28 أغسطس، 2024 4:54 م
Search
Close this search box.

المليار الذهبي.. دول تستهلك نسبة غير عادلة من موارد العالم

المليار الذهبي.. دول تستهلك نسبة غير عادلة من موارد العالم

خاص: إعداد- سماح عادل

يقول “كارا مورزا” إن البشر يستهلكون نصيب هائل من موارد الكوكب، أكدت الأبحاث أن استمرار تزايد أعداد البشر سينتج نقص في الموارد الطبيعية الأساسية للأرض، أي ندرة الموارد الطبيعية.

تلك الأبحاث أثارت خوف البعض خاصة مناهضي العولمة المهتمين بالموارد الطبيعية المحدودة مثل الوقود الأحفوري والمعادن، يقول “كارا مورزا” أن الدول المتقدمة والتي تتمتع بمستوى عالي من الاستهلاك تفكر في اتخاذ إجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية تجعل العالم في حالة غير متطورة صناعيا.

نظرية مشروع “المليار الذهبي” التي ظهرت مؤخرا، ليست الأولى، وتعتمد هذه النظرية على استغلال دول العالم الثالث ومحاولة القضاء علي شعوبهم، حيث  أن فكرة المشروع تحديد الجزء الأكثر ثراء من البشر الذين يمكنهم أن يعيشوا في العالم، وهم في الأغلب سكان البلدان المتقدمة، وهم الأشخاص الذين يملكون كل ما هو مطلوب لحياة آمنة ومريحة، والذين لن يكونوا عبء على الحياة.

فجوة..

مع التطور العلمي والتكنولوجي والثورة التكنولوجية نشات فجوة كبيرة بين الفقراء والأغنياء، وحتى بين المناطق، وتراكم رأس المال وأحدث التقنيات في الدول المتقدمة، وتم نقل الإمكانات الفكرية والمتخصصين المؤهلين من الدول الفقيرة إلى الدول الغنية للاستفادة من خبراتهم، مما يعني ضياع أي أمل في نمو الدول النامية من خلال الكوادر البشرية.

تؤكد الدراسات أن ما يقرب من 88% من مستخدمي الإنترنت هم أشخاص يعيشون في البلاد المتقدمة أو ما تسمى “بلاد المليار الذهبي”، أي البلاد التي تملك أموالا كثيرة، مما يوضح الفجوة الكبيرة في مداخيل الناس في البلاد الغنية ومداخيل الناس في البلاد الفقيرة، مثلا توضح الأبحاث أن في 2000 سدس سكان العالم كان يتلقون ما يقرب من 80% من الدخل العالمي وهو حوالي 70 دولارا في اليوم للشخص العادي، بينما كان 57% من العالم أفقر من تلك البلدان وكان يحصل على 6% فقط من الدخل العالمي أي دولارين فقط للفرد الواحد.

رأس المال في الأغلب يذهب إلى البلاد المتقدمة، لأن التقنيات العالية تتطلب متخصصين ومتعلمين وذو مهارات عالية وبنية تحتية متطورة، ودول المليار الذهبي باتت المستهلك الرئيسي للإنتاج المعرفي العالي التقنية، مما يوسع الفجوة بين البلدان الفقيرة والبلدان الغنية.

الخطة..

تعتبر خطة “المليار الذهبي” أحد الانتهاكات التي تتعمدها مجموعة سرية غير معروفة ولكنها الأكثر قوة في العالم، ومن أول الخطط صناعة أفلام هوليود التي تتناول فكرة المشروع، لنشر وترسيخ تلك الأفكار في أذهان الناس، حيث صورة عدة أفلام شخصيات على هيئة وحوش يتخلصون من نصف سكان الأرض بدعوى أنهم أصحاب قضية ولديهم الحق في إفناء الأغلبية العظمى من سكان العالم.

وصناعة الأفلام تعد الطريقة الأكثر سلمية التي اتبعها مفكري هذا المشروع، ثم طريقة صناعة وتخليق الفيروسات والتي تساعد المجموعة السرية على تحقيق الهدف وهو إفناء جميع سكان العالم إلا مليار فقط من البشر، الفيروسات أضحت من أخطر الأسلحة البيولوجية التي تحدث تأثيرا إستراتيجيا على جميع الدول، وأسوأ الآثار هذه الفيروسات استهدافها لفئة كبار السن بتهديد حياتهم، وسعيها لخفض عدد السكان وتوفير صناديق المعاشات التقاعدية، وتمتد أثار الفيروسات الى الاقتصاد حيث تؤثر على الدول النامية لمدة سنوات.

ومن ثم تؤثر على مستويات التعليم والرعاية الصحية لدى الدول النامية، ويتعمق اتساع الفجوة بين الدول المتقدمة والدول النامية وتستمر محاولات الدول المتقدمة في التخلص من الدول النامية، لتحقيق هدف مشروع المليار الذهبي.

بوتين..

يزعم أن “فلاديمير بوتين” الرئيس الروسي عثر علي وثائق سرية في أوكرانيا وكشف خطة “المليار الذهبي”، حيث يوضح أن نخبة الأغنياء في الدول الصناعية المتقدمة هيمنت على العالم وفرضت إرادتها عليه، والتساؤل هل بدأت تظهر ملامح تلك الخطة منذ انتشار وباء “كوفيد-19″، والحرب الأوكرانية، واكتشاف مختبرات أمريكية في كييف، وتمويلها لأبحاث مسببات الأمراض هناك.

مع وجود أنشطة للمختبرات الأمريكية في 30 دولة مما سبب إثارة القلق داخل الكونجرس وفقا لتصريح “فيكتوريا نولاند” وكيلة وزارة الخارجية للشئون السياسية خلال شهادتها في الكونجرس أن “أوكرانيا لديها مرافق أبحاث بيولوجية..والولايات المتحدة قلقة من أن هذه المواد البحثية قد تقع في أيدى الروس”، حيث نشرت مجلة «Covertaction» الأمريكية ذلك.

بالنسبة إلى “بوتين” تعبر جملة “المليار الذهبي” عن الوضع الراهن للجغرافيا السياسية في العالم، وتقسيمه لأُناس من الدرجة الأولى وأناس من الدرجة الثانية، مما يعني عنصرية واستعمارية جديدة، حيث أصبحت الأيديولوجية العالمية والليبرالية الزائفة أشبه بالشمولية. هذه النظرية تعتمد عل فكرة أن يصل عدد سكان الأرض يصل إلى حوالي 7 مليارات، والموارد التي تنتجها الأرض سنويًا لا تكفي هؤلاء.

وقد طرح “بوتين” تساؤل عن هيمنة الغرب التي تتيح “سرقة الشعوب الأخرى في كل من آسيا وأفريقيا”؟  وخاصة الهند منتقدا القوى الاستعمارية، ومع مواجهة روسيا لعقوبات من الغرب بسبب الغزو، تعززت العلاقات التجارية بين نيودلهى وموسكو منذ بداية الحرب الأوكرانية وتحولت روسيا نحو دول مثل الصين وإيران، ويقول “بوتين”: “بغض النظر عن مدى سعى النخب الغربية للحفاظ على النظام الحالي، فحقبة جديدة قادمة ومرحلة جديدة في تاريخ العالم”.

بالنسبة للمحللين في أمريكا أو أوروبا، لا يعنى “المليار الذهبي” شيئًا، لكن في روسيا، تعد هذه الجملة منذ عقود اختصار للتعبير عن الهلاك ووصف معركة مستقبلية على الموارد بين النخبة العالمية والروس، وقد نشر الكرملين النظرية لتقول إن عزلة روسيا بعد غزوها لأوكرانيا لم تكن بسبب أفعالها ولكن بسبب مؤامرة عالمية حتمية ضدها، وفقًا لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية.

تلميحات بوتين إلى وجود مليار ذهبي خلال الأشهر الأخيرة تحجب تاريخا أكثر تآمرًا. هذه العبارة مأخوذة من كتاب عن نهاية العالم نُشر في الوقت الذي انهار فيه الاتحاد السوفيتي عام 1990، بعنوان “مؤامرة الحكومة العالمية: روسيا والمليار الذهبي”، الذي ألفه كاتب روسى يُدعى “أناتولى تسيكونوف” تحت اسم مستعار “كوزميتش”.

نهاية العصر..

تحدث “تسيكونوف” في الكتاب عن مؤامرة نهاية العصر ضد روسيا، حيث أدركت النخبة الغربية الثرية أن التغيير البيئي سيشهد مزيدا من المنافسة على موارد العالم، مما يجعل العالم في النهاية غير صالح للسكن للجميع باستثناء مليار منهم. تدرك هذه النخبة أن روسيا، بمواردها الطبيعية وكتلتها الهائلة وموقعها الشمالي، يجب أن تخضع لسيطرتها بأي وسيلة ضرورية لبقائها.

هذه الأطروحة عكست تطور للمخاوف المتنازع عليها بشأن الزيادة السكانية العالمية التي طورها الاقتصادي البريطاني “توماس روبرت مالتوس” في أواخر القرن الثامن عشر، ومع ذلك، فقد تم تحديثها مؤخرًا ليكون التركيز على روسيا؛ في كتاب صادر عام 2019 بعنوان “المؤامرات ضد روسيا: المؤامرة والخيال بعد الاشتراكية”، كتب الباحث في جامعة نيويورك “إليوت بورنشتاين” أن الفكرة تتناسب مع تاريخ مذعور بجنون العظمة.

حظيت فكرة “تسيكونوف” بقبول من قبل “سيرجى كارا مورزا” المثقف الروسي المناهض لليبرالية، الذي جرد أطرافها الغريبة وكتب في أواخر التسعينيات أن المليار الذهبي يعنى سكان الديمقراطيات ذات الدخل المرتفع مثل تلك الموجودة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أو دول G7 الذين يستهلكون نسبة غير عادلة من موارد العالم.

وبدأت نظرية المليار الذهبي في الظهور في روسيا ودول أوروبا الشرقية التي أرادت الدول الغربية أن تجعل عدد سكانها يصل إلى مليار نسمة في العالم بأسره؛ أي أن هناك مليار شخص يستحقون العيش على الأرض ويستهلكون من خيراتهم وينتجون ويتزاوجون فيها، أما الستة مليارات الآخرون فلا فائدة منهم ويجب التخلص منهم لمجرد استهلاكهم من موارد الطبيعة وبالطبع المليار الذين يستحقون العيش على الأرض كما نصت عليه نظرية المليار الذهبي هم من العرق الأبيض في أوروبا الغربية وأمريكا، والجنس الذى يجب القضاء عليه هو الطبقة الثالثة من المجتمع مثل الأفارقة وأمريكا اللاتينية.

اجتماع سري..

ووفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، كشف تقرير في 2009 عن مخطط المليارديرات لتقليص سكان العالم، حيث اجتمع هؤلاء سراً في نيويورك بمبادرة من “بيل جيتس” الرئيس التنفيذي السابق لشركة مايكروسوفت، و”وارين بافيت” وآخرين.

وفي  تقرير بعنوان “نادى الملياردير في محاولة لكبح جماح سكان العالم” نشرته صحيفة “التايمز” البريطانية، تمت مناقشة قضايا في الاجتماع السرى هي الرعاية الصحية والتعليم وإبطاء النمو السكاني العالمي واتفقوا على أن يكون أولوية، في مثل هذه الخطط يكون حضور وزير الخارجية الأمريكي السابق “هنرى كيسنجر” ملحوظًا، بسبب تصريحاته التي صرح بها قائلًا: “يجب أن يكون خفض عدد السكان الأولوية القصوى للسياسة الخارجية تجاه العالم الثالث، لأن الاقتصاد الأمريكي سيتطلب كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن من الخارج، خاصة من البلدان الأقل تقدمًا”، يقودنا هذا إلى جيتس ورفاقه في المنتدى الاقتصادي العالمي، قد يرى الملياردير الأمريكي نفسه على عاتقه مهمة تزويد كيسنجر بـ “الابتكارات التكنولوجية” التي قد تقلل من عدد سكان العالم.

وفى محاضرة عامة في 2010، أرجع “جيتس” ظاهرة الاحتباس الحرارى إلى الزيادة السكانية ووصف النمو السكاني الصفري كحل يمكن تحقيقه، إذا كان هناك برنامج جاد وناجح في مجال اللقاحات الجديدة والرعاية الصحية وخدمات الصحة الإنجابية، وأوضح “أوتسا باتنايك” الخبير الاقتصادي أن جيتس يعلم جيدا أن الفقراء الذين تستهدفهم حملاته مع النخبة تمثل نسبة ضئيلة من الضرر البيئى الذى يكمن وراء تغير المناخ، وأضاف باتنايك، أنه عندما يتم تعديل أرقام السكان لمراعاة نصيب الفرد من الطلب الفعلي على الموارد، مثل، الوقود الأحفورى والغذاء، فإن أكبر “ضغط سكاني حقيقي” لا ينبع من الهند أو أفريقيا، ولكن من البلدان المتقدمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة