إلتهاب العصب السابع أو الشلل الوجهي المعروف شعبيا بـ ” الشرجي ” وعالميا بـBell’s palsy نسبة الى الطبيب الاسكتلندي ،تشارلز بل، يعد من أكثر الأمراض التي ارتبطت بالأباطيل والأساطير والخرافات والسحر والشعوذة فضلا عن الطبين الشعبي والتخصصي بطبيعة الحال .
فبينما يعالج الطب التخصصي إلتهاب العصب السابع ” الشرجي” بالكورتيزون والمضادات الحيوية والعلاج الطبيعي والتداخل الجراحي، يقتصر الطب الشعبي على الدهن بالزيوت نحو زيت الياسمين البستاني , زيت الحبة السوداء, الخروع, بزر الفجل, بزر الحرمل إضافة الى كمادات الماء الساخن ، والخل أو الخردل.
و الطامة الكبرى تكمن في الشعوذة والدجل والأعراف البالية لعلاج ” العصب المخي السابع ” الذي يسببه فايروس شبيه بفايروس الأنفلونزا إضافة الى الأورام والحوادث و الإصابات الدماغية ، تتمثل بكسر فك الخروف، البصق في شراب المريض ، مضغ العلكة لتمرين عضلات الوجه بزعمهم ، فيما عضلات المضغ تغذى بالعصب الخامس ، رقاد المريض في غرفة مظلمة، ارتداء النظارات السوداء، الضرب بالحذاء أو النعال على الوجه !!
وبما أن العراق أو “بلاد مابين النارين ” اليوم مصاب بالشرجي ما سبب له إرتخاء عضلي في أحد جانبي الوجه، صاحبه عدم القدرة على إغماض العين والتدميع ، نزول السوائل من جانب الفم وجفافه وربما خلل في حاسة الذوق ، وتغير في شكل الوجه ، بسبب المرض الذي ينصح الأطباء للوقاية منه بعدم الخروج من مكان دافئ إلى آخر بارد فجأة وبالعكس أو ( عدم الانتقال من المعسكر الاشتراكي الى الرأسمالي فجأة و من دون مقدمات لأنه سيعاني من التهاب العصب السابع ) وعدم التعرض الى تيار هواء مباشر على جانب واحد من الجسم او ( عدم فرض نهج طائفي او انتماء عرقي او تيار سياسي واحد على رأس العراق ، مركز قراره وقمة هرمه المتمثل بالسلطات الثلاث التشريعية والتنفيدية والقضائية لأنه سيصاب بالشلل الوجهي ) .
مراعاة تجفيف الجسم جيدا بعد الاغتسال أو ( تجفيف العراق اولا من حمام الدم الساخن الذي سبح فيه جبرا والماء الآسن الذي غاص فيه قسرا قبل إلباسه رغما عن أنفه ملابس بالة مستوردة ليست على مقاسه ولا ذوقه فضلا عن كونها منافية لأعرافه وتقاليده وإلا أصيب بالفايروس الشر…جي القادم من ايران والبكتيريا الهافي ميتالية القادمة من أميركا وكلاهما كارثة بحاجة الى نعال !!).
لن يعالج إعوجاج رأس العراق ” الشرجي ” بغير – نعل أو حذاء قياس 44- تضرب به وجوه الفايروسات الطارئة والمتسلطة التي ألحقت به وبأبنائه وبثرواته وخيراته وآثاره وخبراته وكفاءاته ونسيجه الاجتماعي ومنظومته الأخلاقية والفكرية ضررا بالغا لن يصلحه العطار ما تعاقب ليل ونهار….ولله در القائل :
إنَّ النَّعَالَ رَخِيصةٌ إذ تُشْتَرى … لَكِنْ بِوَجْهِ الـمُعْتَدِين كِرَامُ
اللاجئون العراقيون الهاربون من جحيم سعره المفسدون في بلادهم من دون حسيب او رقيب وأصابوها بالشرجي على الحدود الأوربية يهتفون :
قَدْ طَأْطَأ البَشَرُ الرُّؤُوسَ بِذِلِّةٍ … مِـمَّـا رَأَوْهُ و عَزَّتِ الأقْدَامُ
النازحون الفارون من الموت الزؤام – 4 ملايين نازح – ينشدون داخل مخيماتهم وسط الفيافي والقفار ابياتا بحق من أضرموا نيران الحرب في مناطقهم وبساتينهم وكان بإمكانهم تلافيها او إطفائها على الأقل لحظة إندلاعها :
قوم اذا مست النعال وجوههم.. شكت النعال بأي ذنب تصفع
المهاجرون الى أصقاع المعمورة قهرا يرددون بحق من سرقوا 1000 مليار دولار من خزينة العراق ووارداته منذ 2003 من دون اعتذار او ندم ، ما أنشده الملا عبود الكرخي عام 1920:
هَـاكْ أخُـذْ مِنــي نَعـَـالْ.. يارَبيــبَ الاحتـِـلالْ
الكادحون والعاطلون والمهمشون والبائسون في عشوائياتهم وأكواخهم وأقفاصهم ببلاد التعاسة النفطية – 10 ملايين عراقي تحت خط الفقر – ينشدون بحق الفاسدين الذين سرقوا أموالهم من دون حياء أو خجل :
ان الطغاة اذا تمادى غيهم ….صارت نعال الشعب لوجوههم سجيلا
واختم بالحكمة الصينية التي نهض التنين بتطبيقها واقعا ” إذا أردت عاما من الرخاء والثراء، ازرع حبوبا. إذا أردت عشر سنوات من الرخاء، ازرع أشجارا إذا أردت مئات السنين من الرخاء، ازرع أناسا” ولا أناس يرتجى خيرهم وعطاؤهم ونتاجهم بوجود السياسي الشر …جي في سدة الحكم وموقع المسؤولية والقرار الفعال بغياب الحذاء الضارب وووزميله الصافع قياس 44…النعال !! اودعناكم أغاتي