19 ديسمبر، 2024 6:46 ص

نحن والحسين، وحقيقة خروجه على الظلم!

نحن والحسين، وحقيقة خروجه على الظلم!

كيف يمكن لإنسان أن يحب شخصا لم يره؟ وإذا أحبه فلماذا يحبه؟ هل يحبه لأن الآخرين يتحدثون عنه بخير؟ أم أنه يحبه لأنه فعلا يستحق أن يحبه الآخرون؟
أسئلة كثيرة تدور في الذهن، حول كيف ولماذا نحب أشخاصا لم نرهم، ولم نعيش الفترة التي عاشوا فيها، وتكون الأسئلة أعقد عندما تكون هذه الشخصية ترتبط إرتباطا وثيقا بعقيدة دينية، ذلك لأننا سوف نرى كتابات متناقضة عن هذه الشخصية التي نحبها، فقلما نجد شخصية إتفقت عليها الديانات أو المذاهب الدينية، على أنها شخصية محبوبة من قبلهم.
لكن من أحبه شخصية غير كل الشخصيات التي يتحدث عنها التأريخ، فهو ابن بنت نبي هذه الأمة التي كرمها الباري عز وجل لتكون من يحمل أخر رسالاته الى العالم، ناهيك عن أنها الأمة التي يتحدث أهل الجنة بلسانهم، هذه الشخصية أعطت للأمة أعز ما تملك، ولم تأخذ بالمقابل شيئا منها، هنا أنا أتحدث عن سيد شباب أهل الجنة، الذي ذبحه أقسى أهل الأرض عطشانا على أرض كرب وبلاء.
لا يمكن لأشجار هذه الدنيا أن تفي حق هذا الرجل لهذه الأمة المرحومة، في المقابل ماذا يمكن أن نقدم لهذا الرجل، لنعطيه بعض حقه علينا؟
لا أستطيع أن أذكر اسم سيد شباب أهل الجنة في هذه الأسطر، لأنني أشعر بأنها قليلة بحقه، وليست مقامه السامي، فقد ذكره الباري عز وجل هناك، على ساق العرش عندما كتب (الحسين سفينة النجاة، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق)، لكن بعض الكلمات قد تكون بلسما لي قبل الآخرين فأقول:ـ
إن الحسين لا يريدنا أن نحبه لأنه ابن بنت نبينا محمد (عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، بل يريد منا أن نعرف لماذا خرج، وأن نقدر هذا الموقف العظيم، الذي وقف فيه بوجه طغاة الأمة؛ وصرح بكلمة الحق بوجوه أولئك العتاة الفسقة، فهو حالة ثورية وجدانية همها إعادة الأمة الى جادة الصواب، بعد أن دمرها طغاة بني أمية، الحسين (عليه السلام) لا يريدنا أن نلطم على صدورنا، ونضرب ظهورنا بالسلاسل، بل يريد منا ما هو أبعد من ذلك، بوقوفنا بوجه الطغاة والفاسدين، ونضربهم على وجوههم بكلمة الحق، ونقول كفى فسادا في أموال الشعب.
يريد منا سيد شباب أهل الجنة أن نتعلم العيش بكرامة، وأن غمس الخبز بغموس الحرية، ولا نسمح للآخرين أن يصادروا هذه الحرية، من خلال اللعب علينا بالألفاظ، وتخويفنا من بعضنا بعض، بحجج واهية لا وجود لها، إلا في قاموس أولئك المتاجرين؛ لأنه لا يستطيعون العيش إلا على جراحاتنا، يريد من أن نعرف من هو عدونا الحقيقي، والذي هو واقف بيننا؛ لكن أعيننا عليها غشاوة فلم نعد نراه.
إذا بالضرورة يجب علينا أن نقف صفا واحدا، بغض النظر عن انتماءاتنا المذهبية، لدحر عدونا والإنتصار لديننا الواحد، والذي عندها فقط سيقول لنا: إنكم بحق أدخلتم السرور على قلبي، لأنكم عرفتم حقيقة خروجي ضد الظلم، وإنتصرتم لي ولكن بعد حين

أحدث المقالات

أحدث المقالات