رياضيون وفنانون وإعلاميون عراقيون يتعرضون بشكل يومي للخطف والتهديد بالقتل والتصفية الجسدية وسط نشاط ملحوظ للجماعات المسلحة في شوارع بغداد..!!
الحالة الأمنية المرتبكة والمربكة والخطيرة التي تعيشها العاصمة العراقية بغداد أضفت بضلالها على واقع المشهد الحياتي اليومي الذي يعيشه الكثير من أبنائها خصوصاً شريحة الكفاءات العلمية والثقافية والرياضية وشريحة التجار ورجال الأعمال والميسوري الحال ، بعد حملات الإختطاف والتصفية الجسدية التي باتت تتصاعد بحق هولاء في الفترة الأخيرة .
وتشهد العاصمة بغداد حالياً ومحافظات عراقية أخرى مثل ديالى وكربلاء والبصرة نشاطاً واضحاً لجماعات مسلحة لها سلطة كبيرة في عمليات التنقل وتستخدم سيارات تابعة لجهات رسمية وحكومية لتنفيذ سلسلة من الجرائم بحق المدنيين العزل مما جعل المشهد الأمني في تلك المناطق هو نسخة مكررة لما جرى في سنة 2006 / 2007 بعد أن إنتشرت مشاهد القتل والجثث المجهولة الهوية الملقاة على أرصفة الطرقات والتي أصبحت المشهد المعتاد وقتذاك .
عمليات الإستهداف والخطف والتصفية عاودت نشاطها هذه الأيام وبشكل مكثف حيث قامت بعض الجماعات المسلحة التابعة لميليشيات متنفذة بخطف وتعذيب مجموعة من الفنانين والرياضيين الذين يعارضون تواجد هذه المليشيات في العراق أو لمجرد نجاحهم في أعمالهم الأمر الذي يغيض منافسين لهم مما يجعل هؤلاء المنافسين الإستعانة بتلك العصابات الإجرامية من أجل إزاحة تلك الكفاءات عن مواقعها .
عمار كاظم حسوني رياضي عراقي وبطل من أبطال رياضة كمال الأجسام من هؤلاء الكفاءات التي تعرضت مؤخراً الى أستهداف تلك العصبات المسلحة .
يقول البطل عمار كاظم حسوني صاحب قاعة العنكبوت ( سبايدرمان ) الرياضية المختصة بألعاب رياضة كمال الأجسام ” إن ” الميليشيات والعصابات المسلحة إستهدفتني وهددتني بالقتل بمجرد إفتتاحي للقاعة الرياضية التي وضعت فيها كل ما إكتسبته من خبرة ودراسة في هذا المجال الرياضي ، ووضعت فيها ايضاً كل مالدي من مال من أجل أن تكون القاعة الرياضية شاملة لجميع الأجهزة التي يحتاجها الرياضيون لإعادة ترتيب لياقتهم البدنية وابنية الجسمانية لهم في مختلف الالعاب التي يمارسونها وكذلك لرفع اللياقة البدنية والصحية لغير الرياضيين ايضاً من مرتادي القاعة ، وبعد حفل الإفتتاح الرسمي لقاعة العنكبوت بيوم واحد تلقيت تهديد مكتوب بورقة وضعت في ظرف ومعها رصاصة ، ومكتوب في الورقة تهديد بالقتل في حال العمل في القاعة والتهديد شمل ايضاً أفراد أسرتي وأولادي والظرف ورسالة التهديد والرصاصة المرفقة في الظرف لاتزال معي ، تريثت في عملية إفتتاح القاعة وأبلغت الجهات الحكومية بذلك ،وبعد مرور شهر على التهديد طاب مني زملائي الرياضيين أن أفتتح القاعة وممارسة عملي فيها ، وفعلاً افتتحنا القاعة ومارست عمل التدريب والإشراف على الرياضيين الذين اصبحوا يتلقون التمرينات اليومية بشكل طبيعي ،وبعد مرور شهرين من العمل في القاعة ، تعرضت للإختطاف من قبل جماعات مسلحة وأنا في طريق عودتي مساءاً من القاعة الى البيت وإقتادوني الى جهة مجهولة وبدأو بتعذبي بشتى وسائل التعذيب وقالو لي ام ننبهك بعدم إفتتاح القاعة ، وفقدت اثناء التعذيب الجسدي عيني اليسرى بعد ان تم غرز آلة حادة فيها ، وبعد ايام من التعذيب اتصل الخاطفون بأهلي من أجل المساومة على إطلاق سراحي مقابل مبلغ مادي وفعلاً تم إطلاق سراحي بعد إستلامهم مبلغ الفدية “.
وأضاف حسوني ” أتذكر إن الخاطفين رموني من السيارة وهي تسير بسرعة وسط أحد الساحات الترابية ، هذه الجريمة إنعكست سلبياً ليس على حياتي فقط بل على حياة أسرتي بالكامل حيث رفض أحد أولادي الذهاب للمدرسة خوفاً من بطش المسلحين ، وتركت العمل الرياضي مجبراً ، وانا الآن أفكر بالهجرة من بلدي حالي حال الآلاف من الذين قرروا الهجرة بسبب تردي الوضع الأمني وإستهدافهم من قبل الميليشيات والعصابات المسلحة “.
مشهد الترويع هذا الذي شهده البطل عمار يتكرر بشكل يومي مع شريحة الرياضيين والفنانين وفئات أخرى من المجتمع العراقي بشكل يومي حيث يروي لاعب كرة القدم في منتخب شباب العراق السابق ناجي دعيّر قصة تهديده المستمر من قبل عصابات مسلحة ، وإنتقاله بأهله من مكان لآخر من أجل ايجاد مكان آمن لعائلته الصغيرة ، مع تركه لعمله الرياضي وصعوبة العيش في تلك الضروف القاسية ، لمجرد إنه رفض علناً لهذا الواقع البائس من خلال مواقفه بمواقع التواصل الاجتماعي ومطالبته بدولة مدنية بعيدة عن التكتلات الحزبية والطائفية وجاء أستهدافه بالأسم من بين قائمة من اسماء الرياضيين والفنانين والإعلاميين منهم الفنان الممثل مهدي الحسيني والفنان سعد السوداني والمخرج حسن حسني والفنان طه علوان والمخرج حسين عبد الحسين حسن والكاتب الساخر علي السوداني والممثله وفاء حسين والماكيرة رواء الجزائري والفنان التشكيلي اوميد عباس والإعلامي صفاء عدنان والرياضي جمال عطية محسن .
والجدير بالذكر ان أحد هذه المليشيات والجماعات المسلحة قد قامت قبل ايام باختطاف الناشط المدني جلال الشحماني الذي لايزال مصيره مجهولا الى الان.