18 ديسمبر، 2024 8:14 م

البطانة الفاسدة ..والرجال الصادقون وجها لوجه

البطانة الفاسدة ..والرجال الصادقون وجها لوجه

لا قيمة لآي مصلح وهو يسعى لتحقيق مشروعه الإصلاحي ,و تحيط به بطانة فاسدة غير محترمة لا تمتلك أي عنصر من عناصر الشرف الأخلاقي والإنساني تتصرف بأسلوب منحرف مع الناس ملؤه الاحتقار والتسلط دون مراعاة تاريخ المصلح الذي أتمنهم على مقدرات وحقوق مهمة وما قد يعكسه هذا الأسلوب الهابط الدنيء على سمعته وبياض تاريخه المشرق ,وقد حدثنا التاريخ بموضوعية أن سيد الألم الإمام علي (ع) لم يكن لديه حاجب بوابة يتحكم بدخول وخروج الرعية أليه ,تفادياً لأن لا يأخذه الهوى في تشويه الحقائق وتزييفها وإظهار وجه آخر له , لم يحدثنا التاريخ أن الإمام كان لديه حاشية تسيء للناس بل كان أصدقاؤه هم على خطه ومنهجه زاهدين ورعين تركوا الدنيا وظلت بصماتهم تسجل ما تركوه لنا من مآثر ومفاخر كريمة, لأنهم يمتلكون أخلاق كبيرة ,فقد تنبه جيداً لهذا الموضوع الشائك الذي أصبح اليوم ظاهرة وآفة تنخر بجسد المؤسسات والدوائر وعالجه بطرق متعددة ووضع له الحلول وأولها أنه كان يتقصى الحقائق بنفسه للوقوف على الحقيقة, لذلك نجد أن أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) كانوا يؤكدون ويشددون على اختيار البطانة بأن يكون الاختيار دقيق جدا في انتقائهم ومن ثم إسناد الأمور إليهم ,أذكر جيداً ماذا قال الحسين (ع) لأصحابه {أني لا اعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي},كم وكم من قامة شاهقة أسقطتها الحاشية جراء سوء أعمال أعاثت بالأرض فساداً وخراباً؟؟ فعندما تسأل عن سوء أفعالهم وسلوكهم يرمون بهذه الأفعال في خندق ساحة قائدهم ويقولون بأنه هو من أمر بذلك الفعل المشين ,والعكس غير ذلك تماماً هي أخلاقهم المترجمة لأعمالهم الحقيقية ,لكن بيت القصيد من جرأهم في الإساءة والتطاول على أحرار وعليين القوم ,هو تهاون مسؤولهم وغضه للنظر وسكوته عنهم فتمادوا دون خوف ووجل ,نزول العقاب الرادع بحقهم عندما يكتشف أمرهم سيحد من ممارساتهم ,فقد حذر الإمام علي (ع) مالك الاشتر من التهاون مع المسيء وترك المحسن دون تكريم

وثناء بقوله {ولا يَكُونَنَّ الْمُحْسِنُ والْمُسِيءُ عِنْدَكَ بِمَنْزِلَةٍ سَوَاءٍ ؛ فَإِنَّ فِي ذَلِكَ تَزْهِيداً لأَهْلِ الإحْسَانِ فِي الإحْسَانِ ، وتَدْرِيباً لأَهْلِ الإسَاءَةِ عَلَى الإسَاءَةِ }فمواجهة الحاشية المفسدة لا تكمن الا برجال أشداء صادقون سيخلقون نوع من المواجهة التي تهدف لتعريف حجم (الزعاطيط ),أما أذا تركوا يفعلون ما يحلو يهم بدون خلق جبهة مضادة لهم فأن ذلك سيقوي من شوكت ظلمهم وأساءتهم ..وللحديث بقية .