19 ديسمبر، 2024 6:10 ص

التاسع من نيسان … الاحتلال الاميركي للعراق حاجة مقابل رغبة !

التاسع من نيسان … الاحتلال الاميركي للعراق حاجة مقابل رغبة !

اتفق الجميع في العراق قبل عام ٢٠٠٣ ان الحاجة الى التخلص من نظام صدام اصبحت ملحة وواجبة نظرا لحجم الدمار الذي خلفته سياسات هذا النظام من خلال حروبه العبثية وكلفتها المادية الباهظة واثرها على الدولة والشعب ومن خلال عسكرة المجتمع العراقي وصعوبة الاوضاع الاقتصادية المزرية التي خلفتها العقوبات الدولية على العراق وشعبه اثر غزو واحتلال الكويت فاصبح العراقيون يعدون الايام للتخلص من هكذا نظام جاثم على صدورهم ويرغبون في اي شخص او سلطة او مجموعة اخرى تخلصهم منه حتى لو كان الشيطان نفسه خصوصا وان جميع المحاولات الانقلابية التي قادها الضباط العسكر باءت بالفشل وكذلك فشل الانتفاضة الشعبية بعد عام ١٩٩١والذي زاد من تعقيد الامور ولم يعد هناك بالافق ما يبشر بسقوط هذا النظام.

عام ١٩٩٠سقط الاتحاد السوفيتي السابق وتشرذم الى دويلات صغيرة واصبح العالم ذو قطبية احادية تمثلت بالولايات المتحدة الاميركية واصبحت شرطي العالم الوحيد لذلك كان التوجه لخلق عالم جديد مفصل على مقاييس هذا القطب رغبة اميركية كبيرة وحتى تضع هذه الرغبة موضع التنفيذ كان لزاما عليها التخلص من بؤر التوتر وبعض الانظمة الشمولية التي تسبب الصداع المزمن لها كونها لا تتفق ولا تستطيع التعاطي مع التوجهات الاميركية كواقع حال وتشكل تهديدا دائما وجديا لمناطق نفوذها ولمصالحها.
اذن التقت الحاجة العراقية لاسقاط نظام صدام بالرغبة الاميركية لايجاد عالم جديد متغير فكان ان تم الاحتلال في عام ٢٠٠٣ واسقاط نظام صدام لتبدأ دورة جديدة من الحياة في العراق.

بالمحصلة لم تكن تملك الادارة الاميركية المعلومات الكافية عن العراق ومكوناته واوضاعه الداخلية ومراكز القوى والتأثير فيه ولم تخرج كافة مراكز البحوث والدراسات بمخرجات تكون كافية لفهم العراق كبلد والعراقيين كشعب الا بعد ان دخلت اميركا العراق واصبحت على ارض الواقع فلم يكن لديهم مشروع متكامل يمنع تدهور الاوضاع في عراق ما بعد صدام ولم يمتلكوا الرؤية لادارة البلد وتنظيم اموره وتسليمه فيما بعد لاهله لادارته بل عمت الفوضى وانتشر الخراب وكانت النتيجة فشل المشروع الاميركي في العراق فشلاً ذريعاً والنتائج بعيدة كل البعد عن عقل وذهنية المخطط الاميركي ليتم الانسحاب للقوات المحتلة في عام ٢٠١١ مخلفة خسائر عظيمة بالارواح والاموال وازدياد نقمة المواطن الاميركي على سياسة وساسة بلده واما الحاجة العراقية الى نظام سياسي متزن ورصين وعادل يمحو سنوات الظلم والاضطهاد في عهد الدكتاتور فانها اصبحت في خبر كان.

أحدث المقالات

أحدث المقالات