26 نوفمبر، 2024 7:56 م
Search
Close this search box.

الفضيحة .. دافوس يبعد العراق وأساتذة الجامعات يصرون

الفضيحة .. دافوس يبعد العراق وأساتذة الجامعات يصرون

سنويا يعلن عن الدول التي تتميز بجودة التعليم وبكفاءة وتطور المناهج ومواكبة التقدم العلمي والتكنلوجي العالمي ويظهر هذا الجذول تسلسل الدول في جودة تعليمها والاعتراف بشهادتها وأهمية التعامل معها وإرسال طلبة من دول اخرى لتنهل بمنهل العلم في جامعاتها ومعاهداتها ,,هذه المؤسسة لمتخصصة تدرس كل المناحي العلمية ابتداءا من الاساتذة والطلبة والمختبرات والبنايات والمناهج حتى يصل الحال بها الى اعطاء وتقييم تلك الدول حسب اهتمامها العلمي في دراساتها الجامعية ..
هذا العام وبعد ظهور نتائج هذه المؤسسة العلمية لم يكن العراق حاضرا من بين 141 دولة عالمية ولم يقيم العراق ابدا ولم يعطى اي تسلسل لا في ذيل القائمة ولا في وسطها ولا في بدايتها اي انه استبعد كليا واعتبر من الدول التي لا تتوفر فيها ابسط معايير الجودة في التعليم ..وجاءت دول عربية في القائمة كدولة قطر بمركز متميز وهو الرابع والامارات بالمركز العاشر ولبنان بالمركز 45 والاردن بالمركز 54 والسعودية بالمركز 84 والمغرب والجزائر بالمراكز 110 و119 على التوالي ,, للأسف الشديد هذا يعني ان الشهادة العراقية التي يحملها الطالب العراقي لا تساوي شيئا عند
معادلتها باي شهادة في تلك الدول التي ظهرت في ذالك المؤشر بالتأكيد هذا الانحدار المخيف يجرنا الى الحديث عندما كانت الكليات والجامعات العراقية تعتبر قبلة الطلبة العرب والاجانب ويتمنى كل الطلبة العرب الدراسة فيها من لبنان والأردن والكويت وقطر والسنغال وشرق اسيا وكنا نشاهد ويجلس بجانبنا العديد من هؤلاء الطلبة وهم يحلمون بالحصول على الشهادة العراقية من جامعات العراق في بغداد والمستنصرية والموصل والبصرة وصلاح الدين وتعادل في دولهم بنقاط تفوق ما يدرسوه ويتعلموه هناك ..
من المسئول عن هذا التدهور والانهيار في التعليم العراقي ولماذا اذن كل هذا السكوت ونحن نرى اننا حتى لا نقيم ولا يعطى لنا حتى نقطة واحدة في التسلسل العالمي اسوة بالصومال وأفغانستان وكيف سنسير مع الركب العالمي اذا كنا في حضيض التقييم وهل من الممكن ان نستمر بهذا الانحدار ام نخرج من تلك الازمة العلمية الخانقة التي يعيشها العراق والذي من المفروض كمؤسسة لا تتاثر باي من الظروف الذي يعيشها العراق لأن تلك التربية هي الاساس في بناء وأخراج البلد من أزماته المتكررة والمتراكمة ..
طبعا اللوم يقع ليس على الوزارة او الحكومة وحدها التي تتحمل جزء من هذا التدهور لكن اللوم ايضا موصول الى الاساتذة اللذين اليوم يقفون على قارعة الطريق ويقطعون الطرق ويعتصمون ويوقفون الدراسة في الجامعات من اجل الرواتب وهم والجميع يعرف انهم يتقاضون اجور عالية وفي التساسل الرابع او الخامس بعد الرئاسات والقضاء وبعض من الدرجات الوظيفية حتى أن العديد من الشرائح لا تتقاضى خمس من رواتب هؤلاء الاساتذة ولكن الذي يجري مؤسف جدا ..
لا يمكن ان نغفل الطلبة وعدم اكتراثهم بالتعليم واهتمامهم بالاستمرار والبحث والاندفاع نحو التطور وهم يجوبون المكتبات فأصبحت الجامعات العراقية عبارة عن معارض للأزياء والمودة الشبابية الرجالية والنسائية وفي نهاية المطاف فأن الطالب يتجاوز الجامعة ويحصل على مبتغاه بعدة وسائل منها الغش والرشوة والعلاقات والعاطفة وتجعله وقد حصل على البكالوريوس الذي على اساسه يقيم دافوس المستوى ومعايير التعليم في الدول ..
القيادات الوزارية والعقول التي تتحكم بالمناهج والتي هي على اطلاع دائم في التقييم الداخلي لمستوى التعليم الجامعي تتحمل الوزر ايضا من هذا الانحدار فكما هو معلوم هناك لجان تجوب الكليات والجامعات وتقييم المستوى التعليمي واحيانا توقف الدراسة في بعض الكليات وتضيف مناهج او تعمل على تقوية وإدامة الزخم العلمي فيها هذه اللجان والتي تحمل كما يبدو مناصب عليا في الوزارة فأصحابها يصفون بالمستشارين او المدراء العاميين هؤلاء جاءوا الى تلك المناصب بالمحاصصة او الحزبية او بشراء تلك العناوين وبالتالي فهم غير مؤهلين وغير قادرين على ادامة
التطور والتقييم الصحيح البعيد عن التأثيرات متمتعين بحيادية العمل وهم ربما يتقاضون الرشى او يتعاملون بصورة مشينة مع هذه الصروح العلمية التي هي بالحقيقة ترفع من شأن الدول في المحافل والمؤتمرات العالمية او هي ايضا تحط من قيمة الشهادة والعلم في بعض الدول وما تقييم دافوس للعراق الا مصداق لهذا التطور .
ولا نقول الا رحم الله تلك الايام الخوالي ورحم الله العراق مما يجري اليوم من تحول مخزي في أهم صرح من صروح تقدم الدول الا وهو التعليم .

Kathom [email protected]

أحدث المقالات