22 نوفمبر، 2024 11:58 م
Search
Close this search box.

بغداد أنين الماضي والحاضر

بغداد أنين الماضي والحاضر

لايمكن الكتابة عن بغداد من الخارج ولايمكن الكتابة عن بغداد بعين السائح او الزائر ولايمكن الكتابة عن بغداد بعين غير المتخصص الباحث المتعمق في بغداد، كون بغداد تحمل تمييزها الحضاري والمصائبي الخاص، فهي منذ نشأتها والحد الان شهدت جميع مراحل التطور والتراجع والانهيار والسقوط والدمار والتحول من مدينة عالمية الى ولاية تابعة الى الامبراطورية العثمانية الى عاصمة دولة حديثة تبحث عن هوية وسردية ،تبحث عن ماضي مفقود وحاضر مجهول ، تبحث عن سكان ينتمون لها لا لغيرها عن ثقافة مدينة لا ثقافة بادية وريف ، عن بناة لا مدمرين ، عن مسؤولي دولة لا مسؤولي حزب او طائفة او عشيرة ،عن حكام همهم العراق وليس مصالهم الشخصية ،عن حكم القانون لأحكم القوة ، تبحث عن نخب ثقافية بغدادية يشغلها الهم البغدادي لا نخب تبرر سلوكيات من في السلطة من اجل جني الثمار ، تبحث عن انسان يرفض واقعه المساوئ ويسعى للتغيير ، تبحث عن مراكزها العلمية والثقافية التي تم محو أكثرها، تبحث قبور أولياؤها ورموزها المخفية، تبحث عن السلام والاستقرار المفقود فيها، تبحث عن السلم الاجتماعي وعن تنوعها الاثني الذي اختفى منه الكثير ، تبحث عن صورتها التي كانت ناصعة عند الاخر ، تبحث عن الاخر غير العراقي يزورها ويساهم في اعادة بنائها ، تبحث عن اعادة بناء طرقها ومدارسها وجامعتها ومستشفياتها ومتاحفها ومسارحها وسينماتها ، تبحث عن اعادة بناء ماضيها القديم من خلال اعادة بناء بغداد القديمة التي في طريقها الى الزوال ، تبحث عن نصبها ومنحوتاتها المفقودة ،تبحث عن نهرها الموجود الغائب ،بغداد مدينة نهر ولدجلة دورا رمزيا ووظيفيا في حياة البغداديين قد اختفى بفعل سياسات النظام السابق الذي احتكار النهر لقصوره وعائلته وانصاره واهمال النظام

الحالي ، تبحث عن تحول جدران أبنيتها من مساحات للاعلان عن موتى الارهاب والعنف الاجتماعي والسياسي الى جدران لإعلان الحياة ، تبحث عن ليلها المفقود ، تبحث عن عودة علمائها ومثقفيها من المنافي ، تبحث عن عودة من هاجرة او هجر منها، تبحث عن زوال مظاهر السلاح من شوارعها وأحيائها ، تبحث عن زوال السيطرات العسكرية ونقاط التفتيش من طرقها ، تبحث عن الشعور النفسي بالامن عند السير في شوارعها واسواقها بعيد عن قدر المفخخات والعبوات الناسفة والانتحاريين ، تبحث عن مطاعمها التي اختفاء الكثير منها خوفا من الارهاب والعنف ، تبحث عن أمل بانتهاء انينه الذي الذي كان مخفي في السابق بفعل سلطوية النظام السابق وانينها المعلن في هذا الزمان بفعل سياسات النظام الحالي.

أحدث المقالات