خاص: إعداد- سماح عادل
فازت الروائية المغربية الفرنسية، “زينب مكوار”، بجائزة “هنري دي رينييه” لسنة 2025، عن روايتها “تذكر النحل جيدا”، الصادرة عن دار النشر “غاليمار”، حسب إعلان المؤسسة الأكاديمية الفرنسية المنظمة للجائزة.
وفازت “زينب مكوار” في فئة “جائزة الدعم للإبداع الأدبي”، والتي تشمل 71 جائزة، وتضم الأدب والشعر والنقد والفلسفة والتاريخ والسينما والمسرح والموسيقى الفرنسية.
صرحت “زينب مكوار” فور إعلان فوزها بهذه الجائزة: “أنا متأثرة للغاية بتلقي هذه الجائزة الرائعة من الأكاديمية الفرنسية، وهي مؤسسة أقدرها وأحترمها كثيرا”.
تعتبر رواية (La poule et son cumin)، أولى الكتابات الإبداعية للروائية مكوار، حازت على جائزة أفضل رواية للقراء وأرباب المكتبات عام 2024، كما رشحت لجائزة غونكور للرواية الأولى 2022، وكانت ضمن قائمة الروايات المفضلة لصيف 2022 .
وجرى تقديم هذه الجائزة للكاتبة خلال حفل نظم بسفارة المغرب بفرنسا، بحضور أعضاء لجنة تحكيم الجائزة وثلة من المثقفين والفنانين.
وتحكي الرواية، التي صدرت سنة 2022 عن دار النشر (جي سي لاتيس) ضمت مجموعة (لاغروناد)، قصة شابتين مغربيتين متعارضتين جذريا: كنزة وفتيحة. وقررت كنزة، التي تنحدر من أسرة غنية وتتابع دراستها في معهد الدراسات السياسية بباريس (سيونس بو) العودة إلى الدار البيضاء وإعادة التواصل مع فتيحة، ابنة مربيتها وصديقة طفولتها.
ومن خلال الروايتين المتقاطعتين لكل من كنزة وفتيحة، تنسج زينب مكوار مصائر بطلتين بين الخضوع والتجاوز. وتتلاقى في هذه اللوحة الجدارية الكبيرة جراحهما ومآسيهما في المغرب المعاصر.
وخلال حفل تسليم هذه الجائزة، أعربت سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل، عن إعجابها بأسلوب زينب مكوار في تصوير المجتمع المغربي في رواياتها مع “نقل الواقع بكل صدق وبأسلوب يجعلنا نحلم”.
وتحدثت السيدة سيطايل عن موهبة زينب مكوار، قائلة “ليس فقط أنا من يقول ذلك، بل أيضا لجنة التحكيم والقراء الذين أتيحت لهم فرصة تقدير المسار التي قطعته الكاتبة”.
وأكدت السفيرة على أن زينب مكوار، الكاتبة الفرنسية-المغربية، “تجسد أجمل وأقوى الروابط التي تجمع بين المغرب وفرنسا”.
واشادت بدور زينب مكوار في تعزيز الصداقة الفرنسية-المغربية، مشيرة إلى أن مسيرتها تعد نموذجا يحتذى به ومنبع إلهام لجميع الطامحين إلى الكتابة ونشر إبداعاتهم في يوم ما.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قالت الكاتبة: “هذا يعني الكثير بالنسبة لي، لأنه بلدي. فكتابتي مستوحاة من هذا الحب الذي أكنه للمغرب والشغف الشديد لاكتشافه من خلال كلماتي”، موضحة أن “تيمات رواية (La poule et son cumin)، لاسيما المساواة بين الجنسين في المغرب وعلاقتنا بالأجنبي في فرنسا، تهمني بشكل خاص”.
وأردفت “أنا سعيدة أيضا لأن روايتي الثانية (Souviens-toi des abeilles)، التي صدرت مؤخرا، ظهرت في قائمة الرويات المفضلة للصيف الصادرة عن أكاديمية غونكور”، معربة عن أملها في أن تجد الرواية جمهورها، مثل (La poule et son cumin).
أما بالنسبة لمشاريعها المستقبلية، فلدى زينب مكوار فكرة الرواية ثالثة، حيث قالت “أنا حاليا في خضم التفكير لرواية ثالثة”، مؤكدة أن كتابتها ستظل دائما متأثرة بالمغرب، بلد طفولتها.
من جهتها، أشارت مديرة التسويق في دار النشر (بوان)، ميريل تايكارت، إلى أن زينب مكوار حصلت على “جائزة أفضل رواية للقراء والمكاتب” لعام 2024 عن روايتها (La poule et son cumin) من بين 12 رواية تم ترشيحها هذا العام، وذلك “بأغلبية ساحقة من الأصوات”، مشيدة بفرادة رواية مكوار التي نجحت في إقناع لجنة التحكيم.
وتابعت تايكارت أن الروايات المرشحة للفوز بالجائزة هذا العام كانت “متنوعة” و”عالية الجودة”، مما يعكس تنوع الإصدارات الأدبية.
يذكر أن رواية (La poule et son cumin) كانت من بين الإصدارات النهائية المرشحة لجائزة غونكور للرواية الأولى 2022، كما ظهرت في قائمة “الرويات المفضلة لصيف 2022” الصادرة عن أكاديمية غونكور.
ورأت زينب مكوار النور في الدار البيضاء عام 1991، وتعيش في باريس منذ 2009. وبعد دراستها في معهد الدراسات السياسية بباريس والمدرسة العليا للتجارة بباريس، عملت في الاستشارات الإستراتيجية ثم كانت مسؤولة عن الشؤون العامة في حاضنة للمقاولات الناشئة.
وتمنح “جائزة أفضل رواية للقراء والمكاتب” لدار النشر الفرنسية “بوان”، والتي أنشأت عام 2013، من قبل لجنة تحكيم مكونة من 100 قارئ وحوالي ثلاثين مهنيا (مكتبات)، لنحو عشرة أعمال يتم اختيارها كل عام.