25 نوفمبر، 2024 11:29 ص
Search
Close this search box.

جادة الصواب..

يستعد العراق مطلع العام القادم لاستقبال حدث مهم يستضيف خلاله مؤتمر اتحاد برلمانات الدول الاسلامية التي تعيش بلدانها اوضاعاً صعباً واضطرابات تحتاج من الجميع توحيد الجهود والتحلي بالحكمة التي تنقص العرب في هذه المرحلة الحرجة.
ولا يسعنا الا ان نتحدث عن بغداد، المدينة التي تعيش تناقضات عديدة ومشاكل كان لشرؤكاء العملية السياسية دور بارز في احياء الضغائن والاحقاد في جسد بلد اثخنت جراحه حتى بات لا يستشعر الالم، اننا امام فرصة تاريخية يجب علينا انتهازها بكل ما اوتينا من قوة، فالامر ليس بالهين وكذلك ليس بالصعب، فلا يمكن لنا انكار ان العراق حيد عربياً لفترات طويلة بسبب خطابه السياسي المتشنج والبعيد عن الواقع، الامر الذي يحتم عليه اعادة النظر بسياسته بعيداً عن املاءات البعض الذين يريدون له ان يكون حكراً لجهة تريد ان تستنهض بسيطرتها تاريخاً ذبح بسيف العروبة.
وعليه يجب علينا ان نتلمس الطريق من جديد بان نكون مع الجماعة، وان كنا نختلف مع البعض، فليس من المعقول ان نبقى اذلاء تابعين لدول تريد ان يكون العراق ساحة لصراعات الغير وتصفية لحسابات اجبرنا ان نكون اطرافاً دون ان نعي جسامة الخطر وما الت اليه الاوضاع لاحقاً.
وهنا استوقفتني اشادة رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، بدور العراق في القضايا العربية والإسلامية، وانه عمود من أعمدة الأمة العربية، اعادتني كلماته الى واقع يجب المحاربة لاعادة صياغته، انه دليل اخر على اهمية بغداد بان تاخذ دورها الذي كانت رائدة فيه على مر الازمان، وان الوقت حان بان نقول كلمتنا في كل شيء، لا ان ننتظر ان يملى علينا ما يريده الغير، ان الظرف الذي نمر بيه والاوضاع السيئة التي نعيشها تحتاح ممن يتولون زمام امور البلد، ان يعوا حجم الكارثة التي تعيشها البلاد، فالارهاب يضرب ثلث مدنه، ونازحيه بملاينهم الاربعة لايزالون يعيشون اسوء الظروف ما يشعرنا بالخزي والحسرة على ما خلفته سياسة بعض قادتنا في ادارة بلد بحجم العراق.
ولعل عزائنا الوحيد ان نجد ببعض الشخصيات الامل في استنهاض بغداد من جديد بالعودة الى ممارسة حقها في الحياة الكريمة الامنة، ومن هنا ندعو الجميع الى ضرورة التمعن جيداً في سياستنا ومواقفنا في العديد من القرارات التي تتبناها الدول العربية وليس كل ما يطرح ضد العراق وليس كل ما يقال يراد منه اضعافه، اننا امام مرحلة تجبرنا المضي مع المجموعة لا ان نتخلف من
اجل ارضاء دول نعلم انها لن تراهن بمصالحها من اجل عراق تنخره الطائفية والفساد.
ان انعقاد مثل هذا المؤتمر ما هو دليل على اننا قادرون على تحدي الظروف وتجاوز الازمة، فما تحقق الان وعلى كافة المستويات سواءً السياسية منها والامنية، وان لم تلبي طموحات شعب جبل على المحن، الا انها تعطينا الامل بان نعود من جديد الى جادة الصواب..

أحدث المقالات

أحدث المقالات