23 نوفمبر، 2024 1:24 م
Search
Close this search box.

الوزير سركون في السجن وهو برئ فهل يبقى للمسيحيين مكان في العراق؟

الوزير سركون في السجن وهو برئ فهل يبقى للمسيحيين مكان في العراق؟

وزير البيئة في الحكومة العراقية السابقة سركون لازار صليوا يقبع حاليا في السجن محكوما حسب قرار المحكمة بالسجن المشدد سنتين ودفع غرامة مبلغ يزيد عن 300 مليون دينار , والوزير السابق عضو قيادي في الحركة الديمقراطية الاشورية , أحدى فصائل المعارضة العراقية المعروفة بنضالها ضد النظام الدكتاتوري البائد , وقد اصدرت هذه الحركة بيان شرحت فيه حيثيات اتهام وزيرها والحكم عليه وسجنه , والحقائق الواردة في البيان ومن التقارير المنشورة عبر الانترنت من أصدقاء الوزير والمقربين منه يتوضح بجلاء برائته من التهم المسنودة اليه , بل العكس حرصه على عدم تحميل الدولة مصاريف سكن عائلته بعد عدم قيامها بتأمين دار سكن لعائلته أسوة ببقية الوزراء , قام بأسكان عائلته في المبنى البديل لوزارة البيئة وبموجب الاصول والموافقات الرسمية , وهذا الحرص وفق الطبائع المسيحية في عمل الخير والفعل الحسن , أنقلب عليه وأتهم بأستغلال املاك الدولة في اسكان عائلته , وحوكم بتهمة عدم النزاهة
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة لدى سائر المسيحيين في العراق ولدى أقربائهم المغتربين في المهجر ودول الاغتراب : أذا كان المسيحي في العراق بموقع الوزير يتهم ويسجن وهو برئ , لا بل حريص على المال العام أضافة الى موفقيته في أدارة وزارة البيئة ونجاحه المشهود له , هذا بعد الاعمال الشنيعة التي قام بها داعش وتفريغ الموصل منهم وتفريغ مناطق سهل نينوى مركز الثقل لديهم ومن أكثر المناطق التي لديهم فيها كثافة سكانية في العراق وقبلها تقليص وجودهم في بغداد من قبل القاعدة وتفريغ مناطق بغداد منهم في مناطق كثيرة ومنها منطقة الدورة جنوب بغداد وخاصة حي الاثوريين الذي كانو فيه يمارسون شعائرهم وتراثهم وتقاليدهم المعروفة والمحترمة من قبل اهالي بغداد عامة.
  بعد كل هذا من عصابات داعش والقاعدة وغيرها والان محاكمة الوزير سركون بموجب القانون والقضاء وفي محاكم المفروض ان يكون فيها العدل والمساواة , في حين ما يعرف في العراق بالحيتان , تسرق المليارات من الدولارات لا الدنانير , يتمتعون بالحرية ومواقع السلطة , فهل بقى للمسيحيين مكان في العراق  ؟ أنه سؤال كبير يسأله المسيحيون وينتظرون اجابات عملية من السلطة واصحاب النفوذ في العراق , لا كلام طيب ومعسول كما تعودوا عليه , وهذا الانتظار لا يتحمل وقت أطول مما تحملوه , لأن المنظمات المشبوهة التي تنفذ مخططات مرسومة منذ أمد بعيد في أفراغ العراق بلاد الرافدين موطن تاريخهم في بابل وأشور مند الاف السنين تنشط اليوم مستفيدة من هذه الظروف العصيبة التي يمرون بها . أن هذا الوضع الصعب يستغله أصحاب مشاريع تفريغ العراق من سكانه الاصليين ايناء بابل واشور حيث يطبلون ويزمرون وفق امنياتهم ومخططاتهم فالبعض سارع الى التصريح بهذا التحصيل وحددوا الزمن بانه لن يطول والبعض يقدر ان العراق سيخلى من هذه المكون خلال سنوات قليلة , والحقيقة التاريخية تشير الى ان المذابح والتهجير المتعاقبة التي جرت في القرون الماضية لهذا الشعب الاصيل من مذابح المغول و الغزوات الفارسية , بينها مذابح القرن العشرين التي قامت بها الدولة العثمانية في بداية القرن العشرين ومن ثم المذابح بعد قيام الدولة العراقية ومنها مذابح سميل عام 1933 ومذبحة صورية عام 1969 وعمليات الانفال سيئة الصيت وتهجير القرى عام 1988 وكلها لا تنحصر في اعداد الشهداء والقتلى في هذه المذابح بل في انعكاساتها وعمليات الهجرة الواسعة التي أعقبتها , ولكنها كلها لم تقلع شعبنا من جذوره ولم تنهي وجوده على ارضه التاريخية ارض الاباء والاجداد , وهذه المرحلة أيضا سيتجاوزها شعبنا متمسكا بارضه ووطنه , ولكن على حساب الامه ومعاناته وانحسار عدده بما يتبعها من انحسار حقوقه الوطنية كما هو حاصل اليوم واعتباره ( أقلية ) مهمشة . انه سؤال لكل القيادات السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية في العراق , هل يستدركون هذا الواقع ام لا ؟ وهل يدرون ام انهم فعلا ينفذون وهم لا يدرون اجندة الاعداء التاريخيين لهذا الشعب العريق. والجواب على هذا السؤال لا يحتاج الى تصريحات وتنظير وكلمات عاطفية بل الى عمل ومواقف وقرارات تنصف هذا الشعب واقرار حقوقه في ادارة شؤونه على ارضه.

أحدث المقالات

أحدث المقالات