6 أبريل، 2024 9:32 م
Search
Close this search box.

آسيا توفيق وهبي.. تولت رئاسة أول اتحاد نسائي في العراق

Facebook
Twitter
LinkedIn

 

خاص: إعداد- سماح عادل

“آسيا توفيق وهبي” رائدة من رائدات الحركة النسائية في العراق.

حياتها..

ولدت “آسيا توفيق وهبي” في 1901في بغداد وكان والدها “رضا الديزة لي” وكان تاجرا ورجلا متنورا من أهالي السليمانية، ساعدها وسعى من أجل تعليمها وتثقيفها. وزوجها الكاتب واللغوي والمؤرخ الكردي “توفيق وهبي”، الذي أخذت اسمه وفقا للعادة الغربية في ذلك الوقت، عمل على تهيئة الظروف لنجاحها وممارسة دورها، منذ زواجهم في 1927، وقد طورت إمكانياتها وألمت بكل الاتجاهات الثقافية التي كانت سائدة في عصرها.

وقد انضمت إلى بعض الجمعيات النسوية ومنها “جمعية النهضة النسائية” سنة 1923 وجمعية “مكافحة العلل الاجتماعية”، كانت تسعى إلى أن تجمع النساء في بلدها، مثلما فعلت السيدة هدى شعراوي في مصر، تحت إطار تنظيم يقوم بالارتقاء بالمرأة العراقية، ويعى إلى أن تكون على قدم المساواة مع نساء الشرق وخاصة في مصر وتركيا.

الاتحاد النسائي العراقي..

وعندما تأسس الاتحاد النسائي العراقي في مارس/آذار سنة 1945 ترأسته، وكان يعمل معها  سيدات عراقيات أخريات لهن دور مميز في الحركة النسائية العراقية الحديثة منهن (عقيلة نوري السعيد وعقيلة الشيخ أحمد الداوود وعقيلة جعفر العسكري والسيدة أسماء صدقي الزهاوي شقيقة الشاعر جميل صدقي الزهاوي وعقيلة عبد الرحمن الحيدري). كما يعت إلى تأسيس الجمعيات الاجتماعية وهي رئيسة (الإتحاد النسائي) في 1945- 1958، وعملت على توثيق الروابط التعاونية بين الجمعيات النسائية في العراق، وتوثيق الروابط القومية و الثقافية مع الجمعيات النسائية في البلدان العربية والعالمية، كما سعت إلى الاعتراف بحق المرأة في الامتلاك، ودعت إلى إعطاء الطفل للأصلح من الأبوين في حالات الانفصال، وطالبت بمنح الحقوق السياسية للمرأة ومنح الحقوق الانتخابية لها، وأثارت قضايا شرعية مثل المهور وحوادث الطلاق والشؤون الاجتماعية الأخرى. ترأست الفرع النسائي لجمعية حماية الأطفال 1945، وكانت عضوة رئيس مؤسس لجمعية مكافحة العلل الاجتماعية، وعضوة في جمعية الهلال الأحمر، أصدرت (مجلة الإتحاد النسائي) 1949، وتوقفت بعد أربع سنوات، شاركت ومثلت نساء العراق في المؤتمر العالمي للمرأة في (لاهور) سنة 1952، وفي مؤتمر مكاتب الاتحادات النسائية العربية في بغداد في السنة ذاتها، كما شاركت في مؤتمرات نسائية في بيروت 1955، ودمشق 1957، وحازت العديد من الجوائز الفضية والذهبية من مؤسسات عربية ودولية ومحلية.

مجلة..

وفقا للوثائق، تعتبر “آسيا توفيق وهبي” أول امرأة عراقية شغلت منصب رئيسة أول اتحاد نسائي في العراق عام 1945ـ 1958. وأصدر الاتحاد النسائي العراقي مجلة وكانت “آسيا توفيق وهبي” رئيسة تحريرها، وحددت موضوعاتها  للتطور. وكانت المجلة، كما جاء في ترويستها “مجلة شهرية اجتماعية عامة، يحررها نخبة من مثقفات ومثقفي البلد، صاحبة الامتياز آسيا توفيق وهبي، المدير المسئول: زكي أمين”. صدر العدد الأول في بغداد في الأول من مايو/آيار 1950. واحتوت مقالات لنخبة من المثقفين والمثقفات والأديبات وأبوابا عديدة. وكتبت “آسيا توفيق وهبي” مقالها الافتتاحي وكان بعنوان “النهضة النسائية في العراق”. وقالت فيه: “إننا نؤمن إيمانا تاما بأن من واجبات المرأة العراقية أن تسير مع الرجل جنباً إلى جنب، وأن تشاركه في سرائه وضرائه، ولذلك وضعنا نصب أعيننا نوال حقوقها كاملة غير منقوصة ليتسنى لها ممارسة حقوقها السياسية”.

وكان في المجلة أبواب منها باب بعنوان: “المرأة في العالم” تحرره عصمت السعيد، وباب “نساء شهيرات” تحرره الدكتورة نورة زيتون. هذا فضلاً عن أبواب ومقالات أخرى أسهم في تحريرها عدد من الكتاب أمثال السيد عمر عطالله وأبو فاروق الحريري.

وتحكي “سميرة عبد الواحد”: “أن المجلة اهتمت بقضايا المرأة وتعليمها وتوعيتها وزيادة المعرفة لديها، وأن تكون يدا بيد مع الرجل في الحياة العملية والاجتماعية وأن تنال حقوقها المشروعة بعيداً عن كل أساليب العنف والقوة. هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالحياة العامة الاجتماعية والثقافية والصحية، والحقوق التي تضيف إلى حريتها الحق في ممارسة العمل خارج البيت في شتى مجالات الحياة، لكي تصبح عضواً فعالاً في المجتمع. إذ ظهرت في تلك الفترة نساء مثقفات على مستوى عال من التعليم اهتممن بقضايا المرأة والوطن منهن الأديبات والشاعرات والصحفيات واللاتي دخلن مجال السياسة في تلك الفترة المهمة من تاريخ العراق”.

النهضة النسائية..

سعت “آسيا توفيق وهبي” إلى العمل من أجل تقوية دور الاتحاد النسائي العراقي من خلال مقالاتها في “مجلة الاتحاد النسائي” التي أصدرتها سنة 1949 وتوقفت بعد أربع سنوات ثم عادت إلى الصدور ثانية في 15 مارس/آذار سنة 1958 لتتوقف نهائيا في 8 مايو/آيار سنة 1960، ومن أهم ما كتبت مقالها بعنوان “النهضة النسائية في العراق”، ومقال”باسم المرأة العراقية” ومقال “كيف تأسس الاتحاد النسائي”. وكتبت هذه المقالات في السنوات 1950-1952 كما قامت بتوثيق ما أطلقت عليه “أعمال المرأة العراقية في حقل الخدمة العامة” بستة أجزاء سنة 1950.

في مقال له في جريدة “المدى” يقول “عباس الزاملي”: “أن الهدف من تأسيس الاتحاد كان توحيد جهود الجمعيات النسوية في الداخل من خلال انتخاب ثلاث عضوات من كل جمعية أو ناد لتمثيلهن في الاتحاد وانتخاب الهيئة الإدارية له من جهة. والعمل على تنسيق الجهود مع الجمعيات النسوية العالمية من جهة أخرى، وبذلك يكون الاتحاد بمثابة الجمعية الأم للجمعيات العراقية”.

وكان للاتحاد نشاطات بارزة في تحسين المستوى العلمي والثقافي والفني للنساء، وكان للاتحاد أيضا نشاطات أخرى مثل إرسال مواد الإسعافات الأولية للجيش العراقي المشارك في حرب فلسطين سنة 1948. كما ساعد منكوبي فيضان سنة 1954، وبعد هذا التاريخ توقف عن العمل ثم أجيز باسم “جمعية الاتحاد النسائي” وكانت برئاسة “آسيا توفيق وهبي” وعضوية كل من بتول عبد الاله حافظ وعزة الاستربادي أمينة السر وحسيبة أمين خالص وظفيرة جعفر وفتوح الدبوني وعفيفة البستاني وعائشة خوندة ومرضية الباجه جي. وطالبت الجمعية بحقوق المرأة السياسية ودعت إلى إعطائها حقوقها الشرعية بعد إلغاء الوقف الذري سنة 1955، كما كان لها نشاطات قومية حيث ساهمت بدعم مصر ضد العدوان الثلاثي البريطاني – الفرنسي – الإسرائيلي سنة 1956، وساندت الجزائر في نضالها ضد المستعمرين الفرنسيين.

كما سعت “آسيا توفيق وهبي” إلى توجيه الشباب وتشجيعهم، عن طريق تنظيم مسابقات كتابة المقال من خلال الاتحاد، وذكر الدكتور “بهجت عباس” أنه حصل على ساعة ذهبية منها في المسابقة التي نظمتها لمناسبة عيد الأم في 21 مارس/آذار سنة 1957 عندما كان طالبا في الصف الرابع من كلية الصيدلة لكتابته “أحسن مقال عن الأم”.

ندوات..

ومن خلال الاتحاد النسائي حضرت “آسيا توفيق وهبي” العديد من الندوات والمؤتمرات داخل العراق وخارجه، كما أنها نجحت في عقد المؤتمر النسائي العربي ببغداد سنة 1952 ورأست المجلة الصادرة عن الاتحاد، ومن يراجع أعداد هذه المجلة يجد العديد من مقالاتها والتي تحمل طابعا تحرريا. ولشهرتها ودورها النسائي الرائد دعيت إلى مؤتمرات نسائية عالمية عقدت في دول الشرق الأوسط وأوروبا.

كتب عنها الأستاذ “حميد المطبعي” في “موسوعة أعلام وعلماء العراق”: “إنها سعت إلى الظفر بحق المرأة في التملك، ونادت بإعطاء الطفل للأصلح من الأبوين في حالات الانفصال، وطالبت بالحقوق السياسية للمرأة ومنح الحقوق الانتخابية لها، وعملت كذلك على إثارة قضايا شرعية مثل المهور وحوادث الطلاق والشؤون الاجتماعية الأخرى. ورأست الفرع النسائي لجمعية حماية الأطفال 1945، وهي عضو رئيس مؤسس لجمعية مكافحة العلل الاجتماعية، وعضو في جمعية الهلال الأحمر، شاركت ومثلت نساء العراق في المؤتمر العالمي للمرأة في (لاهور) سنة 1952، وفي مؤتمر مكاتب الاتحادات النسائية العربية في بغداد في السنة ذاتها، كما شاركت في مؤتمرات نسائية في بيروت 1955، ودمشق 1957، وحصلت على العديد من الأنواط الفضية والذهبية من مؤسسات محلية وعربية ودولية”.

وفاتها..

توفيت “آسيا توفيق وهبي” في لندن عام 1980 حيث كانت تسكن هي و زوجها منذ سنة 1958، ونقل جثمانها، بناء على وصيتها، إلى بغداد ودفنت في مقبرة الحضرة القادرية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب