23 ديسمبر، 2024 7:05 م

مَنْ هو اخطرُ رَجُلٍ في المسجد .!!

مَنْ هو اخطرُ رَجُلٍ في المسجد .!!

أجزم او أكاد أجزم أنَّ الأغلبيةَ العظمى والقصوى منَ القرّاء الكرام ” إنْ لمْ يكن جميعهم من دون زيادةٍ او نقصان ! ” سيعتقدون او يظنون أنّ ذلك الرجل الخطير في المسجد هو إمّا الخطيب او إمام الجامع الذي يؤمّ الصلاة , بالرغم من أنّ العادة جرت أن يغدو الإمام هو الخطيب ذاته .
ومؤدّى ما أجزم به أنَّ تصوّر القراء بأنّ الإمام هو ” الهدف ” المقصود , لأنهم سيفتكرون أنَّ مَنْ يلقي خطبة الجمعة هو الذي ” قد ” يحرّض على العنف او بالضد من الحكومات < واذا ما حدث ذلك فعلاً , فأنها حالةٌ فردية او استثنائية لا يمكن تعميمها على الجميع > , ولعلّ جمهوراً ما منَ ” السادة والسيدات والآنسات ” من القرّاء سيعتبرون أنّ خطورة إمام المسجد تكمن من شدّة صُراخه وانفعاله أثناء القائه لخطبة الجمعة وكذلك ارتفاع صوته المدوّي خلال تلاوته لتفاصيل الصلاة وما يلحقها من إضافات مثل ” صُفّوا صفوفكم ..ألخ ” . وعلى الرغمِ هنا أنَّ اعتقاد الجمهور هذا له ما له من مبرّراتٍ ” إذ يتّسم غالبية الخطباء بهذه السمة المدوية ! ” , لكنه في الحقيقة فأن السيد إمام المسجد او خطيبه ليس هو ذلك الشخص الخطير .! , فهنالك انسانٌ آخر لا يشبه ولا نشبهه بالجندي المجهول ! برغم انه مجهولٌ بالفعل , إذ في كلِّ مسجدٍ هنالك مواطن يتولى مهمة تشغيل جهاز مضخّم الصوت –   AMLIFIER وهو حريصٌ كلّ الحرص لأن يغدو الجهاز بأعلى درجاته الصوتيه ! دونما اكتراثٍ لما يسببه ارتفاع الصوت من ازعاجٍ للمواطنين , ولا يهمه إنْ كان هنالك مرضى او طلبة  او غيرهم ممن يمارسون الكتابة  اوالمطالعة , بالإضافةِ الى عدمِ مراعاةٍ لمشاعر العوائل التي من دياناتٍ أخرى . والشخص هذا لا يكترث ايضا مع مرادفه من مسجدٍ آخرٍ قريب حيث تتقاطع الأصوات في علوّها وارتفاعها .
وهذا الشخص او هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بهذه المهمةِ في الجوامع ” وهم غالباً من المتطوعين للعمل دونما مقابل كخدمةٍ يؤدوها لوجه الله ” هم أناسٌ طيبون إنّما تنقصهم الدراية وبُعد النظر الإجتماعي وهم كأنما ينظرون من زاويةٍ واحدة وضيّقة ايضا .!
   ينبغي بل يجب على القائمين على المساجد وخصوصاً دوائر الأوقاف أن يدركوا والى ابعد حدود الإدراك انّ كلّ ما يجري قراءته او تلاوته داخل الجوامع ” بأستثناء الآذان ” يتوجب أن لا يخرج صوته خارج جدران المسجد , وعليهم أن لا يجعلوا الأمور العبادية مصدراً لأزعاج الناس او حتى بعض الناس . فاليوم ليس كما قبل اكثر من نصف قرنٍ من الزمن , فأيّ امرءٍ يرغب الإستماع الى خطب الجمعة والإصغاء الى السور والآيات التي تتلى اثناء صلاة الجماعة , فبوسعه الإستماع اليها عبر الإذاعات والقنوات الفضائية وخصوصا القنوات الدينية بالإضافة الى وسائل التواصل الأجتماعي واليوتيوب وفي ايّ وقتٍ كان .
  إنّ الإسماع القسري لهذه الشعائر الدينية قد اضحى حالة متخلفة منذ عقودٍ من الزمن , وامست حالةٌ متوارثة كعرفٍ من الأعراف التي تفتقد لأيّ مبرر او مسوّغ .
وقد بات من اليقين أنّ ما نسمعه من صراخ خطباء الجمعة وانفعالهم ” بالرغم من حُسن النية ” , ثمّ توزيع ذلك عبر مكبّرات الصوت وايصاله الى ابعدِ مسافةٍ ممكنه , أنه ليس بعبادة بأيّ شكلٍ من الأشكال او الصيغ , والضحايا هم القاطنين في الأحياء والمناطق السكنية التي تقع ضمن مدى وذبذبات ال LOUDSPEAKER – مكبرات الصوت .
إنّ الأنسان العراقي بحاجةٍ ماسّة وملحّه الى الهدوء النفسي والأستقرار الفكري , فلماذا تضاف الى اصوات التفجيرات اصواتٌ اخرى واخرى .!