13 أبريل، 2024 5:39 ص
Search
Close this search box.

الشاعر الفلسطيني “خالد أبو خالد”.. ارتبط بشعبه وظل يحلم بالعودة

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“خالد أبو خالد”، كاتب وشاعر وصحفي وإعلامي فلسطيني. ولد في “سيلة الظهر” بفلسطين في 1937. والده “محمد صالح الحمد” الملقب ب”أبو خالد”هو الشهيد والقائد في ثورة القسام.

عمل في الأمانة العامة لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعمل مذيعاً في إذاعة وتلفزيون الكويت، وفي سوريا أيضاً، ثم التحق بصفوف المقاومة وتحمل مسؤوليات فيها حيث كان قائد قطاع الشمال في الثورة الفلسطينية في الأردن. وكتب الشعر، ونشر إنتاجه في المجلات والدوريات.

إصدارته..

صدرت له عشر مجموعات شعرية وعمل مسرحي شعري واحد بالإضافة إلى كتابات نقدية.

  1. فتحي- مسرحية- عمان 1969.
  2. الرحيل باتجاه العودة – قصيدة طويلة- القاهرة 1970.
  3. قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية- مجموعة شعرية مشتركة- دمشق 1971.
  4. وسام على صدر الميليشيا- شعر- بيروت 1971.
  5. تغريبة خالد أبو خالد- شعر- بيروت- 1972.
  6. الجدل في منتصف الليل- شعر – دمشق 1973.
  7. أغنية حب عربية إلى هانوي- شعر – بغداد 1973.
  8. وشاهراً سلاسلي أجيء- شعر- بيروت 1984.
  9. بيسان في الرماد- شعر- بيروت 1978.
  10. أسميك بحراً، اسمي يدي الرمل- شعر- المغرب 1991.
  11. دمي نخيل للنخيل – شعر 1994.
  12. فرس لكنعان الفتى- شعر – دار الآداب 1995.
  13. رمح لغرناطة – شعر.
  14. معلقة على جدار مخيم جنين -شعر.

 

خصوصية الشعر الفلسطيني..

في حوار معه أجراه “وحيد تاجا” يقول “خالد أبو خالد” عن العناصر الأساسية في التجربة الشعرية: “في رأيي يجب أن نتوقف عن القول أن هناك مواصفات للشعر لأن هذه المواصفات غير موجودة وإن كانت هناك مواصفات للأداء الشعري ولها مقاييس للحكم فيها على عمل ما، ولكن هذه المقاييس تستمد نفسها من داخل العمل الفني ذاته وليس من خارجه، فلا يمكن أن نطبق مثلاً مقاييس الشعر الفرنسي في مرحلة محددة على الشعر العربي في مرحلة أخرى وهو شعر مختلف من حيث الصورة الشعرية للكتابة وحتى في بنية العمل الشعري نفسه، ومن هنا أرى أن لكل شاعر خصائصه، ولكن هذا لا يمنع من وجود تداخل أحياناً بين شاعر وآخر هذا التداخل هو من طبيعة الأمور في بعض الأحيان، ولكن هذا لا يمنع من وجود تمايزات داخل كل تجربة من تجارب الشعر”.

وعن خصوصية في الشعر الفلسطيني، وما ملامحها يقول: “القصيدة الفلسطينية ليست هي القصيدة التي يكتبها الشعراء الفلسطينيون فحسب، بل هي القصيدة التي يكتبها الشعراء العرب والتي تتمحور حول الهم الفلسطيني كهم سياسي، وهي جزء من تجربة الشعر العربي الحديث ولكن القصيدة التي يكتبها الشعراء الفلسطينيون تحديداً هي قصيدة ذات خصائص لها علاقة بقاموسهم الشعري، هذا القاموس الذي يؤهل نفسه لكي يرد على عملية محو الهوية الفلسطينية كهوية شعبية إنسانية.

بمعنى أننا قد نجد في القصيدة التي يكتبها الشاعر الفلسطيني مفردات من واقع حياته الشعبية، مفردات تتعلق بالحصاد والبيادر والزراعة والفلاحة والشجر والنهر، هذه المفردات يستخدمها الشاعر الفلسطيني ليقول أنه ينتمي إلى أرض ذات خصائص وملامح محددة. وكثيراً ما يستخدم أسماء بعض الأماكن الموجودة في قريته أو حولها. وفي فترة ما قبل عام 1976 كانت القصيدة الفلسطينية هي التي يكتبها شعراء فلسطينيون، أما في الشعر العربي فكانت قصيدة حدث أو مناسبة، وإذا ما قرأنا الشعر العربي قبل تلك المرحلة لرأينا أن القصيدة الفلسطينية كانت تمر عابرة على استحياء بينما هي الآن قصيدة الشعر العربي المعاصر كله”.

الصراع العربي الإسرائيلي..

وعن ارتباط الشعر الفلسطيني بالقضية التي امتدت لسنوات طويلة ومازالت لم تحل يقول: “الشعر الفلسطيني كان دائماً مواكباً لحركة التاريخ فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، بدء من الشاعر مطلق عبد الخالق في العشرينيات ومروراً بعبد الرحيم محمود وإبراهيم طوقان وأبو سلمى ووصولاً إلى شعراء فلسطينيين معاصرين. ولم يكن مواكباً فحسب بل كان أيضاً رواية للأحداث ومنذراً بالأخطار المحيقة ومبشراً بحتمية الانتصار، وهو بهذا يمثل أداة من أدوات العمل السياسي الفلسطيني على صعيد الثقافة الوطنية الفلسطينية.

ودون شك أن الشاعر، ولكي يوصل صوته لأكبر قطاع من الجماهير لجأ أحياناً إلى المباشرة والتقريرية وأخذت القصيدة تأخذ منحى إعلامياً. وهذا الخلل الفني لم يظهر فقط في القصيدة الفلسطينية بل في القصيدة العربية عموماً، ولقد كان وعي الشاعر السياسي أسبق من وعيه الفني وبالتالي بقيت قصيدته تدور في مرحلة معينة ضمن هذا الإطار.

وفي مرحلة لاحقة استطاع الشاعر الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها أن يطور أدواته وأن يصل بفنية القصيدة إلى حد مواز لموضوعيتها ولمضمونها وبهذا استطاع أن يجعل قصيدته متوازنة تربط الخاص بالعام وتستثمر اليومي وتوظفه في الاستراتيجي دون أن تسقط في تبعية السياسي اليومي المتهافت.

ولذلك لا نجد قصيدة تتحدث عن ربع فلسطين أو نصف علم قصيدتنا تتحدث دائماً عن كل فلسطين وعن العالم بأكمله، تتحدث عن ارتباط الفلسطيني بمصير العرب المشترك، ولم تسقط في الانعزالية التي تريد أن تقول أن الصراع يمكن أن يختزل إلى صراع فلسطيني -إسرائيلي فهناك صراع عربي- إسرائيلي مركب. أحد أطرافه الولايات المتحدة الأميركية”.

الشعر السياسي الفلسطيني..

وعن مفهوم الشعر السياسي الفلسطيني. وهل هو هروب أساساً من السياسة يقول: “الشعر الفلسطيني هو شعر سياسي بالمعنى الدقيق للكلمة ولا يمكن أن يكون غير ذلك وهذه التسمية، الهوية ليست مسقطة على الشعر الفلسطيني من خارجه بل هي من صميمه لأن الشعر الفلسطيني شعر صارم في الحياة اليومية الفلسطينية وهو لا يهرب من السياسة ولكنه يوظف السياسة في أدواته لكي يقوم بدوره. والسياسة قدره الذي سوف يلازمه إلى ما بعد تحرير فلسطين، لأن هناك مهمات سياسية أخرى تنتظرنا بعد التحرير”.

وعن تطوير القصيدة الفلسطينية يقول: “فعلاً إن الكتابة موقف، ولكن الأهم هو القول أن الكاتب موقف، لأن أي نتاج أدبي أو فني هو أصغر من الكاتب، بهذا المعنى نحن بحاجة إلى كتابة جديدة ولكن ليس بمفهوم كتابة قصيدة فلسطينية جديدة وإنما كتابة قصيدة عربية جديدة، لأننا بهذا لا نعزل القصيدة الفلسطينية عن أفقها وعمقها العربي، فهذه حاجة ملازمة للإبداع الأدبي بشكل عام في المنطقة العربية، ولكن هذه القصيدة لن تأتي نتيجة قرار بل تأتي نتيجة سياق وتطور موضوعي.

مثلاً لقد جاءت حركة الشعر العربي الحديث بعد نكبة 1948 لتكون واحدة من النتائج التي ترتبت على سلسلة المتغيرات التي شهدها العالم العربي على الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية، فقد حدثت تغيرات في هذا الواقع منها التغيرات الثقافية والتي شكلت القصيدة العربية أحد أجزاءها. وما زالت القصيدة العربية تخضع للتطور ولكن ليس بشكل طفرات كما حدث بعد 1948. ولنقرأ مثلاً قصيدة السياب وقصيدة لأحد الشعراء الآن سنجد فرقاً هائلاً ومساحة شاسعة تفصل بين القصيدتين ولا أريد أن أقول أن القصيدة الراهنة قد تجاوزت السياب ولكن أقول أنها قد أكملتها، لأن السياب لم يكمل قصيدته وأي شاعر يأتي في مرحلة معينة ويقول قصيدة ناقصة يأتي بعده من يكملها”.

بعيدا عن فلسطين..

وفي مقالة بعنوان ” بعيدا عن فلسطين رحل الشاعر خالد أبو خالد” يقول الكاتب “يامن نوباني”: ” في الساعات الأخيرة من 2021، رحل في دمشق، خالد أبو خالد، الشاعر المحارب، حالماً بحافلات تعيد كل من تشردوا واقتلعوا وأصبحوا “لاجئين” في المنافي إلى مدنهم وقراهم عام 1948.

منذ خمسين عاما وهو يكتب لفلسطين، ناثرا فوق ربوعها خمسة عشر مؤلفا شعريا، ليلتقطها المنسيون والمنفيون والمصابون بالحنين القاسي للبلاد المحتلة، وحين يغيب عنه إلهام القصيدة، يرسم”.

ويضيف: ” عمل في معصرة بلدته، وفي فك التبغ فوق السطوح، وقطف الزيتون، والفلاحة، والبيع المتجول، والمطاعم، وتعبيد الطرق، ومساعد سائق تراكتور، وفي عمان حلم بشراء فستان ملون لوالدته.

التصق جيلنا ومن سبقونا والآتون بأشعار خالد التي أصبحت أغاني على جدران المخيمات وفي ليل السجون، وفي غضب أطفال الحجارة وهم يعدون المتاريس، وخاصة: هلي علينا يا بشايرنا هلي، ظليت أغني وأشعل الدنيا بارود، وأكتب تاريخ العزة بعد المذلة، احنا تخطينا وتعدينا هالحدود، وطنا غالي واللي يخون يولي.

اضافة إلى: زغردي يا ام الجدايل زغردي، وزيني فخر الأصايل بالودع، وازرعي الحنة على الصدر الندي، واربطي العصبة على كل الوجع، زغردي يا “ام الجدايل” زغردي، وانطري هالموسم لو انه يطول، واشعلي سراجك عالعالي ورددي، ظلم الليالي، والظالم لازم يزول”.

 

ارتباط عضوي..

وفي حوار ثان أجرته وكالة “وفا” معه يقول فيه “خالد أبو خالد” عن شعوره بأن أغانيه تتناقل بين الأجيال: “يتعزز إيماني بأنني مرتبط ارتباطا عضويا بشعبنا بتاريخه بمعاناته بعذاباته وكفاحه الطويل، أحس في هذه الحالة أنني حي بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى فلا أغاني تأتي من خارج وجداننا الشعبي، فالأغاني كلها تنبع من الوجدان وتذهب إليه مصفاة ونقية وحاملة ومحتفظة بمجده وانتصاراته ومعزولة بسبب انكساراته، لكن هذا الشق الثاني من الجملة يحرض أكثر على الحياة وضرورة انتصاراتها وحتميتها.

وعن “حق العودة” يقول: “إذا كنت متصلا بشعبك وقد أصبح في نسيج الروح، كفاحه المتواصل طوال ما يزيد من قرن. هذا يدعوك للإيمان بالغد، الغد الذي يعني تحرير فلسطين وعودة أهلها إليها، وأهمية هذا تأتي من الراهن الذي نعايشه، حيث حركة الشعب دائما فوارة بكل ما هو إيماني ومضيء، من هنا أكاد أرى أو أسمع أن هناك دق على بابي في المنفى والشتات أو المخيم، وهناك صوت يقول لي “يلا أبو خالد، الباصات وصلت ورايحة على فلسطين”.

وعن أبرز مراحل حياته الشعرية والفنية يقول: “أبرز مراحل حياتي هي انفتاحي على الثقافة، بداية من الموروث الشعبي وصولا إلى الموروث الشعري الذي سجله فرسان الشعر في حياتنا العربية، وهذا نشأ معي في القرية ويتواصل في مشهدنا الكفاحي الراهن المحمول على الأغاني التي يفجرها من القرية إلى المدينة، فحسب الشاعر أن يكون حاديا للعيس”.

وفاته..

رحل “خالد أبو خالد” في اليوم الأخير من العام 2021 في العاصمة السورية دمشق عن عمر يناهز ال  (84) عاماً.

 

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب