24 ديسمبر، 2024 1:58 ص

فضائـــــــح !

فضائـــــــح !

يــــــــــــــــحق لمن يستهويه ويتَّملّكه العظيم علي  بقيّمــــــــــــــه ومبادئه – التي إحتفظ التاريخ بالقليل منها في نهج بلاغته – يحق لهذا الانسان الممسوس ببعض علي أن يحيّا غريباً مع محيطه الذي ترّبّى فيه .. انه انسان تخالّه قد عاد تواً من كوكب آخر .. وقد يعترض او يتساءل احدهم ماهو الداعي وما هي المناسبة التي دعتك الكتابة وتذّكٌر علي .. أقول متى غاب عني لكي أستحضره الآن .. إنه الحاضر الحيُّ في قلوب وضمائر عشاقه من بني الانسان في كل الارض .. من دون توصيف وخصوصيات دين او مذهب او عرق .. فهو المعلّم الاول والملهم لكل ابن حواء يُقدّس إنسانيته ويحترم الانتماء لها .. واعود – ونحن نعيش في أجواء الفوضى والانتهاكات والاستلاب لانسانيتنا وحقنا في العيش الكريم – بأيادي مختلفة من اعداء تكالبوا علينا – الصهاينة واميركا والغرب وبداوة عربان الوهابية والاخوانية التركو- قطرية , وعلى راس هذه المظالم ( حكّام لصوص وجهلّة ) يدّعون الانتساب لوطن اسمه العراق !

حكّـــــــــــــــــــــا مٌ نزلوا من علياء قمة علي ومبادئه واستسهلوا الهبوط الى اودية نتنه – خبيثة – معاوية وابن العاص وأتخذوهم مثل أعلى في مايجب ان يكون عليه الحاكم .. لافرق بينهم .. اسلاموي او قومچي عنصري او مدعٍ للعلمانية او المدنية .. هم مشتركون في صفة الحقارة والتسافل الى حضيض النذالة ! ولقد قالها الرئيس العادل ( خوسيه مونيكا ) ان السلطة لا تُفسد وانما تكشف المخبوء في النفوس من فساد .. وهؤلاء حقراء  كشفتهم بروق مطامع السلطة !

اعود لماذا علي (ع) :

– حين يعترضه خارجي على ابواب مسجد الكوفة  – بعد فراغه من صلاته وخطبته – ومخاطباً له بصلافة من أمن العقوبة : إنني اكرهك و اكره الصلاة خلفك ولا اقاتل معك فاجابه الامام بكل هدوء : وانك سالم من عقابي ما سلم المسلمون من اذاك ولك علي النصيحة وان يصلك عطاؤك كما عامة المسلمين  .. هذا السلوك الديمقراطي للحاكم في زمن وبيئة البداوة المتخلفّة انذاك .. يقابله الاعتداء بالضرب او القتل على مواطنين عراقيين خرجوا في مظاهرات الجمعة السلمية في ساحة التحرير او في بقية المحافظات  .. مطالبين بالاصلاح ومحاسبة عادلة للمفسدين   .

 

– حين تكون موائد الحكام المترفين – والوطن في ضائقة مالية  – مبالغ فيها  وامتيازاتاهم فلكية غير مسبوقة واحدهم ينفق المليارات لحمّام سباحته او تجميل مؤخرته , والوطن مهدّدّ في مصيره وتستنزف موارده متطلبات الدفاع عنه   -نتذكر زهد علي – وهل تعرف الدنيا احداً من الرعاة او من الرعية أزهد منه –  حين إكتفى من هذه الدنيا بقرصي شعير طعاماً وبثوبين لباساً ( وانظروا الى أثاث وكمية الورود والطعام اذا حضر على موائد مجالس المحافظات , وقبل ذلك اسئلوا عن مايقدّم في مطعم البرلمان )  –  وهو الذي باع درعه ليشتري بثمنه الكساء والطعام لعياله .. هو القائل : ولقد رقّعّت مدرعتي حتى إستحييت من راقعها ( وهو سبطه الحسن ) – { والجعفري والمالكي والجبوري ومعصوم والوزراء يلبسون الازياء الفرنسية من ارقى الماركات } ..  أليس هو الذي دخل عليه عقبة بن علقمة , فاذا بين يديه لبن حامض  آذته حموضته وكِسر من خبز يابسة فقال له : ياأمير المؤمنين أتاكل مثل هذا فقال له : كان رسول الله (ص) يأكل أيبس من هذا ويلبس اخشن من هذا – وأشار إلى ثيابه – ولقد قال عنه  عمر بن عبد العزيز : أزهد الناس في الدنيا علي بن ابي طالب .. أليس هو الذي يراه الصحابي عبد الله بن عباس وهو يخصف نعله – من ليف – ويستغرب منه هذا الفعل وهو القائد في الميدان والخليفة ووقته لايسعه لذلك .. فييرد عليه بسؤال وماقيمة هذا النعل ؟ فيجيب الصحابي لاتساوي شيئاً , ويجيبه علي ع : إنها افضل من إمرتكم إلاّ ان اقيم حقا او أدحض باطلاً !

– حين تمتلئ مدارج هيئة النزاهة بملفات الفساد لوزراء ونواب ومسؤلين كبار في الدولة أُختيروا لا على كفاءة او نزاهة وانما وفق نظام المحاصة القبيح  .. نتذكر توصيته لواليه مالك الاشتر { وانظر في امور عمالك , فاستعملهم أختباراً , ولا تولّهم محاباةً وإثرة { ومعصوم  (الرئيس) يُعيّن ابنته التي لم تعيش في الخارج براتب إثنتي عشرة مليون دينار والباقين ايضا يتصرفون هكذا فالوزارات مخصصة لاحزاب السلطة واحبابهم وهي مغلقة محاصصة }  .. فانهم جُماع من شُعب الجور والخيانة .. وتوّخ منهم اهل التجربة في الحياة من اهل البيوتات الصالحة } .. حين ترى ثروتك النفطية يسرقها اللصوص من امثال المسعور الطرزاني وتعاونه مع العدو الصهيوني في سبيل بيع هذا النفط المسروق  ولايحاسبه رئيس معصوم او منهوم او رئيس وزراء او برلمان ذو اغلبية انبطاحيّة لمصالحهم الشخصية .. حين يتقاسم الجميع غنيمة اسمه العراق تتذكرّه وهو الذي لم يحابي اخيه عقيل ( الكفيف ) وذو العيال المعدّم !

– حين يفّر الجبناء امام عصابة من شذّاذ الآفاق واقزام مرتزقة ويسكت على هذا الفعل من يدعّي الانتساب لفكره ( رئيس الحكومة المالكي حينذاك ) .. حين كان بمقدوره فعل الكثير وقيادة الكثير من القطعات في بغداد ومن الوسط والجنوب وهو يمتلك طائرات الانزال والمقاتلات ولكنه  لم يكن شجاعا واستكان وراح شباب الشيعة طعماّ سهلا للجبناء  في بادوش وسبايكر وغيرها .. تتذكره حين كان هو القائد في الميدان وهو الشجاع الذي ألجأ عمر بن العاص لكشف عورته  , وان يهّمَّ ابن العاهرة هند للفرار من ارض المعركة في صفّين – كما هو أعترافه بذاك – فهو القائد الذي شقَّ الصفوف في الجمل وصفين وفي النهروان وهو حامل لواء رسول الله (ص) في كل معارك الاسلام , ولايفوتني ان أذكره وهو يصلّي في ارض المعركة بين صفّي القتال والسهام تتطاير بين يديه !

وختاماً لكم الحق ان تعرفوا لماذا إخترت عنوان المقال : ا ذا اردت لكل الناس قراءة كتابك .. أكتب عليه فضائح ( مارك كوين )

لك الله ياعراق علي