17 نوفمبر، 2024 8:24 م
Search
Close this search box.

الفشل ألاستراتيجي الامريكي في العراق

الفشل ألاستراتيجي الامريكي في العراق

تعاني السياسة الاميريكية الخارجية من الفشل في استراتيجيتها السياسية والعسكرية ، خاصة بعد الغزو الامريكي للعراق،الذي اعتبره الرئيس اوباما (خطأ امريكيا المستفيد الاكبر منه هي ايران)، وهكذا اتفق الجميع احزابا وشخصيات وإدارة ان الحرب على العراق وغزوه وتدميره هو (خطأ استراتيجيا )، وحتى المجرم بوش قائد الحملة الوحشية اعترف (بعظمة لسانه بعدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق وعلاقة مع القاعدة )، وهكذا كان اخر اعتراف لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق ان المعلومات الاستخبارية لغزو العراق كانت (خطأ) ومن هذا الخطأ ذهبنا الى غزو العراق ، اذن اين التخطيط وأين الاستيراتيجية ،التي تبجح بها عراب السياسة الامريكية لنصف قرن ومازال هنري كيسنجر وزير خارجية امريكا الأسبق وهو الذي يطبل ويصرح بان طبول الحرب العالمية تدق في الخليج ، ولم نر اية طبول لحد هذه اللحظة سوى صداها على الارض ، رغم توجد الحشود والأساطيل والصواريخ والفرقاطات والبوارج الحربية في المنطقة ، وسط ( تراجع وتخاذل امريكي) واضح وتخوف من دخول هذه الحرب ، التي تنتظرها روسيا بفارغ الصبر لتثبت عودتها للمنطقة ، وإزاحة امريكا منها بالتعاون مع طهران كحليف استراتيجي لها ،اذن الفشل العسكري المتواصل لإدارة اوباما في العراق وعدم السيطرة على الوضع الامني والعسكري امام تمدد تنظيم داعش ، بالرغم من تواجد جيش عراقي وميليشيات ايرانية كبيرة جدا ومئات المستشارين الامريكان والإيرانيين في العراق وحشد شعبي ووطني ، هو احد علامات الفشل ، والذي افضى الى فقدان الثقة المطلقة لحكومة العبادي وحلفائه في الحشد الشعبي بإدارة اوباما لأنها غير جادة في محاربة تنظيم داعش ،وإعطاء ظهرها لأمريكا والاتجاه الى روسيا كحليف ضامن لها في محاربة داعش ،وهذا فشل اخر لإدارة اوباما ، انها تخسر اهم حليف لها هي من صنعته وأجلسته على سدة السلطة وإزاحة خصمه اللدود نوري المالكي ،وهي الان تهدده اذا تحالف مع روسيا وسمح لها بضرب اهداف لداعش في العراق ،ما هذا التخبط العسكري والسياسي ، وهي تصنع الدمى وتصلي لها ثم تدوس عليها بعد ان تثبت الايام فشل خططتها في الحصول على نتائج لنصرها الموهوم في العراق ، وهكذا كان الحال قبل العبادي مع نوري المالكي التي جعلت منه سفاحا وقاتلا لشعبه ، بعد ان رفضت ديمقراطيتها المزيفة فوز اياد علاوي واستحقاقه الانتخابي في رئاسة الوزراء،اليوم تعيش ادارة اوباما في مفترق طرق مع بغداد ،وهاكم الدليل علاقتها مع العبادي متأزمة ومصيرية لفقدان ثقة العبادي بها في محاربة داعش والضغوطات الايرانية القوية عليه للدخول في تحالف روسيا الرباعي ، وتهديد وزير الدفاع الامريكي للعبادي واضح وصريح ، اضافة الى فشل حشد العبادي وجيشه في جبهات القتال في الفلوجة والانبار والموصل مع نصر ناقص مهلك وغالي الثمن في بيجي والحويجة ، مما احدث قطيعة اخطر مع قادة الحشد الشعبي الذي زار روسيا واتفق معها على التحالف حتى بدون العبادي وحكومته ، وجاء على شكل تهديد قوي جدا على لسان ابرز قادته وهو ابو مهدي المهندس المتهم بجرائم حرب دولية وعربية وعراقية ، عندما قال( ان الحرب على امريكا ابدأت ن هذا اليوم وسنلاحقها في كل مكان ويقصد في العراق وسوريا )، وهذا اوضح تصريح يؤكد انتهاء العلاقة والقطيعة النهائية بين امريكا والحشد الشعبي وقادته، وقبله كان هناك تهديدا لهادي العامري وانتقادا صريحا

للأمريكان وتدخلها في الاعمال العسكرية عندما امرت امريكا الحشد بالانسحاب من الفلوجة والانبار ، اذن هذا الفشل الامريكي في استراتيجيته العسكرية وعدم تحقيق اي نتائج على الارض وخسارته السياسية للعبادي وحشده الشعبي جعل من الفشل محطة لتغيير سياستها في المنطقة ، فهاهو وزير الدفاع الامريكي اشتون كارتر يقول ،( ان امريكا ستغير استيراتيجتها في العراق وترسل قوات برية للقتال )،بعد فشل الحشد والجيش في القضاء على داعش ووقف تمدده في اكثر من مكان فيه ، اليس هذا اعترافا صريحا بالفشل الاستيراتيجي المتكرر في السياسة الامريكية السياسية والعسكرية معا في العراق ، هناك فشل اخر في سوريا ايضا ، قبل ان نعود للعراق ، ففشل اوباما في حماية المعارضة السورية المعتدلة من الجيش الحر واحرار الشام وغيرها من الضربات العسكرية الجوية الروسية ، وانكفاء دعمها لهم ،عجل من استحواذ روسيا على المشهد السياسي والعسكري لروسيا ، ونجاح الدبلوماسية الروسية في اقناع بشار الاسد بإجراء انتقال سلمي للسلطة بعد انتخابات تشرف عليها الامم المتحدة والدول العظمى ، هو سحب للبساط من تحت امريكا وحلفائها ، فقد عقدت فرنسا مؤتمر بحضور تركيا والسعودية وقطر بدون ايران وروسيا فيما اعتبرت، امريكا ان وجود بشار الاسد وإيران هما المشكلة وليس الحل لها ، وهكذا تثبت ادارة اوباما فشلها اليومي في معالجة ازماتها في العراق وسوريا وإنها تخسر يوميا حليف لها ، ولكن هذا لا يعني ابدا ان امريكا تنتظر الهزيمة في العراق وسوريا أبدا فلديها اوراق اخرى تلعبها ،في هذا المشهد الملتهب ، فهي تدعم الفصائل المسلحة والمعارضة في سوريا ليس ضد نظام الاسد فحسب وإنما ضد روسيا وإيران ايضا ، وما معارك حلب التي تديرها روسيا وإيران بشكل علني الا دليل على وجود حرب عالمية بين الطرفين هناك ، وما القتلى في قادة الحرس الثوري الايراني إلا دليل على عالمية المعركة ،ومن غير المستبعد وبشكل جازم ان ادارة اوباما ،تدعم وبشكل مباشر تنظيم داعش عسكريا في سوريا ضد الجيش الروسي والإيراني والسوري في حلب وغيرها ، لضمان توازن المعادلة هنا في ألعراق لان روسيا تنتظر موافقة حكومة العبادي الخطية للتدخل لضرب مقرات داعش في العراق ، امريكا لديها ورقة رابحة جداااا تشهرها بوجه خصومها متى ارادت وهي ورقة (داعش)، فهي تحاربه في العراق وتدعمه في سوريا ، وتوازنه في العراق وتهدد به ميليشيات ايران في ألعراق وتحاربه مع الجيش الحر والنصرة وجيش الفتح وأحرار الشام في سوريا،هذه هي الاستيراتيجية الامريكية في كل من العراق وسوريا ، تفشل هنا لتنجح بعض الوقت هناك،اليوم امريكا في ورطتها في العراق ، تماما بعد احداث القطيعة مع حكومة العبادي وتصريحات قادة الحشد الشعبي ، فما هي فاعلة لإعادة الثقة بها، الكل فاقد الثقة بأمريكا وسياستها،اقصد جميع من في العملية السياسية من احزاب وحركات وشخصيات ، وحتى المعارضة التي تنتظر التفاوض معها ايضا لا تثق بها ابدا ، ما العمل إذن هل تترك ادارة اوباما حكومة العبادي لتتحالف مع اعدائها وتترك تجربتها الديمقراطية عرضه لمزيد من الفشل (حسب المنظار الامريكي)،او تترك العراق لحرب طائفية واحتراب طائفي(وهو موجود اصلا)، بين داعش وميليشيات ايران ، وتخرج امام العالم مهانة ومهزومة ومنكسرة وفاشلة ، من العراق ، بالتأكيد لا تريد امريكا هكذا نهاية لها في العراق ، لذلك هي ستغير من استراتيجيتها على وجه السرعة وتلملم هزيمتها ، بإجراء انقلاب على العملية السياسية بإرسال قوات عسكرية بحجة مقاتلة داعش ، اولا ومواجهة تهديدات قادة الحشد اشعبي التي طالت اظافرها وتحتاج الى تقليم امريكي لها ،وإنقاذ حكومة العبادي بحكومة جديدة اعدت لها ادارة

اوباما منذ وقت طويل كبدل لها وهي حكومة (عماد الخرسان) او ما يشابهها ،وهذا السيناريو مطروح الان وبقوة وهو الانجح في هذه المرحلة الحرجة امريكيا ، لطالما ، تعمل روسيا كل يوم على كسب المزيد من التحالفات على حساب امريكا في المنطقة والسبب هو الفشل الامريكي والتداعي في سياساته ،اذن نحن امام سيناريو امريكي مفترض ومعد له ولكن يعتمد على شجاعة القرار والمبادأة فيه وهو عنصر النجاح ،فهل يفعلها اوباما الجبان ، ويعيد احتلال العراق لكي ينقذ استراتيجيته الفاشلة منذ بدء الغزو واحتلال العراق ولحد الان ، هذا ايضا يعتمد هلى تفهم الكونغرس وموافقته على ارسال قوات برية للعراق وهو الرافض لها ..المشهد الامريكي يحتمل المزيد من التداعيات المتسارعة في غير صالح ادارة اوباما ،فهل يفعلها اوباما ويرسل قواته الى العراق ويسمع نصيحة وزير دفاعه …نحن ننتظر المفاجآت منه ….

أحدث المقالات