عنوان المقال يعني (دولة اللادولة) وهو الوصف الذي اجده ينطبق على حالة العراق الراهنة. فالعراق هو دولة اللادولة. دولة من الناحية القانونية لتوفر عناصر الدولة فيه وهي الشعب والسلطة والاقليم والسيادة. ولا دولة من الناحية العملية فهو ارخبيل جزر يكاد يكون لكل جزيرة قوانينها وسلطاتها وتصرفات قادتها والا كيف نفسر الزيارة التي قام بها النجيفي ورفيقاه الى دولة مجاورة من دون علم الحكومة المركزية في بغداد وهذا الامر بات أشبه بالعادة بالنسبة الى بعض المسؤولين فهم يتصرفون بطريقة توحي وكأنهم ليسوا جزءاً من دولة اسمها العراق. الدولة ياسادة تعني السيادة وتعني عقد سياسي اسمه الدستور. دستورنا ياسادة ياكرام حدد ووزع السلطات حيث اعطى المركز السياسة الخارجية والمالية والامن والدفاع لكن احدا من (الشركاء) لايلتزم بالدستور وبسبب ذلك تحول العراق الى (خان جغان) ومن هنا ضرب السيد النجيفي ورفيقاه الدستور عرض الحائط وقاموا بزيارة الى الاردن من دون إعلام مؤسسات الدولة المعنية ونعني بها رئاسة الوزراء او وزارة الخارجية وحينما سئل النجيفي عن طبيعة زيارته الى الاردن قال انها زيارة (حزبية) وهو مصطلح جديد في عالم الدبلوماسية. وعندما سئل ايضا لماذا لم يعلم وزارة الخارجية بزيارته اجاب مشكوراً ان الخارجية غير معنية؟؟؟
لا ادري إذا كانت الخارجية غير معنية فمن هي الوزارة المعنية الزراعة والري ام الصناعة أم التجارة! لايوجد في العالم مسؤول يحترم دولته ونفسه يتصرف بهذه الطريقة الا في العراق فأسوء الأمور يمكن ان تحدث. اتعلمون لماذا؟ لأنه لاوجود لدولة حقيقة في العراق هذا الأمر ادركته المرجعية لذا حذرت من سياسة الاستقواء بالخارج وتحذيرها يأتي بعد ان بدأت الأمور تخرج عن نطاقها المقبول فلم نسمع مثلاً ان زعيم حزب في الاردن او تركيا قرر زيارة العراق بصفته (الحزبية) كما فعلها النجيفي ورفيقاه الجبوري والمطلك. الوصف الحقيقي للزيارة هي زيارة طائفية بإمتياز وهو ما اراد النجيفي التمويه عنه. الزيارة تتعلق بموضوع تشكيل الإقليم السني وتسليح العشائر السنية ومحاربة داعش وهي امور جميعها سيادية وتتعلق بالأمن الوطني للعراق ومن صلب عمل الحكومة العراقية. ان هذا التصرف يجب ان ﻻ يمر مرور الكرام ويجب مسائلة النجيفي على ذلك كما ينبغي ايقاف هذه التصرفات التي تضر بسمعة العراق اذا ما اردنا له ان يبقى كدولة حقيقية.