عندما يجلس الملوك و السلاطين على كرسي العرش فإن الامة تبقى تنتظر الخير و الصلاح و الامن و الامان و تهنئ بالعيش الكريم في ظل حاكم او قائد يرعى حرمة السماء في خلقها فهم قد وضعوا كامل ثقتهم المطلقة بقيادتهم السياسية التي وصلت إلى دفة الحكم ، فيبقى الحاكم و السلطان هو و ضميره فإن كان حياً و يحسب الف حسابٍ ليوم تقوم فيه الناس لرب العالمين ، ليوم تشخص فيه الابصار فحتماً سيتحقق حلم الشعب بحياة حرة و كريمة على أقل التقادير ، أما إذا كان السلطان و الملك فاقداً لكل مقومات النجاح و مقدمات الادارة الناجحة ولا يمتلك مستوىً عالٍ من الحكمة و الحنكة فحتماً سترى الامة الواناً من المصائب و المعاناة و ستقع كفريسة سهلة لظلم الحكام المتسلطة و المتجبرة و سوف تذهب احلامها ادراج الرياح وكما فعله سلاطين دولة الدواعش أيام الايوبيين و الزنكيين لما خلفوه وراءهم من تراكمات اثقلت كامل شعوبهم الاسلامية المضطهدة من حروب طاحنة و فقر شديد و فساد بمختلف الاشكال و الحيف و الضيم بكل المقاييس العالمية حتى باتوا موضع لعنات السابقين و المتأخرين بسبب سياساتهم الفاشلة و المتخبطة التي أثرت سلباً على واقع الشعوب فيذكر ابن الاثير تلك الوقائع الاليمة بمرارة و حسرة في مؤلفه الشهير الكامل ( ج10/ ص296) فيقول : (وما اقبح بالملوك و ابناء الملوك أن يكون هذا الرجل الغريب المنفرد أحسن سيرة و اعف عن اموال الرعية و اقرب إلى الخير منهم ولا اعلم اليوم في ولاة امور المسلمين أحسن سيرة منه ) فهذا كاتب و مؤرخ و عالم و مصدر معتمد لدى داعش يكشف النقاب عن حقيقة ملوك و سلاطين تلك الدول وما لحق بها و بشعوبها من خراب و دمار و هتك لشرائع الاسلام حتى باتوا العوبةً بيد الروم و الاتراك فيتخذونهم اولياء عهد و مستشارين لهم و مريبن لصغارهم لكن العجب العجاب أن هؤلاء المربين كانوا افضل سيرة و احسن عملاً مع الرعية من الملوك الايوبيين و الزنكيين و ابن الاثير خير شاهد على ذلك فهو ينقل لنا مدى استقامة العبد و الخادم الرومي طغرل المملوك للظاهر ابن صلاح الدين الذي نال اعجاب و استحسان ابن الاثير حتى وصفه بالأحسن سيرة و عدالة و استقامة من ملوك عصره وهذا ما علق عليه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته العقائدية (32) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 7/4/2017 خلال معرض كلامه عن الاسباب التي دعت داعش و أئمته إلى التمجيد بهكذا حكام و سلاطين رغم فسادهم و كثرة معاركهم و غزواتهم التي جرت المنطقة إلى مزيد من الويلات و المعاناة فقال الداعية الاسلامية الصرخي : ( رفع طغرل مظلوميات كثيرة قد فعلها ابن صلاح الدين الممضى تنصيبه و عمله من الملك العادل ، فاستقامة و عدالة هذا الخادم الرومي كشفت انحراف و ظلم و فساد ملوك و سلاطين ذلك الزمان وكما قال ابن الاثير ) .