13 أبريل، 2024 3:11 ص
Search
Close this search box.

“بهاء طاهر”..  كان الواقع حاضرا في رواياته بكل تناقضاته

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“بهاء طاهر”  كاتب روائي وقاص ومترجم مصري، اشتهر برواياته الجميلة والعذبة.

حياته..

ولد “بهاء طاهر” في محافظة الجيزة في 13 يناير سنة 1935. عمل مترجما في الهيئة العامة للاستعلامات بين عامي 1956 و1957، وعمل مخرجا للدراما ومذيعا في إذاعة البرنامج الثاني الذي كان من مؤسسيه حتى عام 1975 حيث منع من الكتابة. بعد منعه من الكتابة ترك مصر وسافر في أفريقيا وآسيا حيث عمل مترجما. وعاش في جنيف بين عامي 1981 و1995 حيث عمل مترجما في الأمم المتحدة عاد بعدها إلى مصر ولازمها.

أعماله..

  • الخطوبة (مجموعة قصصية) صدرت عام 1972.
  • بالأمس حلمت بك (مجموعة قصصية) ـ 1984.
  • أنا الملك جئت (مجموعة قصصية).
  • شرق النخيل (رواية) ـ 1985.
  • قالت ضحى (رواية) ـ 1985.
  • ذهبت إلي شلال (مجموعة قصصية) .
  • خالتي صفية والدير (رواية تم تحويلها إلى مسلسل تليفزيوني).
  • الحب في المنفى (رواية) 1995.
  • 10 مسرحيات مصرية – عرض ونقد
  • أبناء رفاعة – الثقافة والحرية
  • ساحر الصحراء – ترجمة لرواية الخيميائي لباولو كويلو
  • نقطة النور – رواية.
  • واحة الغروب – رواية.
  • لم أعرف أن الطواويس تطير (مجموعة قصصية).[1]

الجوائز..

  • حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1998.
  • حصل على جائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية سنة 2000 عن خالتي صفية والدير.
  • حصل على جائزة آلزياتور Alziator الإيطالية لعام 2008 عن الحب في المنفى – تعديل خالد خيري.
  • حصل على الجائزة العالمية للرواية العربية عن روايته واحة الغروب.
  • ورد بهاء طاهر جائزة مبارك للآداب التي حصل عليها عام 2009 في العام 2011 أثناء الاحتجاجات التي شهدتها مصر، وقال أنه لا يستطيع أن يحملها وقد أراق نظام مبارك دماء المصريين الشرفاء.

أصدر أول مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان “الخطوبة”، بعدها توالت أعماله بين مجموعة قصصية مثل: “بالأمس حلمت بك”، “أنا الملك جئت”، “ذهبت إلى شلال”، و”لم أكن أعرف أن الطووايس تطير”. في مجال الروايات أصدر “بهاء طاهر” خمس روايات و هي: “شرق النخيل”، “قالت ضحى”، “خالتي صفية والدير”، “الحب في المنفى”، “نقطة النور”، “واحة الغروب”.

الكتابة..

في آخر حوار معه أجراه “إسلام أبوالمجد” يقول “بهاء طاهر” عن عن شعوره  بأنه كتب كل ما يريدك “بالطبع لا، عندما يعتقد الإنسان أنه كتب كل ما أراد، لن يكون هناك أى معنى للحياة، أى أن هذه الحياة انتهت، ما زال لدىّ العديد من الأفكار التى أريد أن أعمل عليها، والكثير من الإبداعات التى أسعى لتقديمها للجمهور، فإبداعى لم ينتهِ ويحتاج إلى سنوات طويلة لكتابته”.

وعن حصوله على التقدير المستحق يقول: “نعم، وأنا راض جدا عن التقدير الذى تلقيته على المستويين الشعبى والرسمى، فقد حصلت على العديد من الجوائز داخل مصر وخارجها، على رأسها جائزة الدولة التقديرية قى الآداب عام ١٩٩٨، وجائزة «جوزيبى أكيربى» الإيطالية عام ٢٠٠٠ عن رواية «خالتى صفية والدير»، وجائزة «آلزياتور» الإيطالية عام ٢٠٠٨ عن رواية «الحب فى المنفى»، بجانب الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» عن رواية «واحة الغروب» فى العام ذاته، أما على المستوى الشعبى فيكفينى رسائل الحب والمودة التى وصلتنى من القراء خلال الفترة الأخيرة”.

وعن ترجمته لعمل واحد هو «ساحر الصحراء» يقول: “ترجمت كذلك مسرحية للكاتب الأمريكى يوجين أونيل، وابتعدت عن الترجمة لأنى لم أجد استجابة كافية ولم يتوافر لى الوقت اللازم لها، كما أنه لم تكن لدى الرغبة فى الاستمرار، وقررت أن يكون لى أسلوبى وكتاباتى التى تُترجم عنى، وألا يشغلنى شىء سوى أعمالى الإبداعية”.

وعن الوضع الثقافى المصرى يضيف: “الوضع الثقافى فى البلد غير جيد، لأن الإبداع لا يلقى التقدير المستحق، وأرى أن السبب فى ذلك هو معاناة وزارة الثقافة من «بيروقراطية» كبيرة وسوء إدارة، بجانب ضعف الاهتمام الحقيقى بالمثقفين والمبدعين، كما أن معدلات القراءة غير جيدة، وفى تراجع مستمر”.

تكريم..

في حفل تكريم له أقامته دار مجدلاوي للنشر في عام 2005 قدم فيها “بهاء طاهر” شهادة حول تجربته مع الكتابة قال فيها: “بداية سأعترف بأنني أجد صعوبة حقيقية في الحديث عن نفسي أو كتاباتي. تجربتي دلتني على أن الكاتب في هذه الحالة إما أن يسرف في تمجيد ذاته والحديث عن انجازاته بما يدخله في دائرة الغرور المقيت أو العكس تماماً”.

وعن عنصر اللغة أضاف: “لقد تحدث أكثر من ناقد تناول مجموعتي “الخطوبة” عن اللغة إما مؤيدا أو معارضا مؤكدا: لأنها لغة تخلو من كل زخرف بلاغي فعنصر الوصف فيها محدود جداً وجملها خبرية وألفاظها قاطعة الدلالة ويلعب الحوار فيها دوراً اساسياً. هناك من النقاد من رأى أن تلك اللغة فقيرة وغير أدبية ومنهم من اعتبرها لغة تؤسس لبلاغة مختلفة بحسب ما قال د. صبري حافظ”.

جائزة البوكر..

في حوار نشر بصحيفة “الخليج” يقول “بهاء طاهر” عن قبوله بالفوز بالجائزة العالمية للرواية العربية رغم إثارة الجدل حولها: “الجائزة العالمية للرواية العربية، تحذو حذو جائزة البوكر من حيث النظام ولجنة التحكيم وإخفاء أسماء هذه اللجنة حتى النهاية، وهي تتوافر على قدر كبير من الحياد والشفافية والموضوعية، وينتهي الأمر دائما إلى أن تقدم لجنة التحكيم مبرراتها للأعمال الفائزة، وقد أشرت في سؤالك إلى كثير من الجدل، وكان الأجدر أن يكون هناك الكثير من الترحيب، لأن هذه الجائزة تعتبر إضافة جديدة للثقافة العربية والأولى أن ندعمها لا أن نطعن فيها.

وعن دور المثقف يقول: “لا تنس أن المثقف أعزل أمام السلطة ولا يستطيع أن يواجهها إذا ما كانت تحول بينه وبين أداء دوره، السلطة أقوى من الكاتب، ينبغي أن نعترف بهذه الحقيقة ونسلم بها، وهذا لا يمنع الكتّاب في أي وقت من الأوقات من أن يكونوا ندًا لهذه السلطة ومقاومة سعيها للبطش بالفكر والثقافة ويتصدون لكل تحدياتها من أجل إعلاء دور الكلمة والثقافة. وفي اعتقادي لم يستقل المثقف ولم يتخل عن دوره، بل هو يعبر عن موقفه ويدافع عنه، وكثيرا ما يدفع الثمن غاليا.

 

وعن تراجع دور المثقف يقولك “هذا القول فيه بعض الصحة ولكن لا يجب اعتماده كقاعدة عامة، أنا شخصيا ضد مفاهيم ما بعد الحداثة، وعدة مفاهيم أخرى إذا ما طبقت تحدث قطيعة بين الكاتب والقارئ، وأنا أيضا ضد تعالي الكاتب على جمهوره وأطالبه بأن يسعى إلى تقريب وجهة نظره وأن يحدث التواصل المطلوب بينه وبين قرائه الذين يجب عليهم هم أيضا أن يبذلوا هذا المجهود، لأنني لا أريد أن أكرر ما قاله أبو تمام حين قيل له لم لا تقول ما يفهم؟، فقال ولم لا تفهم ما يقال ولكنني أريد أن أؤكد على أن هناك حدا أدنى من المجهود ينبغي أن يبذله القارئ للتواصل مع المبدع، هذا الجهد للأسف لم يعد موجودا، وهذا ليس عيب الجمهور ولكنه عيب نظامنا التعليمي ومؤسساتنا الإعلامية التي لا تسعى بأي شكل من الأشكال لإحداث التواصل بين المبدع وجمهوره. والكاتب إذا كان يسعى عن عمد إلى الإغراب والاغتراب عن جمهوره، فهو طرف”.

 نسبة القراء..

وعن عدد القراء يقول: “في الحقيقة نسبة القراء مقارنة بعدد سكان الوطن العربي نسبة مخجلة فعلا، ومقارنة أيضا بجمهور الكرة والمطربين الشعبيين، ولكن هناك عودة الآن كما يقول الناشرون، والعهدة عليهم، وهناك إقبال على القراءة غير مسبوق، وهذا ما أكده لي الناشرون في معرض القاهرة الدولي للكتاب، والشيء نفسه بالنسبة لمعرض أبوظبي للكتاب. أما ما تعليل هذه الظاهرة؟! فربما الجمهور ملّ الكرة.

أعتقد أن ما نعيشه اليوم فيه نوع ربما ليس من عزوف الكاتب عن جمهوره، ولكنه نوع من اليأس في جدوى هذا التواصل، وأعتقد أن الكثير من كتابنا العرب يعانون من هذا الإحباط الذي ينتابهم في أحيان كثيرة، فيمكن أن تتصور أن أية حرفة تحقق لصاحبها حدا أدنى من الحياة الكريمة إلا حرفة الكتابة، الكاتب إذا لم يكن له عمل آخر يعيش منه فإنه لا يستطيع أن يواصل الكتابة، وهذا ينطبق على أشهر كتابنا حتى إن أستاذنا نجيب محفوظ الكاتب المعروف ظل إلى سن الستين موظفاً حكومياً.

وبالنسبة لي فأنا لم أفترض يوما ولم أفكر بأنني يمكن أن أعيش من الكتابة، ولكنني من الناحية المعنوية لم أفقد إيماني مطلقا بهذه الجدوى، وأواصل العمل وأنا مقتنع تمام الاقتناع بأن للكتابة الدور المهم والثقافة الدور الأكبر في المجتمع”.

“واحة الغروب”..

وعن الانطلاق من قصة واقعية حقيقية في رواية “واحة الغروب” يقول: “لقد درست الواقع التاريخي جيداً، ولم أتكئ عليه، ولكنني كنت مهموماً بالواقع الراهن أكثر من اهتمامي بالماضي البعيد، وإذا كانت الرواية قد نجحت في أن تنقل للقارئ من خلال تلك الواقعة التاريخية هموما معاصرة وباقية، فقد أدت دورها.. والقصة الحقيقية تقول إن هناك حاكماً لواحة سيوة في نهاية القرن التاسع عشر دمر معبداً مصرياً قديماً ليستعمل الحجارة في بناء سلم لداره ولقسم الشرطة الذي يرأسه، ولكنني لم أقتنع بهذا التفسير على الإطلاق وقلت إنه لابد من دوافع أخرى، فكانت هذه الرواية.

كل رواية في واقع الأمر يجب أن تتضمن وتتناول قضايا وموضوعات عديدة، والرواية التي تقتصر على دافع وهدف واحد تكون رواية فقيرة، وحضور الواقع في الرواية بكل تناقضاته أمر بديهي”.

وفاته..

تُوفي “بهاء طاهر” مساء 27 أكتوبر 2022 عن عمر ناهز 87 عامًا متأثرًا بمرضه.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب