم PK 3.5 نجوم.
ومع ذلك، وصفت سوكانيا فيرما من نفس الصحيفة الفيلم بأنه “مزيج من الشجاعة والعاطفية”، مع منحه 3.5 من 5 نجوم. أعطى روهيت فاتس من صحيفة هندوستان تايمز 4 من 5 نجوم وقال “خان يسرق العرض بأدائه”. أعطى روهيت خيلناني من صحيفة إنديا توداي 4.5 نجوم وقال “شاهد الفيلم في أقرب وقت ممكن!” أعطى إدموند لي من صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست فيلم PK 3.5 نجوم. في اليابان، أعطى يوري واكاباياشي من إيغا الفيلم مراجعة إيجابية في عام 2016. في عام 2019، صنفت مجلة فيلم كومبانيون أداء خان ضمن أفضل 100 فيلم هندي خلال العقد الماضي.
الجدل..
أثناء التصوير في منطقة تشاندني تشوك في دلهي، قُدّمت بلاغ ضد صناع الفيلم بزعم جرح المشاعر الدينية في أكتوبر 2013. كان الاعتراض يتعلق بمشهد يظهر فيه رجل يرتدي زي الإله الهندوسي شيفا، ويجر عربة ريكشا وعلى متنها امرأتان ترتديان النقاب. في يوليو 2014، أثار ملصق الفيلم جدلاً حيث ظهر فيه عامر خان وهو شبه عار مع وجود مسجل راديو كاسيت يغطي أعضائه التناسلية فقط. وعلى الرغم من أن المجلس المركزي لتصديق الأفلام قد أجاز الفيلم، فقد رفعت جبهة حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية في عموم الهند دعوى قضائية في المحكمة لمنع عرضه قائلة إنه يروج للعري والابتذال. رفضت المحكمة العليا في الهند الالتماس وأعطت الفيلم الضوء الأخضر. رُفعت قضية ضد عامر خان وراجكومار هيراني بموجب المادة 295أ في راجستان.
احتج ناشطون من المنظمتين المؤيدتين للهندوسية فيشوا هندو باريشاد وباجرانج دال على بعض المشاهد في الفيلم، والتي اعتبروها مؤذية للمشاعر الدينية للمجتمع الهندوسي لأنه أظهر عامر خان يركض خلف شيفا. لاحقا، تعرضت بعض دور العرض للتخريب من قبل هؤلاء النشطاء، الذين طالبوا بحظر الفيلم ورُفعت دعوى قضائية للمصلحة العامة ضد بي كي لنفس السبب. اعترض أميش تريباثي من صحيفة هندوستان تايمز ومادو كيشوار من فيرست بوست على الفيلم لاستهزائه بالدين.
أثار سواروباناند ساراسواتي في يناير 2015 أسئلة مع مجلس الرقابة حول الفيلم، مطالبًا مكتب التحقيقات المركزي بالتحقيق في كيفية حصول الفيلم على اعتماده من مجلس الرقابة على الرغم من مطالبة العديد من أعضاء المجلس بمراجعة الفيلم مرة أخرى، ولكن دون اتخاذ أي إجراء.
طالب رجال الدين السنة في مجلس الأحوال الشخصية للمسلمين في عموم الهند بإزالة بعض مشاهد الفيلم التي اعتقدوا أنها تؤذي المشاعر الدينية.
أعفى مسئولون حكوميون، مثل رئيس وزراء ولاية أوتار براديش أخيليش ياداف ورئيس وزراء ولاية بيهار آنذاك جيتان رام مانجهي، الفيلم من ضريبة الترفيه لتشجيع مشاهدة أوسع.