6 أبريل، 2024 9:21 م
Search
Close this search box.

آسيا داغر.. عميدة المنتجين التي طورت في السينما على مر عقود

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: إعداد- سماح عادل

“آسيا داغر” منتجة وممثلة مصرية من أصل لبناني، ولدت “ألماظة داغر” في قرية “تنورين” في لبنان 18 أبريل 1901، وكانت فتاة مولعة بالأفلام، متزوجة ولديها ابنة، وتعيش حياة هانئة لكن عادية حتى أتى الإنجليز وبعدهم الفرنسيون. بدأت حياتها كممثلة في لبنان عندما قدمت فيلمها القصير “تحت ظلال الأرز”عام 1922، أي بعد سنتين من الاحتلال الفرنسي والإقالة المتكررة للحكومة السورية.

حياتها..

وفي عام 1923 توفي زوجها، فشدت رحالها من لبنان وسافرت إلى مصر بصحبة شقيقتها “ماري” وابنتها الصغيرة، حيث أقامت بالإسكندرية مع ابن عمها، “أسعد داغر”، الذي كان صحفيا في جريدة الأهرام.  بعد أربع سنوات من الإقامة في مصر، حصلت “آسيا داغر” على دورها الثانوي في أول فيلم مصري صامت وهو “ليلي” عام 1927 الذي أنتجته “عزيزة أمير”، بذلك كانت أول فنانة سورية تظهر على الشاشة الفضية. وقد كان من كان من غير اللائق آنذاك أن يكون للفنانات أطفال، فغيرت “آسيا داغر” اسم ابنتها من “إلين” إلى “منى” و ادعت أنها قد تبنتها. ظلت “آسيا داغر” غير مشهورة في عالم التمثيل، بسبب أدائها المتكلف في الأفلام الصامتة فضلاً عن لهجتها اللبنانية التي لم تلق قبولاً عند المصريين إلا أنها لم تيأس. وحصلت على الجنسية المصرية عام 1933.

في عام 1927 أسست “آسيا داغر” مع المخرج “أحمد جلال” وابنة شقيقتها الفنانة “ماري كويني” شركة “لوتس فيلم” لإنتاج وتوزيع الأفلام، والتي استمرت في الإنتاج بينما توقفت شركات “إبراهيم لاما” و”بدر لاما” و”عزيزة أمير” و”بهيجة حافظ” ولذلك استحقت لقب عميدة المنتجين وأصبحت شركتها “لوتس فيلم” أقدم وأطول شركات الإنتاج السينمائي المصري عمرًا.

في البداية لم يكن لدى “آسيا داغر” وشريكيها لا أموال هوليوود الضخمة ولا فريق من الفنانين المدربين، فكانوا يجمعون الأصدقاء وبعض أفراد العائلة لتأدية الأدوار الباقية كما عوضهم ذكاؤهم وعملهم الجاد عن نقص الأموال. كانوا يعلقون أشرطة أفلامهم على السطح لتجف، وقيل أن اّسيا كانت تعمل 19 أو 20 ساعة يوميًا، ولأنها لم تكن تجيد القراءة فقد كانت تجعل “ماري كويني” تقرأ لها نصوص الأفلام حتى تعتاد عليها ولكي تستطيع إعلام المخرج إذا خرج أحدهم عن النص.

في عام 1929، أي بعد عامين من تأسيس شركة “لوتس”، أنتجت أول أفلامها (غادة الصحراء) عام 1929 الذي كان أول بطولة لها وإضافة إلى أنه باكورة إنتاجها حيث استعانت بالفنان التركي “وداد عرفي” لإخراجه، تعاونت ثم مع “إبراهيم لاما” لإخراج فيلم “وخز الضمير” عام 1931. وبعدها تعرفت على السينمائي والروائي والصحفي “أحمد جلال”، فأخرج لها كل ما أنتجته من أفلام في الفترة ما بين عامي 1933 و1942والتي قاربت العشرة أفلام.

عيون ساحرة..

منذ ذلك الحين حظيت “لوتس” بشهرة واسعة وأصبحت أفلامها تعرض في القاهرة وبيروت، لكن سرعان ما أحدثت تلك الشهرة جدلاً واسعا خاصة بعد الإعلان عن فيلم الخيال العلمي (عيون ساحرة) عام 1934 حيث رفضته الرقابة مباشرةً لتناوله موضوع إحياء الموتى والذي سوف يثير غضب الشعب ورجال الدين. بعد رفض الرقابة، لم يكن أمام فريق شركة “لوتس” سوى التغاضي عن الخسائر وتخطى الأمر، ولكن تدخل رئيس الوزراء المصري وأعلن إمكانية عرض الفيلم، فكنت تلك هي المرة الأولى التي تتعاون فيها الحكومة مع “آسيا داغر”.

وبعد أن تزوج “أحمد جلال” من ابنة أختها الفنانة “ماري كويني” وأسسا معًا “أستوديو جلال” وتفرغ لإخراج أفلام شركته الخاصة مع زوجته، كان لابد لها أن تبحث عن مخرج آخر، فاتجهت إلى مساعد مخرج شاب في الثامنة والعشرين من عمره ليقوم بإخراج فيلم (الشريد) عام 1942 وكان هذا المخرج هو “هنري بركات”. في عام 1954، أنتجت “آسيا داغر”  فيلم (حياة أو موت) الذي تم تصويره كاملاً في الشارع المصري دون أي وقف للتصوير محققاً بذلك إنجازًا يُوَثَق في التاريخ. وكانت “آسيا داغر”  أول من ينتج فيلمًا مصريًا بالألوان وهو (رد قلبي) عام 1958 مستخدمة تقنية “السينما سكوب” أولى خطوات التقنيات المستخدمة حالياً.

في عام 1963 و بعد أكثر من 30 عاماً في إنتاج الأفلام المصرية، أصبح اسم “آسيا داغر” يتردد في كل بيت مصري، وقد لاحظ عبد الناصر ذلك مثلما فعلت الحكومة. ولأول مرة في تاريخها، قامت الحكومة المصرية بتمويل فيلم ووقع اختيارها على “آسيا داغر” لإنتاجه. بعد ست سنوات، أي عام 1969، أنتجت آخر فيلم لها وهو (يوميات في الأرياف). كما عملت “آسيا داغر” بالهيئة المصرية العامة للسينما حتى وفاتها بداية عام 1986.

قدمت ” آسيا داغر” للسينما المصرية مخرجين جدد أصبحوا من الكبار في عالم الإخراج فيما بعد، أمثال: (هنري بركات، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، أحمد كامل مرسي، يوسف معلوف، عز الدين ذو الفقار، حسن الصيفي، حلمي رفلة، كمال الشيخ) وقدمت عدد من النجوم منهم “فاتن حمامة” وهي في بداية حياتها الفنية تخطو نحو السادسة عشرة من العمر في فيلم (الهانم) عام 1947، واكتشفت “صباح” سينمائيًا وقدمتها في فيلم (القلب له واحد) عام 1945، و”صلاح نظمي” في فيلم (هذا جناه أبي) عام 1945.

أفلام ملحمية..

أعطت “آسيا داغر” اهتماما خاصا للأفلام التاريخية الملحمية، فقد أنتجت فيلم (شجرة الدر) في بداية مشوارها الفني، ثم فيلم (أمير الانتقام) الذي أخرجه “هنري بركات” عام 1950. إلا أنها توَجت إنتاجاتها الملحمية الضخمة بفيلم (الناصر صلاح الدين) عام 1963 الذي تكلف إنتاجه مائتي ألف جنيه، وكان ذلك وقتها أعلى ميزانية توضع لإنتاج فيلم مصري. وقد استمر الإعداد للفيلم لمدة خمس سنوات، وكان من المفترض أن يخرجه “عز الدين ذو الفقار” ولكنه مرض أثناء كتابة السيناريو وذلك بعد أن تعاقدت مع الممثلين فلم يكن منها إلا أن تؤجل البدء في العمل حتى نصحها “عز الدين ذو الفقار” بعد أن اشتد عليه المرض بالاستعانة بالمخرج (يوسف شاهين)، وكان هذا أول تعامل لها معه. وقد صُنف الفيلم ضمن أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق.

حصلت “آسيا داغر” علي عدة جوائز من أهمها: وسام الاستحقاق اللبناني، والجائزة الأولي في الإنتاج السينمائي عام 1950، وجائزة خاصة من جامعة الدول العربية عن فيلم “الناصر صلاح الدين”، جائزة الدولة للرواد في مهرجان اليوبيل الذهبي للسينما المصرية تقديرا لمساهمتها الريادية في التمثيل والإنتاج. بالإضافة لجائزة الرواد من جمعية كتاب ونقاد السينما، والجائزة الأولي في الإنتاج في مسابقة الدولة للسينما عن فيلمي (حياة أو موت)و (رد قلبي).

قائمة الأفلام..

(1922)    تحت ظلال الأرز

(1926)    نداء الرب

(1927)     ليلى

(1929)     غادة الصحراء

(1931)     وخز الضمير

(1933)     عندما تحب المرأة

(1934)     عيون ساحرة

(1935)     شجرة الدر

(1936)     بنكنوت

(1937)     زوجة بالنيابة

(1938)     بنت الباشا المدير

(1939)     فتش عن المرأة

(1939)     زليخة تحب عاشور

(1940)     فتاة متمردة

(1941)     العريس الخامس

(1941)     امرأة خطيرة

(1942)     الشريد

(1942)     المتهمة

(1942)     لو كنت غني

(1944)     اما جنان

(1945)     القلب له واحد

(1945)     هذا جناه أبي

(1946)     الهانم

وفاتها..

توفت ” آسيا داغر” 12 يناير 1986 عن عمر84 سنة.

 

https://www.youtube.com/watch?v=RdY6ThxVbfU

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب