على الرغم من كثرة المميزات التي تميز بها السيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى عليه) والتي جعلت منه شخصية نادرة في الوسط الشيعي الا ان هناك صفة قلما يلتفت لها وهي واقعيته وعدم المجاملة على الحق وهذه الواقعية كانت واضحة جدا في اجاباته على ما يقدم له من استفتاءات فمثلا لو سئل عن شخص ما هل بلغ رتبة الاجتهاد لا يكون جوابه “يجب اتباع الضوابط الشرعية في معرفة المجتهد ” انما يكون جوابه حدي وواضح فأما ان يقول لك نعم انه مجتهد او انه ليس بمجتهد وهكذا في جميع الامور وهذه الصفة كثيرا ما نحتاجها في يومنا هذا فما احوجنا الى من يقول الحقيقة وبدون رتوش او مراوغة خصوصا في القضايا المصيرية التي تخص البلد ولعل اخرها التدخل العلني لروسيا الاتحادية في الملف السوري وضرب الارهابيين القادمين من جمهورياتهم فلا شك ولاريب ان هذا التدخل هو مفروض على الحكومة العراقية وعلى الشعب العراقي وليس هناك محل لان يعطي احد رايه ايجابا او سلبا وهذه الحقيقة التي يجب ان يفهمها الشعب العراقي وهي ليست بجديدة حيث فرض على الشعب العراقي التدخل الامريكي ومنذ التسعينيات وحتى انتهى بهم المطاف الى اسقاط الملعون الهدام بعد ان اصبح ورقة مكشوفة كذلك فرضت على الشعب العراقي شخصيات لا يعرف عنها سوى انها خرجت من العراق قبل سنوات وعادت لتكون هي الامرة الناهية ، حتى المظاهرات التي هي باب من ابواب الحرية فليس للشعب العراقي اختيار وقتها متى تبدأ ومتى تنتهي وحتى ما يرفع فيها من الشعارات كلها مفروضة على الشعب ولا اعتقد ان هناك من يستطيع نفي ذلك وعليه فان التدخل الروسي فيما يسمى بالتحالف الرباعي امر مفروض جملة وتفصيلا وعلى الشعب ان يستوعب ذلك وعلى الكتل السياسية ان تعي ذلك ويبقى شيء اخير وهو ان السيد الشهيد الصدر (رضوان الله تعالى) قال في احد خطبه المباركة هذا النص ” ان هذا الوضع العالمي القائم على انقاض ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي والذي سمته امريكا في حينه
بالنظام العالمي الجديد انما هو نظام استعماري مشؤوم قائم على تفرد امريكا بالعالم وهيمنتها عليه وفرض ارادتها على كل جهاته من دول وشعوب واحزاب ومنظمات. ” أي ان السيد يقول (انقاض) ولن تكون الانقاض في يوم من الايام وسيلة لحل مشكلة لأنها لا تعدو كونها انقاض !! .