23 ديسمبر، 2024 7:40 م

حكاية في فيلم (4) “بنت الباشا المدير”.. تمثل دور رجل لتحصل على عمل

حكاية في فيلم (4) “بنت الباشا المدير”.. تمثل دور رجل لتحصل على عمل

 

خاص: كتبت- سماح عادل

فيلم “بنت الباشا المدير” من بطولة “آسيا وأحمد جلال وماري كويني”، فيلم قديم من بدايات السينما المصرية، يحكي عن قصة حب.

البداية..

بدأ الفيلم بمناظر في الريف المصري، وأغنية تمدح مصر وجمالها، ثم سيارة وقد قامت بحادثة على الطريق، ثم تنتقل الكاميرا لبيت بسيط، يقام فيه حجز على الأثاث بسبب عدم دفع الإيجار المتأخر، وتوسل “آسيا” التي تقوم بدور “حكمت” أن ينتظر صاحب البيت عليها أيام أخرى لكنه يرفض، ثم يأتيها تلغراف يخبرها أن أخيها في المستشفى وتذهب إليه لتكتشف أنه قام بحادثة وهذا جعله غير قادر على الذهاب في الوظيفة التي كان يريد الذهاب إليها، حيث وصى أحد أصدقاء والده عليه ليعمل في تدريس أبناء أحد البشوات في الريف المصري.

وتعرف “حكمت” أن هذه الوظيفة هي ما ستنقذهم من الفقر والطرد من المنزل فتتنكر في صورة رجل وتذهب إلى الباشا مكان أخيها، ويوظفها الباشا ويستضيفها في بيته ويعرفها على أولاده، وتنشأ صداقة بين حكمت وتوفيق الذي يظنها رجل، وتحاول بدرية ابنة الباشا التقرب من حكمت أيضا، وفي فرح لابنة الباشا الكبرى تذهب حكمت في ملابس النساء لتحضر الفرح، لأن النساء يسهرن طوال الليل في حين يسهر الرجال إلى الساعة الحادية عشر فقط مما يعكس تقاليد الريف التي تعزل النساء عن الرجال في الأفراح والمناسبات.

انجذاب..

وحين يراها توفيق ينجذب إليها، وتتساءل النساء عن من تكون تلك المرأة ويخمن الجميع أنها ابنة الباشا المدير، وتذهب إلى الحديقة بصحبة بدرية وتسألها بدرية عن كيف تجذب أحد الرجال وتنصحها حكمت، ثم يأتي توفيق ويجلس معها ثم تواعده على المجيء في اليوم التالي.

تحاول بدرية لفت نظر حكمت المدرس الذي يدرس لأخواتها، بينما يحاول توفيق جذب حكمت الفتاة التي رآها في الفرح، وحين تأتي في اليوم التالي في الحديقة يعترف لها بحبه، وتحتار حكمت لكنها تخاف من الاعتراف بحقيقتها، ثم تمتنع عن مقابلة توفيق مرة أخرى فيذهب ليخطبها من والدها، ويكتشف أن ابنة الباشا المدير ما هي إلا طفلة صغيرة ويندهش ويتساءل من هي تلك الفتاة.

ثم يحكي لحكمت وهو في صورة رجل، فيبكي حكمت حين يتخيل أن توفيق قد خطب بنت الباشا المدير، ويسأله توفيق فيقول له أنه يحب فيظن توفيق أن حكمت يحب أخته بدرية فيقرر تزويجه منها ويتحدد موعد الفرح سريعا، وتحاول حكمت الهرب لكن توفيق يظل معها ويتعذر ذلك ويوم الفرح ينكشف أمرها ويعرف توفيق أنها امرأة، فيقنع والده أن الموضوع بسيط ويقرر الزواج من حكمت على أن تتزوج بدرية من ابن خالتها الذي يحبها، وينتهي الفيلم نهاية سعيدة.

الفيلم بسيط في إخراجه، أداء الممثلين مبتدئ، خاصة الذين يقومون بالأدوار المساعدة، أداء الأبطال محترف قليلا لكن أكثرهم احترافا هو “أحمد جلال” وتقوم “آسيا” بالدور لكن لهجتها وطريقة أدائها بطيئة وهادئة، بينما “ماري كويني” سريعة الحركة والأداء كما إنها تغني، حيث تخللت الفيلم أغنيتان ورقصة.

 

الفيلم تناول حكاية بسيطة استخدمت بعد ذلك في أفلام أخرى لاحقة وإن كانت الفكرة جريئة نظرا لوقت صدور الفيلم حيث تقدم فتاة على تمثيل دور رجل والذهاب بمفردها إلى أسرة غريبة عنها رغم أن المجتمع محافظ كما يتضح من تفاصيل الفيلم، كما يستنتج من الفيلم أن الريف يختلف في عاداته وتقاليده عن أهل المدينة والتي يسمونها مصر كناية عن العاصمة القاهرة.

حيث يردد توفيق دوما أن أبناء مصر أكثر رقيا وتعلما وفهما للحياة من أبناء الريف، لكنه رغم ذلك يقول في حواره مع حكمت أنه يرفض هجرة أبناء الريف إلى المدينة، حيث أن واجب أصحاب الأراضي أن يراعوا أراضيهم ويهتموا بها ولا يتركون الريف ليعيشوا في المدينة رغم اعترافه بان أهل المدينة يعيشون حياة جميلة. كما يلاحظ رغم أن المجتمع محافظ ويتم عزل النساء عن الرجال، لكن النساء يرتدين ملابس أوروبية حديثة ومكشوفة، ويكشفن شعورهن في تسريحات متشبهة بالتسريحات الأوربية حيث دار الفيلم في قصر الباشا في الريف، فقط بعض الخدم هم من يرتدون ملابس الفلاحين وتغطي النساء شعرها لكن بعض الخادمات يرتدين فساتين عادية. كما تدخن زوجة الباشا مما يدل على أن عادة التدخين لم تكن ممنوعة عن النساء رغم احتجابهن عن الذكور. ربما يكون ذلك في الطبقات الغنية من أبناء البشوات لأن الفيلم صور أسرة من تلك الطبقة، وحتى حكمت التي من المفترض أنها فقيرة هي وأخيها لكنها أيضا ترتدي ملابس أوربية ربما يكون الأمر أنهما أبناء رجل ذا مكانة ثم تعرض للإفلاس.

كما يمكن استنتاج فكرة أخرى وهي أن حرية المرأة في التنقل والعمل في أعمال لدى بعض الأسر لم تكن موجودة، وإلا كانت تقدمت حكمت لوظيفة مدرسة لأبناء الباشا إذا كان مسموح للنساء وقتها أن يقمن بتلك الوظائف.

  الفيلم..

صدر الفيلم في 1938، ﺗﻤﺜﻴﻞ (آسيا داغر  (حكمت إسماعيل)، ماري كويني (بدرية جعفر القبرصلى)، أحمد جلال (توفيق بك جعفر القبرصلى)، زينب نصرت (زوجة الباشا جعفر)، أحمد درويش (جعفر باشا القبرصلى)، وجيه العربى (الطفل حسن جعفر القبرصلى)، فؤاد المصري  (الباشا المدير)، محسن سرحان (عريس ثريا جعفر القبرصلى)، عبد المنعم سعودي، طلعت العربي (الطفل حسين جعفر القبرصلى)، محمد محمود  (إسماعيل – شقيق حكمت)).

ﺇﺧﺮاﺝ وﺗﺄﻟﻴﻒ (أحمد جلال)، ﻣﻮﻧﺘﺎﺝ (ماري كويني)، إﻧﺘﺎﺝ لوتس فيلم (آسيا وشركاها)، ﺗﺼﻮﻳﺮ (توليو كيارينى).

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة