17 نوفمبر، 2024 10:47 م
Search
Close this search box.

العبادي وسلم الرواتب المحرج!!

العبادي وسلم الرواتب المحرج!!

كتب على هذا البلد ان يعيش منتفضا من جور هذا  الزمان وانيابه العطشى لنزيف دمائه وعرقه , يستغيث الحياة من رب العباد ومن عباده اللذين لبسوا رداء الحق زيفا وبهتانا واعتاشوا على رفات الابرياء وماخلفوه من معاناة افترشت الارض والتحفت السماء, انجرفت امنياتهم سهوا نحو ما سطرته ورقة الاصلاحات العبادية من رياء العدالة التي لم تتبصر نور الصدق الى الان.
يلتهب الشارع العراقي بنار التظاهرات الشعبية من اجل الالتفاتة الى الحياة المعيشية لهم, وازدادت هذه التظاهرات تأججا بسبب ما سكبته اصلاحات  العبادي من وقود الاجحاف عليها  خلال قراراته الفردية التي اتخذها سبيلا لتحقيق عدالته الغائبة, متجاوزا كل الكتل السياسية والمرجعية الدينية ودون النظر الى الضرر الجسيم الذي سيلحق باغلبية الشعب والمشاكل الكبيرة في مستويات دخل المواطنين، وارباك وضعهم المعيشي الذي اعتادوه وفقا للرواتب السابقة , كونه سيولد دماراً لهم ولعوائلهم.

فقد خرج الاف المتظاهرون من موظفي الجامعات والوزارات تنديدا بهذه اللسعة التقشفية المجحفة ورفضها القاطع لسلم الرواتب الجديد الذين اعدوه مخالفا للقانون ومتجاوزا له ,  فقد ابدى التدريسيون استغرابهم من تخويل رئيس الوزراء حيدر العبادي نفسه صلاحية الغاء قانون الخدمة الجامعية الصادر من البرلمان ومنحهم المخصصات وكانها مكرمة وليست باستحقاقات  ذات سياق ثابت, مستنجدين بالتدخل البرلماني ودور رئيسه الجبوري في مساندتهم وانصافهم لايقاف هذه المهزلة.

الجبوري بين رأيه ازاء هذه المهزلة وعبر عن رفضه القاطع لتطبيقها وسط استمرار ارتفاع اسعار مختلف السلع والخدمات, واعتبرها خرق للقانون في الوقت الذي يتطلب الوقفة العراقية الواحدة ضد ما خلفه الارهاب من نزوج ويتم وبطالة لم يشهد لها التاريخ من قبل, ان هذا السلم سيولد احباطا وعدم استقرار لدى الموظفين الذين يعملون بمراكز في الدولة تجرفهم تيارات الهجرة باستنزاف الكفاءات العراقية خارج البلاد, مؤكدا ومطمئنا بان تطبيق ذلك السلم لن يتم دون اكتسابه الصيغة القانونية عبر التصويت عليه داخل قبة مجلس النواب حفاظا على المصداقية.

ان دور المرجعية الدينية وموقفها ضد ما صرح به العبادي ورفضها لقراره المتفرد والجائر ومن خلال  خطبتها الأخيرة علامة واضحة أن العبادي لابد من التريث بتطبيق هذا السلم مراعاة لظروف الموظفين المعيشية, وان لا يكون العبادي النسخة الاخرى للمالكي بتجاوزه جميع الكتل السياسية والمرجعية الدينية في اتخاذه ما يحلو له من قرارات .

أحدث المقالات