9 أبريل، 2024 3:00 م
Search
Close this search box.

شيعة العراق

المؤلف: أسحق نقاش
عن الكتاب
ينبع اهتمامي بالكتابة عن العراق الى حد كبير من خلفيتي اليهودية العراقية. ذلك اني رغم ولادتي في اسرائيل وقضائي معظم حياتي فيها شعرت دوماً بالحاجة الى المزيد من المعرفة بمسقط رأس والديّ، اللذين ينتميان الى جالية عاشت في العراق من 586 قبل الميلاد، اي بعد حملة نبوخذ نصر التي احتل فيها مملكة يهودا ودمر القدس، الى 1949 – 1951 عندما غادر معظم اليهود العراق الى دولة اسرائيل. ولما كانت الظروف السياسية تحول دون زيارتي العراق، فقد كان عليّ استكشافه من خلال كتاباتي. ونتج قراري التركيز على الشيعة عن الحرب العراقية – الايرانية ما بين 1980 و1988، عندما استغربت، مثل غيري من المراقبين، قتال الشيعة العراقيين ضد نظرائهم الايرانيين.
الطبعة الأولى من كتابي “شيعة العراق” صدرت في نيسان ابريل 1994 عن مطبعة جامعة برنستون الأميركية. ولقي الكتاب ترحيباً من الأوساط الأكاديمية في الولايات المتحدة واوروبا، فيما اصبحت الطبعة الشعبية منه كتابا مقرراً في حقول التاريخ والاجتماع في الجامعات.
مقولتا الكتاب
يقدم الكتاب مقولتين رئيسيتين. الأولى هي ما يبيّنه الكتاب من ان شيعة العراق، عكس الرأي السائد، لم يشكلوا غالبية السكان منذ العصور الاسلامية الأولى، بل انهم في الدرجة الأولى تحولوا الى المذهب في القرن الماضي، عندما توطن معظم القبائل العربية الرحل واشتغلوا في الزراعة. وتشترك هذه الاقوام القبلية مع نظيرتها التي بقيت على البداوة والمذهب السني، في التقاليد الاجتماعية والسمات الثقافية. ويشير هذا الى ان الصراع على السلطة بين الشيعة والسنة في العراق الحديث يدور بين طائفتين متشابهتين تماماً في الواقع، وان التوتر الذي يغذي المشكلة الطائفية هو في الدرجة الأولى سياسي وليس اثنيا أو ثقافيا.
المقولة الثانية التي يقوم عليها الكتاب هي ان التشيع العراقي يختلف جذرياً عن الايراني، ليس من حيث المعتقدات بل في السمات الاجتماعية والثقافية والأبعاد السياسية والاقتصادية. هذه الفروق تفسر عدم اندفاع غالبية شيعة العراق وراء الثورة الاسلامية في ايران خلال السنين الـپ18 التي مرت على حدوثها.
ولا بد لكتاب كهذا أن يتناول القضايا الحساسة التي يناقشها السنة والشيعة منذ تأسيس العراق الحديث في 1921- من دون ان أقصد ان يحصل ذلك بالشكل الذي ظهر عليه – أي، اسئلة مثل: من هو العراقي؟ ومن الذي يمثل روح العراق العربية الحقيقية؟ ذلك ان التشابه بين المجموعتين يضعف ادعاء الأقلية السنية بأنها “أكثر عروبة” من الشيعة، ويشكك بحقها في الحكم وحدها وفي تحديد معنى القومية العربية والعراقية. وفي الوقت نفسه، يدعم الطابع العــــربي لشــــيعة العراق تأكــــــيدهم بأنهم ليسوا أقل قومية من السنة، ويعطي صدقية لدعوتهم الى اعادة توزيع للسلطة تؤدي على الأرجح الى انهاء حكم الأقلية السنية. لكن اقتصار نشر الكتاب على الانكليزية أبعده عن الجدل حول القضية بين الشيعة وحكومة البعث السنية.
شيوعيون وبعثيون.

Loader Loading...
EAD Logo Taking too long?

Reload Reload document
| Open Open in new tab

Download

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب