13 مارس، 2024 10:13 م
Search
Close this search box.

“الحجتية” وطالبان الإيرانية .. تحت عباءة “علم الهدى” (3)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تكلمنا في الأجزاء السابقة، عن مكانة آية الله “أحمد علم الهدى” السياسية، ونشأة تيار (الحجتية)، ودافع الشيخ “الحلبي” لتأسيس (الحجتية)، والهيكل التنظيمي.

وفي هذا الجزء الثالث والأخير؛ للباحث “أمير فرشاد إبراهيمي”، الذي نشره موقع (إيران بريفينغ)، سوف نستعرض وثائق “محمد سيف زاده”؛ أول رئيس لمحكمة الثورة في “آراك”، عن تعاون (الحجتية) مع جهاز (السافاك)..

حلقة “مشهد”..

ولعل أبرز وأكثر حلقات (الحجتية) سرية؛ هي حلقة “مشهد”؛ حيث كان من أنشط أعضاء هذه الحلقة: السيد “علي خامنئي” و”محمد جواد مادر شاهي”.

ودعنا من “خامنئي”، لكن “مادر شاهي”، من الأيام الأولى للثورة انضم بدعم مباشر من؛ “خامنئي”، إلى حزب (كوادر البناء).

وقد حصل “مادر شاهي”؛ من مواليد مدينة “مشهد”، على الدبلوم من المدرسة العلوية في “طهران”، والتحق بجامعة “آريامهر” الصناعية في “طهران”، وحصل على بكالوريوس هندسة كهرباء.

وبالنظر إلى نشاط (الحجتية) الواسع في “مشهد”؛ وكذلك المدرسة العلوية، لا يُعرف إذا كان “مادر شاهي” قد انضم لـ (الحجتية)؛ في “مشهد” أو “طهران”، لكنه تعرف بالجامعة على؛ “مجید شریف واقفي”، و”وحید أفراخته”، و”جواد قدیري”، ولذلك كان على اتصال أيضًا بمنظمة (مجاهدي خلق). كما كان في طفولته من تلاميذة الشيخ “محمود الحلبي”.

“مادر شاهي”..

ورغم إنشغال “مادر شاهي”؛ في سن السادسة عشر، بالنضال ضد “البهائية”، لكن وبدخوله الجامعة، أي في الفترة: 1971 – 1973م، كان أحد الكوادر السبعة التي تُدير (الحجتية) في “طهران”، وأحد العشرين الأساسيين في (الحجتية).

وبعد انتصار الثورة وبدعم من؛ “علي خامنئي”، خاض “مادر شاهي”؛ تجربة العمل الاستخباراتي بصحبة؛ “مصطفى چمران”، المسؤولية عن إقناع بعض أفراد (السافاك) باستئناف أعمالهم بقرار من “چمران” وموافقة آية الله “الخميني”. آنذاك؛ شغل “مادر شاهي”، منصب رئيس مركز توثيق (السافاك) أو مركز توثيق الثورة؛ آنذاك.

في تلك الفترة أيضًا؛ وطد علاقاته مع “خامنئي”، ولذلك باءت كل الاعتراضات على تعين؛ “مادر شاهي” في هذا المنصب؛ بالفشل.

يقول “عزت شاهي”؛ عضو (جمعية المؤتلفة): “أعتقد بصراحة أن هذا تعيين أعضاء (الحجتية)؛ (من أصحاب التعاون مع السافاك)، في هذا المنصب، يساعدهم على التخلص من الوثائق المتعلقة بـ (الحجتية)”.

علاقته بـ”خامنئيء”..

ولم يتطرق “عزت شاهي” إلى عمق العلاقة بين: “مادر شاهي” و”خامنئي”، لكن الجميع يعلم حقيقة أن “خامنئي”، هو من طرح اسم: “مادر شاهي”، وأنه الأخير كان يشرف على تنفيذ قرارات الأول على مدى الأربعين عامًا الماضية.

ومن أبرز المعارضين أيضًا؛ “عبدالله شهبازي”، وعنه قال: “تدريب أعضاء (الحجتية) كان من اختصاص لجنة التدريس. وكلفت لجنة التحقيق بمهمة الاستقصاء عن العناصر البهائية. وقد نجحوا بالفعل في اختراق بعض الأوساط البهائية، ونقلوا الأخبار اللازمة عن طريق توطيد العلاقات مع البهائيين. وهذه اللجنة من أكثر لجان (الحجتية) تأثيرًا، وكانت تنقسم في ذاتها إلى طبقات خاصة، الطبقة الأولى تسعى للعثور على المحافل البهائية، والثانية تهييء لاختراق البهائية ونقل كل الوثائق والمستندات إلى (الحجتية). ولم يكن من السهل تحقيق هذه الأهداف إلا في ضوء ذكاء عنصر (الحجتية). وقد أوكلت هذه المهمة إلى المهندس: جواد مادر شاهي، وكذلك؛ السيد ﮔلزاري، الذي عُرف في الأوساط البهائية باسم: محمود، وكان موفقًا في عمله”.

ألغاز مازالت مفتوحة !

وبعد انتصار الثورة؛ قرر بعض قيادات (الحجتية) السفر للخارج بين اتخذ البعض الآخر مواقف إزدواجية.

والحقيقة إن تغيير مواقف أعضاء (الحجتية) من الثورة؛ نابع من سعيهم عشية انتصار الثورة لاختراق المراكز الهامة في الدولة. ومن هذه المراكز التي نجحت (الحجتية) في اختراقها بشكل واضح المخابرات؛ حيث قُضي سريعًا على كل الوثائق والمستندات التي تكشف عن طبيعة العلاقة الواقعية بين (الحجتية) و(السافاك)، وفي هذا الصدد يتساءل؛ آية الله “أحمد جنتي”: “ما سبب إصراركم على النفوذ في المراكز الاستحباراتية؛ وجمع المعلومات وحجبها عن المؤسسات الثورية ؟.. لماذا ؟.. أما يجب أن يمتلك (الحرس الثوري) أو المؤسسات المشابهة هذه الوثائق؛ بحيث لا تستخدم ضد الثورة ؟.. لماذا لا تتعاونون مع (الحرس الثوري) بشكل كامل ؟.. وبعد أن أدرك؛ آية الله الخميني، خطر هذه الحركة أشرف بنفسه على استبدال رئيس مركز توثيق الثورة”.

ويقول “سعيد حجاريان”؛ صاحب مشروع هيكلة “وزارة المخابرات” بشكلها الحالي، في حوار مع المجلة الداخلية لجبهة مشاركة “إيران الإسلامية”: “السيد خامنئي؛ رئيس الجمهورية آنذاك، قرر تشكيل إثنين من الأجهزة تكون عضد رئيس الجمهورية وتحت إشرافه هما التخطيط والمخابرات. وقد جاء بالسيد؛ جواد مادر شاهي. جاء وجلب مع نموذج وفتح الهيكل التنظيمي للأجهزة على الطاولة، وخاض معركته لإقناعنا بأدلته وقد كنت مضطرًا لمعارضته”.

والخلاصة؛ أن (الحجتية) سيطرت بعد الثورة على مركز توثيق (السافاك). وبعدها أرتقى بعض أعضاء (الحجتية) في المناصب العليا والعسكرية والأمنية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب