6 أبريل، 2024 9:55 م
Search
Close this search box.

شكري سرحان.. أفضل ممثل في القرن العشرين

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“شكري سرحان” ممثل مصري، ولد في الإسكندرية في ١٣ مارس ١٩٢٥، ولكنه لم يسكن فيها فهو من قرية الغار بمحافظة الشرقية، ثم انتقل بعد ذلك لحى الحلمية الجديدة في القاهرة، التحق بمدرسة الإبراهيمية وبدأ ظهور موهبة التمثيل عليه وبعد تخرجه التحق بأول دفعات المعهد العالي للفنون المسرحية هو وشقيقه صلاح سرحان‏‏، وتخرج في المعهد عام 1947.

يعد من أهم ممثلي السينما العربية في القرن العشرين، وهو شقيق كلاً من “صلاح سرحان” و “سامي سرحان”، كان بطلاً في الملاكمة ووصل لنهائي بطولة الجمهورية مرتين، ولعب أيضاً المصارعة وحصل فيها على بطولات كثيرة. ورغم أن “شكري سرحان” شارك عام 1948 بدور صغير في فيلم (نادية)، إلا أن الصدفة لعبت دوراً في احترافه للتمثيل. كان في دار الأوبرا يشاهد أحد العروض وكان بجواره “صلاح ذهني” الصحفي بمجلة “آخر ساعة”، فتعارفا، ودعاه الصحفي لزيارته بالمجلة ومعه مجموعة صور شخصية له، ونشر تحقيقاً بعنوان “فتى أول ينقصه منتج ومخرج”.

قرأ المخرج “حسين فوزي” التحقيق فاتصل بالمحرر وطلب منه أن يرسل إليه هذا الشاب الملاكم، حيث أنه يبحث عن وجه جديد ليقوم بدور البطولة أمام الممثلة الجديدة آنذاك “نعيمة عاكف” في فيلم (لهاليبو).

وكانت أول أعماله السينمائية هو فيلم (لهاليبو) مع “نعيمة عاكف” والذي أخرجه “حسين فوزي” عام 1949، ثم اختاره المخرج “يوسف شاهين” لفيلمه (ابن النيل) عام 1951 والذي كان الانطلاقة الحقيقية لنجوميته، ثم توالت عليه أدوار البطولة في أعمال مثل “درب المهابيل”، “شباب امرأة”، “الطريق المسدود”، وغيرها من الأعمال.

كان “شكري سرحان” يلقب ب”فتى الشاشة”، وكرم من “جمال عبد الناصر” بوسام الدولة، وحاز على العديد من الجوائز، وأبرز الجوائز التي حصل عليها في أفلامه السينمائية الشهيرة في فيلم “ليلة القبض على فاطمة” مع فاتن حمامة عام 1984 للمخرج الراحل “هنري بركات”، والذي حاز من خلاله على جائزة أفضل ممثل، وله العديد من الأعمال الإذاعية والتلفزيونية، وأما رصيده السينمائي فهو 150 فيلما سينمائيا بدء من “لهاليبو” عام 1949، وانتهاء بـ”الجبلاوي” 1991.

حاز “شكري سرحان” على جائزة أفضل ممثل ثماني مرات على الأقل عن أفلامه الشهيرة: (شباب امرأة، اللص والكلاب، الزوجة الثانية، النداهة، وليلة القبض على فاطمة) وغيرها، وأفضل ممثل من المهرجان الآسيوي الأفريقي عن دوره في فيلم (قيس وليلى) 1960، لكن التكريم الأهم والذي رد له الاعتبار بعد خمس سنوات من اعتزاله التمثيل وابتعاده شبه التام عن الأضواء منذ عام 1991 وحتى رحيله عام 1997 كان تكريم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي له عن مجمل مشواره، في سياق مئوية السينما المصرية واختيار النقاد له كأفضل ممثل، حيث اختير كأفضل ممثل في القرن العشرين باعتباره صاحب أعلى رصيد من قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما العربية، بعدد 15 فيلما بين بطولة مطلقة وجماعية، مع الفنانة “فاتن حمامة” كأفضل ممثلة للقرن العشرين للسبب نفسه، وذلك من النقاد في مهرجان مئوية السينما العربية، مع ملاحظة أن له أفلام ليست في القائمة لا تقل روعة عنها، مثل (النداهة) مع ماجدة و(الطريق المسدود) مع فاتن حمامة، و(شيء في صدري) مع “رشدي أباظة” و”ماجدة”. ومع ذلك عاش مظلوما ومات مظلوما ولم يحظ بالاهتمام الإعلامي عكس غيره ممن لم يحظ بما يقارب أفلامه العظيمة في هذه القائمة.

فيلم إيطالي..

يقول “شكري سرحان”: “كانت لي تجربتان لا أًنساهما أولاهما حين اتصل بى فتحي إبراهيم، وكان رئيسا لشركة الإنتاج العالمي «كوبرو فيلم»، وأخبرني أن شركة سينمائية إيطالية سوف تشترك مع مصر في إنتاج فيلم باسم ابن كليوباترا، وأنهم اختاروني للقيام بدور البطولة الثانية في هذا الفيلم، الذي كان يقوم بدور البطولة الأولى فيه الممثل الأمريكي كارك ديومزن ما.  وكان يشترك فيه أيضًا بعض الفنانين والفنانات الإيطاليين، ومن مصر اشترك فيه العملاق “يحيى شاهين” و”سميرة أحمد” و”حسن يوسف”، وقام بإخراجه أستاذ في جامعة روما، وهو في الوقت نفسه مخرج سينمائي. وكانت فرصة فريدة لي أن أشاهد بعيني عملًا سينمائيًا يلتزم بالمثالية في كل نواحيه إنتاجًا وإخراجًا وتصويرًا. فمواعيد التصوير مثلًا تسير بدقةٍ شديدة. لا تأخير ولا تعطيل ولا تأجيل، ولا شيء من هذا القبيل على الإطلاق».

ويواصل: “بالمناسبة أذكر أنه كان هناك موعد للتصوير في منطقة صحراوية اسمها بني سويف، وكان موعد اللقاء هناك في الساعة السادسة صباحًا أخذت سيارتي وذهبت في الموعد المتفق عليه بالضبط، ولم أجد أحدًا قد وصل، وبعد عشر دقائق فقط وصلت عربات التصوير، وبها الفنانون والفنيون الأجانب، ومعهم المخرج ومساعدوه، وحينما رآني المخرج وقد وقفت في انتظارهم خرج من السيارة وأسرع إلى معتذرًا في خجلٍ شديد لدرجة أنني لاحظت أن وجهه قد شحب، وهو يعدني بأن هذا لن يتكرر أبدًأ، فابتسمت وطيبت خاطره بكلماتٍ رقيقة وأنا في شدة العجب. فهذا الرجل هو مخرج الفيلم، أي الرجل الأول في كل شيء، ثم هو أستاذ في جامعة روما والتأخير لم يزد علي عشر دقائق والأعجب من هذا أننا حينما بدأنا التصوير وذهبت إلى هناك لأبدأ المشهد الأول، فإنه بمجرد أن شاهدني أمامه أسرع بتكرار الاعتذار لي أمام الجميع. تذكرت هذه الواقعة وأدركت لماذا يصل هؤلاء الناس إلى هذه المكانة الفنية”.

شكل “شكري سرحان” مع السندريلا ” سعاد حسني” ثنائيا فنيا في عدة أفلام بعد “الزوجة الثانية” وهي (الأشقياء الثلاثة، لماذا أعيش، السفيرة عزيزة، التلميذة، حكاية زواج، أعز الحبايب).

كما كون مع الفنانة “شادية”، واحدًا من أفضل الثنائيات السينمائية خلال الخمسينيات من القرن الماضي، حيث قدما معا مجموعة من الأفلام بلغت 15 عملا سينمائيا منها (الأم القاتلة، الستات مايعرفوش يكذبوا، اللص والكـلاب، المرأة المجهولة، الهاربة، حياتي أنت، شباب امرأة، موعد مع الحياة، نادية، ارحم دموعي، بائعة الخبز، الهاربة).

في حين لم يستمر الثنائي الفني بين “شكري سرحان” و”فاتن حمامة” طويلا، بعد أن قدما معا (موعد مع الحياة، ليلة القبض على فاطمة، أنا بنت ناس، طريق الأمل، لا تطفئ الشمس)، كما قدم “شكري سرحان” عدة أفلام مع “سميرة أحمد”، منها (رجل في حياتي، وقنديل أم هاشم، اللهب، ابن كليوباترا).

ومع “ماجدة” قدم “شكري سرحان” عدة أفلام منها (النداهة، والجريمة والعقاب، وقصة ممنوعة، بين يديك، أرضنا الخضراء، جسر الخالدين).

العالمية..

اشترك “شكري سرحان” في ثلاثة أفلام عالمية هم الفيلم الإيطالي (ابن كليوباترا) عام 1964 للمخرج الإيطالي “فيرناندو بلدي”، وشاركه البطولة من مصر “يحيى شاهين” و”سميرة أحمد”، و(قصة الحضارة) للمخرج الإيطالي “روبرتو روسيلليني” أحد رواد الواقعية في السينما الإيطالية، بالإضافة لفيلم (أسد سيناء) للمخرج الإيراني “فريد فتح الله منجوري”، ولكنه رفض استمراره في هذا النهج بسبب عائلته وارتباطه بمصر.

التليفزيون..

مع بداية الثمانينات ابتعد “شكري سرحان” عن السينما، واتجه إلى التليفزيون فقدم مجموعة من أروع المسلسلات منها (على هامش السيرة، ومحمد رسول الله بأجزائه، والقضاء في الإسلام، المشربية، بيار الملح، ملك اليانصيب)، إلى جانب بعض الأعمال الإذاعية والتي من أهمها مسلسل (المعدية) مع الفنانة “كريمة مختار”. وقدم للمسرح 7 مسرحيات، منها (سيرك يا دنيا، رجال الله، آه يا ليل يا قمر). وفي التسعينات.. كان قرار الاعتزال والتفرغ للعبادة.

زواجه..

تزوج “شكري” مرتين، الأولى من الراقصة الأرمينية هيرمين واستمر لعامين إلا أن اختلاف الطباع بين الاثنين كان يؤكد حتمية الفشل، فطلبت منه الطلاق وهي تبكي، وطلّقها وهو يبكي أيضًا، بل وأرسل لها الورد وكلمات الحب مع قسيمة الطلاق، والزيجة الثانية كانت من خارج الوسط الفني وتُدعى السيدة “نرمين عوف”، وأنجب منها ابنين هما “صلاح”، الذي عمل بالفن لفترة ثم هجره بإرادته الحرة قبل وفاته في ديسمبر عام 2014، و”يحيى”، الكاتب الذي عيُن سفيرًا للنوايا الحسنة.

وفاته..

توفى “شكري سرحان”  في1997.

https://www.youtube.com/watch?v=DFWFioPjnWI

 

https://www.youtube.com/watch?v=MPZW_pKytZo

https://www.youtube.com/watch?v=n3H3P2sQ5wc

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب