يحكى أن رجلاً أدعى الدراية بعلم الحديث، فطلب إليه أن يقرأ سنداً، في رواية حديث معروف نصه، فقال: حدثني شيخي عن يحيى، عن سفيان الثوري، ولما كان الرجل جاهلاً، والحروف مهملة وغير منقطة، قرأ الرجل سند الحديث، كالآتي: حدثني شختي عن بختي، عن شفتان البوري، أثه فال: النطاقة من الأتمان، والوسامة من الشبطان، فتدراكه الناس، وأفتضح أمر جهله!
من هذه القصة، نستنتج ما وجب علينا فعله، وهو أن نكون على قدر كافٍ، من الإتقان والجودة في عملنا الحسيني، وبالأخص النظافة العامة، في المواكب المنتشرة، على طول الطريق الى ذبيح كربلاء.
لا نريد لمظاهر الزيارة الحسينية، أن يعتريها النقص والزلل، لأن عائدية هذه الزيارة، هي لسبط المصطفى، الذي لولاه لما حفظ الدين لنا، فقد خرج لطلب الإصلاح، في أمة جده محمد، (صلواته تعالى عليهما وعلى أله)، وعليه فهناك جملة من الواجبات، التي يجب الإلتزام بها، وألا فإننا نعطي لأعدائنا حجة علينا.
نظافة الأطعمة والمشروبات المقدمة، للزائرين هذه الأيام، باتت مهمة جداً، مع إنتشار مرض الكوليرا، لذا يجب الإلتفات الى الناحية الصحية، وبما أن جميع الخدام جل ما يتمنونه، هو التقرب الى الباريء عز وجل، بهذه الخدمة الشريفة، فرحمته تعالى على من يتقن عمله، ويحسنه بغية الحفاظ على صحة هؤلاء الملبين، لنداء لبيك يا حسين، وهذه المرتبة لا ينالها، إلا ذو حظ عظيم.
نعارض مَن يخدم في المواكب الحسينية، لأن يكون مثل الداعية في القصة المروية، لا يفقه سند الحديث ومعناه، لأنه أُمي يجهل القراءة والكتابة، وعليه فإن الإتيان بالحديث، وفق معناه المعروف، (النظافة من الإيمان، والوساخة من الشيطان) ونحن هنا بصدد إستدراك العمل، الذي سيبدأ على يد أصحاب مواكب العزاء الحسيني، في الخدمة التي إرتضاها العلي الأعلى، لشيعته الأحرار.
إن مقدار النظافة القصوى، في طريقة إعداد الطعام للزائرين، ضرورة ملحة، والإعتماد على الماء الصالح للشرب، والذي يأتي من المصادر الموثوقة، كل هذا لتلافي أية ثغرة، تحسب ضد خدمتنا وكرمنا!
لكي نكّون معنى راق،ٍ من معاني ثورة الإمام الحسين، وأبي الفضل العباس(عليهما السلام)، علينا أن نتبع كل ما يشبع جوع الروح، من مبادئ إسلامية، وإنسانية، وإجتماعية، وصحية، فهي معاني عالمية، في إطار حسيني خالص.
ختاماً: علينا بنشر الوعي الصحي بين الزائرين، لأنهم جزء من عملية التوعية، لذا عليهم ألا يقوموا برمي بقايا طعامهم على الطرقات، ووضعها في الأماكن المناسبة، لكيلا تتراكم النفايات والاوساخ، وتكون مرتعاً للجراثيم والأمراض، وننقل صورة سيئة عن إسلامنا النظيف.