29 ديسمبر، 2024 6:04 ص

أحمد سالم.. عمل طيارا ومذيعا ومخرجا مدفوعا بروح المغامرة

أحمد سالم.. عمل طيارا ومذيعا ومخرجا مدفوعا بروح المغامرة

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“أحمد سالم” ممثل ومخرج وإذاعي مصري، هو أول مذيع مصري بالإذاعة المصرية سنة 1936.

حياته..

ولد “أحمد سالم” 1910 في أبو كبير بمحافظة الشرقية، عمل ممثلا ومنتجا ومخرجا. سافر إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، فدرس الطيران وعاد إلى مصر سنة 1931 قائدا بنفسه طائرته التي اشتراها لنفسه ليعود لبلده بعد أن تعرض أكثر من مرة لحادث كان من الممكن أن يودي بحياته.

بمجرد عودته عين مهندسا لشركات “أحمد عبود” ولأنه يملك روحا متمردة لم يستمر في هذا العمل طويلا رغم أن الجميع شهد له بالنجاح الكبير كمهندس.

أستوديو مصر..

عمل “أحمد سالم” مديرا للقسم العربي بالإذاعة المصرية سنة 1932، وكان أول من نطق بالجملة التي نسمعها حتى اليوم وهي “هنا القاهرة”. وذهب “أحمد سالم” ذات يوم كمذيع إلى حفل أقامه “طلعت حرب” بمناسبة نجاح شركات بنك مصر، وأعجب بذكاء المذيع الشاب وطلب منه أن يتفرغ لإنشاء شركة مصر للتمثيل والسينما، وبناء أستوديو كبير يكون مصريا خالصا، وبالفعل قدم “أحمد سالم” استقالته وتفرغ لبناء صرح السينما المصرية، فبني “أستوديو مصر” على أحدث استوديوهات ذلك الزمان وتولى عملية توظيف الفنيين الأجانب والمصريين، وقدم باكورة إنتاج أستوديو مصر فيلم “وداد” ل”أم كلثوم وأحمد علام”، وأنتج العديد من الأفلام الناجحة بعد ذلك، ووثِق فيه “طلعت حرب” فأسند إليه بجوار عمله في أستوديو مصر وظيفة المدير العام للقسم الهندسي لشركات بنك مصر ومدير عام مطبعة مصر.

في سنة 1938 أنتج أستوديو مصر فيلما باسم “لاشين” وأثار ضجةً كبرى وأثار حفيظة القصر الملكي لأن فيه حركة شعبية ثورية ضد الحاكم المستبد، والنهاية هي القضاء على هذا الحاكم الغارق في شهواته، طلبوا من “أحمد سالم” تعديل السيناريو والحوار على أن تكون النهاية لصالح الحاكم الذي لم يكن يعلم ما يدور ضد الرعية، لكنه رفض وقدم استقالته من كل هذه المناصب لتمسكه برأيه وأنه لا تعديل في السيناريو ولا نهاية للفيلم.

فيلم “لاشين” كان فكرة “أحمد سالم” أخذها من “هنريش فو مامين” وعهد بكتابة السيناريو إلى “فريتز كرامب” و”أحمد بدرخان” وكتب حوار الفيلم “أحمد رامي” وأخرجه “فريتز كرامب”، ومونتاج “نيازي مصطفى” وبطولة “حسن عزت” الذي لم نره بعد ذلك و”نادية ناجي” ومعهم “حسين رياض” و”عبد العزيز خليل” وغيرهم.

السينما..

استقال “أحمد سالم” من كل هذه المناصب وكون شركة أفلام ب باسم “نفرتيتي”، وجمع لها عددا من الفنانين والفنيين صغار السن طموحين وأقدم علي أول إنتاج له فيلم بعنوان “أجنحة الصحراء”، كتب هو السيناريو والحوار وقام بالإخراج وبطولة الفيلم وصوره “جوليا دي لوكا” و”فاركاش” وشارك بطولة الفيلم “راقية إبراهيم وأنور وجدي وحسين صدقي وعباس فارس وروحية خالد ومحسن سرحان”.

وكان عرض الفيلم أول أكتوبر سنة 1939 بسينما ديانا. الفيلم أعاد به “أحمد سالم” ذكرى حبه للطيران فكانت القصة هي أن شابا له صديق وهما علي طرفي نقيض، فالطيار يحب مهنته مفضلا إياها على كل مغريات الحياة، بينما يغرق صديقه في ملذاتها من خمر ونساء ويترك الطيار في النهاية الحياة بما فيها حبيبته “راقية إبراهيم” ليعيش في الهواء مع طائرته على أجنحة الطائرة في صحراء الحياة.

اتسمت أفلام “أحمد سالم ” بالطابع الاجتماعي، وابتعد عن السينما بعد فيلم “أجنحة الصحراء” حيث شارك في أعمال تجارية كبري في أعمال حرة أخرى وكانت له مغامرات في التجارة مشهورة حول الخوذات التي كانت تورد للجيش الإنكليزي وأحدثت هذه المشاكل ضجة في الأوساط الفنية وأيضا السياسية.

قدم في تاريخه الفني 6 أفلام من تأليفه وإخراجه وبطولته، آخرها كان “دموع الفرح”، والذي عرض عام 1950 بعد وفاته، حيث توفي عام 1949 بينما كان يصور الفيلم واستكمل إخراجه “فطين عبد الوهاب”.

الزواج..

تزوج “أحمد سالم” 5 سيدات ثلاثة منهن ممثلات، وهن:
“خيرية البكري” هي أولى الزوجات، وأم ابنته الوحيدة “نهاد”، و”أمينة البارودي” هي حفيدة “محمود سامي البارودي”، أحد كبار القادة في الثورة العرابية المجيدة، والتي تزوجها في نهاية الثلاثينات إلى أن حدث الانفصال بينهما بعد عدة سنوات. و”تحية كاريوكا” وكانت ثالث الزوجات ولكنهما انفصلا بعد سفره لفلسطين وتردد شائعات بعلاقته ب”أسمهان”.

وكانت “أسمهان” الزوجة الرابعة، بينما كانت “مديحة يسري” آخر زواج له واستمر 3 سنوات وقال عنها:”أري كأن نهر النيل يمر من عينيها إلى قدميها”.

وفاته..

أودت بحياة “أحمد سالم” رصاصة نتيجة شجاره مع زوجته آنذاك “أسمهان” عام 1944 حين عادت إلى المنزل في وقت متأخر مما جعله يرفع عليها مسدسه ليطلق عليها الرصاص، فما كان من صديقتها إلا أن استنجدت بالشرطة وأتت بهم، فحدث شجار بين “أحمد سالم” وضابط الشرطة، تبادل الاثنان إطلاق الرصاص لتصيب إحداها “أحمد سالم” في الصدر ويعالج من الرصاصة ويشفى، لكن أثارها ظلت تؤلمه حتى عام 1949 حين دخل المستشفى لإجراء عملية لها لكنها فشلت وتُوفي وكان عمره لم يتجاوز الـ 39 عاما.

https://www.youtube.com/watch?v=HEHpO4qWeio

https://www.youtube.com/watch?v=feQc1GR-nDQ

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة