5 مارس، 2024 8:54 م
Search
Close this search box.

زوزو نبيل: شهرزاد التي سحرت بصوتها الناس

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“زوزو نبيل” ممثلة مصرية، اسمها “عزيزة إمام حسين” بدأت رحلتها مع الفن بعد أن التحقت بفرقة “مختار عثمان” واستمرت معها ثم انتقلت إلى فرقة “يوسف وهبي”. أول أفلامها السينمائية كان فيلم “الدكتور” في عام 1937، كما اشتهرت بتقديم دور الأم المنحرفة أو الزوجة القاسية أو العجوز المتصابية. كانت إحدى بدايتها السينمائية دور صديقة “أم كلثوم” في فيلم “سلامة” كما كررت نفس التجربة ولكن هذه المرة مع “شادية” في فيلم “لحن الوفاء”.

ولدت في محافظة المنوفية، 7 يوليو 1920، لأسرة متوسطة الحال. كانت تهوى لعبة كرة القدم وتمارسها، حتى كانت صدمتها الأولى بوفاة والدها في الثالثة عشر من عمرها، فانقلبت حياتها رأسا على عقب. زوجتها أمها في هذه السن، فباءت الزيجة بالفشل بعد أن رزقت بولدها “نبيل” فعادت للعيش مع والدتها مرة أخرى، واتجهت للعمل في الفن  بعد أن أقنعتها جارتها للعمل معها في السينما.

عندما أرادت “زوزو نبيل” أن تصبح ممثلة وهي لا تزال صغيرة في السن وذلك لإحساسها بالموهبة، عارضتها والدتها بشدة ومنعتها من التمثيل ولم توافق إلا بعد بكاء وتوسلات عديدة.

بدأت “زوزو نبيل” حياتها من كومبارس على المسرح، حتى التقطها المخرج “كمال سليم” الذي كان يبحث عن وجوه جديدة، فوقع اختياره على عليها، وقدمها في أول أفلامه “وراء الستار”، بعدها قدمها المخرج “توجو مزراحي” في عدد من الأدوار الهامة في بعض أفلامه مثل “سلفني 3 جنيه و نور الدين والبحارة الثلاثة و سلامة” الذي جسدت فيه دور صديقة “أم كلثوم”.

تبسمت السينما أكثر فأكثر في وجه “زوزو نبيل” فتوالت عليها الأفلام بعد أن نجحت في تجسيد الأدوار الشريرة، وقدرتها في تقديم هذه الشخصيات، التي تعرض عليها مهما كانت صعبة ومختلفة ومركبة، فقدمت أدوار الزوجة المنحرفة، المرأة الشريرة، فتاة الليل، الصديقة الوفية، العجوز المتصابية، الجدة الحنون وغيرها من الأدوار.

وبسبب نجاحها  في تقديم الأدوار المركبة والصعبة أصبح  مخرجين جيلها يضعونها على رأس قائمة اختياراتهم حتى أن المخرج “حسن الإمام” أشركها وحده في 12 فيلم من أفلامه كان أولها فيلم “أسرار الناس”، كما أن الملفت للنظر أنها قدمت معظم أدوارها أمام الراحل “محمود المليجي” ومن أهم أعمالها مصنع الزوجات” “الحب لا يموت” “اعترافات زوجة” “الخرساء”.

كانت تقول أن الفنان الحقيقي لا يعتزل إلا عندما يموت، ورفضت الاعتزال حتى عندما تقدم بها العمر، وعندما انتشرت شائعة اعتزالها التمثيل في العام 1989 وذلك لبلوغها سن الخامسة والسبعين قالت “أنا الآن في الخامسة والسبعين والتمثيل يجعلني على الأقل أصغر بعشر سنوات وإذا اعتزلت التمثيل سأكبر عشر سنوات فأكيد سأختار أن أصبح في الخامسة والستين بدلا من الخامسة والثمانين”.

كان آخر أفلامها هو الفيلم الكوميدي (رجلٌ مهمٌ جداُ) مع “فاروق الفيشاوي” و”معالي زايد”, وذلك في عام 1996 حيث توفيت قبل عرض الفيلم بحوالي خمسة أشهر تقريباً.

بجانب الفن شغلت “زوزو نبيل” العديد من المناصب، ففي الخمسينات عملت كرقيبة لمدة ثلاث سنوات في رقابة المصنفات الفنية بمصلحة الفنون، كما تولت إدارة المسرح الشعبي بوزارة الثقافة عام 1959، وبعدها عملت بمؤسسة المسرح بين عام 1962 إلى عام 1964، كذلك كانت تقوم بالتدريس لمادة الإلقاء بمعهد السينما مع الفنان “عبد الوارث عسر” وفي الثقافة الجماهيرية حتى وصلت لدرجة وكيل وزارة.

على مدى مشوارها الفني الذي امتد نحو 60 عامًا قدمت الفنانة “زوزو نبيل” أعمالا متنوعة مابين السينما والتليفزيون والإذاعة التي تربعت فيها لأكثر من 23 عاما من خلال دورها في “شهر زاد” بطلة “ألف ليلة وليلة”.

شهرزاد..

“بلغني أيها الملك السعيد ذو الرأي الرشيد”.. تصحبك شهر زاد في رحلة امتزج فيها الواقع بالخيال، تحكي فيها للملك شهريار، عن “علي بابا وعلاء الدين والسندباد”، وتروي الأساطير والحكايات، وتطوف بين البلاد والعباد، من بغداد إلى القاهرة وحتى بلاد “الواق الواق”، وتظل على هذا الحال حتى يأتي الصباح، ويهم الديك بالصياح، وتسكت شهر زاد عن الكلام المباح.. ها هي صاحبة الصوت الساحر الرنان، “زوزو نبيل”، تمتعك بأحاديثها وحكاياتها على مدار “ألف ليلة وليلة” من التشويق والإثارة. في عام 1955، ولمدة 23 عاما متواصلة، عشق جمهور الإذاعة المصرية، صوت “زوزو نبيل” في شخصية شهرزاد، فكانت حكاياتها وجبة رمضانية ممتعة، تعرض فيها التراث الشعبي لـ”ألف ليلة وليلة”، فاستطاعت بصوتها وأدائها، أن تصل إلى أذن وقلب الجمهور، وهو ما أوضحته بالقول في إحدى الحوارات الصحفية “شخصية شهرزاد تعتبر من العلامات الفنية في حياتي وتاريخي الفني الطويل، وأدين لهذه الشخصية بالشهرة لدى جمهور المستمعين من الإذاعة، قبل ظهور التليفزيون، الذين تعرفوا على صوتي، وأحبوني من خلال هذه الشخصية الأسطورية الجميلة، التي حظيت بشعبية كبيرة، وكانت كل الأسر تلتف حول الراديو للاستماع إليها”.

وشهدت فترة الثمانينات والتسعينات تألقا لافتا ل”زوزو نبيل” في الدراما التليفزيونية، وقدمت أيضا فوازير “ألف ليلة وليلة” في التليفزيون وبرعت “زوزو نبيل” في أداء دور ريما الشريرة، كما شاركت في مسلسلات أخرى عديدة سواء دينية أو تاريخية أو اجتماعية أو تراثية، من أبرزها “لا إله إلا الله” و “الإمام الطبري” و “زينب والعرش” و “بكيزة وزغلول” و “رأفت الهجان” “الجزء الثاني”، و”غوايش” و “الحرملك” و “عائلة شلش” و “رحلة المليون” و “هالة والدراويش” و “دموع صاحبة الجلالة” و “ذئاب الجبل”، وكان آخر أعمالها “يوميات ونيس” الجزء الثالث.

تزوجت “زوزو نبيل” مرتين، الزواج الأول عندما كانت صغيرة السن واسمه “سامي عاشور” ولها منه ابنها “نبيل” الضابط في الجيش المصري، والذي استشهد في حرب أكتوبر 1973 ولها منه ثلاثة أحفاد. أما زوج “زوزو نبيل” الثاني فقد شغل منصب وكيل وزارة وبعد الزواج انتقل للعيش مع زوجته الأولى وأولاده إلى بيتها وزوجت “زوزو” ابنها الوحيد إلى ابنة زوجها من زوجته الأولى، توفي الزوج الثاني للراحلة الكبيرة “زوزو نبيل” في العام 1980 وكانت “زوزو نبيل” تخفي حقيقة عمرها في بداية مسيرتها الفنية وعندما سألها أحد الصحفيين عن سنها في العام 1954 أجابت أنها لو حلفت على المصحف عن سنها لن يصدقها أحد ف”مفيش داعي” حسب قولها وفي حينها كان ابنها نبيل ضابطا في الجيش المصري.

كانت “زوزو نبيل” تتمتع بعلاقة صداقة رائعة مع ضرتها وكانت تتباهى بأنهما أكثر من شقيقتين حيث أن “زوزو نبيل” كانت تزور ضرتها باستمرار وتتصل بها لتطمئن عليها وعلى أحوالها واستمرت صداقتهما حتى النهاية.

حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة التمثيل عن فيلم “أنا حرة” كما كرمت من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي العام 1995، وأيضا من مهرجان الأفلام الروائية. كما تم تكريمها من قبل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي للعام 1996 ولكنها لم تستطع الحضور وذلك لمرضها في آخر أيامها وتسلمت الجائزة بدلا عنها زوجة ابنها.

وفاتها..

توفيت “زوزو نبيل”  في 3 مايو 1996 نتيجة التهاب رئوي حاد وعجز في القلب وبكاها العديد من عشاق فنها ودفنت بمقابر 6 أكتوبر.

 

https://www.youtube.com/watch?v=cs7CDD_o_ck

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب