23 نوفمبر، 2024 10:37 ص
Search
Close this search box.

قناة الشرقية الفضائية وصناعة الاعلام ..

قناة الشرقية الفضائية وصناعة الاعلام ..

يحسب الكثير من متابعي ومهتمي الاعلام ،  ودون دراية بأن الاعلام والاشتغال به ، مهنة ليست ذات شأن ، وبحساباتهم انها مهنة العاطلين عن العمل وهذا يثير العجب والاستغراب .. حيث  تؤكد كل المعطيات على ارض الواقع وفي التطبيق بل وفي مسيرة الحياة ، ان الاعلام بشكله الحالي ( الحديث المتطور ) انتقل من حالة الاخبار عن الشيء والدراية به ، ذلك التعريف الاكاديمي القديم ، الى حالة تستند في كل ممارساتها الى العلم والتكنولوجيا والبحث والتقصي والاطلاع على علم الاجتماع وعلم النفس ،  والاحاطة بالفلسفة وكل علوم الدراية ، لكي يتمكن الشخص ان يطلق على نفسه انه يشتغل في صناعة الاعلام . ليمكنه ذلك بان يكون  قائدا وموجها في المجتمع الانساني الذي هو الان بأمس الحاجة الى قادة يلوون عنق التاريخ ويطوعون الحياة لتكون المثلى . وان مايمارس من اعلام حاليا ليس على ساحات العالم بسعتها المفرطة ، بل في منطقة الشرق الاوسط على الاقل ، يراه المراقب متفاوت في فهم حاجات المجتمع وتطلعاته وتوجهاته . فهناك الاعلام الحزبي ، والطائفي والقومي والاثني والمنحاز وهنالك الاعلام المستقل ، وهذا ربما نابع من مصادر التمويل وما تمليه تلك الجهات الممولة من اشتراطات  على الاعلامي او صاحب القناة الفضائية .. او الجريدة او الموقع الالكتروني . ولست هنا في موضع اجراء مقارنات بين الفضائيات العاملة على ساحة منطقتنا على الاقل ، ولكن يحتم  علي المنطق والعقل والواجب  ان اميز بعض القنوات مدحا او ذما ..  سلبا او ايجابا ، كوني اشتغل بهذا الحقل ولي اهتمامات في مضامينه ودهاليزه وطرقه وسبله وخفاياه وخطورته . واجد نفسي مرغما على  الحديث عن القناة الاكثر تميزا في منطقتنا برأيي المتواضع الا وهي ” قناة الشرقية الفضائية ” من خلال متابعة برامجها وما تطرحه من علم يدخل في باب بناء الانسان واعداده للحياة ، ومعاونته في كيفية تجاوز محنه او عقباته ، بل وكيفية توفير الحماية له  من جراء مايلحق به من حيف او ظلم او اعتداء وتحصينه ضد عاديات الزمن واضطهاد  الانسان . ومن ثم هنالك من البرامج الشجاعة التي تنشّط عزيمة الانسان ليتمكن من خلالها ان يكون قادرا على امتلاك الشجاعة  للدفاع عن نفسه وعن معتقداته وميوله وانتمائه ، بل ومزاجه احيانا . بما تطرحه امامه من تجارب وعبر وامثال على هيئة بارمج غاية في الدقة والمهنية والصدق ،  سواء المحلي منها او ذلك الذي تنقله له عبر تجارب الشعوب وبناء الحضارات . وهذا لعمرك يؤشر مدى قابلية وثقافة وعلمية الفوج الذي يقبع وراء هذا النجاح ،  ومن ثم القيادة التي ترسم خارطة الطريق التي تصب في بناء الانسان ليكون انسانا ، ورسالة تلك القيادة الانسانية في الحياة واهدافها . وعودا الى بدء .. ان اعجابي يتجه الى تلك القناة لما لمست بها من عمل يبتعد عن العشوائية والصدفة او اطلاق الكلام على عواهنه او جزافا . فاستغرق من وقتي ذلك زمنا ليس بالقصير لكي اتمكن من ان اطلق حكما على تلك القناة ( الشرقية ) والعاملين فيها  وعلو كعبهم الذي اكتسبوه سواء من خلال التدريب او الممارسة او الخضوع الى دروس تطويرية تحيط بما هو جديد في هذا المضمار الذي اصبح علما قائما بحد ذاته والاستفادة من تجارب العالم ، ليس بمعنى انه يدرس في الجامعات فحسب ، ولكن  بقصد التطور الحاصل بما تفرزه الافكار البشرية من اضافات وتجديد الذي يمّكن القائم على هذا الشأن بان يجعل الصحافة والاعلام ان تكون فعلا صاحبة السيادة . والا ما قيمة ان نقول دون ان نقرن القول بالعمل . واني اذ اذكر ذلك فلا يعني اني اغفلت الغث من الاعمال والسطحي من البرامج ، ولكن عندما ارتفع السمين على ما سواه صار لزاما على كل منصف  ان يتحدث عن هذه القناة  ( الشرقية ) وسواها من القنوات الناجحة التي هي قليل من باب اعطاء كل ذي حق حقه ، وانصاف العاملين وراء الكواليس من معدين و كتاب ومبرمجين ومعدي برامج ومقدمين وقابليتهم على ترجمة الفكرة بشكل مسوغ لبثها على الواقع الحي ، او اجراء الحوارات التي يبتعد بها الاعلامي عن الميول الشخصية والاتهام المباشر او الاستفزاز  ، ويحوله الى حوار متكافئ بين اثنين يربطهما الود مهما اختلفت وجهات نظرهما ، وصولا الى حقيقة كل واحد منهم يرمي اليها ،  بكل ماتحمله كلمة الحوار من معاني . والى جانب ذلك الذي يبهر في هذه القناة التنوع والحرص على تقديم كل ماهو جديد وراق ، والقابلية على انتقاء الوجوه التي تطل على المشاهدين وما تتركه هذه الاطلالة من اثر لدى المتلقي سيما واغلبهم يجيدون التخاطب وفق لغة الجسد فضلا عما يمتلكونه من ثقافة شخصية ومن دربة عالية . ومن لغة سليمة قلما تجد فيها اخطاء في النحو او الاملاء او اللفظ او الارتباك . وايضا رأيت ان الاعلانات والفواصل فيها من الدراية ما يشي بحسن الاختيار وهكذا البوستات الاخرى والتايتلات ومقدمات البرامج الاعتيادية . وطرح  الالوان كمدلولات برامجية وكذلك تنوع الاضواء والمحفزات التي تهيئ الفرد لتلقي برنامج كثيرا مايجده يتلائم مع ما اشير له في الاعلام او المقدمة او التايتل او البوست . ولست هنا في معرض تعديد اسماء البرامج وخاصة الراقي منها والارقى او تأشير البرامج الغثة كون قناعتي  بشكل متواضع انصبت  على تغليب الجيد ، وغض الطرف عن الاقل جودة واني بشكل شخصي معجب جدا ببرامج كثيرة لها علاقة بالصحافة وعرضها ، والسياسة وحواراتها والشعوب وتراثها والحداثة  ومعطياتها والادب وتفرعاته  والعباقرة والاهتمام بهم  والتطور العلمي وما بلغه العالم في هذا المضمار سواء علوم الفضاء اوالبحار او العلوم الاخرى التي تشهد قفزات نوعية  في زمن تدفق المعلومات الهائل وكذلك السجل التاريخي للحضارات .. واخص من تلك البرامج ،  برنامج اطراف الحديث للسامرائي الذي رحت اغبطه  على مايمتلكه من علم في مجال الحوار واللغة واستدراج محدثه  لاستخراج الحقيقة ، واهنئ القناة به وبامثاله من المبدعين والمبدعات . والحمد لله رب العالمين .  

أحدث المقالات

أحدث المقالات