8 مارس، 2024 2:39 ص
Search
Close this search box.

رؤية أميركية لإنقاذ العراق من النفوذ الإيراني .. فهل تطبقها إدارة “ترامب” ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

كعادتها الدائمة أو ما هو متعارف عنها بالتدخل فى شؤون الدول الأخرى، وقد يجدها البعض وسيلة للحصول على الهدف المنشود، خاصة في وقت الأزمات، دعت “الولايات المتحدة الأميركية”، الحكومة العراقية؛ إلى “وضع حد للممارسات الإجرامية ضد المتظاهرين السلميين”، وجددت على الإلتزام بالعلاقات بين البلدين.

وقالت “السفارة الأميركية”، بـ”بغداد”، في بيان لها؛ إن: “مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، أجرى زيارة إلى بغداد، الثلاثاء الماضي، لبحث العلاقات بين الولايات المتحدة والعراق”، مبينة أنه: “في معرض لقاءاته مع كل من رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، ورئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، سلط شينكر، الضوء على أهمية العلاقة بين الولايات المتحدة والعراق والتعاون المستمر لدعم عراقٍ مزدهر ومستقر وديمقراطي”، وذلك حسب وكالة (بغداد اليوم) العراقية.

وندد مساعد وزير الخارجية الأميركي: “بالهجمات المستمرة ضد المتظاهرين السلميين الذين يمارسون حقهم الديمقراطي في حرية التعبير؛ بما في ذلك مطالباتهم بالإصلاح السياسي والاقتصادي”، داعيًا الحكومة العراقية إلى: “وضع حد لهذه الممارسات الإجرامية وتقديم الجناة إلى العدالة”.

وأعرب عن دعمه: “للحق الديمقراطي الأساس للمواطنين العراقيين في حرية التجمع السلمي والتعبير”، مجددًا التأكيد: “على احترام الولايات المتحدة للدور المهم والدائم الذي تؤديه المرجعية في العراق”.

كما شدد المسؤول الأميركي: “على شراكة الولايات المتحدة القوية مع قوات الأمن العراقية التي تصون وتعزز سيادة العراق وتساعد في تحقيق الهدف المشترك؛ ألا وهو هزيمة المنظمات الإرهابية المتطرفة مثل (داعش)”.

احتجاجات متواصلة منذ تشرين أول..

ويواصل المتظاهرون في العاصمة، “بغداد”، وعموم محافظات وسط وجنوبي “العراق”، احتجاجاتهم الشعبية، منذ مطلع تشرين أول/أكتوبر الماضي، وحتى الآن، لحين تلبية مطالبهم وعلى رأسها اختيار رئيس مستقل لحكومة مؤقتة تمهد لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.

وأطلق النشطاء والمتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات رفض واستنكار ضد تحول أصحاب “القبعات الزرقاء” من حامين إلى قامعين بالعصي، والتعذيب، بعد تمرير مرشح التسوية، “محمد توفيق علاوي”، لرئاسة الحكومة؛ الذي كلفه رئيس الجمهورية، “برهم صالح”، وسط رفض شعبي واسع في عموم محافظات الوسط، والجنوب، و”ساحة التحرير” في “بغداد”.

خطوات لإنقاذ العراق..

وفي رؤية مختلفة نحو إنقاذ “العراق” من براثن الوضع السياسي المنقاد دائمًا نحو الأسوأ، كان لأحد الباحثين الأميركيين رأيًا مختلفًا عما يحدث وكيفية حله، فقد رأى أنه يجب على “الولايات المتحدة” إتخاذ مجموعة من الخطوات من أجل إنقاذ “العراق” وضمان خروجه من النفوذ الإيراني.

ونصح الكاتب، في تقرير أوردته مجلة (فورن بوليسي)، “الولايات المتحدة”؛ بضرورة الإبتعاد عن دعم رئيس الوزراء المكلف، “محمد توفيق علاوي”، باعتباره جاء نتيجة اتفاق قوى مقربة من “إيران” وأن وجوده لن يعطي أي فرصة لإحراز تقدم في العلاقات بين “بغداد” و”واشنطن” بل على العكس.

وبدلًا عن ذلك يدعو الكاتب، “الولايات المتحدة”، إلى تركيز طاقاتها على دعم الاحتجاجات من خلال البدء بحملة منسقة لإبقاء أعين العالم مفتوحة على ما يجري فيها من إعتداءات تقوم بها أطراف موالية لـ”إيران”.

العراق يحتاج لتغيير النظام مجددًا..

وردت هذه النصائح في مقال نشرته المجلة الأميركية، الخميس الماضي، للباحث، “جون حنا”، الذي يعمل زميلًا أقدم في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومقرها “واشنطن”؛ وجاءت بعنوان: “العراق يحتاج لتغيير النظام مجددًا”.

يقول “حنا”، الذي شغل منصب نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي، “بوش الابن”، إن ترشيح “محمد توفيق علاوي”، لمنصب رئيس الوزراء، يُمثل طريقًا مسدودًا للعلاقات بين “العراق” و”الولايات المتحدة” على حدٍ سواء.

مضيفًا أن “علاوي” لا يمتلك أي فرصة لحل الأزمتين الرئيسيتين التي يعاني منهما “العراق” حاليًا، والمتمثلتين بانهيار شرعية الطبقة السياسية التي حكمت في “العراق” بعد عام 2003، وثانيًا عدم القدرة على إنهاء نفوذ “إيران” والميليشيات الموالية لها الآخذ بالتصاعد يومًا بعد يوم.

دعم حركة الاحتجاج..

ويرى كاتب المقال؛ أن إبتعاد “الولايات المتحدة” عن دعم ترشيح “علاوي” وتركيز طاقاتها على دعم حركة الاحتجاج؛ هو الأمل الوحيد ليس فقط لإنقاذ “العراق”، وإنما لإنقاذ مستقبل العلاقات “الأميركية-العراقية” كذلك.

ويُقر “جون حنا” بأن دعم حركة الاحتجاج، التي لا تمتلك قيادات واضحة، من دون تلويثها وتعريضها للخطر عن غير قصد يُمثل تحديًا سياسيًا صعبًا حقيقيًا بالنسبة لـ”الولايات المتحدة”.

ومع ذلك يقترح جملة خطوات على، الإدارة الأميركية، إتباعها من أجل ضمان ذلك، من بينها :

أولًا: القيام بحملة منسقة لإبقاء الأضواء مسلطة على الاحتجاجات والهجمات التي تنفذها “إيران” وأذرعها ضد المتظاهرين.

ثانيًا: تبني “الولايات المتحدة” والدول المتحالفة معها؛ قرارات وتوصيات في “مجلس الأمن” والمنظمات الدولية الأخرى للتعبير عن التضامن والاهتمام بالشعب العراقي.

ثالثًا: إيجاد طرق لمساعدة المنظمات غير الحكومية العراقية والدولية التي تعمل بتكتم مع المحتجين لتوجيه حركتهم ومطالبهم إلى برنامج سياسي عملي.

رابعًا: مساعدة المحتجين على الوصول إلى تقنيات الاتصالات الآمنة لمواجهة إجراءات الحكومة العراقية المقيدة للإنترنت.

خامسًا: تسريع إجراءات معاقبة الأشخاص الذين شاركوا في إضطهاد المحتجين، ليس فقط قادة الميليشيات وإنما تشمل كبار السياسيين ومعاونيهم، مثل رجل الدين، “مقتدى الصدر”، وزعيم تحالف (الفتح)، “هادي العامري”.

ستُترك لقمة سائغة في الفم الإيراني..

عن هذا الموضوع؛ يقول المحلل السياسي، “عبدالأمير المجر”: “إن عدم التعاون مع حكومة علاوي؛ يعني تركها لقمة سائغة في الفم الإيراني، ولا أعتقد أن إدارة ترامب ستأخذ بذلك”.

وتابع “المجر” بالقول: “إن نفوذ إيران في العراق حصل نتيجة أخطاء أميركية قد تكون مقصودة، لأن الولايات المتحدة عندما غزت العراق كانت تحمل مشروع تقسيمه”.

وأضاف “المجر”: “عندما وضع الدستور وشكلت الحكومة العراقية، كان الغرض من ذلك أن يكون مدخل لتقسيم العراق، إلا أنه لم يتم، ووقع العراق في شباك ذلك، وأصبح تحت النفوذ الإيراني”.

وتم تكليف “علاوي”، (65 عامًا)، وزير الاتصالات الأسبق، بتشكيل الحكومة الجديدة، في الأول من شباط/فبراير الجاري، بمباركة من “مقتدى الصدر” وتحالف (البناء)، المدعوم من “إيران”، ويتزعمه “هادي العامري”.

وكان رئيس الحكومة السابقة، “عادل عبدالمهدي”، قد استقال من منصبه، في كانون أول/ديسمبر الماضي، على وقع الاحتجاجات التي تشهدها “بغداد” ومدن الجنوب ذي الغالبية الشيعية، منذ الأول من تشرين أول/أكتوبر 2019، وتدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة ومحاربة الفساد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب